تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

نقيب الممثلين يهدد بمعاقبة «المتجاوزين»

الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)
الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)
TT

تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)
الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)

تصاعد الجدل خلال الأيام القليلة الماضية حول أزمة انتقاد رموز الفن المصري على خلفية انتقاد موهبة الفنان الراحل شكري سرحان، بعد مرور 27 عاماً على رحيله، خلال جلسة حوارية عبر البرنامج السوشيالي «ليك لوك 2»، الذي يقدّمه الممثل الشاب عمر متولي عبر موقع «يوتيوب»، استضاف خلالها الفنان أحمد فتحي.

وتباينت الآراء تجاه الأزمة منذ بدايتها ما بين مؤيد ومعارض لما ورد في الحلقة؛ مما استدعى خروج نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي مهدداً بمعاقبة كل من يتجاوز في حق «الرموز الفنية»، بالشطب وغيره من الإجراءات، عبر تصريحات إعلامية لوسائل إعلام محلية، في حين عَدّ الناقد الفني المصري طارق الشناوي هذه التصريحات بمنزلة مصادرة على الرأي وضد حرية التعبير.

وخلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» قدم أشرف زكي اعتذاراً باسمه وباسم فناني مصر لأسرة شكري سرحان عما قيل في حقه، ولفت زكي إلى أن «الفنانين أحمد فتحي وعمر متولي لم يتعمدا الإهانة، بل ما جرى خلال اللقاء لا يتعدى كونه دعابة»، مؤكداً أن عمر من عائلة الزعيم عادل إمام الذي تعلمنا منه أخلاقيات المهنة، وفق قوله.

من جانبه، قال الناقد الفني المصري طارق الشناوي إن «تهديد زكي بقطع الأرزاق والشطب من النقابة يندرج تحت بند التخويف والإسراف في السلطة»، مضيفاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «النقابات الفنية عامة لا تستوعب معنى الفن والإبداع وحرية التعبير»، لافتاً إلى أن «من حق أي شخص التعبير عن رأيه طالما لم ينتهك العرض، أو يخدش الحياء، ولم يقم بالسّب والقذف».

الفنان عمر متولي (حسابه بفيسبوك)

في الوقت نفسه، أكد الشناوي أن «حديث عمر وفتحي كان مبالغاً فيه، وأن شكري سرحان ممثل كبير لطالما كان موجوداً على خريطة كبار المخرجين»، مشيراً إلى أن ما جرى يظلّ خلافاً فنياً «ولا يمكننا وضعه على أجندة النقابة والتحقيق».

بدأ شكري سرحان الملقب بـ«ابن النيل» مشواره الفني في أربعينات القرن الماضي وتجاوزت أفلامه 100 فيلم، منها أكثر من 90 فيلماً تصدر بطولتها، وكانت مشاركته الفنية الأبرز عبر أفلام عدة من بينها «أهل الهوى»، و«شباب امرأة»، و«رد قلبي»، و«الجريمة والعقاب»، و«أنا حرة»، و«المرأة المجهولة»، و«إحنا التلامذة»، و«قنديل أم هاشم»، و«السفيرة عزيزة»، و«اللص والكلاب»، و«البوسطجي»، و«عودة الابن الضال»، بالإضافة إلى عدد كبير من المسلسلات الإذاعية والسهرات التلفزيونية والمسرحيات.

الناقد الفني المصري عماد يسري يرى أن «من حق النقابة التحقيق وفعل ما تراه مناسباً حسب خطأ كل عضو»، لكنه شدّد على أن «من حق أي إنسان التعبير عن رأيه من دون تجريح أو انتقاص من قدر غيره بشكل غير لائق».

الفنان شكري سرحان خلال تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي (أرشيفية)

ولفت يسري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن التفكير في الآراء قبيل الجهر بها أمر مطلوب لتفادي إثارة الجدل، لذلك يجب الترفع عن الحديث تجاه زميل المهنة، وترك الأمر للمتخصصين».

في السياق ذاته؛ أكد الإعلامي محسن سرحان، المتحدث باسم السفير يحيى سرحان نجل الفنان الراحل، أنه بصدد تقديم شكوى للنقابة، وأن الصلح أمر غير مطروح في الوقت الحالي، بل سيترك الأمر للتحقيق في الشكوى، وبناءً عليه ستكون هناك إجراءات أخرى.

ويضيف سرحان لـ«الشرق الأوسط» أن «اعتذار عمر متولي وأحمد فتحي لنقيب الممثلين أمر يخصهم»، مؤكداً أن «زكي ليس طرفاً في القضية ولا يمكنه أن يكون القاضي والجلاد في الوقت نفسه، فهو لم يخطئ في حق الفنان الراحل حتى يعتذر نيابة عن أحد».

الفنان شكري سرحان (أرشيفية)

وخلال مشواره الفني الذي يقرب من نصف قرن عمل سرحان مع عدد بارز من المخرجين، من بينهم يوسف شاهين وكمال الشيخ وصلاح أبو سيف وبركات وحسن الإمام وعز الدين ذو الفقار، كما شارك سرحان بطولة أفلامه نخبة من النجمات من بينهن شادية وسعاد حسني ونادية لطفي وفاتن حمامة وماجدة وسميرة أحمد وتحية كاريوكا ولبنى عبد العزيز.

وحصل سرحان على جوائز عدة منها لقب «نجم القرن العشرين» عام 1996 من مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي»، كما يُعدّ سرحان صاحب أعلى رصيد في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية التي ضمّت 16 فيلماً من بطولته، بجانب مشاركته في أفلام عالمية منها «قصة الحضارة» و«ابن كليوباترا».

وبعيداً عن نجومية شكري سرحان التي أكدت عليها الناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي في حديثها لـ«الشرق الأوسط» فإنها ترى أن «الأمر تحوّل لأزمة دون داعٍ وتعدى كونه مجرد رأي»، مشيرة إلى أن «فكرة التحقيق وتدخل النقابة أمر غير منطقي؛ لأن حرية الرأي والتعبير مكفولة للجميع».


مقالات ذات صلة

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

يوميات الشرق مريم شريف ونهال المهدي شقيقتها بالفيلم (الشركة المنتجة)

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

تنطلق، الأربعاء، العروض التجارية للفيلم المصري «سنووايت» الذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الرابعة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من الفيلم صوّرته الحاج في أثناء «ثورة أكتوبر» (ميريام الحاج)

«متل قصص الحب»... رحلة سينمائية استغرقت 7 سنوات

بعد فيلمها الوثائقي الأول «هدنة» تقدّم اليوم المخرجة ميريام الحاج ثاني أعمالها السينمائية الطويلة «متل قصص الحب».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق لوحات المعرض يستعيد بها الفنان رضا خليل ذكريات صباه (الشرق الأوسط)

«سينما ترسو»... يستعيد ملامح أفلام المُهمشين والبسطاء

معرض «سينما ترسو» يتضمن أفكاراً عدّة مستوحاة من سينما المهمشين والبسطاء تستدعي الذكريات والبهجة

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)
سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)

الإمارات تنجح في إطلاق قمر اصطناعي لرصد الأرض

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يراقب إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» من مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يراقب إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» من مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.
TT

الإمارات تنجح في إطلاق قمر اصطناعي لرصد الأرض

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يراقب إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» من مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يراقب إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» من مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.

أعلنت الإمارات عن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي، الذي قالت إنه يتميز بقدرات متطورة لرصد الأرض، بما في ذلك التقاط صور بدقة مضاعفة وزيادة إنتاج الصور بمعدل 10 أضعاف، مشيرة إلى أن القمر الاصطناعي يعد نقلة نوعية في قطاع الفضاء الإماراتي، حيث تم تطوير القمر بالكامل بأيادٍ إماراتية في مركز محمد بن راشد للفضاء.

وبحسب المعلومات الصادرة يتميز القمر الاصطناعي الذي أطلق عليه اسم «محمد بن زايد سات» بوزن 750 كيلوغراماً وأبعاد تصل إلى 3×5 أمتار، مع نظام تصوير يعد من الأكثر تطوراً عالمياً حسب وصف المعلومات، ويتيح نقل الصور خلال ساعتين فقط من التقاطها.

كما يدعم مجالات حيوية مثل مراقبة البيئة، وإدارة البنية التحتية، وعمليات الإغاثة في حالات الكوارث، مما يوفر بيانات دقيقة تساهم في اتخاذ قرارات مستنيرة.

تعاون واسع

وشهد المشروع تعاوناً واسعاً مع شركات إماراتية، حيث تم تصنيع 90 في المائة من الهياكل الميكانيكية داخل الدولة، بمشاركة شركات مثل ستراتا وهالكون والإمارات العالمية للألمنيوم، ويعزز هذا التعاون قدرات الدولة في مجال تكنولوجيا الفضاء ويُثري الكفاءات الوطنية بالمهارات والمعرفة.

وقال الفريق طلال بالهول، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء: «نجاح مهمة جديدة تتمثل في إطلاق القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات، ستكون خير بداية لعام جديد مليء بالإنجازات الواعدة في مركز محمد بن راشد للفضاء».

وأبان أن «هذا الإنجاز ليس مجرد دليل على كفاءاتنا، بل هو مؤشر لما يحمله المستقبل لدولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء. فكل مهمة جديدة تمهد الطريق لإنجازات ريادية تُرسّخ مكانة الإمارات كقوة رائدة في تشكيل مستقبل علوم وتكنولوجيا الفضاء».

السباق الفضائي العالمي

من جهته، قال حمد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «يعكس اطلاق القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات، التزامنا الثابت بتعزيز مكانة الدولة في السباق الفضائي العالمي، نحن نواصل العمل بجد على تعزيز قدراتنا الفضائية، بما يساهم في تحقيق رؤية القيادة الهادفة إلى نقل دولة الإمارات إلى آفاق جديدة في مجالات الفضاء والابتكار».

وتم إطلاق القمر من قاعدة فاندنبرغ الجوية بكاليفورنيا.

بدوره، قال سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «تم تطوير القمر الاصطناعي وفقاً لأعلى المعايير العالمية وبمشاركة جهود إماراتية متميزة من جانب الشركات الإماراتية المحلية، القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات ليس مجرد مشروع تقني، بل هو منصة لتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تساهم في تحسين نوعية الحياة، ومواكبة تطلعاتنا الكبيرة في خدمة الإنسانية».

نتاج جهد جماعي

بدوره، أشار عامر الغافري، مدير مشروع محمد بن زايد سات، إلى أن «القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات هو نتاج جهد جماعي مستمر من فريق من المهندسين الإماراتيين، نؤمن بأن هذا القمر الاصطناعي سيشكل علامة فارقة في العديد من المجالات الحيوية، مثل مراقبة البيئة، وتطوير حلول للبنية التحتية، بالإضافة إلى دعم عمليات الإغاثة في حالات الكوارث».

وأضاف: «القمر الاصطناعي يمثل أيضاً خطوة مهمة نحو توظيف تقنيات الفضاء المتطورة لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات، ويجسد التزامنا المستمر بتقديم حلول تكنولوجية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز رفاهية الإنسانية».

وسيتم تشغيل القمر الاصطناعي وإدارته من قبل مركز التحكم بالمهمات في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث ستعمل الفرق المختصة على إدارة العمليات وتحليل البيانات المرسلة من القمر الاصطناعي إلى الأرض.