«ملكة الرياضيات» الأفريقية تُلهم فَتْح عالَم الأرقام أمام فتيات غانا

أنجيلا تابيري تُلهم بالرياضيات (حسابها الشخصي)
أنجيلا تابيري تُلهم بالرياضيات (حسابها الشخصي)
TT

«ملكة الرياضيات» الأفريقية تُلهم فَتْح عالَم الأرقام أمام فتيات غانا

أنجيلا تابيري تُلهم بالرياضيات (حسابها الشخصي)
أنجيلا تابيري تُلهم بالرياضيات (حسابها الشخصي)

«ملكة الرياضيات»... هكذا تُلقَّب الدكتورة أنجيلا تابيري في غانا، وهي أول أفريقية تفوز بمسابقة «الرياضيات الكبرى على الإنترنت»، ما يُعدُّ إنجازاً كبيراً لشخص لم يُخطِّط بدايةً لهذه الدراسة.

وذكرت «بي بي سي» أنّ الغانية البالغة 35 عاماً تجد متعة في حلّ الألغاز والأسئلة الرياضية، وتأمل أن يفتح فوزها عام 2024، عالَم الرياضيات أمام نساء أفريقيات أخريات مُنعنَ تاريخياً من دراسة هذا التخصص.

ودُعي 16 عالِم رياضيات للتنافس على لقب «أكثر عالِم رياضيات مثير للاهتمام في العالم»، وهو حدث يعتمد على تصويت الجمهور انطلق عام 2018.

وكانت الفائزة الأولى في المسابقة الدكتورة نيرا تشامبرلين، أول عالِمة رياضيات من أصول أفريقية تُدرَج في الكتاب المرجعي البريطاني «هوز هو» (مَن هو مَن)، ونائبة رئيس معهد الرياضيات وتطبيقاتها.

وخلال المسابقة، يتنافس الجميع ضد بعضهم البعض، فيتواجه اثنان في كل جولة، ثم تنتقل المنافسة إلى ربع النهائي ونصف النهائي، حتى المباراة الكبرى، لتحديد مَن قدَّم شرحه للمفهوم الرياضي المُختار بالطريقة الأكثر وضوحاً.

تابيري شغوفة بالجبر الكَمي أو الجبر غير التبادلي، وهو فرع من الرياضيات يستخدم أساليب كمية أو عددية لحلّ المعادلات والمسائل الجبرية، تدرسه في فرع المعهد الأفريقي للعلوم الرياضية بغانا.

تأسَّس المعهد في جنوب أفريقيا، ثم توسَّع إلى غانا والسنغال والكاميرون ورواندا، لتوفير التدريب والبحث في مرحلة ما بعد التخرُّج الجامعي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، علماً بأنّ تابيري هي أيضاً المديرة الأكاديمية لبرنامج «برنامج الفتيات في العلوم الرياضية» الهادف إلى إرشادهنّ ودعمهنّ في المدارس الثانوية بغانا.

تتطلّع إلى المساواة بين الجنسين بفُرص تعلّم الرياضيات (حسابها الشخصي)

وأُنشئ البرنامج بواسطة فرع المعهد الأفريقي للعلوم الرياضية بغانا عام 2020؛ «لضمان وجود مسار للفتيات الصغيرات اللواتي سيقُدن البحث والابتكار في العلوم الرياضية بالمستقبل، سواء في الأوساط الأكاديمية أو في الصناعة».

وتقول تابيري إن أعداد الفتيات والفتيان الذين يدرسون الرياضيات في المدارس الثانوية متساوية تقريباً، لكنها تتناقص على المستوى الجامعي، وهو أشارت إلى أنه يرجع جزئياً إلى اعتقاد الطالبات بأنهن إذا درسن الرياضيات فإن الوظيفة الوحيدة المتاحة هي التدريس. كما أنّ الرياضيات لا تزال تُعدُّ «مادة خاصة بالفتيان»، وفق اعتقادهن، وثمة عدد قليل جداً من النماذج النسائية التي يمكنهن الاقتداء بها، وهذا ما تسعى الدكتورة تابيري إلى تغييره.


مقالات ذات صلة

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يوميات الشرق يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يحتاج معظم البشر إلى بعض «الوقت الخاص» بهم من حين لآخر. ووجدت دراسة حديثة أن 56 في المائة من الناس يعتقدون أن قضاء الوقت بمفردهم أمر حيوي لصحتهم العقلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الطير المهيب يمتدّ جناحاه لـ3 أمتار (أ.ب)

بثّ مباشر «بلا دراما» لزوجَي طيور يتقاسمان رعاية البيض

تُعدُّ مستعمرة البرّ الرئيس في نيوزيلندا، وهي واحدة من 4 مواقع، موطناً لـ1 في المائة من الطيور البالغ عددها 170 ألفاً على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (ويلينغتون نيوزيلندا)
يوميات الشرق جويل حجار تؤمن بالأحلام الكبيرة وتخطّي الإنسان ذاته (الشرق الأوسط)

جويل حجار... «جذور ومسارات عربية» تُتوّج الأحلام الكبرى

بالنسبة إلى جويل حجار، الإيمان بالأفكار وإرادة تنفيذها يقهران المستحيل: «المهم أن نريد الشيء؛ وما يُغلَق من المرة الأولى يُفتَح بعد محاولات صادقة».

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق رُفِع الصوت من أجلها (موقع المنارة)

حملة فرنسية بآلاف التوقيعات لإنقاذ أقوى منارة في أوروبا

يتداول روّاد مواقع التواصل نداء يُطالب الحكومة الفرنسية بالتراجع عن قرارها برفع الحماية عن منارة (فنار) «كرياك» بغرب البلاد، وخفض أنوارها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق ما له عُمر لا تقتله شِدَّة (مواقع التواصل)

هاتف «بحالة جيّدة» بعد تجمّده شهرين في حلبة تزلّج

أُعيد هاتف تجمَّد بالخطأ في حلبة تزلّج، إلى صاحبته، بعدما ظلَّ لـ8 أسابيع تحت سطح الجليد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر تستوحي الطراز الفرنسي القديم في «جاردن سيتي الجديد»

ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)
ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)
TT

مصر تستوحي الطراز الفرنسي القديم في «جاردن سيتي الجديد»

ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)
ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)

بوحيّ من الطراز المعماري الفرنسي القديم الذي يشتهر به حيّ «غادرن سيتي» الراقي في وسط القاهرة، تقترب وزارة الإسكان المصرية من الانتهاء من أعمال إنشاء حيّ «جاردن سيتي الجديد» بالعاصمة الإدارية الجديدة. وتفقَّد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصري، المهندس شريف الشربيني، السبت، سير العمل بالحيّ السكني وعدد من الطرق والمحاور بالعاصمة الإدارية الجديدة.

جانب من حيّ «جاردن سيتي الجديد» بالعاصمة الإدارية (وزارة الإسكان المصرية)

ووفق الشربيني، يُنفَّذ الحيّ السكني الخامس «جاردن سيتي الجديد»، البالغة مساحته نحو 900 فدان، طبقاً لتصميم معماري مستوحى من الطراز الفرنسي القديم، ليُشبه التصميمات المعمارية المُنفَّذة في منطقة «جاردن سيتي» بوسط البلد في القاهرة. ويضمّ المشروع الجديد 385 عمارة سكنية مؤلّفة من نحو 21494 وحدة سكنية، و513 وحدة تجارية، و459 فيلا متصلة وشبه متصلة ومنفصلة، وجميع الخدمات التعليمية والترفيهية والتجارية والرياضية والدينية.

شملت جولة وزير الإسكان متابعة التشطيبات الداخلية في الوحدات والمرور على طريق التسعين الجنوبي بالعاصمة، ومحور محمد بن زايد الجنوبي الذي يمتاز بجمال التصميم، ويتماشى مع الإنجاز الكبير الذي يُنفَّذ في المشروعات المختلفة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

مبانٍ مستوحاة من الطراز الفرنسي القديم (وزارة الإسكان المصرية)

ووفق بيان لوزارة الإسكان، فإن الشربيني وجّه بمراجعة مختلف أعمال الواجهات والإضاءة الخاصة بعمارات الحيّ، مؤكداً ضرورة استخدام المنتج المحلّي لمكوّنات المشروعات الجاري تنفيذها، فضلاً عن الانتهاء من الأعمال بالمشروع في أسرع وقت، والانتهاء من أعمال المسطّحات والجزر الخاصة بالطرق وأعمال الزراعة، ووضع جدول زمني لأعمال المشروع كافّة.

كما وجَّه بإعداد مخطَّط لمشروعات خدماتية في المشروع، ودفع الأعمال في منطقة الفيلات، ووضع جدول زمني لضغط الأعمال ومتابعتها باستمرار ميدانياً.

ميدان رئيسي بالحيّ الجديد (وزارة الإسكان المصرية)

يُذكر أنّ منطقة «جاردن سيتي» في وسط القاهرة كانت بركاً ومستنقعات، حوَّلها السلطان الناصر محمد بن قلاوون خلال فترة حكمه الثالثة لمصر (1309- 1341) ميداناً سُمّي «الميدان الناصري»، غرس فيه الأشجار وشقّ الطرق وسط المياه، وشيَّد الحدائق التي عرفت باسم «بساتين الخشاب»؛ ثم افتُتح الميدان عام 1318، وفيه أُقيمت عروض وسباقات الخيل التي كان الملك الناصر شغوفاً بتربيتها.

وبعد وفاة السلطان قلاوون، أُهملت المنطقة بالكامل. وعندما حكم الخديوي إسماعيل البلاد عام 1863 الميلادي، قرَّر تدشين حركة معمارية واسعة لتشييد قصور فخمة على امتداد كورنيش النيل (ضمن مشروع القاهرة الخديوية)؛ من أشهرها «قصر الدوبارة»، و«قصر فخري باشا»، و«الأميرة شويكار»؛ جميعها تشكّل خليطاً من المعمار الإسلامي والباريسي والإيطالي.

بنايات تُحاكي عمارت حيّ «غادرن سيتي» العتيق (وزارة الإسكان المصرية)

ويُعدّ عام 1906 بداية نشأة حيّ «جاردن سيتي» المعاصر، إذ قرَّر الخديوي عباس حلمي الثاني تأسيسه على هيئة المدن الحدائقية ذات الشوارع الدائرية كما كان شائعاً في مطلع القرن الـ20 بأوروبا. وأصبحت «جاردن سيتي» امتداداً عمرانياً للقاهرة الخديوية؛ شُيّدت فيها المباني بالطُرز المعمارية عينها الموجودة في القاهرة الخديوية بين الطراز المعماري الفرنسي والإيطالي والإسلامي.

مصر تستنسخ حي «جاردن سيتي» بالعاصمة الجديدة (وزارة الإسكان المصرية)

وعلى الرغم من إنشاء تجمّعات سكنية فاخرة في ضواحي العاصمة المصرية، فإنّ الحيّ الراقي العتيق الذي يضمّ سفارات وقنصليات عدد من الدول على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، لم يفقد بريقه، وظلَّ يُعدُّ إحدى الوجهات المفضّلة للإقامة لدى كثيرين؛ ما دفع مسؤولين مصريين إلى إنشاء حيّ يُحاكيه في العاصمة الجديدة.

وعدّ رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، في تصريحات صحافية سابقة، مشروع إنشاء حيّ «جاردن سيتي الجديد»، «إعادة إحياء لمنطقة وسط البلد».

وبالمفهوم عينه، أنشأت الحكومة الحيّ اللاتيني بمدينة العلمين الجديدة (شمال مصر)، الذي استُلهم طرازه المعماري من الطرازَيْن الإغريقي والروماني الفاخرَيْن، ليضاهي تصميمات مدينة الإسكندرية العتيقة. ويقع الحيّ اللاتيني بالقرب من المدينة التراثية ومجمّع السينما والمسرح، وكذلك على مقربة من مطار العلمين الدولي.

ميدان حيّ «جاردن سيتي» الجديد (وزارة الإسكان المصرية)

لكنَّ أستاذة العمارة والتصميم العمراني لدى قسم الهندسة المعمارية في جامعة القاهرة، الدكتورة سهير حواس، تتساءل عن أسباب استنساخ أحياء قديمة مرَّ على إنشائها نحو 100 عام، قائلةً لـ«الشرق الأوسط»: «أُنشئت (القاهرة الخديوية) و(جاردن سيتي) و(مصر الجديدة)، وفق نظريات معمارية كانت جديدة وسائدة في بدايات القرن الـ20، لذلك كان من الأفضل إنشاء أحياء جديدة وفق نظريات معمارية تواكب القرن الحالي، لا الماضي».

وتضيف: «بعد مرور 100 عام على إنشاء الأحياء المُستنسخة، قد يشعر الأحفاد ببعض الارتباك لجهتَي تاريخ الإنشاء والأصل»، لافتةً إلى أنّ «الأحياء الأصليّة أخذت في الحسبان خامات الإنشاء والتهوية ومساحات وارتفاعات الأسقف؛ وهو ما لا يتوافر راهناً في الأحياء الجديدة لجهتَي المساحات الضيّقة والأسعار الباهظة».