تحويل الأفلام الكلاسيكية إلى أعمال درامية يعود للواجهة

«شباب امرأة» الأحدث بعد «إمبراطورية ميم» و«أرض النفاق»

الفنانة تحية كاريوكا والفنان شكري سرحان في لقطة من فيلم «شباب امرأة» (يوتيوب)
الفنانة تحية كاريوكا والفنان شكري سرحان في لقطة من فيلم «شباب امرأة» (يوتيوب)
TT

تحويل الأفلام الكلاسيكية إلى أعمال درامية يعود للواجهة

الفنانة تحية كاريوكا والفنان شكري سرحان في لقطة من فيلم «شباب امرأة» (يوتيوب)
الفنانة تحية كاريوكا والفنان شكري سرحان في لقطة من فيلم «شباب امرأة» (يوتيوب)

عادت ظاهرة تحويل الأفلام الكلاسيكية إلى أعمال درامية إلى الواجهة مجدداً، بعد الإعلان عن تقديم قصة فيلم «شباب امرأة» في مسلسل درامي للعرض خلال رمضان 2025.

ويعد مسلسل «شباب امرأة» أحدث الأعمال التي تم تحويلها لعمل درامي مقتبس من فيلم كلاسيكي بعد تجارب فنية مشابهة شهدتها صناعة الدراما في مصر منذ بداية الألفية الجديدة، والمسلسل الجديد يتكون من 15 حلقة، من بطولة غادة عبد الرازق، ومحمد محمود، ويوسف عمر، من كتابة محمد سليمان عبد المالك، وإخراج أحمد حسن.

وتدور أحداث الفيلم الأصلي الذي تم إنتاجه في خمسينات القرن الماضي حول سيدة متسلطة تدعى «شفاعات»، تقوم بتسكين شاب يدعى «إمام» في إحدى البنايات التي تمتلكها بعدما أتى من الريف للدراسة بالقاهرة، ومع مرور الوقت توقعه في شباكها رغم تحذير «حسبو» الرجل العجوز الذي يعمل لديها، لكن «إمام» يتعرف على فتاة تدعى «سلوى» ويتقرب من أسرتها، بينما تدبر «شفاعات» له المكائد حتى يعود إليها، لكنها تقع فريسة لانتقام «حسبو» في النهاية.

فيلم «شباب امرأة» قصة وسيناريو وﺇﺧﺮاﺝ صلاح أبو سيف، عن رواية للكاتب المصري أمين يوسف غراب، وبطولة تحية كاريوكا، وشكري سرحان، وشادية، وعبد الوارث عسر.

الفنانة غادة عبد الرازق بطلة مسلسل «شباب امرأة» (حسابها على إنستغرام)

ويرى الناقد الفني المصري كمال القاضي أن «التجارب التي تم تنفيذها وسبق عرضها أثبتت فشل العديد من الأنماط السينمائية التي تم تحويلها إلى أعمال درامية»، ويستكمل القاضي حديثه لـ«الشرق الأوسط» مؤكداً أن «أسباب الفشل تتصل بعدم القبول الجماهيري لأفلام أعيد تدويرها فأصبحت مجرد مُستنسخات لا تحمل أي إضافة غير الانتقاص من قيمة العمل الأصلي فنياً وأدبياً، فالجمهور تفاعل مع الأفلام القديمة وعاش أحداثها ولا حاجة له إلى اجترارها مرة أخرى».

ويضيف القاضي: «أتصور أن ما يحدث طريقة لاستثمار نجاح الأفلام والاستفادة من شعبيتها فقط دون أي هدف آخر، ولكن لا يمكن أن تستمر هذه الظاهرة في التمادي إلا إذا كانت هناك جهات إنتاجية تستفيد منها».

ونوه القاضي بأن «النسبة القليلة التي تتابع المسلسلات المنقولة هي في واقع الحال تستدعي ذكرياتها مع الأفلام ليس أكثر ولا أقل، وتتفاعل مع الأحداث بأثر رجعي وليس إعجاباً بالمسلسلات أو الأبطال، وهذا يتضح من الآراء والتعليقات الساخرة التي يسجلها الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي».

ومن بين الأفلام التي تم إعادة إنتاجها في أعمال درامية خلال السنوات الماضية، «إمبراطورية م»، و«العار»، و«الطوفان»، و«الباطنية»، و«أرض النفاق»، و«الزوجة الثانية»، و«لا تطفئ الشمس»، و«رد قلبي»، و«سمارة»، و«الكيف»، و«جري الوحوش»، و«بين السماء والأرض»، وغيرها.

من جانبه، يفضل الناقد الفني المصري عماد يسري المحاولة، لكنه يوضح أن «كثيراً من التجارب التي تم تنفيذها فشلت على مستوى الكتابة والتمثيل والإخراج لقصور في معرفة كيفية إدارة هذه الأعمال الفنية الراسخة في الأذهان».

فيلم «شباب امرأة» تناول قصة سيدة متسلطة وشاب جامعي (يوتيوب)

ويضيف يسري لـ«الشرق الأوسط» أن «الفنان يحتاج إلى دخل لسد احتياجه؛ الأمر الذي يضطره للموافقة على المشاركة، لكن ما دور الكاتب الذي تكاسل في تقديم معالجة مختلفة، ولماذا اعتمد الإنتاج على أسماء لا ترقى لمستوى العمل الأصلي؟».

وتعود ظاهرة تحويل الأفلام لأعمال درامية إلى ما تتمتع به الأفلام الكلاسيكية من شهرة كبيرة عربياً، ومعالجات فنية مميزة وصناعة متقنة ونجاح مذهل، وفق نقاد.

ويؤكد الكاتب المصري محمد الغيطي لـ«الشرق الأوسط» أن «التجربة نجحت بالفعل في المسرح، وخصوصاً على المستوى العالمي، لكن التجربة التلفزيونية كانت سيئة بسبب المعالجة الفنية التي لم ترق لمستوى الفكرة الأصلية».

ويرى الغيطي أن «الإنتاج وتحريك عجلة الصناعة هما الأهم في الوقت الحالي لتشغيل أكبر عدد ممكن من الفنانين والفنيين، فيتم اللجوء لهذه الأعمال المقتبسة حتى لا نصل لدرجة انهيار كلي للصناعة في مصر، التي تعتبر دخلاً قومياً»، وفق قوله.


مقالات ذات صلة

سمية الخشاب تثير جدلاً «سوشيالياً» بنصائح للشباب حول «التعليم والمال»

يوميات الشرق سمية الخشاب (إكس)

سمية الخشاب تثير جدلاً «سوشيالياً» بنصائح للشباب حول «التعليم والمال»

أثارت الفنانة المصرية سمية الخشاب حالة من الجدل على «السوشيال ميديا»، بعد مجموعة تدوينات كتبتها على حسابها بمنصة «إكس»، وتصدرت «الترند» على المنصة في مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

كيف يمكن أن يبدو شكل المنازل على القمر أو المريخ؟

صورة نشرتها شركة «آكا» للهيكل البيضاوي
صورة نشرتها شركة «آكا» للهيكل البيضاوي
TT

كيف يمكن أن يبدو شكل المنازل على القمر أو المريخ؟

صورة نشرتها شركة «آكا» للهيكل البيضاوي
صورة نشرتها شركة «آكا» للهيكل البيضاوي

طوّر رواد فضاء هنود هيكلاً بيضاوياً قالوا إنه يمثّل إلى حد كبير ما قد يبدو عليه شكل المنازل على القمر أو المريخ.

وحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن هذا الهيكل يُعرف باسم «Habitat-1»، ويطلق عليه رواد الفضاء اختصاراً اسم «Hab-1»، وهو أول مهمة لوكالة الفضاء الهندية (Isro) تستهدف محاكاة ظروف الفضاء لإعداد الروّاد للمهام الفضائية الحقيقية. وتم اختبار الهيكل مؤخراً في جبال الهيمالايا المرتفعة في منطقة لاداخ النائية بالهند، وذلك على رائد فضاء أمضى فيه ثلاثة أسابيع.

وتمّ بناء «Hab-1» باستخدام مادة تفلون عالية الجودة ومعزولة برغوة صناعية، ويحتوي على سرير ومكتب، ومساحة تخزين لحفظ الإمدادات، وحقيبة للطوارئ ومطبخ صغير لتسخين الوجبات، ومرحاض.

صورة نشرتها شركة «آكا» لمحتويات الهيكل من الداخل

وقالت المهندسة المعمارية الفضائية، آشتا كاتشا غالا، من شركة «آكا» التي أسهمت في تطوير الهيكل والتي تتخذ من ولاية غوجارات مقراً لها، إن هذه المحاكاة تساعد في تحديد ومعالجة المشكلات التي قد يواجهها رواد الفضاء والمعدات قبل الرحلات الفضائية.

وأضافت: «صُمّم (Hab-1) مع الأخذ في الاعتبار أن الظروف الموجودة في الفضاء محدودة للغاية. فعلى سبيل المثال فإن كمية المياه هناك ستكون قليلة جداً، لذا فقد صمّمنا مرحاضاً جافاً. كما وضعنا نظاماً للتخلص السليم من النفايات، وتأكدنا من أن المسكن سيكون خالياً من الروائح الكريهة».

ويقول عميد الدراسات البحثية في جامعة لاداخ التي تعاونت في المشروع، البروفسور سوبرات شارما: «لقد تمّ اختيار لاداخ للتجربة؛ لأن مناظرها الطبيعية الصخرية القاحلة وتربتها تشبه من منظور جغرافي المواد والصخور الموجودة على المريخ وبعض أجزاء من تضاريس القمر؛ مما يجعلها مثالية لأبحاث الفضاء».

يأتي ذلك في وقت تستعد فيه الهند لإرسال أول رواد هنود إلى الفضاء في مهمة أطلق عليها اسم «غاغانيان».

وتخطّط مهمة «غاغانيان»، التابعة لوكالة «Isro»، لوضع ثلاثة رواد فضاء في مدار أرضي منخفض على ارتفاع 400 كيلومتر لمدة ثلاثة أيام. إذا سارت الأمور وفقاً للخطة، فستنطلق المهمة في وقت ما من العام المقبل. وتخطط الهند أيضاً لإنشاء أول محطة فضائية لها بحلول عام 2035 وإرسال رجل إلى القمر بحلول عام 2040.