بيروت تستضيف النسخة الأولى من «مهرجان الفيلم الإيطالي»

احتفاءً بالسينما جسراً للتواصل بين البلدين

من الأفلام المشوّقة في المهرجان «الثقة» لدانيال لوشيتي (السفارة الإيطالية)
من الأفلام المشوّقة في المهرجان «الثقة» لدانيال لوشيتي (السفارة الإيطالية)
TT

بيروت تستضيف النسخة الأولى من «مهرجان الفيلم الإيطالي»

من الأفلام المشوّقة في المهرجان «الثقة» لدانيال لوشيتي (السفارة الإيطالية)
من الأفلام المشوّقة في المهرجان «الثقة» لدانيال لوشيتي (السفارة الإيطالية)

تُثابر السفارة الإيطالية لدى لبنان على إقامة النشاطات التي توطّد العلاقة الفنية بين إيطاليا ولبنان. وعبر «المعهد الثقافي الإيطالي» فيها تترجم هذه العلاقة بروزنامة عمل تزدحم بالمعارض والمهرجانات.

وفي 24 يناير (كانون الثاني) الحالي ينظّم «المعهد» النسخة الأولى من «مهرجان الفيلم الإيطالي» في بيروت. وبالتعاون مع سينما «متروبوليس» سيُسلّط الضوء على أفضل أعمال السينما الإيطالية المعاصرة.

يتضمن المهرجان 11 عرضاً جميعها معاصرة، ما عدا فيلم الختام الذي يعود إنتاجه إلى عام 1922.

وتُستهل ليلة الافتتاح بالشريط السينمائي «فيرميليو» للمخرج ماورا ديلبيرو. تدور أحداثه في عام 1944، ويحكي الفيلمُ، المرشحُ لنيل جائزة «الأوسكار»، عن الشاب «بييترو» الهارب من الحرب. يتجه إلى قرية «فيرميليو» الجبلية النائية، وهناك يقع في حب ابنة الأستاذ المدرسي. فتنقلب حياة الجميع رأساً على عقب.

تُعرض جميع أفلام المهرجان في صالات سينما «متروبوليس» التي افتُتحت أخيراً بمنطقة مار مخايل. ومن الأفلام التي تستضيفها «نونوستانتي» للمخرج فاليريو ماستاندريا. عنوان الفيلم يعني «أشعر بتحسن». ويتناول قصة رجل يجد في دخوله المستشفى أفضل مكان للهروب من إيقاع يومياته المضني. هناك شخص جديد يدخل حياته ويضعه أمام تحدّيات عدة. يستغرق الفيلم 93 دقيقة ويُعرض في الثامنة من مساء السبت 25 يناير الحالي.

ينطلق مهرجان الفيلم الايطالي في 24 يناير (السفارة الايطالية)

ومن الأفلام الأخرى المشاركة في المهرجان «الصيف مع إيرين»، و«فاميليا»، و«فيتا أكانتو»، و«رسائل من سيسيليا».

فيلم «الثقة» لدانيال لوشيتي، يرتكز على قصة كِتابٍ لدومينيكو ستارنون، تدور حول الثقة وتأثيرها على العلاقات العاطفية؛ وكيف يمكن للخوف أن يترك بصماته على حياتنا مدى الحياة.

ومن الأفلام التي تدور أحداثها في القرن الـ18 «غلوريا». ويحكي عن خادمة تعمل في معهد للموسيقى خاص بالفتيات، ولأنها تلتزم الصمت دائماً، فلم تُكتشف موهبتها في العزف على البيانو إلّا بعد مدة. وتتحوّل الفتاة، واسمها «تيريزا»، لاحقاً إلى واحدة من أهم العازفين في «المعهد».

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يشير أنجيلو جوي، مدير «المعهد الثقافي الإيطالي»، إلى أهمية هذه الخطوة التي تُقام لأول مرة في لبنان. كما يشير إلى أن العلاقة السينمائية بين البلدين كانت على أَوْجها إلى حين اندلاع الحرب اللبنانية في منتصف السبعينات من القرن الماضي. ويتابع: «كانت الأفلام الإيطالية حينها تلاقي تقديراً واسع النطاق وتحظى بالاحتفال هنا. وهو ما كان يشكّل جزءاً لا يتجزأ من المشهد الثقافي المحلي. ومع ذلك، منذ ثمانينات القرن العشرين، فقد تضاءل هذا الحضور تدريجياً. وعبر هذا المهرجان، نسعى إلى إعادة إحياء الصّلة، وتنشيط التقدير للسينما الإيطالية. وهذه الوسيلة كانت تاريخياً جسراً ثقافياً بين بلدينا».

«فيرميليو» معه تُفتتح فعاليات المهرجان (السفارة الايطالية)

الاحتفاء بالسينما الإيطالية في لبنان، بعد فترة انقطاع، ينبثق من طموح مزدوج. كما يذكر مدير «المعهد الثقافي الإيطالي» في لبنان. ويتمحور حول تسليط الضوء على ثراء السينما الإيطالية المعاصرة وحيويتها. وفي المقابل، يُعيد النظر إلى الكلاسيكيات، فيستحضر روائع خالدة لا تزال تُشكّل الخيال السينمائي العالمي. كما يبرز التشابك بين العنصرين؛ المعاصر والتراثي.

ويختم أنجيلو جوي قائلاً: «نهدف عبر هذا الحدث إلى تقديم رؤية للسينما الإيطالية ذات صلة بالحاضر ومتناغمة مع الماضي».

ويستعد «المعهد الثقافي الإيطالي» لإقامة نشاطات ثقافية أخرى خلال عام 2025؛ من بينها ما يتعلّق بـ«يوم التّصميم الإيطالي». وهو حدث ينتظره اللبنانيون من عام إلى آخر. وتُستضاف خلاله أسماء شهيرة في هذا المجال من إيطاليا.

فيلم الختام سيكون مع «E piccerella» ويتخلله عزف موسيقي إلكتروني (السفارة الايطالية)

ومن الأفلام المميزة المشاركة في المهرجان «إي بيتشيريلّا E piccerella» للكاتبة والمنتجة إلفيرا نوتاري التي تعدّ أول اسم نسائي إيطالي يدخل عالم الإخراج السينمائي. وينتمي الفيلم إلى فئة الأفلام الصامتة بالأبيض والأسود، وقد أُنتج عام 1922، وفي المهرجان الإيطالي سيكون «العرض الأول (Premiere)» له عالمياً. ومعه يختتم المهرجان فعالياته فيُعرض في 2 فبراير (شباط) المقبل.

يذكر أن الفيلم ترافقه موسيقى إلكترونية يعزفها مباشرة خلال العرض موريليو كاتشياتوري، وهو من أهم الموسيقيين الإيطاليين اليوم، وقد حائز جوائز عالمية تقديراً لإبداعه الفني. ومن أشهر معزوفاته «ولدي يحلم» التي أطلقها في عام 2016.


مقالات ذات صلة

فيلمان جديدان عن أعتى الوحوش... فرانكنشتاين يعود في الخريف والربيع

يوميات الشرق من «فرانكنشتاين» لغييرمو ديل تورو (نتفليكس)

فيلمان جديدان عن أعتى الوحوش... فرانكنشتاين يعود في الخريف والربيع

فرانكنشتاين ووحشه عائدان بقوّة، والصرخة التي أيقظت هوليوود نتج عنها فيلمَان جديدَان سيُطلقان خلال الأشهر المقبلة.

محمد رُضا (لندن)
سينما من «قرار تنفيذي» (ناشيونال جنرال بيكتشرز)

أفلام عن جون كيندي تناولت اغتياله

استجابة لأمرٍ تنفيذيٍّ أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رُفعت السرية عن الوثائق المتعلّقة باغتيال ثلاثة من السياسيين الأميركيين وهم جون كيندي وشقيقه روبرت....

محمد رُضا (لندن)
سينما «عندما يومض البرق فوق البحر» (مهرجان برلين)

شاشة الناقد: فيلمان في «مهرجان برلين»

«عندما يومض البرق فوق البحر» مأخوذ من عبارة لصبي ترد قبل نهاية الفيلم، يصف بها أحلامه في بلدة أوديسا غير البعيدة عن لهيب الحرب بين أوكرانيا وروسيا.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الدشاش» شهد عودة محمد سعد إلى السينما بعد سنوات (الشركة المنتجة)

إيرادات هزيلة للسينما المصرية خلال موسم رمضان

طقوس موسم رمضان واجتذاب المسلسلات للناس وراء هذا الانخفاض الملحوظ في الإيرادات السينمائية، والذي يُتوقّع استمراره حتى موسم عيد الفطر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق محمد سامي (فيسبوك)

المخرج المصري محمد سامي يعلن اعتزاله... ومطالبات بتراجعه

أعلن المخرج المصري محمد سامي، اليوم (الخميس) اعتزاله الإخراج التلفزيوني بعد رحلة استمرت نحو 15 عاماً، قدم خلالها العديد من الأعمال الفنية الدرامية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

من بطّة ترودو إلى «سوبرمان» بوش... «دبلوماسيّة الجوارب» موضة أم صندوق بريد؟

جوارب البطة الصفراء التي ارتداها ترودو في المنتدى الاقتصادي العالمي (أ.ب)
جوارب البطة الصفراء التي ارتداها ترودو في المنتدى الاقتصادي العالمي (أ.ب)
TT

من بطّة ترودو إلى «سوبرمان» بوش... «دبلوماسيّة الجوارب» موضة أم صندوق بريد؟

جوارب البطة الصفراء التي ارتداها ترودو في المنتدى الاقتصادي العالمي (أ.ب)
جوارب البطة الصفراء التي ارتداها ترودو في المنتدى الاقتصادي العالمي (أ.ب)

ليس نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، أوّل السياسيين الذين يعتمدون «دبلوماسيّة الجوارب». سبقه إلى هذه الظاهرة قادةٌ ومشاهير كثر. وإذا كان انتباهُ الرئيس الأميركيّ دونالد ترمب قد تشتّتَ بسبب جوارب نائبه الخارجة عن المألوف، فإنه على الأرجح لم يلتقِ يوماً بأحد أسلافه، جورج بوش الأب، والذي كان في طليعة رجال السياسة الّذين تجرّأوا في اختيار الجوارب.

احتفاءً بزيارة رئيس الوزراء الآيرلندي تاوسيتش مايكل مارتن إلى واشنطن، اختار فانس جوارب بيضاء مدموغة بورقة النفل الخضراء، شعار آيرلندا. خالفَ بذلك قواعد ترمب الذي يصرّ على اللباس الرسميّ الكلاسيكيّ.

بوش الأب والجوارب «المجنونة»

تتناقض صرامة ترمب في موضوع الهندام، مع الأسلوب الذي كان يعتمده بوش الأب. اشتُهر الرئيس الـ41 للولايات المتحدة بجواربه الملوّنة التي حملت رسوماً ملوّنة ورموزاً طريفة. وهو صرّح مرّةً: «أعلن حبّي للجوارب. وكلّما كانت ألوانها صارخة وتصاميمها مجنونة، كان ذلك أفضل».

حتى بعدما أصبح على الكرسيّ المتحرّك، حافظ الرئيس الراحل على تقليده هذا. كذلك في المناسبات الحزينة، واكبت جوارب بوش الظرف؛ كما في دفن زوجته باربرا عام 2018، حيث ارتدى جوارب عليها رسومٌ لكتُب، في تحيةٍ للسيّدة الأولى التي التزمت خلال مسيرتها قضيّة التعليم ومحو الأمّيّة.

جورج بوش الأب والجوارب التي ارتداها في جنازة زوجته (أ.ب)

من العلم الأميركي إلى عبارة «Vote» تشجيعاً للمواطنين الأميركيين على الاقتراع، تنوّعت الرسوم ولم تتبدّل عادةُ بوش. وهي ترجمت مراتٍ كثيرة، إضافةً إلى حسّه الفكاهيّ، التزامه القضايا الإنسانية؛ فوفق صورةٍ نشرها عام 2018، هو واكبَ اليوم العالمي لمتلازمة «داون» بارتداء جوارب تحمل رسم «سوبرمان»، في تحيةٍ إلى قوة المصابين بهذه المتلازمة وإرادتهم.

ترودو والبطّة الصفراء

انسحبت موضة الجوارب الجريئة كذلك على الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي لم يمانع أن يرتديها مع بزّاته الكلاسيكية في المناسبات الرسمية. إلّا أنّ البطولة في «دبلوماسيّة الجوارب» تبقى من حصّة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

تكاد لا تمرّ أيٌ من إطلالاته الرسمية من دون أن تنشغل عدسات الصحافة بالتقاطِ الصور لجواربه الملوّنة والمخطّطة والمزركشة.

يشتهر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بانتقائه جوارب خارجة عن المألوف (أ.ب)

من شجرة القيقب البيضاء على خلفيّةٍ حمراء، وهي رمز بلاده، إلى شعار «الناتو» على هامش مشاركته في اجتماع المنظّمة، لا يدع ترودو مناسبةً تمرّ من دون أن يخصّها بالجوارب الملائمة لها. حتى اليوم العالمي لسلسلة «Star Wars» (حرب النجوم) في 4 مايو (أيار)، وجد له ترودو جوارب!

جوارب «Star Wars» التي ارتداها ترودو عام 2017 في لقائه مع نظيره الآيرلندي (أ.ب)

من المعروف أنّ ترودو يستخدم الجوارب صندوق بريد لتوجيه رسائل، أو التعبير عن مواقف. وقد استفزّ هذا الأمر ضيوفه ونظراءه، إلى درجة أنّ بعضهم دخل اللعبة، فباتوا يرتدون جوارب غريبة كلّما اجتمعوا به.

تتناقض ذائقة ترودو تلك مع أسلوبه الكلاسيكيّ في اللبس، فهو لا يتخلّى عن بزّاته الداكنة وربطات عنقه ذات الألوان الموحّدة والهادئة. وهكذا كانت الحال بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث ارتدى جوارب بنفسجيّة عليها رسوم بطّة صفراء.

جوارب البطة الصفراء التي ارتداها ترودو في المنتدى الاقتصادي العالمي (أ.ب)

جونسون لا يغسل جواربه

عندما حاول بوريس جونسون أن يركب موجة الجوارب، انقلب السحر على الساحر. لاحظ الناس أن رئيس الوزراء البريطاني السابق يرتدي الجوارب نفسها لأيامٍ متتالية، فاعتبروا أنه لا يغسلها؛ ما اضطرّ مكتبه الإعلامي إلى إصدار توضيحٍ بأنه يملك كثيراً منها.

أما الصورة التي حملتها تلك الجوارب فهي للحاكم الآشوري آشور بانيبال (668 - 627 ق.م)، وهي متوفّرة في المتحف البريطاني وسعرها 6 جنيهات إسترلينية.

رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون وجوارب الحاكم الأشوري (إكس)

جوارب النجوم

إذا كان مشهد الجوارب المزركشة والجريئة غيرَ مألوف في عالم السياسة، فهو اعتياديّ في عالم الفن. من بين الفنانين المعروفين بأذواقهم الغريبة في الجوارب، المغنّي جاستن بيبر الذي مهما كان هندامه، فإنه لا يفارق جواربه الملوّنة والمقلّمة.

جوارب جاستن بيبر الزهريّة مع البزة الرسمية (إنستغرام)

ومن بين المشاهير المعروفين بجواربهم غير الاعتيادية، هاري ستايلز، وجوني ديب، وروبرت داوني جونيور، وفاريل وليامز، وراين رينولدز.

أما من النجمات الإناث، فالأكثر جرأةً في اختيار الجوارب، المغنيات أريانا غراندي، وريهانا، وتايلور سويفت، والإعلامية إيلين دي جينيريس.

الممثل روبرت داوني جونيور والإعلامية إيلين دي جينيريس (إكس)

ليست موضة الجوارب الخارجة عن المألوف بالجديدة، لكنّ مَن يجرؤون على اعتمادها قلّة. هم غالباً أشخاص يميلون بطبعهم إلى التمرّد والإبداع، ويعكسون صورةً مرحة تسهّل على الآخرين التقرّب منهم والتواصل معهم.