انطلاق فعالية «أيام بلاد الشام» لتعزيز التواصل الثقافي في الرياض

ضمن مبادرة «انسجام عالمي» في السعودية

جانب من الفعاليات في حديثة السويدي. (الشرق الأوسط)
جانب من الفعاليات في حديثة السويدي. (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق فعالية «أيام بلاد الشام» لتعزيز التواصل الثقافي في الرياض

جانب من الفعاليات في حديثة السويدي. (الشرق الأوسط)
جانب من الفعاليات في حديثة السويدي. (الشرق الأوسط)

تحتضن حديقة السويدي في الرياض فعالية "أيام بلاد الشام"، التي انطلقت ضمن مبادرة "تعزيز التواصل مع المقيمين" التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار "انسجام عالمي" التي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث الغني والتنوع الثقافي الذي تتميز به منطقة بلاد الشام، وذلك في إطار تحقيق أهداف "رؤية السعودية 2030" لتعزيز التواصل الثقافي والاحتفاء بالتنوع المجتمعي.

حضور واسع في أولى أيام الفعاليات. (الشرق الأوسط)

الفعالية التي تستمر على مدار عدة أيام تقدم تجربة فريدة تعكس أصالة الثقافة الشامية، من خلال عروض تراثية مميزة تشمل الرقصات الشعبية كالدبكة، التي تمثل رمزًا للترابط الاجتماعي والبهجة، وتؤدي الفرق المشاركة هذه العروض وسط أجواء موسيقية تراثية تشعل الحماسة لدى الحضور. كما يتم تسليط الضوء على الأزياء التقليدية التي تعبر عن تنوع مناطق بلاد الشام، مثل الأثواب المطرزة والمشالح التي تبرز جمال التراث والهوية الثقافية.

جانب آخر من الفعالية يحتفي بالمطبخ الشامي العريق، حيث يتمكن الزوار من تذوق أطباق شهيرة مثل المناقيش، الكبة، التبولة، والفتوش، إضافة إلى الحلويات التقليدية كالكنافة والمعمول، والمشروبات المميزة كالقهوة الشامية والشاي بالنعناع.

الفنون الشامية حاضرة. (الشرق الأوسط)

وتهدف "أيام بلاد الشام" إلى تعريف الزوار السعوديين والمقيمين بمكونات هذه الثقافة العريقة، مع تعزيز قيم التفاهم والتعايش بين مختلف الجنسيات. وتعتبر الفعالية منصة للاحتفاء بالتعددية الثقافية وإبراز قيم التناغم والاندماج المجتمعي، بما يتماشى مع تطلعات المملكة نحو بناء مجتمع عالمي منفتح ومتعدد الثقافات.



مخرج مصري يوثّق تداعيات اعتقال والده في الثمانينات

صناع الفيلم بعد العرض الأول في المهرجان (القاهرة السينمائي)
صناع الفيلم بعد العرض الأول في المهرجان (القاهرة السينمائي)
TT

مخرج مصري يوثّق تداعيات اعتقال والده في الثمانينات

صناع الفيلم بعد العرض الأول في المهرجان (القاهرة السينمائي)
صناع الفيلم بعد العرض الأول في المهرجان (القاهرة السينمائي)

يوثق المخرج المصري بسام مرتضى في تجربته السينمائية الجديدة «أبو زعبل 89» مرحلةً مهمةً في حياة عائلته، مستذكراً كيف أن واقعة اعتقال والده على خلفية تضامنه مع احتجاجات عمالية كان لها تأثير جوهري في حياته العائلية، عبر الفيلم التسجيلي الذي عرض ضمن مسابقة «أسبوع النقاد» بالدورة 45 لـ«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي».

في الشريط السينمائي الذي حظي بإقبال جماهيري كبير ورفع لافتة كامل العدد، يسرد المخرج المصري ذكرياته في زيارة والده داخل سجن «أبو زعبل» عام 1989، وفترة اعتقال والده الذي يتحدث عنها وعن تأثيرها على حياته، خصوصاً بعدما قضى فترة منها بحبس انفرادي ليُفكر في ذاته، وتأثير هذه الفترة على نظرته وآرائه السياسية وانشغاله بالعمل العام.

في الرحلة التي تعدُّ الزوجة والأم بطلتها الرئيسية، نشاهد من خلال حكايتهم وجهة نظرهم فيما حدث بعد سنوات طويلة، فالأب الذي خرج يحمل أفكاراً مختلفةً سافر بعد فترة وجيزة للنمسا وارتبط بزوجة أخرى، والأم تحملت مسؤولية طفلين، بينما يتطرق العمل للكثير من التفاصيل حول المرحلة زمنياً وملامحها.

الملصق الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

ومن بين الشخصيات التي تظهر بالأحداث، الممثل المصري سيد رجب، الذي يستعيد جزءاً مما تعرض له خلال تلك الفترة واعتقاله على خلفية مشاركته بالتضامن، مستذكراً مشاعره خلال تلك الفترة وتأثيرها على حياته، وهي المشاركة التي اختارها المخرج بسام مرتضى للممثل المصري باعتباره ممن مروا بهذه التجربة، بعدما وجد عرض حكي سبق وقدمه عن تجربته في الحبس، حسب ما يؤكد لـ«الشرق الأوسط».

يصف بسام مرتضى الفيلم باعتباره «تجربة ذاتية وشخصية» له ولعائلته، الأمر الذي جعله يختار حادثة اعتقال والده على خلفية تضامنه مع عمال شركة الحديد والصلب عام 1989 باعتبارها نقطة فاصلة في حياتهم وعلاقتهم ببعضهم كأسرة، خصوصاً بعدما لمس التأثير نفسه على عائلات لأشخاص آخرين تعرضوا للاعتقال في الحادثة نفسها.

وأضاف أن «واقعة زيارته لوالده في سجن أبو زعبل من الأمور التي لا ينساها، ولا يزال يتذكرها حتى اليوم»، مشيراً إلى «أنه قرر تقديم الفيلم بعد تجارب عدة لأفلام تسجيلية رصد فيها أحاديث أشخاص لا يعرفهم وشعر بحاجته لتقديم فيلم عن عائلته، وهذه الحادثة تحديداً، وتأثيرها، وشجعه على الخطوة ترحيب الأسرة بالحديث والسرد أمام الكاميرا».

رحلة البحث عن المادة الأرشيفية التي ظهرت في الفيلم لم تكن سهلة بالنسبة للمخرج المصري الذي يلفت إلى غياب وجود جهة مختصة بتجميع الأرشيف يمكن التعامل معها، بينما استفاد من أرشيف عائلته الشخصي فيما عرض بالأحداث، قبل أن يلجأ إلى البحث عن لقطات مصورة للأحداث في القنوات الأجنبية وأرشيف التليفزيون المصري وغيرها من الجهات التي وثقت الأحداث في تلك الفترة.

حظي الفيلم بإعجاب الحضور (القاهرة السينمائي)

وتعد الناقدة المصرية فايزة هنداوي الفيلم «أحد أفضل الأفلام التي عرضت ضمن هذه الدورة في مهرجان القاهرة»، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المخرج بالرغم من أهمية القضية التي يناقشها العمل ورحلة العائلة بين الماضي والحاضر، فإنه استطاع الالتزام بالسياق السينمائي وتقديم تجربة مختلفة».

وأضافت أن «العمل يحمل الكثير من الجوانب الفنية التي جرت معالجتها بشكل إيجابي مع مخرج لم يستسلم لسهولة إنجاز الفكرة التي بدت متكاملة من الناحية الفنية، لكن عمل على تطويرها لتقديم رؤية أوسع لحادثة شخصية تركت أثراً على حياته، الأمر الذي نجح في إيصاله بالفعل»، وفق تعبيرها.