وسط أجواء احتفالية ساحرة، انطلقت أعمال الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في «ميدان الثقافة»، البوابة التي تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية، المدرجة ضمن قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي، وسط حضور عربي وعالمي لأبرز نجوم وصُنَّاع السينما في العالم، الذين عبروا من خلال السجادة الحمراء (ريد كاربت) لفعاليات المهرجان الدولي.
وعاد المهرجان تحت شعار «للسينما بيت جديد»، إلى المنطقة العريقة في جدة التاريخية، التي احتضنت دورته الأولى، ليؤكد التزامه بإحياء التراث الثقافي، وتعزيز مكانة جدة بوصفها مركزاً ثقافياً وفنياً عالمياً.
نجوم عالميون وعرب
تضمَّنت ليلة الافتتاح تكريم عدد من أبرز نجوم السينما العالمية والعربية؛ تقديراً لمسيرتهم الفنية المميزة. وشمل التكريم النجم الهندي الشهير عامر خان، المعروف بأفلامه المؤثرة مثل «دانجال»، والمرشحة لجائزة الأوسكار إيميلي بلانت، بطلة فيلم «أوبنهايمر».
كما تمَّ تكريم النجمة المصرية منى زكي، التي حازت عدداً من الجوائز، عن أعمالها المتميزة، مثل فيلم «رحلة 404»، ومسلسل «أبشر: السرب»؛ تقديراً لإسهاماتها البارزة في السينما المصرية والعربية، وسط حضور كثير من النجوم من الوطن العربي والعالم، أبرزهم فان ديزل، وويل سميث، وسبايك لي، وعابد فهد، وعامر خان، وكارينا كابول، ويسرا، وإلهام شاهين، ولبلبة.
وأعلن المهرجان، الذي يقام في الفترة من 5 إلى 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تكريماً خاصاً للممثلة الأميركية الحائزة جائزة الأوسكار فيولا ديفيس، الشريكة المؤسسة لشركة «JVL Media»، وذلك خلال حفل توزيع الجوائز في 12 ديسمبر الحالي.
وتُعرف ديفيس بأدوارها المؤثرة في أفلام، مثل «المرأة الملك» و«الأسوار»، وتعدّ من الشخصيات الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العالمية.
«ضي» رحلة أمل وصمود
شهد حفل الافتتاح عرض الفيلم المصري «ضي»، الذي يروي قصة طفل نوبي ألبينو، يبلغ من العمر 14 عاماً، يتمتع بصوت استثنائي.
ويواجه «ضي» تحديات كبيرة؛ بسبب مظهره الفريد، ويتعرَّض للتنمر والتخلي، لكنه يظل متمسكاً بحلمه في أن يصبح مثل مثله الأعلى، الفنان محمد منير، حيث ينطلق في رحلة محفوفة بالمخاطر من أسوان إلى القاهرة للمشاركة في برنامج «ذا فويس»، برفقة عائلته، حيث يواجهون تحديات متعددة، من فقدان المال إلى مطاردات الشرطة. الفيلم يسلط الضوء على قضايا التمييز والصمود، ويعكس قوة الموسيقى بوصفها أداةً للتحول والتعبير عن الذات.
ميدان الثقافة
يُقام المهرجان هذا العام في «ميدان الثقافة»، الموقع الجديد والدائم لفعالياته، الذي يُعدّ معلماً ثقافياً بارزاً في جدة التاريخية. يمتد الميدان على ضفاف «بحيرة الأربعين»، ويضم مركزاً للفنون المسرحية والسينما بمساحة 16 ألف متر مربع. يضم المركز قاعة مسرح رئيسية بسعة 868 مقعداً، و5 قاعات سينما، إضافة إلى متحف «تيم لاب بلا حدود» الذي يجمع بين الفنون والتكنولوجيا.
يأتي مشروع «ميدان الثقافة» في إطار جهود برنامج جدة التاريخية، التابع لوزارة الثقافة؛ بهدف إعادة إحياء المنطقة، وتعزيز مكانتها بوصفها وجهةً ثقافيةً عالميةً، تماشياً مع «رؤية السعودية 2030».
وبهذا الافتتاح المبهر، يؤكد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي التزامه بإبراز التراث السينمائي العربي والعالمي، وتعزيز الثقافة والفنون من خلال تكريم الشخصيات المؤثرة، وعرض أفلام تحمل رسائل إنسانية ملهمة. يواصل المهرجان مهمته في جعل جدة التاريخية مركزاً عالمياً للفن السابع، يربط بين الماضي العريق، والمستقبل الواعد.
وشهدت المدينة الساحلية جدة (غرب السعودية) توافد كثير من نجوم السينما على الساحتين العربية والعالمية، خلال اليومين الماضيين، في الوقت الذي يتواصل فيه قدوم النجوم للمشارَكة في المهرجان السينمائي، الذي بات من أكبر المحافل السينمائية في العالم، وأطلقت وزارة الداخلية السعودية، ممثلة بالمديرية العامة للجوازات، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ختماً خاصاً بالمهرجان، وسيُتاح الختم للمسافرين عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة خلال فترة إقامة المهرجان.