​مصر: ضوابط جديدة للبرامج الدينية تثير جدلاً

قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

​مصر: ضوابط جديدة للبرامج الدينية تثير جدلاً

قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

أثارت قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر، مساء الثلاثاء، المتعلقة بالبرامج الدينية جدلاً، فبينما رأى أكاديميون وخبراء أن هذه الضوابط الجديدة «جيدة»، و«تصب في مصلحة الإعلام المصري»، وتسهم في «الحد من فوضى تلك البرامج»، رأى آخرون أنها «تعد تغولاً من المجلس على المؤسسات الإعلامية».

وتضمنت قرارات المجلس 3 بنود، أولها «منع المداخلات الهاتفية على الهواء مباشرة من الجمهور، ومنع جميع الإعلانات بهذه البرامج، وتحديد مدتها».

وأكد المجلس، الذي يختص بالإشراف على صناعة الإعلام في مصر في بيان له على «أهمية ضبط أداء البرامج الدينية لتؤدي رسالتها المنشودة، والإسهام في إعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية على أن يتم تنفيذ هذه القرارات بدءا من 11 يناير (كانون الثاني) المقبل».

وضع ضوابط جديدة للبرامج الدينية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأبدى أكاديميون، من بينهم أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة ليلى عبد المجيد، ترحيبهم بالقرارات الجديدة، وأكدت الدكتورة ليلى أن «عدم وجود إعلانات بالبرامج الدينية أمر مهم؛ نظراً لطبيعة هذه البرامج»، مشيرة إلى أن «المدة التي حددها المجلس لهذه البرامج - 30 دقيقة - مناسبة للغاية».

كما أيّد الباحث الإسلامي إسلام بحيري القرارات الجديدة، وكتب عبر حسابه على «فيسبوك»: «شيء عظيم ويشفي الصدور»، ووصف بعض البرامج الدينية بأنها «مكلمة»، وتتضمن «فضائح».

في المقابل، رأى الدكتور حسن علي، عميد كلية الإعلام بجامعة المدينة في مصر، أن بعض هذه الضوابط قد تؤدي إلى «تغول المجلس على المؤسسات الإعلامية».

واتفق معه الدكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «مدة البرامج تعد من السياسات التحريرية التي تخضع لإدارة القناة وفريق العمل، ولا تكون من ضمن الضوابط التنظيمية من قِبل المجلس».

وطلب المجلس تجهيز الآراء والاستفسارات والأسئلة وعرضها بمعرفة فريق إعداد البرنامج المتضمن أحد المتخصصين بالشأن الديني بالطريقة المناسبة قبل بثها، بما يكفل عدم تضمنها أي إخلال بالقوانين والضوابط والمعايير المقررة، بدلاً من المداخلات المباشرة بالبرامج الدينية.

وبينما تم منع جميع الإعلانات بأشكالها كافة خلال بث البرامج الدينية، فإنه يسمح بها فقط قبل بداية بث البرنامج أو بعد نهايته، كما تم تحديد مدة البرنامج الديني، بحيث لا تزيد على 30 دقيقة في القنوات والإذاعات المختلفة، ولا تزيد على 45 دقيقة في القنوات والإذاعات الدينية المتخصصة، ويُستثنى من هذا البند البرامج التي تستضيف الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزير الأوقاف، ومفتي الجمهورية.

وعن إلغاء المداخلات الهاتفية المباشرة بهذه البرامج، قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد إنه «أمر مهم جداً لأن بعضها يكون غير منضبط، ويؤدي إلى مشكلات». وهو ما عدّه الدكتور حسن علي «أمراً مقبولاً لأن بعض هذه المداخلات تكون منفلتة وبها تجاوزات، والأفضل تسجيلها وتنقيحها»، وفق قوله.

وتحظى البرامج الدينية بشهرة وإقبال واسع عليها من المشاهدين في مصر، إلا أنها تتعرض لانتقادات بسبب «الإطالة»، والمداخلات «المنفلتة»، و«الفتاوى الغريبة».

ورحّب علي بقرار منع الإعلانات داخل البرامج الدينية: «أتمنى أن يمتد هذا الأمر لمنع الإعلانات في إذاعة القرآن الكريم، بوصفها إذاعة ذات طبيعة خاصة، إذا كان الهدف هو الارتقاء بالمحتوى» وفق تعبيره.

وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قد أصدر قرارات قبل أيام لضبط أداء البرامج الرياضية، تضمنت أيضاً تحديد وقت البرنامج الرياضي الحواري بـ90 دقيقة، والاستديو التحليلي لمدة ساعة تتوزع قبل وبعد المباراة، ومنع إذاعة البرامج الرياضية بعد منتصف الليل، كما أوصت اللجنة بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي.


مقالات ذات صلة

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

يوميات الشرق مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

أثار إعلان «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي تساؤلات بشأن دوافع هذا القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ ديبورا والدة تايس وبجانبها صورة لابنها الصحافي المختفي في سوريا منذ عام 2012 (رويترز)

فقد أثره في سوريا عام 2012... تقارير تفيد بأن الصحافي أوستن تايس «على قيد الحياة»

قالت منظمة «هوستيدج إيد وورلدوايد» الأميركية غير الحكومية إنها على ثقة بأن الصحافي أوستن تايس الذي فقد أثره في سوريا العام 2012 ما زال على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي شخص يلوّح بعلم تبنته المعارضة السورية وسط الألعاب النارية للاحتفال بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)

فور سقوطه... الإعلام السوري ينزع عباءة الأسد ويرتدي ثوب «الثورة»

مع تغيّر السلطة الحاكمة في دمشق، وجد الإعلام السوري نفسه مربكاً في التعاطي مع الأحداث المتلاحقة، لكنه سرعان ما نزع عباءة النظام الذي قمعه لعقود.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري يلقي كلمة أمام الحضور (الملتقى)

«ملتقى صناع التأثير» ينطلق في الرياض بحوارات وشراكات بـ267 مليون دولار

انطلاق «ملتقى صناع التأثير»، الأربعاء، في الرياض، بصفته أكبر تجمع للمؤثرين في العالم.

عمر البدوي (الرياض)

«تشبه نشوة المخدرات»... كيف تثير الموسيقى المشاعر؟

كيف تحركنا الموسيقى؟ (رويترز)
كيف تحركنا الموسيقى؟ (رويترز)
TT

«تشبه نشوة المخدرات»... كيف تثير الموسيقى المشاعر؟

كيف تحركنا الموسيقى؟ (رويترز)
كيف تحركنا الموسيقى؟ (رويترز)

تتميز الموسيقى بقدرتها على استحضار المشاعر العميقة لدى المستمعين، كما أن التأثر العاطفي بالموسيقى تجربة ممتعة بطبيعتها.

ويستخدم معظم مستمعي الموسيقى التعبير العاطفي باعتباره العامل الأكثر أهمية في تقدير الموسيقى واتخاذ القرار بشراء أغنية.

وشرح تقرير لموقع «سايكولوجي توداي» كيف تحركنا الموسيقى.

1. الاستجابة المشروطة

نسمع أنواعاً معينة من الموسيقى حزينة لأننا تعلمنا ربطها بأحداث حزينة مثل الجنازات.

والشعور ليس الموسيقى، بل ما تذكرنا به. فعندما ترتبط قطعة موسيقية معينة بلحظات معينة في حياة المستمعين، فإنها تميل إلى استحضار مشاعر مثل الفرح أو الحزن. وبالتالي، إذا سمعت لأول مرة مقطوعة فالس شوبان خلال فترة حزينة بشكل خاص من حياتك واستمع إليها شخص آخر لأول مرة في فترة سعيدة من حياته، فقد تذكرك في الاستماع لاحقاً بأحداث حزينة، وتذكر الشخص الآخر بأحداث سعيدة.

وبالتالي، من خلال الارتباط، تجعلك سعيداً وتجعله حزيناً.

2. الحنين إلى الماضي

الموسيقى هي المحفز الأول للحنين إلى الماضي. إن الاستماع إلى أغنية تم تشغيلها كثيراً أثناء حدث مهم في الحياة (على سبيل المثال، موسيقى من مراهقتك) منذ سنوات عديدة يمكن أن يؤدي إلى تجربة عاطفية عميقة للحنين إلى الماضي. الشعور ليس في الموسيقى، ولكن فيما تذكرنا به.

3. الموسيقى كتعبير عن العاطفة

تجسد الموسيقى صفات معبرة مثل الكآبة والمرح. يمكن للصوت الموسيقي أن يقلد أو يمثل المشاعر، مثل الحزن والفرح والخوف والأمل. على سبيل المثال، فإن الإيقاع السريع المتخطي أو مستوى الصوت العالي يجعل الموسيقى مبهجة.

على النقيض من ذلك، فإن الإيقاع البطيء أو النغمات الثانوية الداكنة تجعل الموسيقى حزينة.

على غرار الموسيقى، تكون أصوات الأشخاص المبتهجين نشطة، ويميل الأشخاص الحزينون إلى التحدث بنغمات ناعمة خافتة.

4. المفاجأة

مثل قراءة السرد الخيالي، فإن قدراً كبيراً من متعتنا في تجربة السرد الخيالي هو المتعة التي نشعر بها في التساؤل عما سيحدث. إن الاستماع إلى أغنية تم الاستماع إليها مرات عديدة من قبل لا يشكل مفاجأة؛ لأن المرء «يعرف القصة».

5. المتعة

الموسيقى مجرد سلسلة من النغمات مرتبة على مدار الوقت. قد لا يُعتبر كل حدث صوتي من هذه الأحداث منفرداً مجزياً بشكل خاص. ومع ذلك، يمكن لديناميكياتها الزمنية بطريقة أو بأخرى أن تحفز بعضاً من أكثر الاستجابات الممتعة التي يعرفها الإنسان، مما يخلق «نشوة» تم وصفها على أنها تشبه تلك التي تسببها المخدرات القوية الإدمان.

6. العاطفة الجماعية

عندما يذهب الناس إلى الحفلات الموسيقية أو يصنعون الموسيقى معاً، تتأثر عواطفهم جزئياً بمشاعر الأشخاص الآخرين الحاضرين في السياق من خلال التوافق الإيقاعي والعدوى العاطفية. يحدث التوافق عندما تتزامن حركات أجسادنا مع الموسيقى.

ويُعد التزامن مع الآخرين والإيقاعات الموسيقية أمراً ممتعاً. ويؤدي التزامن مع شخص آخر إلى ظهور مواقف إيجابية تجاههم. وقد تساعد عملية المزامنة هذه في تفسير الترابط الجماعي، مثل الثقافات الفرعية للمراهقين الذين يستمعون إلى أشكال معينة من الموسيقى.

باختصار، تمتلك الموسيقى القدرة على استحضار مشاعر عميقة لدى المستمعين. هذه الإمكانية هي أحد الدوافع الأساسية للانخراط في الاستماع إلى الموسيقى. قد يكون الاستماع إلى الموسيقى المفضلة طريقة أكثر فاعلية لتقليل الشعور بالتوتر وزيادة المشاعر الإيجابية من الاسترخاء دون موسيقى.