السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

توّجت بـ«التانيت الفضي» للفيلم القصير و«أفضل» تصوير وموسيقى

المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)
المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)
TT

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)
المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية»، التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بتونس، إذ حصل الفيلم المصري القصير «أحلى من الأرض» للمخرج شريف البنداري على جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير، وحاز مدير التصوير مصطفى الكاشف على جائزة أفضل تصوير عن الفيلم الصومالي «القرية المجاورة للجنة»، فيما فاز المؤلف الموسيقي هاني عادل بجائزة أفضل موسيقى تصويرية عن الفيلم اللبناني «أرزة»، ومنحت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي ترأسها المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد تنويهاً خاصاً لفيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» من إخراج خالد منصور.

يتناول الفيلم القصير «أحلى من الأرض» عالم الفتيات المغتربات من خلال قصة طالبة جامعية تقيم بدار للمغتربات بالقاهرة، وفي أحد الأيام تقدم شكوى ضد زميلتها المقيمة معها بالغرفة، ما يؤدي إلى تصاعد الأحداث على نحو غير متوقع؛ والفيلم من بطولة سارة شديد، وحنين سعيد، ونسمة البهي، وأحمد إسماعيل.

وحاز مدير التصوير الشاب مصطفى الكاشف - نجل المخرج الراحل رضوان الكاشف - على جائزة أفضل تصوير عن الفيلم الصومالي «القرية المجاورة للجنة»، وكان الفيلم قد شهد عرضه الأول بقسم «نظرة ما» في مهرجان «كان» خلال دورته الـ77، وهو من إخراج الصومالي محمد الهراوي.

وكان مصطفى الكاشف قد وصف العمل في هذا الفيلم بأنه من أكثر الأفلام صعوبة في تصويرها، وذكر في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» أنه قضى 4 أشهر بالصومال، وكانت معظم المشاهد تصور خارجياً في درجات حرارة مرتفعة للغاية، كما اخترقت الرمال الكثيفة معدات التصوير، وتم إصلاحها عدة مرات، مؤكداً أنه تحمس للفيلم لشغفه بالتجارب الفنية المختلفة.

وتُعد جائزة «أفضل موسيقى» التي حازها الفنان والمؤلف الموسيقي هاني عادل عن الفيلم اللبناني «أرزة» هي ثالث جائزة يحصل عليها الفيلم، بعد أن فاز بجائزتي «أفضل ممثلة» و«أفضل سيناريو» في مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45.

دياموند بو عبود تحمل جائزة زوجها المؤلف الموسيقي هاني عادل (إدارة المهرجان)

وصعدت بطلته الفنانة اللبنانية «دياموند بو عبود» على المسرح لتسلم جائزة زوجها الفنان هاني عادل، معبرة عن سعادتها بها لأنه بذل جهداً كبيراً بالفيلم، وسعادتها بالنجاح الذي حققه الفيلم في المهرجانات التي شارك بها.

وبعد مشاركته بمسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي خلال دورته الرابعة وفوزه بجائزة لجنة التحكيم، حصل فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» على تنويه خاص من لجنة تحكيم قرطاج، وكان الفيلم قد حظي بإقبال كبير عند عرضه بكل من «البحر الأحمر» وقرطاج، ونفدت تذاكره بمجرد طرحها، وهو من بطولة عصام عمر، وركين سعد، وأحمد بهاء، وسماء إبراهيم.

المخرج خالد منصور يتسلم التنويه الخاص (إدارة المهرجان)

ويُعد «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» أول الأفلام الطويلة لمخرجه خالد منصور، الذي شارك في كتابته مع السيناريست محمد الحسيني، ومن إنتاج محمد حفظي، والناقدة رشا حسني في أول أعمالها بصفتها منتجة، وكان قد شهد عرضه الأول بمهرجان فينيسيا السينمائي، وتدور أحداث الفيلم من خلال حسن، الشاب الثلاثيني الذي يخوض رحلة لإنقاذ كلبه بعدما تورط في حادث خطير، ويواجه تهديدات تمس حياة الكلب صديقه الوحيد.

وعَدّ الناقد طارق الشناوي ما حققته الأفلام المصرية في «أيام قرطاج السينمائية» بأنها جوائز مستحقة، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن موسيقى فيلم «أرزة» التي قدمها هاني عادل تستحق الجائزة لبراعتها في التعبير عن المواقف الدرامية بالفيلم، كما رأى أن مدير التصوير مصطفى الكاشف بات مطلوباً في أفلام عالمية، لافتاً إلى أنه يستحق تكريماً؛ كونه مدير تصوير شاباً لكننا لم نمنحه ما يستحق في ظل تحقيقه نجاحاً عالمياً.

ويلفت الناقد المصري، الذي حضر «أيام قرطاج»، إلى أن الفيلم الروائي القصير «أحلى من الأرض» للمخرج شريف البنداري الذي فاز بجائزة «التانيت الفضي» قد رفضت الرقابة في مصر التصريح بعرضه في الدورة الماضية من مهرجان «الجونة»، ويصف ذلك بـ«(الأمر الغريب)؛ إذ يُفترض أن يكون هامش الحرية في الأفلام القصيرة أكبر».

لقطة من الفيلم القصير «أحلى من الأرض» المُتوج بـ«التانيت الفضي» (إدارة المهرجان)

ويشير الشناوي إلى ملمح رصده بالمهرجانات الدولية يتمثل في تطابق جوائز الأفلام الطويلة بنسبة 90 في المائة بين مهرجاني «البحر الأحمر» وقرطاج؛ فقد تطابقت جائزتا «التانيت الذهبي» مع «اليسر الذهبي» وحصل عليها الفيلم «الذراري الحُمر» نفسه، كما حاز الفيلم الفلسطيني «إلى أرض مجهولة» على جائزتي «اليسر الفضي» و«التانيت الفضي»، وفاز فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان البحر الأحمر قبل حصوله على «تنويه في قرطاج»، مؤكداً أن ذلك يُعد شهادة للمهرجانين معاً، فهي تؤكد مصداقية جوائز البحر الأحمر، وانحياز لجنة تحكيم قرطاج برئاسة هاني أبو أسعد للأفضل حتى لو تطابقت نتائجه مع نتائج «البحر الأحمر».


مقالات ذات صلة

عبد الله السدحان لـ«الشرق الأوسط»: ابتعدت عن الإنتاج لأنه أرهقني

يوميات الشرق السدحان يعرب عن سعادته الكبيرة بفيلم «ليل نهار» (إدارة مهرجان البحر الأحمر)

عبد الله السدحان لـ«الشرق الأوسط»: ابتعدت عن الإنتاج لأنه أرهقني

قال الفنان السعودي عبد الله السدحان إن مشاركته في السباق الدرامي الرمضاني لعام 2025 لم تحسم بعد لا سيما بعد ابتعاده عن الإنتاج وتركيزه على التمثيل فقط.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق ‎⁨ميلا الزهراني في مشهد من «هوبال» (الشرق الأوسط)⁩

ميلا الزهراني... مِن وجه جميل إلى نجمة في «هوبال»

في رصيد ميلا الزهراني 6 أفلام طويلة، و26 مسلسلاً، وتترقّب حالياً عرض فيلمها «هوبال» في 2 يناير المقبل بجميع صالات السينما السعودية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)

محمد سعد يعود إلى الأضواء بـ«الدشاش»

يجسّد محمد سعد في «الدشاش» شخصية طبيب خلال الأحداث التي تدور في إطار اجتماعي كوميدي تشويقي، ويشاركه البطولة عدد من النجوم.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية

«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

إذا كنت تودُّ معرفة من هو ملك وادي «هيلمز ديب»، فأنت في المكان المناسب.

سارة بار (نيويورك)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

مصر: أفلام «الأوف سيزون» تغادر دور العرض لـ«ضعف الإيرادات»

شهدت عدة أفلام مصرية، تصنف ضمن العرض خلال «الأوف سيزون»، تراجع إيراداتها مما أدى إلى رفعها من دور العرض السينمائي في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

متاحف مصرية لاستقبال كنز أثري «غارق»

جانب من المضبوطات الأثرية الغارقة (وزارة الداخلية)
جانب من المضبوطات الأثرية الغارقة (وزارة الداخلية)
TT

متاحف مصرية لاستقبال كنز أثري «غارق»

جانب من المضبوطات الأثرية الغارقة (وزارة الداخلية)
جانب من المضبوطات الأثرية الغارقة (وزارة الداخلية)

أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن ضبط 448 قطعة أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني بحوزة لصّين تحصلا عليها عبر الغوص، وتم التحفظ على القطع المضبوطة، واتخاذ الإجراءات القانونية بشأن الواقعة.

وأكدت الداخلية أن الشخصين المضبوطين بالقطع من محافظة الإسكندرية (شمال مصر)، وأن أحدهما له معلومات جنائية (جرائم سابقة)، وتم العثور بحوزتهما على قطع أثرية بغرض الاتجار. وفق بيان نشرته الوزارة، الاثنين.

وأوضح البيان أن القطع المضبوطة عددها 448 قطعة أثرية متنوعة، هي: 53 تمثالاً عليها نقوشات متنوعة، و3 رؤوس للتماثيل، و12 حربة برؤوس آدمية، و14 كأساً من البرونز، و41 بلطة عليها نقوش أثرية، و20 قطعة من البرونز، بالإضافة إلى 305 مصكوكات عليها نقوش أثرية.

واعترف المتهمان بحيازتهما للقطع الأثرية بقصد الاتجار فيها، وأكدا أنهما تحصلا عليها عن طريق الغطس بخليج أبو قير في الإسكندرية، وبعد عرض المضبوطات على الجهات المختصة، أفادت بأن جميع المضبوطات أثرية ضمن الآثار الغارقة، وتعود للعصرين اليوناني والروماني. وفق بيان الداخلية.

ويرى عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية، أن «القطع الأثرية التي تم ضبطها في الإسكندرية تمثل جزءاً بالغ الأهمية من تاريخ مصر، حيث تعود إلى العصرين اليوناني والروماني».

تماثيل وأدوات حرب مختلفة تم ضبطها في الإسكندرية (وزارة الداخلية)

موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه القطع ليست مجرد تماثيل أو أدوات مصنوعة من البرونز، بل هي شواهد حية على حضارات قديمة تركت بصماتها على تاريخ البحر الأبيض المتوسط وعلاقاته بمصر. تمثل هذه القطع أيضاً نافذة فريدة لفهم الحياة اليومية والفنون والطقوس الدينية في العصور القديمة».

وكانت مصر قد أعلنت من قبل عن اكتشاف مدينتي كانوبيس وهيراكليون بخليج أبو قير قبل بناء مدينة الإسكندرية، وأنهما كانتا مدينتين مزدهرتين قبل بناء مدينة الإسكندرية، وقد غرقتا في القرن الرابع قبل الميلاد، وما زال سبب غرق المدينتين غامضاً، وهناك آراء رجّحت قيام زلازل أو فيضانات أدت لتلك الكارثة، وظهر معبد وتماثيل لمعبودات قديمة في هذه المنطقة، وفق وزارة السياحة المصرية.

الآثار الغارقة التي ضبطتها وزارة الداخلية المصرية (وزارة الداخلية)

ويؤكد عبد البصير أن «حماية الآثار الغارقة أمر في غاية الأهمية»، موضحاً أنها «تعرضت منذ زمن بعيد لتحديات التآكل والتهريب، فالغواصون الذين يمارسون عمليات غير قانونية لاستخراج هذه القطع يعرضونها للخطر، وبالتالي يجب أن تكون هناك آليات أكثر تطوراً لحماية هذه المواقع من العبث والسرقة».

واقترح عالم الآثار «استخدام تقنيات حديثة مثل الأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستشعار تحت الماء لمراقبة المناطق الأثرية الغارقة بشكل أكثر فاعلية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التعاون بين الجهات الأمنية ووزارة السياحة والآثار للقيام بحملات تفتيشية دورية في مناطق مثل خليج أبو قير».

الآثار الغارقة بخليج أبوقير بالإسكندرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتضم مدينة الإسكندرية الساحلية أكثر من موقع للآثار الغارقة، من بينها موقع قلعة قايتباي الذي عثر فيه على أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية، وكذلك مواقع الشاطبي وخليج المعمورة والميناء الشرقي بالإسكندرية، كما تم تنظيم معرض خارجي بعنوان «أوزيريس: أسرار مصر الغارقة» في معهد العالم العربي بباريس عام 2015، ثم انتقل المعرض إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 2019 تحت عنوان «المدن الغارقة... عالم مصر الساحر»، وضم المعرض 293 قطعة أثرية تم انتشالها من مدينتي (هيراكليون) و(كانوبيس) بالميناء الشرقي، وفق «الهيئة المصرية العامة للاستعلامات».

مدينتان كاملتان غرقتا في خليج «أبو قير» بالإسكندرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وبخصوص القطع المضبوطة أخيراً، أوضح عبد البصير أنها «تمثل ثروة تاريخية لا يمكن تجاهلها، ومن المتوقع أن يتم عرضها في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، الذي يعد واحداً من أبرز الأماكن التي تحتفظ بالآثار المهمة من هذه العصور. لكن من الممكن أيضاً أن يتم توزيع بعضها على متاحف أخرى في مصر، مثل المتحف المصري الكبير أو المتحف القومي للحضارة المصرية، خصوصاً إذا كانت تحتوي على نقوش وأدوات فريدة. هناك أيضاً احتمال أن يتم إنشاء متحف مخصص للآثار الغارقة في المستقبل».

تمثال لملكة من العصر البطلمي مصنوع من الجرانوديوريت (وزارة السياحة والآثار)

وانتشلت الإدارة الخاصة بالآثار الغارقة التي أُنشئت عام 1996 آلاف القطع الأثرية من 25 موقعاً على مدى 20 عاماً، بحسب تصريحات سابقة لمدير الآثار الغارقة بالإسكندرية لوسائل إعلام محلية، مؤكداً أن هذه القطع يتم توزيعها على المتاحف المختلفة سواء اليوناني الروماني أو متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية أو المتحف القومي بالإسكندرية أو المتحف المصري الكبير بالقاهرة، فضلاً عن تنظيم معارض لها بالخارج.

جدير بالذكر أن متاحف مصرية كانت قد استقبلت عدداً من القطع المستردة من الخارج، من بينها المتحف المصري بالتحرير الذي أعلن مسؤولون من قبل عن استقباله 8 حشوات خشبية من منبر خشبي لمسجد جانم البهلوان الأثري، سرقت عام 2008 وتم تهريبها إلى الدنمارك، واستردتها مصر بحكم قضائي عام 2014، وبعد استعادتها تم إيداعها في مركز الترميم بالمتحف المصري.