مستخلص نباتي يُسرع شفاء جروح مرضى السكري

جروح السكري من المشاكل الصحية الشائعة لدى المصابين به (جامعة نوتنغهام)
جروح السكري من المشاكل الصحية الشائعة لدى المصابين به (جامعة نوتنغهام)
TT

مستخلص نباتي يُسرع شفاء جروح مرضى السكري

جروح السكري من المشاكل الصحية الشائعة لدى المصابين به (جامعة نوتنغهام)
جروح السكري من المشاكل الصحية الشائعة لدى المصابين به (جامعة نوتنغهام)

توصلت دراسة مصرية إلى أن «هيدروجل» تجريبياً مستخلصاً من أوراق نبات «غليريسيديا سيبيوم (Gliricidia sepium)» يُسهم في تسريع شفاء الجروح لدى مرضى السكري.

وأوضح باحثون من كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «Burns»، أن استخدام المستخلصات النباتية يمثل نهجاً آمناً واقتصادياً لعلاج الجروح السكرية، وهو ما قد يُحدث فرقاً كبيراً في تحسين جودة حياة المرضى المصابين بالسكري.

ووفق الباحثين، من المهم أن يراقب مرضى السكري حالتهم بشكل مستمر، ويعتنوا بجروحهم فور حدوثها لتفادي المضاعفات. وأظهرت نتائج الدراسة أن مستخلص أوراق نبات «غليريسيديا سيبيوم» يحتوي على مركبات رئيسية مثل «الأبيجينين» و«حمض البروتوكاتيكويك»، اللذين يمتازان بخصائص مضادة للالتهابات، وهي ضرورية لتحفيز عملية شفاء الجروح السكرية.

وبناءً على ذلك، قام الباحثون بتطوير هيدروجل نانوي مصنوع من مستخلص أوراق هذا النبات، مع إضافة جسيمات نانوية من أكسيد الزنك. وأُجريت الدراسة على الفئران المصابة بجروح سكرية، حيث أظهرت النتائج أن الهيدروجل يسهم في تسريع شفاء الجروح، وتحفيز تجديد الأنسجة، وتقليل الالتهابات، كما ساعد في تقليل معدلات موت الخلايا في المنطقة المصابة.

ووفق الفريق البحثي، فإن الهيدروجل النانوي يمتلك خصائص تساعد في تعزيز تجديد الأنسجة، وتقليل التلف الخلوي في الجروح السكرية. كما أظهرت النتائج تأثيراً إيجابياً، حتى عند استخدام جرعات منخفضة من جزيئات أكسيد الزنك النانوية، ما يبرز فعالية هذه الجزيئات في تعزيز الشفاء، دون الحاجة إلى تركيزات عالية.

وبناءً على ذلك، أشار الفريق إلى أن هذا الهيدروجل النانوي يُعد نهجاً مبتكراً ومنخفض التكلفة لعلاج جروح القدم السكرية، مع إمكانات لتطبيقه سريرياً بعد دراسة فعاليته وأمانه، مما يسهم في تحسين نوعية حياة المرضى، وتقليل خطر المضاعفات مثل البتر. ووفق الفريق، تمثل هذه النتائج خطوة مهمة نحو تقديم علاج لالتئام الجروح السكرية، حيث يُسهم في تقليل الالتهابات وتحفيز تجديد الأنسجة بشكل فعال، ما قد يكون له تأثير كبير في تحسين جودة حياة مرضى السكري.

يشار إلى أن جروح السكري، التي تشمل التقرحات والإصابات الجلدية، تُعد من المشاكل الصحية الشائعة لدى مرضى السكري، وتحدث غالباً نتيجة عوامل عدة مثل ضعف الدورة الدموية، وتلف الأعصاب (الاعتلال العصبي)، وارتفاع مستويات السكر في الدم. وتؤدي هذه العوامل إلى فقدان الإحساس بالأطراف، مما يجعل الشخص غير مدرك للجروح الصغيرة التي قد تتطور إلى تقرحات مزمنة. وإذا لم تُعالَج بشكل مناسب، فقد تصبح هذه الجروح مصدراً للعدوى، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الغرغرينا أو البتر.


مقالات ذات صلة

كبسولة «البكتيريا النافعة» تعالج مشكلات الهضم لمرضى السكري

صحتك الكبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة (جامعة كوبنهاغن)

كبسولة «البكتيريا النافعة» تعالج مشكلات الهضم لمرضى السكري

كشف باحثون في جامعة آرهوس بالدنمارك عن نتائج وصفوها بـ«الواعدة» لعلاج جديد يعتمد على كبسولات تحتوي على «البكتيريا النافعة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

كيف يؤثر سكر الدم على صحة الدماغ؟

تحدث الدكتور أوستن بيرلموتر، أستاذ الطب الباطني في جامعة ميامي، مع موقع «سايكولوجي توداي»، عن كيفية تأثير سكر الدم على صحة الدماغ والمشاكل التي يسببها للمخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تناول قطع من الشوكولاته الداكنة خمس مرات أسبوعياً يساهم في الحد من خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني (د.ب.أ)

تناول الشوكولاته الداكنة 5 مرات أسبوعياً يمكن أن يقلص خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني

خلص باحثون إلى أن تناول قطع من الشوكولاته الداكنة خمس مرات أسبوعياً وتجنب تناول شوكولاته الحليب ارتبطا بالحد من خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم أطلس الذكاء الاصطناعي لمرض السكري

أطلس الذكاء الاصطناعي لمرض السكري

عبر توظيف أجهزة الاستشعار البيئية ومسح العين ومقاييس الاكتئاب والعلامات البيولوجية.

د. وفا جاسم الرجب

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

توصلت دراسة من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بريطانيا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز فرص الحمل لدى السيدات الخاضعات للتلقيح الصناعي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائج العلاج وتقديم رعاية أكثر دقة للمريضات، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Nature Communications).

ويذكر أن التلقيح الصناعي إجراء طبي يساعد الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب على تحقيق الحمل. وفي هذا الإجراء، يتم استخراج البويضات من المبايض لدى السيدات بعد تحفيزها بواسطة أدوية هرمونية، ثم يتم تخصيبها بالحيوانات المنوية للرجال في المختبر. وبعد التخصيب، يتم مراقبة نمو الأجنة في المختبر، ثم يتم اختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى رحم المرأة في أمل حدوث الحمل.

وتمر العملية بخطوات أولها تحفيز المبايض باستخدام أدوية هرمونية لزيادة إنتاج البويضات، ثم مراقبة نمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات عبر جهاز الموجات فوق الصوتية. وعند نضوج البويضات، تُجمع بواسطة إبرة دقيقة وتُخصّب في المختبر. وبعد بضعة أيام، تنُقل الأجنة المتطورة إلى الرحم لتحقيق الحمل.

ويُعد توقيت إعطاء حقنة الهرمون أمراً حاسماً في نجاح العملية، حيث يستخدم الأطباء فحوصات الموجات فوق الصوتية لقياس حجم الحويصلات، لكن تحديد التوقيت المناسب يعد تحدياً.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أكثر من 19 ألف سيدة خضعن للعلاج. ووجدوا أن إعطاء حقنة الهرمون عندما يتراوح حجم الحويصلات بين 13 و18 ملم كان مرتبطاً بزيادة عدد البويضات الناضجة المسترجعة، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في معدلات الحمل.

وبينما يعتمد الأطباء حالياً على قياس الحويصلات الأكبر فقط (أكثر من 17-18 ملم) لتحديد توقيت الحقن، أظهرت الدراسة أن الحويصلات المتوسطة الحجم قد تكون أكثر ارتباطاً بتحقيق نتائج إيجابية في العلاج.

كما أظهرت النتائج أن تحفيز المبايض لفترات طويلة قد يؤدي لارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون، مما يؤثر سلباً على نمو بطانة الرحم ويقلل من فرص نجاح الحمل.

وأشار الفريق إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح للأطباء اتخاذ قرارات أكثر دقة في توقيت هذا الإجراء، مع الأخذ في الاعتبار أحجام الحويصلات المختلفة، وهو ما يتجاوز الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على قياس الحويصلات الكبرى.

وأعرب الباحثون عن أهمية هذه النتائج في تحسين فعالية التلقيح الصناعي وزيادة نسب النجاح، مشيرين إلى أن هذه التقنية تقدم أداة قوية لدعم الأطباء في تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل مريضة بشكل فردي.

كما يخطط الفريق لتطوير أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التفاعل مع الأطباء لتقديم توصيات دقيقة خلال مراحل العلاج؛ ما سيمكنهم من تحسين فرص نجاح العلاج وتحقيق نتائج أفضل.