دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

هذا الشكل من «الحديث إلى الذات» نتيجة لحاجة إلى التفاعل

يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)
يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)
TT

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)
يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

أفاد باحثون أنّ «الحديث مع النفس» ربما يكون نتيجة للحاجة العميقة إلى التفاعل الاجتماعي. وأشارت دراسة جديدة نقلتها «إندبندنت» إلى أنّ دلفيناً منعزلاً من نوعية الدلفين قاروري الأنف، يعيش في بحر البلطيق، أصبح وحيداً جداً ومُفتقداً للرفقة، حدَّ أنه ربما بدأ «يتحدَّث» مع نفسه.

كان الدلفين الذكر، الذي أطلق عليه السكان المحلّيون اسم «ديل»، يقضي وقتاً داخل قناة سفينبورغسوند في الدنمارك، بعيداً عن النطاق المعتاد للدلافين.

وتُعدّ الدلافين قارورية الأنف من الحيوانات الاجتماعية جداً والمعروفة بالتعاون في سلوكيات مختلفة، مثل الصيد والتزاوج. وتشير ممارسات الاتصال المعقَّدة لديها إلى أنها تزدهر داخل مجموعات.

وكشفت دراسة سابقة هذا العام أنّ «ديل» قد يكون مرتبطاً بنزوح الخنازير البحرية في بحر البلطيق. وسعى العلماء إلى التحقيق في سلوكه بشكل أكبر، لفَهْم كيف قد يؤثر وجوده في سكان القناة من الكائنات البحريّة الأخرى.

وفي أحدث دراسة، استعان العلماء بأجهزة تسجيل تحت الماء لالتقاط أصوات «ديل». بالفعل، التقطت الأجهزة أصواتاً مختلفة يصدرها الدلفين المنفرد، بما فيها الصفارات والأصوات النغمية منخفضة التردُّد والأصوات الإيقاعية والنبضات المتقطِّعة.

وسعى الباحثون إلى تحديد ما إذا كانت نداءات «ديل» تَظهر «قصداً»، بمعنى أنها كانت تهدف إلى إثارة استجابات محدّدة لدى آخرين من نوعه.

يُذكر أنّ الحيوانات تستخدم الإشارات ذات القصد لتغيير الحالات العقلية لدى الآخرين، مثل نداءات الإنذار للتحذير من الحيوانات المفترسة. ومن المعروف أنّ الحيوانات التي تتميّز بمستويات مرتفعة من الذكاء والاجتماعية، بما فيها القردة والدلافين قارورية الأنف، تُنتج مثل هذه الإشارات.

وإنما الباحثون اكتشفوا أنّ نداءات «ديل» تفتقر إلى القصد، فلم يكن ثمة مُستَقبلون للإشارات داخل القناة المائية. ولاحظوا أنّ الدلفين المنعزل استخدم صوته كثيراً بشكل مدهش، إذ تَنتُج أصواتٌ تُستخدم عادةً للحفاظ على الاتصال وتنسيق الأنشطة مع الدلافين الأخرى.

وكتبوا: «لو كانت حالة الدلفين المنعزلة غير معروفة، فالمرء قد يستنتج أنّ التسجيلات التقطت لمجموعة من 3 دلافين مختلفة. وليس معتاداً إطلاقاً أن يُصدر الدلفين هذه الأصوات من دون وجود أي من أقرانه حوله».

وقال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل. وخلصوا إلى أنّ هذا الشكل من «الحديث إلى الذات» قد يكون نتيجة لحاجة جوهرية إلى التفاعل الاجتماعي. ومع ذلك، اعترفوا بأنهم يفتقرون إلى «تفسير واضح» لهذه الظاهرة.


مقالات ذات صلة

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

كشفت دراسة يابانية أن أداء الشمبانزي في المهمّات الصعبة يتحسّن عندما يراقبه عدد من البشر، وهو ما يُعرف بـ«تأثير الجمهور».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق القردة الهاربة شغَّلت مُطارديها (آدوب ستوك)

فرار جماعي لقردة من مختبر طبّي في أميركا

هربت 43 قرداً من مجمَّع يُستخدم للبحوث الطبّية في ولاية كارولاينا الجنوبية الأميركية، وسط تطمينات بأنْ «لا خطر يُذكر» على العامة.

«الشرق الأوسط» (كارولاينا الجنوبية)

شراكة سعودية – أميركية لدعم تعليم اللغتين العربية والإنجليزية بين البلدين

حظي المنتدى بجلسات علمية بين الجانبين (وزارة التعليم)
حظي المنتدى بجلسات علمية بين الجانبين (وزارة التعليم)
TT

شراكة سعودية – أميركية لدعم تعليم اللغتين العربية والإنجليزية بين البلدين

حظي المنتدى بجلسات علمية بين الجانبين (وزارة التعليم)
حظي المنتدى بجلسات علمية بين الجانبين (وزارة التعليم)

انطلقت في الرياض أعمال منتدى شراكات التّعليم العالي السّعودي الأميركي، بمشاركة قيادات من جهات سعودية وأميركية، لتعزيز تبادل المعرفة وشراكات طويلة الأمد بين الجامعات السعودية والأميركية، وتنفيذ مشروعات نوعية في مجالات أولويات الجهات الوطنية ومستهدفاتها.

وشهد المنتدى توقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التبادل التعليمي بين البلدين، وإقامة شراكات تعليمية وعلمية جديدة، ممّا يفتح المجال لتبادل المعرفة والابتكار وتنقّل الطّلاب والباحثين بين البلدين.

وقال مايكل راتني، سفير الولايات المتحدة لدى السعودية، إن المنتدى هو نتيجة عامٍ من التعاون بين السفارة الأميركية ووزارة التّعليم السعودية بهدف تعزيز التبادل التعليمي الثنائي وزيادته بين البلدين.

شهد المنتدى توقيع اتفاقية لتعزيز التعاون التعليمي بين البلدين (السفارة الأميركية في السعودية)

وأفاد راتني، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنه بالإضافة إلى إرسال الطلاب السّعوديين إلى الولايات المتحدة، حيث درس مئات الآلاف منهم هناك، فإن المنتدى يعزّز الطموح لرؤية تعاون تعليمي ثنائي حقيقي، يشمل استقدام الأميركيين إلى المملكة، وأضاف: «جلبنا ممثلين رفيعي المستوى، من قياداتِ أكثرِ من 40 جامعة وكلية أميركية ومؤسسات تعليمية كبرى إلى المملكة هذا الأسبوع للعمل مع نظرائهم السعوديين من جميع الجامعات السعودية، بالإضافة إلى مسؤولين من وزارة التّعليم وأجزاء أخرى من الحكومة السعودية».

وأكد سفير الولايات المتحدة لدى السعودية، أن الفكرة من المنتدى هي استكشاف مجالات الشراكة والتعاون، والاستفادة ممّا سينبثق عن اللقاءات والنقاشات بين الجامعات لاستكشاف المجالات التي يمكنهم توسيع شراكتهم فيها.

ولدى سؤاله عن خطط لافتتاح فروع للجامعات الأميركية داخل السعودية، قال راتني إن التبادل التعليمي الثنائي يمكن أن يحدث على أي مستوى، ومن ذلك سفر الطلاب بين البلدين، أو قدوم الأساتذة للتدريس في أي منهما، أو تنفيذ مشروعات بحثية مشتركة، حتى إنشاء مراكز أبحاث.

وأضاف: «قد يشمل أيضاً افتتاح جامعات فعلية مشتركة، ففي العام الماضي، وقّعت السعودية اتفاقية مع جامعة ولاية أريزونا، وهي واحدة من أكبر الجامعات في الولايات المتحدة، لإنشاء حرمٍ جامعي هنا في السعودية، وسيكون مشتركاً مع جامعة سعودية، ما يعني أنه سيكون جامعة واحدة يجري إنشاؤها بالشراكة مع جهة سعودية، وتمنح درجات علمية معترف بها في كلتا الجامعتين، في السعودية والولايات المتحدة»، مؤكداً أن تلك الخطوة تُعدّ «نموذجاً مبتكراً للغاية، ويعكس نوع التفكير المبتكر الذي نُقدمه مع الحكومة السعودية لتوسيع شراكتنا التعليمية، ونأمل أن يكون هناك مزيد من هذا النوع من التعاون».

من حفل افتتاح المنتدى في الرياض (وزارة التعليم)

وحظي المنتدى بجلسات نقاش علمية حول فرص تبادل الطلاب والباحثين في مؤسسات التعليم العالي في البلدين، وعرضٍ لمستهدفات برنامج خادم الحرمين للابتعاث، والتّحول في الملحقيات الثقافية، وآليات إنشاء برامج علمية مشتركة، وافتتاح فروع للجامعات الدولية في المملكة، وعرض لقصصِ النجاح من الجانبين في مجال التعاون الدولي، ومناقشة فرص تعاون ثلاثية تجمع الجهات الحكومية في المملكة بالجامعات من البلدين، بالإضافة إلى اجتماعات ثنائية بين مسؤولي الجامعات السعودية والأميركية.

من جهته، قال رفيق منصور، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون التعليم والثقافة، إن الماضي الذي يربط بين البلدين يعزّز استمرار الشراكة، ولدينا نحو 700 ألف طالبٍ سعودي درس في الجامعات الأميركية خلال العقود السابقة، حيث تمثّل السعودية أكبر نسبة من طلاب منطقة الشرق الأوسط المبتعثين إلى مؤسسات التّعليم الأميركية، ونتطلّع من خلال هذه المسيرة إلى المستقبل، وإلى تعزيز التبادل التعليمي، سواء للطلاب أو الأساتذة والباحثين.

وأكد منصور، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن الاتفاقية التي أُبرمت من خلال هذا المنتدى ستساهم في تعزيز التبادل التعليمي بين البلدين بوتيرة أقوى وأسرع، وتساعد في تلبية احتياجات البلدين في مجالات حيوية عدّة، مثل مجالات الذكاء الاصطناعي والفنون والطب العام.