ترميم 3 أفلام مصرية ضمن «كنوز البحر الأحمر»

«شفيقة ومتولي» و«العيش والملح» و«اضحك الصورة تطلع حلوة»

ترميم فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» (إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
ترميم فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» (إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
TT

ترميم 3 أفلام مصرية ضمن «كنوز البحر الأحمر»

ترميم فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» (إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
ترميم فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» (إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن ترميم وعرض 3 أفلام مصرية خلال الدورة الرابعة من المهرجان، المقرر إقامتها في الفترة من 5 حتى 14 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في مدينة جدة التاريخية.

ويأتي عرض الأفلام الثلاثة وهي: «العيش والملح»، و«اضحك الصورة تطلع حلوة»، و«شفيقة ومتولي»، ضمن برنامج «كنوز البحر الأحمر»، بعد ترميمها بالشراكة مع مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر.

وقال أنطوان خليفة، مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام: «انسجاماً مع التركيز هذا العام على السينما المصرية في جميع برامجنا، نفخر بتقديم مجموعة مختارة من الروائع المصرية ضمن برنامج (كنوز البحر الأحمر)، الذي يعكس التاريخ الغني والمذهل للسينما في هذا البلد».

وأشاد خليفة بدور الممثلات والمنتجات في تطوير السينما المصرية، مثل نعيمة عاكف، وسعاد حسني، ومنى زكي، وليلى علوي، وذلك من خلال الأفلام الثلاثة المرممة، حسب البيان الصادر من المهرجان، الذي يحمل شعار «للسينما بيت جديد».

ترميم فيلم «شفيقة ومتولي» في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (إدارة المهرجان)

وتدور أحداث فيلم «العيش والملح»، الذي يعود إنتاجه إلى أواخر أربعينات القرن الماضي، حول «بثينة» التي تترك «صابر» في الحارة، لكنها تعود بعد وفاة والدها، وتبدأ في اتخاذ مسار يتناقض مع عادات الحارة، ويبدأ صابر في انتقاد تصرفاتها، حتى تضطر للفرار والعمل في ملهى ليلي، والفيلم بطولة نعيمة عاكف، وسعد عبد الوهاب، وقصة وإخراج حسين فوزي، وسيناريو بديع خيري.

فيما يعود إنتاج فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، لأواخر تسعينات القرن الماضي، وهو من بطولة أحمد زكي، وليلى علوي، ومنى زكي، وتأليف وحيد حامد، وإخراج شريف عرفة، وتدور أحداثه حول المصور الفوتوغرافي سيد غريب، الذي يترك مسقط رأسه ويذهب إلى القاهرة بحثاً عن مكان قريب من جامعة ابنته التي تواجه بدورها تحديات التأقلم مع المجتمع، وترتبط بعلاقة رومانسية مع ابن رجل أعمال.

أما فيلم «شفيقة ومتولي»، الذي اختارته الفنانة المصرية منى زكي (مكرمة هذا العام) للعرض في الدورة الجديدة من المهرجان وفق البيان، فتدور أحداثه حول متولي الذي يعود من العمل ليكتشف أن شقيقته على علاقة مع ابن عمدة المنطقة؛ والفيلم بطولة سعاد حسني، وأحمد زكي، وتأليف صلاح جاهين، وإخراج علي بدرخان.

الفنانة المصرية الراحلة نعيمة عاكف بطلة فيلم «العيش والملح» (إدارة المهرجان)

من جانبها، رحبت جنجاه عبد المنعم، أخت الفنانة سعاد حسني، بترميم الفيلم وعرضه مجدداً، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «العمل على ترميم الأفلام فكرة رائعة للحفاظ على التراث الفني للأجيال كافة».

وأثنت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله على خطوة الترميم، واعتبرت أن «الحرص عليها من قبل المهرجانات الفنية هو خطوة رائدة للحفاظ على شريط الأفلام من التلف، خصوصاً مع طريقة التخزين السيئة»، وفق قولها.

وتضيف ماجدة لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أفلاماً لا بد من العمل عليها سريعاً، وعرضها مجدداً لمحبي الفن السابع، لأنها ذات قيمة كبيرة وتراث لا يعوض، وملكيتها تعود للناس كافة، وليس لصناعها فقط؛ نظراً لأهميتها التاريخية، وعرضها للأجيال الحالية أمر في غاية الأهمية، للتعرف على إبداعات السينما المصرية» وفي دورته الماضية قام المهرجان بعرض فيلمين من كلاسيكيات السينما المصرية هما «انتصار الشباب»، بطولة فريد الأطرش، وأسمهان، وفيلم «عفريت مراتي»، بطولة صلاح ذو الفقار وشادية بعد ترميمهما.

.وتؤكد الناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي لـ«الشرق الأوسط» أن «تجديد الأفلام أصبح تقليداً مهماً خلال السنوات الماضية، واهتمام المهرجانات بهذه الخطوة يهدف للحفاظ على تراث فني عريق، ويعكس قدرة المهرجانات على جذب محبي الكلاسيكيات».


مقالات ذات صلة

«فخر السويدي»... فيلم سعودي يتناول قضية التعليم بـ«القاهرة السينمائي»

يوميات الشرق صنّاع الفيلم على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة السينمائي (إدارة المهرجان)

«فخر السويدي»... فيلم سعودي يتناول قضية التعليم بـ«القاهرة السينمائي»

مدير مدرسة يقرر تأسيس «الفصل الشرعي» في «ثانوية السويدي الأهلية»، ليبدأ رحلة مليئة بالمغامرات، مراهناً على إثبات صحة وجهة نظره حول حاجة الطلاب لاكتشاف مواهبهم.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من مهرجان «القاهرة السينمائي» (رويترز)

أفلام فلسطينية ولبنانية عن الأحداث وخارجها

حسناً فعل «مهرجان القاهرة» بإلقاء الضوء على الموضوع الفلسطيني في هذه الدورة وعلى خلفية ما يدور.

محمد رُضا (القاهرة)
يوميات الشرق صناع الفيلم بعد العرض الأول في المهرجان (القاهرة السينمائي)

مخرج مصري يوثّق تداعيات اعتقال والده في الثمانينات

يوثق المخرج المصري بسام مرتضى في تجربته السينمائية الجديدة «أبو زعبل 89» مرحلة مهمة في حياة عائلته.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق مهرجانات بعلبك حدثٌ فني عمرُه 7 عقود احترف النهوض بعد كل كبوة (صفحة المهرجانات على «إنستغرام»)

من ليالي أم كلثوم إلى شموع فيروز... ذكريات مواسم المجد تضيء ظلمة بعلبك

عشيّة جلسة الأونيسكو الخاصة بحماية المواقع الأثرية اللبنانية من النيران الإسرائيلية، تتحدث رئيسة مهرجانات بعلبك عن السنوات الذهبية لحدثٍ يضيء القلعة منذ 7 عقود.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم اللبناني «أرزة» (إدارة مهرجان القاهرة السينمائي)

«أرزة»... فيلم لبناني عن نساء أرهقتها ضغوط الحياة

عن معاناة لسيدة لبنانية تتحمّل مسؤولية تأمين لقمة العيش لابنها وشقيقتها، تدور أحداث الفيلم اللبناني «أرزة» الذي عُرض ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية».

أحمد عدلي (القاهرة)

ابيضاض الشعب المرجانية يضرب العالم... والبحر الأحمر الأقل تضرراً

التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)
التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)
TT

ابيضاض الشعب المرجانية يضرب العالم... والبحر الأحمر الأقل تضرراً

التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)
التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)

خلال الصيف الماضي فرض تغيّر المناخ وارتفاع درجة الحرارة لمعدّلات تصل إلى نحو 34 درجة ولمدة زمنية طويلة واقعاً جديداً على الشعب المرجانية حول العالم، مما عرّضها للابيضاض الذي تسبّب في موت هذه الكائنات، في حين تُعدّ شعب سواحل البحر الأحمر الأقل تتضرراً.

وفي هذا الجانب، زادت السعودية منذ وقت مُبكر، مع دخول موسم الصيف، من جهودها في الحفاظ على شعبها واستعادتها، رغم تعرض الجزء الجنوبي من سواحل البلاد المطلة على البحر الأحمر، لـ«ابيضاض الشعب» بشكل أكبر منه في المناطق الشمالية، وتنخفض هذه الحالة باتجاه الشّمال وصولاً إلى سواحل مدينة حقل.

وهذا الحراك من قبل «المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف البحرية (شمس)» قلص، وفقاً للتقارير، الآثار الناتجة عن هذه الظاهرة على الشعب المرجانية، وهو حراك سعت فيه السعودية قبل ظاهرة الابيضاض؛ للحفاظ على شعبها المرجانية بهدف المنافسة؛ لما تمتلكه من شعب ذات جماليات وأنواع مختلفة على امتدد الساحل بنحو 2600 كيلومتر.

السعودية تعمل للحفاظ على شعبها المرجانية (واس)

تعدّ الشعب المرجانية رافداً بيئياً واقتصادياً لكثير من الدول، فقد نمت فيها عوائدها لمليارات الدولارات بسبب تدفّق السياح للاستمتاع بسواحلها وبتنوع الشعب فيها، مما يدفع نحو تحرك الدول لاستعادة هذه الشعب، وهو شعار المؤتمر الأخير الذي أطلقته السعودية، في خطوة لتكاتف الجهود لتسريع استعادة الشعب في البحر الأحمر.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور عبد العزيز السويلم، كبير التنفيذين لـ«المحافظة والاستراتيجية» في «المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف البحرية (شمس)»: «يُعدّ البحر الأحمر من أقل السواحل تناقصاً في الشّعب المرجانية»، موضحاً أن «ابيضاضها كان واضحاً وأشد في الجنوب، ويقل باتجاه الشمال، وكان نادراً رصده في خليج العقبة الذي قد يصل فيه إلى واحد في المائة». وتحدّث السويلم عن التأثير الضّار لتغيّر المناح الذي يعدّ سبباً رئيسياً في ابيضاضها.

غابات المانغروف تزين السواحل السعودية (واس)

وأوضح السويلم أن «المرجان كائن حي (حيوان) داخل هيكل أبيض، وما يعطيه هذه الألوان هو وجود طحالب دقيقة. ومع تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة فوق المعدّلات الطبيعية، يلفظ المرجان هذه الطحالب ويخرجها، وبعد فترة ومع استمرار الحرارة تموت هذه الكائنات»، لافتاً إلى أن مؤسّسة «شمس» أجرت عمليات مسح مبكر منذ يونيو (حزيران) الماضي، و«كانت المياه حينئذ ما زالت باردة، قبل حدوث هذا التّحول، وأثناء حدوث الابيضاض تعرفنا على المواقع والنسبة، وفي آخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رصدنا عودة الحياة إلى كثير من الشّعب المرجانية، خصوصاً تلك التي سُجّلت».

ولفت إلى أن «هناك أسباباً أخرى تقضي على الشعب المرجانية، منها التلوث، والصيد الجائر، ليس في الكمية فقط؛ وإنما في نوع الأسماك المستهدفة، كذلك التّجريف... وهي عوامل جعلت الشّعب المرجانية حول العالم تتناقص بشكل خطر خلال الأعوام الأخيرة، إضافة إلى التغير المناخي، وظاهرة ابيضاض الشعب المرجانية»، مشدداً على أنها «عندما تكون مضغوطة بيئياً بالعوامل السابقة، تصبح مناعتها وقدرتها على التصدي للعوامل الخارجية أقل».

جزر وشواطئ طبيعية تستهدف السياح (واس)

وتحدث السويلم عن أهمية الشعب وعوائدها الاقتصادية السنوية، مظهراً «أهمية التحرك لإنقاذها، عبر اللجوء إلى طرق عدّة، ومواجهة هذه المشكلة رغم التحديات».

وتُعدّ استعادة الشعب المرجانية جزءاً من المهام الملقاة على مؤسسة «شمس»؛ لذا «استقدمت خبراء من مختلف دول العالم، ومن (نيوم)، وخبراء ببيئة البحر الأحمر، وناقشت جميع الموضوعات التي تركز على كيفية معالجة هذه الظاهرة، حتى يكون لديها فهم أوضح وأشمل للتعامل مع هذه الحالة».