السعودية تدشن الأدلة الفنية لتطوير المساجد

تغطي الجوانب الشرعية والهندسية وفق كود البناء

الأمير سلطان بن سلمان والدكتور عبد اللطيف آل الشيخ خلال حفل التدشين (الشرق الأوسط)
الأمير سلطان بن سلمان والدكتور عبد اللطيف آل الشيخ خلال حفل التدشين (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تدشن الأدلة الفنية لتطوير المساجد

الأمير سلطان بن سلمان والدكتور عبد اللطيف آل الشيخ خلال حفل التدشين (الشرق الأوسط)
الأمير سلطان بن سلمان والدكتور عبد اللطيف آل الشيخ خلال حفل التدشين (الشرق الأوسط)

دشّنت السعودية الأدلة الفنية لبناء وتطوير المساجد، التي تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، والتي تتضمن 12 دليلاً متكاملاً، تغطي الجوانب الشرعية والإدارية والهندسية والصحية والتشغيلية، بما يتماشى مع كود البناء السعودي، ويعكس التزام المملكة بدورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين.

وأُقيم حفل التدشين في العاصمة الرياض، بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد.

ودشَّن وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، الأدلة، مؤكداً أهميتها في تعزيز التنمية المستدامة، وتطوير البنية التحتية للمساجد.

وأوضح الوزير السعودي أن هذه الأدلة تُعد نقلة نوعية في مجال بناء المساجد؛ إذ جرى إعدادها بالتعاون مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، لتكون نموذجاً عالمياً يُبرز ريادة المملكة في هذا المجال.

وأضاف أن هذه الخطوة تأتي في إطار تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، التي تركز على تعزيز التخطيط العمراني الشامل والمستدام.

وفي كلمته، أشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، تُواصل ريادتها في العمل الخيري والعناية ببيوت الله، مشيداً بجهود الوزارة في تطوير المساجد بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، داعياً إلى استمرار تعزيز الشراكات لتحقيق إنجازات أكبر في هذا المجال.

من جهته، أكد الدكتور مشاري النعيم، الأمين العام لجائزة عبد اللطيف الفوزان، أن الأدلة الفنية ستُحدث تأثيراً كبيراً على مستوى العالم من حيث ثقافة عمارة المساجد، مشيراً إلى أن الجائزة تعمل منذ تأسيسها على إطلاق مبادرات تُعزز الهوية الإسلامية للمساجد.

وتُعد هذه الأدلة خطوة محورية في تعزيز المعايير العالمية لبناء المساجد، وتأكيداً على الدور الريادي للسعودية في دعم القيم الإسلامية وتطوير بيوت الله، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية.


مقالات ذات صلة

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

يوميات الشرق المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

يسعى «معرض جازان للكتاب» خلال الفترة بين 11 و17 فبراير 2025 إلى إبراز الإرث الثقافي الغني للمنطقة.

«الشرق الأوسط» (جيزان)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن (الشرق الأوسط)

فيصل بن فرحان وبلينكن يناقشان المستجدات الإقليمية

أجرى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الاثنين، اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وجرى خلال الاتصال مناقشة المستجدات الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
عالم الاعمال مجموعة روتانا وشركة التصنيف الإعلامية «إم آر سي» تُوقعان اتفاقية لقياس نسب المشاهدات

مجموعة روتانا وشركة التصنيف الإعلامية «إم آر سي» تُوقعان اتفاقية لقياس نسب المشاهدات

أعلنت مجموعة روتانا الفضائية توقيع اتفاقية استراتيجية مع شركة التصنيف الإعلامية «MRC»؛ لقياس نسب المشاهدات وتحليل الأداء الإعلامي.

الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (الشرق الأوسط)

فيصل بن فرحان وهوكستين يناقشان تطورات لبنان

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «مجتمع ورث» منصة لإحياء وتطوير الحرف اليدوية وربطها بالتصميمات الحديثة (الشرق الأوسط)

«مجتمع ورث» يحيي التراث السعودي برؤية عالمية

أطلق المعهد الملكي للفنون التقليدية «وِرث» مبادرته المتميزة «مجتمع وِرث»، يوم 4 يناير 2025، وذلك في مقره الرئيسي بمدينة الرياض

أسماء الغابري (جدة)

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».