بعد مسيرة سينمائية حافلة تُقارب الـ6 عقود، أعلن النجم الأميركي مايكل دوغلاس أنه مع بلوغه مؤخراً عامه الـ80، قرّر أخذ إجازة مهنيّة، للمرة الأولى في حياته، بما وصفه بفترة الراحة من العمل. وخلال حديثه ضمن حوار جماهيري على مسرح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» بمدينة جدة، مساء الجمعة، أكد: «أُنهي عام 2024 وأنا مستمتع وسعيد بما حقّقته».
دوغلاس الحاصل على جائزة «أوسكار» (1987) أفضل ممثل عن دوره في فيلم «وول ستريت»، تمهَّل أمام مرحلة التوقّف الاستثنائي التي أُجبر عليها خلال علاجه من سرطان الحنجرة عام 2013، مما يجعل فترة الراحة التي قرّرها حالياً الأولى التي تحدُث باختياره. كما تحدَّث عن ظروف نجاح عمله الأخير «فرانكلين»، الذي جسَّد خلاله شخصية بنجامين فرانكلين، أحد مؤسّسي الولايات المتحدة، في مسلسل من 8 حلقات.
قدَّم دوغلاس، خلال الحوار، ومضات من خلاصة تجربته السينمائية، قائلاً: «الكاميرا دائماً تفضحك حين تكذب!». وأكد أنه ينبغي على الممثل إخفاء الأمر عن الجمهور لكَسْب احترامه وإعجابه. كما أشار مرّات إلى أنه ليس ممثلاً سينمائياً فقط، خصوصاً أنّ لديه عقوداً عدّة لمسلسلات. ثم استعاد ذكريات طفولته، حين انفصل والداه وهو بعمر السادسة، ليعيش بعدها في نيويورك مع والدته.
بتأثّر، روى النجم أنه كان يرى والده في الإجازات فقط، وخلال تلك الأيام كانت الدراما التلفزيونية مسألة حديثة، فانجذب إليها بشدّة، كما شغفته السينما منذ صغره. وتوقّف عند تشبيه البعض له بأداء والده الممثل كيرك دوغلاس، في إحدى فترات حياته، مُستكملاً البوح رداً على أسئلة الإعلامية ريّا أبي راشد التي حاورته، وعادت معه إلى حكايات الطفولة والشباب، في جلسة جمعتهما أمام حضور كثيف لزوار المهرجان.
كاثرين الزوجة والممثلة
في القاعة المجاورة، افتتحت زوجته النجمة البريطانية كاثرين زيتا جونز جلسةً حواريةً تناولت مسيرتها، بالتعبير عن انبهارها بـ«بيت السينما»؛ المقرّ الجديد للمهرجان، وبطابعة التراثي في قلب «البلد» بجدة التاريخية. ثم قالت: «دعاني مهرجان (البحر الأحمر) سابقاً، لكنني هنا للمرة الأولى. سعيدة لحضوري في هذا المكان... أحسنتم صنعاً!»، لتتطرّق بعد ذلك إلى خبرتها المُبكرة في الرقص والغناء بمدينتها ويلز، فانتقالها إلى لندن؛ وهي تجارب ساعدتها لاحقاً في هوليوود، علاوةً على أنها كانت محظوظة بنشأتها في بيئة ثقافية احتضنت مواهبها باكراً، كما روت.
أطلت بأناقتها المعهودة وشَعرها الطويل المتموّج على أكتافها، هي التي لازمت زوجها مايكل دوغلاس منذ بدء المهرجان، فسارا متشابكي الأيدي على السجادة الحمراء. وخلال حديثها، تناولت دعمهما الدائم بعضهما للبعض الآخر، وأضافت: «أن تكون ممثلاً في السينما أو المسرح أو سواهما؛ فذلك يعني أنّ ثمة عملاً جماعياً، يتخطّى الممثل فقط. هذا ما أؤمن به»، معبِّرةً عن سعادتها بالعمل مع مخرجين شباب إلى جانب أسماء كبيرة من المخرجين والفنانين الذين رافقوا مشوارها.
حوارات استثنائية
وشهد مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الجمعة، مشاركة 7 نجوم عالميين بجلسات حوارية تُعْنَى بالإضاءة على الأسماء اللامعة من روّاد الصناعة السينمائية، من بينهم الفنانات العالميات الحائزات على جوائز، مثل: كاثرين زيتا جونز، وإيفا لانغوريا، وسينثيا إيريفو، والحائزة على «أوسكار» ميشيل يوه، والهندية المحبوبة كارينا كابور. بالإضافة إلى ممثلين عالميين، من بينهم مايكل دوغلاس، وفان ديزل. وناقش النجوم خلال الجلسات أعمالهم الفنّية، وتجاربهم الشخصية، ومسيرتهم. كما تطرّقوا إلى أدوارهم المميّزة ومنحوا الحضور المساحة لطرح الأسئلة والنقاش المفتوح معهم، لمشاركة تجربة قريبة وشخصية تستكشف جوانب جديدة عن نجمهم المفضّل.