قضاء الأطفال أكثر من 90 دقيقة يومياً أمام الشاشات يؤثر على تطورهم

طفل يعمل على جهاز لوحي بحضانة في فرنسا (أرشيفية- أ.ف.ب)
طفل يعمل على جهاز لوحي بحضانة في فرنسا (أرشيفية- أ.ف.ب)
TT

قضاء الأطفال أكثر من 90 دقيقة يومياً أمام الشاشات يؤثر على تطورهم

طفل يعمل على جهاز لوحي بحضانة في فرنسا (أرشيفية- أ.ف.ب)
طفل يعمل على جهاز لوحي بحضانة في فرنسا (أرشيفية- أ.ف.ب)

كشفت دراسة أن الأطفال الذين تقل سنهم عن عامين، والذين يقضون أكثر من ساعة ونصف في اليوم في مشاهدة التلفزيون أو الإنترنت، لديهم مهارات لغوية أضعف، وهم أكثر عرضة لسوء التصرف في سن الرابعة والثامنة.

ووفقاً لدراسة جديدة، تتبع الأكاديميون أكثر من 6 آلاف طفل تتراوح سنهم بين عامين وثمانية أعوام، للتحقيق في تأثير انتهاك الحد الأقصى للأطفال الصغار الذين تتراوح سنهم بين عامين وخمسة أعوام، الذي لا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم من وقت الشاشة.

وأفادت الدراسة بأن ساعة واحدة هي الحد الأقصى الموصَى به من قبل باحثي الصحة؛ لكن معظم الأطفال البريطانيين الذين تتراوح سنهم بين عامين وخمسة أعوام يقضون أكثر من ساعتين في اليوم في مشاهدة التلفزيون أو اللعب على أجهزة الكومبيوتر أو استخدام الهاتف الذكي.

ووفقاً لصحيفة «تلغراف» فإن طفلاً واحداً من كل خمسة يمتلك بالفعل هاتفاً ذكياً في سن الثانية، وفقاً للهيئة التنظيمية عبر الإنترنت «أوفكوم».

ووجدت دراسة أجرتها جامعة كانتربري في نيوزيلندا، وخضعت لمراجعة الأقران، أن الأطفال الذين شاهدوا أكثر من 90 دقيقة من «وقت الشاشة المباشر اليومي» كانوا -بحلول سن 4.5 و8 سنوات- أقل من المتوسط ​​في المفردات والتواصل والكتابة والحساب وطلاقة الحروف، كما كانت لديهم مهارات اجتماعية أضعف. وكانت لديهم مشاكل، هي أنهم أكثر عرضة للعب بمفردهم، وأقل استحساناً من قبل الأطفال الآخرين، وأقل عرضة لمشاركة ألعابهم.

وكان أداء الأطفال الذين قضوا أكثر من 2.5 ساعة من وقت الشاشة أسوأ. وعلى النقيض من ذلك، كان لدى الأطفال الذين شاهدوا أقل من ساعة واحدة يومياً من وقت الشاشة الموصى به دولياً مهارات لغوية أفضل ومستويات تعليمية أعلى ومشاكل سلوكية أقل، وكانوا أكثر اجتماعية من المتوسط ​​بحلول سن الرابعة والثامنة.

وكان تأثير انتهاك حدود وقت الشاشة كبيراً بما يكفي بحلول سن الثامنة، ليعني أن الأطفال كانوا أكثر عرضة ليكونوا في مستوى متدنٍّ بفصولهم من الناحية التعليمية. ولو لم يكن لديهم هذا القدر من الوقت أمام الشاشات، لكانوا قد أصبحوا أفضل، وفق الدراسة.

وقالت ميغان غاث، إحدى الباحثات: «لقد وجدنا علاقة خطية، فكلما زاد الوقت الذي تعرضوا له أمام الشاشات، كانت نتائجهم أسوأ، وكان ذلك أكثر وضوحاً في أعلى مستويات التعرض للشاشات».

وقال التقرير إن مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت بشكل متزايد يفسر سبب رؤية المعلمين للأطفال وهم يأتون إلى المدرسة في سن الخامسة بمهارات لغوية وتعليمية واجتماعية أقل مما كانوا عليه في الماضي. وقال الباحثون: «إن وقت الشاشة خلال مرحلة الطفولة المبكرة ينبئ بالمهارات التي يمتلكها الأطفال عند وصولهم إلى المدرسة، والارتفاع الكبير في استخدام الشاشة على مدار السنوات الأخيرة قد يفسر جزئياً سبب انخفاض الاستعداد للمدرسة على مدار السنوات الأخيرة».

وقال الباحثون إن هذا يتجاوز المخاطر الصحية الناجمة عن زيادة الوقت الذي يقضونه في الجلوس بسبب وقت الشاشة، بما في ذلك ارتفاع معدلات السمنة والمرض وزيادة زيارات الأطباء. وقالوا إن تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال في مشاهدة التلفزيون أو الإنترنت يمكن أن تكون له آثار كبيرة على جودة تعليم الأطفال وصحتهم.

وأفادت الدراسة بأنه «نظراً لانتشار وسائل الإعلام التي تحتوي على شاشات في حياة الأطفال اليومية، وحقيقة أن الاستخدام قابل للتعديل بسهولة، فمن المرجح أن تكون التأثيرات على الصحة العامة كبيرة».

وتوصي إرشادات منظمة الصحة العالمية المتفق عليها دولياً بعدم استخدام الشاشات للأطفال دون سن الثانية، وأقل من ساعة واحدة يومياً للأطفال الذين تتراوح سنهم بين 2 و5 سنوات.

ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث الحالية باستمرار أن ما يصل إلى 80 في المائة من الأطفال في سن الثانية، و95 في المائة من الأطفال في سن الثالثة، على مستوى العالم، يتفاعلون مع الشاشات الرقمية فوق المستويات الموصى بها.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية» تعلن استئناف التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة السبت

المشرق العربي صورة ملتقطة في 14 أكتوبر 2024 في دير البلح بقطاع غزة خلال تلقي الأطفال الفلسطينيين لقاح شلل الأطفال كجزء من حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع الفلسطيني (د.ب.أ)

«الصحة العالمية» تعلن استئناف التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة السبت

أعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء إطلاق حملة تطعيم جماعية جديدة ضد شلل الأطفال في 22 فبراير (شباط) في غزة، حيث لا يزال الفيروس موجودا ويشكل خطرا على الأطفال.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق يُعد الغضب أحد أكثر المشاعر تعقيداً التي يواجهها الأطفال (سيكولوجي توداي)

عبارة «سحرية» لتهدئة طفلك الغاضب على الفور

يُعد الغضب أحد أكثر المشاعر تعقيداً التي يواجهها الأطفال. وقد يكون من الصعب تعامل الوالد مع طفل مُحبط أو غاضب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تضمين الألياف في وجبات الصغار ضرورة غذائية (رويترز)

الفواكه والخضراوات تقلل إصابة الأطفال بالاضطرابات الهضمية

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة لوند السويدية عن أن اتباع الأطفال الصغار نظاماً غذائياً أكثر ثراءً بالألياف الغذائية الموجودة في الفواكه والخضراوات…

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الطفولة التعيسة للطفل الأول تؤثر على الصحة النفسية للأشقاء

الطفولة التعيسة للطفل الأول تؤثر على الصحة النفسية للأشقاء

كشفت دراسة حديثة، عن احتمالية أن تلعب الظروف النفسية القاسية التي تحدث للطفل الأول في العائلة، دوراً في زيادة فرص الإصابة بالمشاكل النفسية لجميع الاشقاء لاحقاً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
يوميات الشرق الأطفال قد يكونون أكثر ميلاً لتناول الخضروات إذا تناولتها أمهاتهم خلال الحمل (رويترز)

تعزيز حب الأطفال للخضراوات يبدأ من مرحلة الحمل (دراسة)

أشارت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الصغار قد يكونون أكثر ميلاً لتناول الخضراوات إذا تناولتها أمهاتهم، خلال المراحل الأخيرة من الحمل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: «حادثة الدقهلية» تعيد الجدل بشأن الانتحار عبر «البث المباشر»

جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)
جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)
TT

مصر: «حادثة الدقهلية» تعيد الجدل بشأن الانتحار عبر «البث المباشر»

جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)
جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)

جددت واقعة انتحار شاب بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) عبر بث مباشر أعلن فيه أنه تناول مادة سامة، الجدل بشأن وقائع انتحار مشابهة واستخدام «البث المباشر» على «السوشيال ميديا» لتوثيق عملية الانتحار.

وتواصل جهات التحقيق في مصر فحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أعلن انتحاره في إحدى قرى محافظة الدقهلية، مؤكداً أنه تعرض للظلم وأنه لا يسامح من ظلموه وأن ذنبه في رقبة كل من ظلمه.

وتسعى جهات التحقيق للتوصل إلى الأسباب التي دفعت الشاب إلى اتخاذ هذا القرار، وتبين من تفاعلاته على «السوشيال ميديا» وجود حوار سابق بينه وبين شخص نصحه بتناول مادة سامة. فيما اتجهت روايات أخرى لأصدقاء الشاب إلى أنه كان يعاني من ضائقة مالية بعد تعرضه للحبس في إحدى القضايا، ثم خروجه وعمله في التجارة، إلا أن ديوناً متراكمة أدت إلى اتخاذه هذا القرار، حسبما نشرت وسائل إعلام محلية.

وقبل أشهر قليلة أنهت فتاة مصرية حياتها في العريش، وكانت قد بثت فيديو تتحدث فيه عن الانتحار، طالبةً من أهلها وصديقاتها عدم الحزن عليها والدعاء لها. وأثارت الواقعة ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي وقتها. وسابقاً أيضاً أعلن شاب مصري كان يعمل محفِّظاً للقرآن، انتحاره عبر «بوست» على «فيسبوك»، طالباً من أهله وطلابه الدعاء له بالرحمة.

ويرى الأستاذ في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، أن «نشر تفاصيل حوادث الانتحار والقتل على وسائل الإعلام و(السوشيال ميديا) يؤدي إلى زيادة هذه الحوادث لا إلى تقليصها».

مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا مشكلة أساسية، وهي أن الإنسان يتعرض للحظات ضعف نفسي، ويجد في إنهاء حياته حلاً سهلاً، لأنه يصل إلى مرحلة ينظر إلى الحياة من ثقب إبرة، ليس لديه سعة أفق أو ثبات انفعالي، فهذا الشاب الأخير عمره 22 عاماً، أياً كان الظلم الذي تعرض له فلا يجب أن يكون خياره إنهاء حياته».

وقبل ثلاثة أعوام قام أحد الشباب في محافظة البحيرة (شمال مصر) باستخدام البث المباشر في الإعلان عن إنهاء حياته بعد تعرضه للظلم من أحد أقاربه، مبرراً قيامه بهذا الأمر لكي يُعفي عائلته من أي متاعب، وأنه يكتفي بالاقتصاص من ظالمه وأخذ حقه منه يوم القيامة.

ولفت قناوي إلى أن «(السوشيال ميديا)، وما تضمنته من انتشار مجاني، أسهمت في زيادة هذه الحالات. وقبل أيام كانت هناك قضية موظف الأوبرا الذي قيل إنه انتحر وترك رسالة انتشرت بشكل واسع واتضح بعد ذلك أنه لم يكتبها، فوسائل الإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية والمسؤولون عن (السوشيال ميديا) جميعها جهات مسؤولة عن مثل هذه الحالات»، على حد تعبيره.

وقال الخبير في «السوشيال ميديا» والإعلام الرقمي، خالد البرماوي، إن «هذه الظاهرة تتكرر كثيراً، وهي ليست محلية ولكن عالمية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الشخص الذي يقرر إنهاء حياته بهذه الطريقة (البث المباشر) يريد توصيل رسالة تتعلق بتعرضه لمشكلات صحية مثل الاكتئاب أو غيرها من المشكلات لا يجد أمامه سوى السوشيال ميديا لتوجيه هذه الرسائل عبرها».

وشدد البرماوي على «ضرورة وجود ميثاق شرف إعلامي لطريقة طرح مثل هذه القضايا في وسائل الإعلام أو الشبكات الاجتماعية؛ لتقليل الشهرة والانتشار التي يمكن أن تحققه هذه الوسائل لوقائع مشابهة، بإخفاء الزمان أو المكان أو الملابسات، كل ذلك سيجعل التفكير في الأمر غير ذي جدوى لأنه لن يحقق انتشاراً».