حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

تحدث عن تجربته الأولى في إخراج المسلسلات من خلال هذا العمل السعودي

المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
TT
20

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)

هل هناك لصوص أبطال؟ سؤال عميق يطرحه المسلسل السعودي «طراد»، المقتبس عن قصة الأسطورة الإنجليزية «روبن هود»، الذي أخذ على عاتقه سرقة أموال الأغنياء وتقديمها إلى الفقراء، وعلى هذا النمط نفسه تدور أحداث «طراد»، الذي يتفق فيه 3 أصدقاء على تشكيل عصابة تعمل على سرقة الأشرار وإنصاف المتضررين منهم.

يصف الممثل السعودي حكيم جمعة تجربته الأولى هذه في إخراج المسلسلات لـ«الشرق الأوسط» بأنها صعبة نوعاً ما، مضيفاً: «كانت أشبه بمعسكر للإخراج، ضمت الكثير من التحديات اللوجيستية والفنية، ومن بينها أني ولأول مرة أصوّر في مدينة الرياض، وبشكل خاص في حي العود، الذي تدور فيه الكثير من أحداث المسلسل».

الممثلة فاطمة الشريف في مشهد من العمل (إنستغرام)

تساؤلات عميقة

قصة العمل قد تثير الكثير من الجدل بين المشاهدين، وهذا ما يعتقد حكيم أنه من الضروريات التي يجب أن يشارك الفن في إثارتها، وذلك من خلال مناقشة الجمهور في الاحتمالات والدوافع لكل فعل، وهل كانت مبررة أم لا، وأضاف: «حاولت أن أستطلع رأي الممثلين الشباب في ذلك، وقد تباينت الآراء فيما بينهم حيال ذلك، فلكل منهم رؤيته الخاصة تجاه الشخصيات والأحداث، وهو ما أتمنى أن يشد الجمهور تجاه العمل».

ويتابع حكيم: «جميعنا مررنا بمواقف صعبة، وحينها ربما تسوّل أنفس البعض منا لفعل ما يخالف قناعاتنا، ولكن حين نفكر بأثر ذلك على المدى البعيد، نتساءل: هل سيعيش الشخص مرتاح الضمير في حال ارتكابه لتلك الأفعال أم لا؟».

أبطال المسلسل الذي يضم عدداً كبيراً من الوجوه السعودية الشابة (إنستغرام)

ويضم مسلسل «طراد» الذي سيتم بدء عرضه على منصة «شاهد» يوم الجمعة المقبل الكثير من الممثلين السعوديين الذين ما زالوا في بداياتهم، مثل: نايف البحر، وعبد الله متعب، وهاشم هوساوي، وسعيد صالح، وسعيد القحطاني، وليلى مالك، وعبد الرحمن نافع، وسارة الحربي وآخرين، وهم ممثلون يراهن حكيم جمعة عليهم، مبيناً أنه اجتمع معهم في نهاية التصوير، وأكد لهم ضرورة أن يستفيدوا من هذه التجربة وكل تجاربهم المقبلة، لتكون زاداً لهم في التعلّم والتقدم.

يصف جمعة تجربته الإخراجية في المسلسل بأنها أشبه بالمعسكر (الشرق الأوسط)

نضوج الحلم

حكيم الذي خاض في عدة أعمال سابقة تجربة الإخراج السينمائي إلى جانب التمثيل، تحدث عن نفسه، قائلاً: «في بداية مسيرتي كنت أتمنى أن أكون جزءاً من الحراك الفني السعودي، أما الآن حلمي صار أكبر، حيث أتطلع لأن أكون أحد الوجوه المعروفة في هذا المجال، وأقرب مثال على ذلك حين جاء الممثل الأميركي العالمي ويل سميث إلى الرياض للمشاركة في منتدى الأفلام السعودي (أكتوبر «تشرين الأول» الماضي)، حرصت حينها أن يظهر حواري معه بالشكل المناسب، فأنا لا أرغب في أن أكون ممثلاً فقط، بل أرغب بأن أكون كذلك أحد المشاركين في هذا الحراك الكبير، وأعتبر ذلك مسؤولية كل الفنانين السعوديين».

وفي ختام حديثه، أشاد حكيم بالمشهد السينمائي السعودي، وخص بذلك فيلم «هوبال» للمخرج عبد العزيز الشلاحي، الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية، قائلاً: «علينا أن نفرّق بين الأفلام السعودية والأفلام التي تعبر عن السعودية، فلقد كنا مهووسين بالنوع الثاني لأننا نحب أن نقدم أفلامنا للجمهور العالمي، بينما (هوبال) يأتي من النوع الأول، فهو فيلم عظيم حقاً!».


مقالات ذات صلة

فيصل بن فرحان يُجدِّد من دمشق دعم السعودية نهضة سوريا

الخليج أحمد الشرع مستقبلاً الأمير فيصل بن فرحان في قصر الشعب بدمشق (سانا) play-circle 00:42

فيصل بن فرحان يُجدِّد من دمشق دعم السعودية نهضة سوريا

جدّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، دعم بلاده سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري.

«الشرق الأوسط» (الرياض ـ دمشق)
المشرق العربي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في القصر الرئاسي اللبناني (أ.ب)

وزير الخارجية السعودي: الإصلاحات تعزز ثقة العالم في لبنان

حمل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، رسالة أمل إلى لبنان، حيث أكد تفاؤل المملكة بمستقبل لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي في لقاء عام 2019 (أ.ف.ب)

تحليل إخباري السعودية تُعزز تعاونها مع أميركا لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط

تُخطط السعودية لتوسيع استثماراتها داخل أميركا، استكمالاً للشراكات الاستراتيجية الاقتصادية والتجارية بين البلدين والعمل الثنائي في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يلتقي الرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر بعبدا (رويترز) play-circle 01:49

وزير الخارجية السعودي: نقف مع لبنان ومتفائلون بمستقبله

وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى لبنان، في أول زيارة من نوعها منذ 15 عاماً.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي في لقاء عام 2019 (أ.ف.ب)

محمد بن سلمان وترمب يناقشان توسيع الشراكة بين بلديهما

في أول اتصال بينهما منذ انتقال السلطة في أميركا، محمد بن سلمان وترمب يناقشان توسيع الشراكة الاستثمارية بين بلديهما، والتعاون لتعزيز السلام في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الفقر يزيد السلوك العدواني لدى الأطفال

الأطفال المولودون في أسر فقيرة يواجهون تحديات كبيرة (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)
الأطفال المولودون في أسر فقيرة يواجهون تحديات كبيرة (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)
TT
20

الفقر يزيد السلوك العدواني لدى الأطفال

الأطفال المولودون في أسر فقيرة يواجهون تحديات كبيرة (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)
الأطفال المولودون في أسر فقيرة يواجهون تحديات كبيرة (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)

أظهرت دراسة أميركية أن الأطفال المولودين في أسر فقيرة أكثر عرضة لتطوير سلوكيات عدوانية واندفاعية خلال طفولتهم؛ مما قد يؤثر سلباً على مستقبلهم الأكاديمي والاجتماعي والاقتصادي.

وأوضح الباحثون من جامعة جورجيا أن الدراسة تسلط الضوء على التأثير الكبير للفقر على نمو الأطفال وسلوكهم، مما يجعل الاستثمار في برامج الدعم المجتمعي والأسري أولوية لتوفير فرص متكافئة للأطفال من مختلف الخلفيات الاجتماعية، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية (Journal of Social Service Research).

ويواجه الأطفال المولودون في أسر فقيرة تحديات كبيرة، تتراوح بين قلة الفرص التعليمية، وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، وتعزيز السلوكيات السلبية مثل العدوانية والاندفاع. وغالباً ما ينشأ هؤلاء الأطفال في بيئات تفتقر إلى الأمان والموارد الأساسية، مثل الرعاية الجيدة والتعليم الجيد، مما يؤثر على تطورهم العقلي والاجتماعي. ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى صعوبات في التكيف مع المجتمع.

واعتمدت الدراسة على متابعة أكثر من 1600 طفل من الولادة حتى سن الـ15. وقام الباحثون بتحليل سلوك الأطفال الذين نشأوا في أسر فقيرة مقارنة بالأطفال الذين نشأوا في أسر ذات دخل أعلى. وتم تحليل سلوك الأطفال بشكل دوري، خصوصاً في سن 3 سنوات، وتم رصد تأثيرات الظروف الاقتصادية والبيئية على تطور سلوكهم عبر السنوات، بما في ذلك الحي الذي نشأ فيه الأطفال.

وتوصلت الدراسة إلى أن الأطفال المولودين في ظروف اقتصادية متدنية يميلون إلى إظهار سلوكيات مثل نوبات الغضب، والمضايقة، والمشاجرة، والكذب والغش. وهذه السلوكيات تؤدي غالباً إلى صعوبات في تكوين الصداقات، وضعف الأداء الدراسي، وتراجع القدرات المعرفية.

على المدى البعيد، وجد الباحثون أن هذه التحديات يمكن أن تؤدي إلى التسرب من المدرسة، والبطالة، وسوء إدارة الأمور المالية. كما تبين أن الأطفال الذين ينتمون لأسر غنية لكنهم نشأوا في أحياء فقيرة أظهروا مستوى السلوكيات السلبية نفسه التي يظهرها الأطفال المولودون في أسر فقيرة.

ووفق فريق البحث، فإن الولادة في ظروف اقتصادية فقيرة ترافقها تحديات طويلة الأمد، مثل ضعف فرص التعليم، وزيادة معدلات التعرض للجريمة، ومشاكل الصحة النفسية. كما يسهم نقص الخدمات الصحية في تعميق الفجوة بين الأطفال من مختلف الخلفيات الاجتماعية.

وأضاف الفريق أن الضغوط المالية على الوالدين تزيد من التوتر الأسري؛ مما يدفعهم إلى اتباع أساليب تربية صارمة قد تؤدي إلى تفاقم السلوكيات السلبية لدى الأطفال.

ولتحسين تطور الأطفال في بيئات فقيرة، أوصى الباحثون بتوسيع البرامج التي تهدف لدعم نمو وتعلم الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض.

كما دعا الفريق إلى تعزيز دور الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس لدعم العلاقات الاجتماعية للأطفال وتعزيز شعورهم بالانتماء. وأكدت الدراسة أهمية إطلاق برامج مكافحة الفقر مبكراً لمعالجة الفجوات التنموية والبيئية بين الأطفال من خلفيات اجتماعية مختلفة.