كامل الباشا يؤكّد صعوبة التصوير في الضفة بسبب تضييق «الاحتلال»

الفنان الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: قدّمت أفلاماً لا تتّفق مع أفكاري

الباشا متحمّس للعمل مع المخرج محمد دياب (حسابه على فيسبوك)
الباشا متحمّس للعمل مع المخرج محمد دياب (حسابه على فيسبوك)
TT

كامل الباشا يؤكّد صعوبة التصوير في الضفة بسبب تضييق «الاحتلال»

الباشا متحمّس للعمل مع المخرج محمد دياب (حسابه على فيسبوك)
الباشا متحمّس للعمل مع المخرج محمد دياب (حسابه على فيسبوك)

قال الممثل الفلسطيني كامل الباشا إن أحداث «7 أكتوبر» 2023 لم تُغيّر شيئاً من الوضع داخل الأراضي الفلسطينية سوى تدمير الحياة في غزة. مشيراً إلى أن «الوضع والانتهاكات التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني لا تزال مستمرة، بيد أن اطّلاع العالم زاد عليها».

وأضاف في حواره مع «الشرق الأوسط»، أن ما حدث في «7 أكتوبر» يُعد استمراراً للنضال الفلسطيني الذي بدأ قبل نحو أكثر من 100 عامٍ، مشيراً إلى أن العالم يتذكّر الفلسطينيين مع حدوث المذابح البشعة التي يتعرضون لها مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ عقود.

الممثل الفلسطيني كامل الباشا (مهرجان الجونة)

لا يؤيد كامل الباشا الآراء الدّاعية إلى وقف الأعمال الفنية بسبب الحرب على غزة، بل يرى أنها هدف من أهداف الاحتلال الرامية إلى محوِ الحركة الفنية من الوجود. مشيراً إلى أنهم كانوا يقفون على خشبة المسرح في ذروة الاجتياح الإسرائيلي لرام الله عام 2003. وأضاف أن ما يُمكن الحديث عنه هو تقليل مظاهر البهجة والفرح أو الحد منها، وهذا الأمر أيضاً لا يُمكن إلزام الجميع به.

وأكد الباشا أن الفن والثقافة شكلان من أشكال الحياة التي لا يجب أن تتوقف، سواءَ لدعم القضية الفلسطينية أو لمناقشة أي قضية من القضايا داخل المجتمعات العربية. لافتاً إلى أن تلك التي تُناقش الوضع داخل فلسطين تسلط الضوء على جزءٍ من الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

وأرجع كامل الباشا جزءاً من حماسه للتجارب الشبابية التي يتعاون فيها مع مخرجين جُدد، كما في فيلمه القصير الأخير «برتقالة من يافا»، الذي عُرض في النسخة الماضية من مهرجان «الجونة السينمائي»، إلى إدراكه للصّعوبات التي يُواجهها الفنانون في فلسطين بعدما قضى 40 عاماً من حياته على خشبة المسرح، مؤكداً ثقته «في قدرة صُنّاع السينما الفلسطينية على تقديم أفلامٍ بمستوى عالمي».

الباشا منشغلٌ حالياً بتصوير فيلمه الجديد «أسد» (حسابه على فيسبوك)

وأوضح الباشا أن السيناريو بالنسبة له هو الأساس في أي عملٍ فني يشارك فيه. وتحدث عن تلقيه سيناريوهات كثيرة، لكنه لطالما كان حريصاً على انتقاء الأفضل منها، مرجعاً حماسه لفيلم «برتقالة من يافا» إلى طرحه قصة إنسانية بلا صراخ وبصورة هادئة، ومن خلال مواقف حقيقية غير مفتعلة.

ورغم نشاطه في تقديم الأفلام القصيرة، يؤكد الممثل الفلسطيني أن ما يقدّمه لا يمثّل سوى 5 في المائة من الأفلام القصيرة التي تُعرض عليه، لافتاً إلى أنه قدّم بصفته ممثلاً أفلاماً تحمل وُجهات نظرٍ مختلفة ولا تتوافق مع أفكاره، لكنه قَبِلها انطلاقاً من قناعته بأن المجتمع مكوّن من ألوان عدة وأفكارٍ متنوعة لدى أفراده، وبالتالي يريد الوصول إلى جميع أطيافه من خلال الأعمال التي تخاطبهم.

ولا يخفي الباشا الصّعوبات التي يواجهها في التصوير داخل فلسطين، وفي مقدمتها حواجز التفتيش الإسرائيلية التي تجعل من الصّعب التنقل بين مدينة وأخرى في الضفة، وتترك الأفراد عاجزين عن تحديد أوقاتٍ يمكنهم الالتزام بها. بالإضافة إلى الهجمات التي يُنفّذها المستوطنون بشكل عشوائي. وأشار إلى أنهم تعرضوا لهجومٍ من المستوطنين خلال تصوير أحد مشاهد فيلم «برتقالة من يافا»، واضطروا إلى إيقاف التصوير والاتجاه إلى مكان آخر.

مشهد من فيلم «برتقالة من يافا» (الشركة المنتجة)

وأوضح الباشا أنه «عندما قدّم شخصية سائق التاكسي في الفيلم، لم يكُن يفكّر في حبّ الناس للشخصية أو كُرههم لها بقدر ما أراد إيصال تفاصيل الشخصية كما كُتبت في السيناريو»، واصفاً «مشهد الاشتباك داخل السيارة في الفيلم بـ(المؤلم) في ظل اللاإنسانية التي يُعامل بها الفلسطينيون داخل أراضيهم». وفق وصفه.

وأكد الممثل الفلسطيني انشغاله حالياً بتصوير فيلمه الجديد «أسد» مع المخرج محمد دياب، الذي تحمّس للعمل معه بسبب تجاربه السابقة المميزة، واصفاً العمل مع بطل الفيلم محمد رمضان بـ«اللذيذ» في كواليس التصوير.

وأضاف كامل الباشا أن ما يُشغله بشكل رئيسي في الأفلام التي يُشارك فيها ليس اسم البطل، وإنما المخرج، لأنه الشخص الوحيد القادر على تقديم توليفة بين الممثلين المشاركين في العمل.


مقالات ذات صلة

«إيميليا بيريز» و«الوحشي» يقودان قراءةً في ترشيحات «الأوسكار» الـ97

يوميات الشرق أدريان برودي في «الوحشي» (بوكستريت)

«إيميليا بيريز» و«الوحشي» يقودان قراءةً في ترشيحات «الأوسكار» الـ97

تحتوي قائمة الأفلام المتنافسة على «أوسكار» أفضل فيلم، 10 أعمال، بعضها - كما جرت العادة مؤخراً - من إنتاج غير أميركي... إليكم التفاصيل

محمد رُضا (‫صندانس (يوتا))
يوميات الشرق فيلم «انفصال» من النوع الخيالي يُحاكي العالم الآلي (أنجيلا مراد)

مُخرجة فيلم «انفصال» أنجيلا مراد: العالم الآلي يُخيفني والخطر ينتظرنا

في «انفصال»، تقدّم أنجيلا مراد رؤية إخراجية مختلفة اعتمدت فيها على شخصيات افتراضية رسمتها بنفسها. حتى أغنية الفيلم نفّذتها عن طريق الذكاء الاصطناعي.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق باسل ويوفال في مشهد من الفيلم (مهرجان برلين)

«لا أرض أخرى» يصل للقائمة القصيرة في ترشيحات «الأوسكار»

وصل الفيلم الفلسطيني «لا أرض أخرى» للقائمة القصيرة لترشيحات جوائز «الأوسكار»، ضمن الأفلام المتنافسة على جائزة «أفضل فيلم وثائقي طويل» في النسخة 97 من الجائزة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما «بلو مون» (سينيتك ميديا)

«مهرجان برلين» يرفع ميزانيته مُجابهاً التحديات

75 سنة مرّت على تأسيس «مهرجان برلين السينمائي» الذي سينطلق في 13 فبراير (شباط) المقبل ويسدل ستارة الختام في يوم 23 من فبراير.

محمد رُضا (صندانس - ولاية يوتا)
سينما  فرناندا توريس في «لا زلت هنا» (ڤيديوفيلمز)

شاشة الناقد: أنظمة عسكرية

كما في غير بقعة من العالم، خصوصاً في الدول اللاتينية، شهدت العقود المنصرمة قيام أنظمة حكم عسكرية أودت بحياة عشرات الآلاف من السياسيين والمثقفين والإعلاميين

محمد رُضا (صندانس ولاية يوتا)

بخّاخ أنفي يُخفّف معاناة مرضى الخرف

باحثتان مشاركتان بالدراسة رصدتا فاعلية العلاج باستخدام البخّاخ الأنفي (جامعة ويسترن أونتاريو)
باحثتان مشاركتان بالدراسة رصدتا فاعلية العلاج باستخدام البخّاخ الأنفي (جامعة ويسترن أونتاريو)
TT

بخّاخ أنفي يُخفّف معاناة مرضى الخرف

باحثتان مشاركتان بالدراسة رصدتا فاعلية العلاج باستخدام البخّاخ الأنفي (جامعة ويسترن أونتاريو)
باحثتان مشاركتان بالدراسة رصدتا فاعلية العلاج باستخدام البخّاخ الأنفي (جامعة ويسترن أونتاريو)

توصّلت دراسة كندية إلى أنّ العلاج باستخدام بخّاخ أنفي يحتوي على هرمون الأوكسيتوسين يمكن أن يُحسّن عوارض اللامبالاة لدى مرضى الخرف الجبهي؛ وهو أحد الأشكال الشائعة للخرف المبكر.

وأوضح الباحثون من جامعة ويسترن أونتاريو أنّ هذا البخّاخ يمثّل خطوة واعدة في معالجة أحد العوارض الأساسية لهذا المرض، الذي لا يزال يفتقر إلى علاج فعّال حتى الآن. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Lancet Neurology».

ويعاني مرضى الخرف الجبهي تدهوراً في وظائف الفصين الجبهي والصدغي في الدماغ، مما يؤدّي إلى تغيّرات ملحوظة في السلوك واللغة وصنع القرارات.

وغالباً ما يفقد هؤلاء المرضى الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يحبّونها، ويصبحون غير مبالين تجاه عائلاتهم وأصدقائهم وحتى حياتهم اليومية. يُعدُّ هذا النوع من الخرف أحد أشكال الخرف المبكر، ويصيب عادةً الأشخاص بين سنّ الـ40 و65 عاماً. ويتّسم المرض بعوارض مثل الاندفاعية وتغيير العادات الغذائية واللامبالاة؛ ما يصعّب على المرضى وأسرهم التعايش معه من دون دعم طبّي وعلاجي فعّال.

وأجرى الفريق تجربة سريرية شملت 74 مريضاً من 11 مركزاً بحثياً في كندا والولايات المتحدة. وخضع المرضى لعلاج باستخدام بخاخ الأوكسيتوسين مرتين يومياً، كل 3 أيام، لمدة 6 أسابيع، تحت إشراف مقدّمي الرعاية. جرى تقويم مستويات اللامبالاة باستخدام مؤشّر يحدّد شدّة العوارض النفسية العصبية وتأثيرها في مقدّمي الرعاية.

والأوكسيتوسين هرمون تنتجه الغدّة النخامية في الدماغ، وله دور في تعزيز التفاعل الاجتماعي، وتطوير الروابط العاطفية، وتنظيم المشاعر مثل الثقة والتعاطف.

ويُستخدم بخّاخ أنفي لإيصال الهرمون مباشرة إلى الدماغ عبر الأغشية الأنفية، ما يسمح له بالتأثير في المناطق العصبية المسؤولة عن السلوكيات والمشاعر.

وأظهرت النتائج تحسُّناً ملحوظاً في درجات اللامبالاة لدى المرضى الذين تلقّوا العلاج ببخّاخ الأنف مقارنةً بالمجموعة التي تلقَّت العلاج الوهمي.

وذكر مقدّمو الرعاية المشاركون أنّ المرضى بدأوا في إظهار سلوكيات إيجابية بسيطة، مثل الاتصال بأفراد الأسرة أو القيام بتصرّفات عفوية مثل إعداد القهوة لشركائهم.

ورغم أنّ هذه التغييرات كانت طفيفة، فإنها تحمل أهمية كبيرة؛ إذ تعيد بعض مظاهر الحياة الطبيعية إلى علاقة المرضى بعائلاتهم، وفق الباحثين.

وقال فريق البحث إنّ هذه الدراسة تقدّم دليلاً على أنّ العلاج بهرمون الأوكسيتوسين يمكن أن يخفّف من أحد أكثر العوارض شيوعاً وإزعاجاً لهذا النوع من الخرف.

وأضاف الفريق أن تحسُّن اللامبالاة، ولو بشكل طفيف، يُحدِث فرقاً كبيراً في حياة مقدّمي الرعاية، ويخفّف من العبء النفسي والاجتماعي عليهم.

وأشار الباحثون إلى أنّ النتائج توفّر نقطة انطلاق لبحوث أوسع حول دور الأوكسيتوسين في علاج العوارض النفسية العصبية للخرف؛ ما قد يؤدّي إلى تحقيق تحسينات أكبر في المستقبل.