الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

كان غليها حيّة طريقة شائعة لقتلها في المطبخ رغم قسوة هذه الممارسة

تشعر فعلاً بالألم (غيتي)
تشعر فعلاً بالألم (غيتي)
TT

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

تشعر فعلاً بالألم (غيتي)
تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

لسنوات، كان غلْي الكركند وسرطانات البحر حيَّةً، طريقة شائعة لقتلها في المطبخ رغم تصاعُد دعوات لإنهاء هذه الممارسة القاسية؛ علماً بأنّ القانون الحالي لرعاية الحيوان في الاتحاد الأوروبي لا يتضمّن المحار، لكنّ الأمر يمكن أن يتغيّر.

ووفق «إندبندنت»، اقترح البعض سابقاً أنّ استجابات الكركند عند التعامل معه بهذه الطريقة، كانت مجرّد ردود أفعال، وأنّ هذه الكائنات غير قادرة على الشعور بالألم. وإنما البحوث الجديدة تشير إلى العكس، إذ اكتشف باحثون من جامعة «غوتنبرغ» في السويد وجود محفّزات الألم المُرسَلة إلى دماغ سرطان البحر الشاطئي، ما يوفّر مزيداً من الأدلة على قدرة القشريات على الشعور بالألم.

وشدَّدوا على أننا نحتاج إلى إيجاد طرق أقل إيلاماً لقتل المحار، إذا كنا سنستمرّ في أكلها. وقالت المؤلِّفة المُشاركة في الدراسة لين سنيدون: «لدينا أدلّة علميّة على أنها تعاني الألم وتتفاعل معه».

وأشارت بحوث سابقة إلى احتمال شعور القشريات بالألم، عند تعرُّضها لصدمات ميكانيكية أو كهربائية أو أحماض ضارّة تُلامس أنسجتها الرخوة، مثل قرون الاستشعار.

وفي خضمّ هذه التجارب السابقة، تفاعلت القشريات عن طريق لمس المنطقة المكشوفة أو محاولة تجنُّب الخطر، مما دفع الباحثين إلى افتراض أنها شعرت بالألم. ومع ذلك، ظلّت المعلومات المتعلّقة بوجود مستقبلات الألم المتخصّصة في أجسامها، التي ترصد مثل هذه المحفّزات، بعيدة المنال حتى الآن.

نحتاج إلى إيجاد طرق أقل إيلاماً لقتل المحار (مواقع التواصل)

وفي أحدث دراسة نُشرت في دورية «علم الأحياء»، استخدم العلماء قياسات على غرار تخطيط كهربية الدماغ، لتقويم النشاط في دماغ سرطان الشاطئ. وقاسوا النشاط في الجهاز العصبي المركزي للدماغ، عندما تعرّضت الأنسجة الرخوة للمخالب وقرون الاستشعار والأرجل لبعض أشكال الإجهاد.

وأظهر الباحثون حدوث تفاعلات واضحة للخلايا العصبية في دماغ القشريات، خلال مثل هذه المحفّزات الميكانيكية أو الكيميائية.

من جهته، قال باحث الدكتوراه إليفثيريوس كاسيوراس، المُشارك في الدراسة: «تمكنّا من رؤية أنه لدى سرطان البحر نوع من مستقبلات الألم في أنسجته الرخوة، بعدما سجّلنا زيادة في نشاط المخ عندما طبّقنا مادة كيميائية مؤلمة مُحتملة، وهي شكل من أشكال الخلّ، على تلك الأنسجة».

وتابع: «حدث الشيء عينه عندما طبّقنا ضغطاً خارجياً على عدد من أجزاء جسمه».

ووفق العلماء، تشير النتائج إلى أنّ سرطان البحر لديه شكل من أشكال إشارات الألم التي تنتقل إلى المخ من هذه الأجزاء من الجسم. كما وجدوا أنّ استجابة الألم كانت أقصر وأقوى في حالة الإجهاد البدني، مقارنةً بحالة الإجهاد الكيميائي التي استمرّت فترة أطول.

وختم كاسيوراس: «جميع الحيوانات تحتاج إلى نوع من نظام الألم للتعامل مع تجنُّب الخطر. لا أعتقد أننا بحاجة إلى اختبار جميع أنواع القشريات، إذ لديها بنية مماثلة، وبالتالي أنظمة عصبية مماثلة».


مقالات ذات صلة

جويل حجار... «جذور ومسارات عربية» تُتوّج الأحلام الكبرى

يوميات الشرق جويل حجار تؤمن بالأحلام الكبيرة وتخطّي الإنسان ذاته (الشرق الأوسط)

جويل حجار... «جذور ومسارات عربية» تُتوّج الأحلام الكبرى

بالنسبة إلى جويل حجار، الإيمان بالأفكار وإرادة تنفيذها يقهران المستحيل: «المهم أن نريد الشيء؛ وما يُغلَق من المرة الأولى يُفتَح بعد محاولات صادقة».

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق رُفِع الصوت من أجلها (موقع المنارة)

حملة فرنسية بآلاف التوقيعات لإنقاذ أقوى منارة في أوروبا

يتداول روّاد مواقع التواصل نداء يُطالب الحكومة الفرنسية بالتراجع عن قرارها برفع الحماية عن منارة (فنار) «كرياك» بغرب البلاد، وخفض أنوارها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق ما له عُمر لا تقتله شِدَّة (مواقع التواصل)

هاتف «بحالة جيّدة» بعد تجمّده شهرين في حلبة تزلّج

أُعيد هاتف تجمَّد بالخطأ في حلبة تزلّج، إلى صاحبته، بعدما ظلَّ لـ8 أسابيع تحت سطح الجليد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المخرج شادي الهبر (شادي الهبر)

«مخبأ» و«حكايات سميرة»... قصص حياة على الخشبة

اليوم يستعيد «مسرح شغل بيت» نشاطاته الثقافية ويستهلها بمسرحيتي «مخبأ» و«حكايات سميرة».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق دفء الشخصيات (رويال ميل)

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

أصدر البريد الملكي البريطاني (رويال ميل) 12 طابعاً خاصاً للاحتفال بمسلسل «The Vicar of Dibley» (قسيسة ديبلي) الكوميدي الذي عُرض في تسعينات القرن الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الأقصر للسينما الأفريقية» في مرمى الأزمات المالية

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية شهد حضور فنانين مصريين ومن دول أفريقية (صفحة المهرجان على «فيسبوك»)
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية شهد حضور فنانين مصريين ومن دول أفريقية (صفحة المهرجان على «فيسبوك»)
TT

«الأقصر للسينما الأفريقية» في مرمى الأزمات المالية

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية شهد حضور فنانين مصريين ومن دول أفريقية (صفحة المهرجان على «فيسبوك»)
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية شهد حضور فنانين مصريين ومن دول أفريقية (صفحة المهرجان على «فيسبوك»)

انطلقت في معبد الأقصر، مساء الخميس، فعاليات الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وسط تحديات عدة أبرزها الأزمة المالية نتيجة تقليص ميزانية المهرجانات الفنية. وشهدت دورة هذا العام التي تحمل اسم الفنان المصري الراحل نور الشريف، تكريم الفنان خالد النبوي والمخرج مجدي أحمد علي.

وشهد حفل الافتتاح حضور عدد كبير من الفنانين وصناع السينما المصرية والأفريقية، أبرزهم الرئيس الشرفي للمهرجان الفنان محمود حميدة، والفنانة داليا مصطفى، والفنان نبيل عيسى، والسيناريست أحمد مراد، ورانيا منصور، والمخرج خالد يوسف، والناقد طارق الشناوي، والمخرج خالد الحجر، وطارق الإبياري، والفنان خالد النبوي، وابنه نور النبوي، والمخرج شريف مندور، وتارا عماد.

افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)

وضمن فعاليات الحفل انطلق «ديو» غنائي مصري أفريقي بين الفنان الأقصري حساني القوسي والفنانة السودانية آسيا مدني بعنوان «عيونك حلوة يا بهية»، أعقبه عدد من الكلمات الخاصة بأهمية المهرجان من رئيسه الشرفي محمود حميدة، ورئيسه السيناريست سيد فؤاد، ومديرته المخرجة عزة الحسيني.

وكرم المهرجان الذي يستمر حتى الرابع عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي نخبة من رموز الفن الأفريقي على رأسهم الفنان المصري خالد النبوي الذي أكد في كلمته اعتزازه بمصريته، قائلاً: «فخور بكوني ابن هذا البلد مصر».

كما كرم المهرجان المخرج المصري مجدي أحمد علي، واسم السيناريست الراحل عاطف بشاي، واسم الفنان الراحل المصري نور الشريف، والفنان التونسي أحمد الحفيان، والممثلة والمخرجة من أصل غاني أكوسوا بوسيا، والمخرج السنغالي موسى أبسا.

حفل الافتتاح شهد حضور العديد من الفنانين (إدارة المهرجان)

وقال السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية إن الدورة الرابعة عشرة تشهد لأول مرة مشاركة 21 فيلماً مصرياً من بين 65 فيلماً تنتمي لـ35 دولة.

وكشف فؤاد عن أبرز ما يميز الدورة الرابعة عشرة قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «أبرز ما يميز الدورة الحالية، إقامة ملتقى المهرجانات الأفريقية لأول مرة، حيث نعمل على تقديم توصيات لكيفية توزيع الفيلم الأفريقي في جميع أنحاء العالم، بالإضافة لإقامة عدد من الورشات الخاصة للفنانين والمخرجين في محافظات سوهاج وقنا والأقصر وأسوان».

تكريم خالد النبوي في مهرجان السينما الأفريقية (إدارة المهرجان)

وعن أبرز المشاكل والتحديات التي تواجه المهرجان في دورته الجديدة قال فؤاد: «أكبر التحديات والأزمات التي نواجهها الدعم المالي، لأن المهرجان مع نشأته كانت الدولة تدعم ميزانيته بـ60 في المائة، وعلى المهرجان أن يوفر 40 في المائة، ولكن العام الماضي أصدر رئيس الوزراء قراراً بتقليص دعم المهرجانات إلى 40 في المائة، وأصبح على المهرجان أن يوفر 60 في المائة من ميزانيته من رجال الأعمال، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، ومع ارتفاع سعر الدولار، أصبحت أسعار الطيران والإقامة الفندقية مرتفعة للغاية».

يذكر أن الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ترفع شعار «السينما الأفريقية قمر 14»، وتقام فعالياتها بين قصر ثقافة الأقصر، ومعبد الأقصر.