يحاول الكثير من الناس تحديد سعادتهم ورفاهيتهم النفسية كأولوية في الحياة، ولكن وسط ضجيج العمل والأحداث المحيطة، لا يملك العديد منا الوقت الكافي للالتزام بذلك. فعندما تزدحم مواعيد العمل ومتطلبات الأسرة وسط جدول يومي مرهق بالفعل، فإن إضافة مهمة أخرى إلى قائمتك قد يكون أمراً مرهقاً للغاية - حتى لو كان من المفترض أن يزيد هذا النشاط من سعادتك.
ولكن ماذا عن وسائل لا تستغرق أكثر من 10 دقائق؟ هناك الكثير من الطرق السريعة المعتمدة من المعالجين والتي يمكن حتى لأكثر الأشخاص انشغالاً تنفيذها.
إليك ثلاث استراتيجيات مدعومة علمياً يمكنك من خلالها تحسين مزاجك اليوم، وكلها تستغرق أقل من 10 دقائق، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي»:
كتابة رسالة نصية أو الاتصال بصديق
تقول فيينا فارعون، المعالجة النفسية ومؤلفة كتاب «ذا أوريجينز أوف يو»، إن كتابة رسالة نصية أو الاتصال بصديق لإخباره بأنك تفكر فيه هي طريقة سهلة لتنمية العلاقات الإيجابية في حياتك.
وتوضح: «القيام بذلك يجعلنا نشعر بالسعادة حقاً، والميزة الإضافية هي أن ذلك يخلق تواصلاً ضرورياً للغاية».
قد يكون من المحرج إرسال رسالة غير متوقعة، ولكن وفقاً لدراسة أجريت عام 2022، فإن الأشخاص يقللون باستمرار من تقدير مدى رغبة أصدقائهم في سماع أخبارهم. في الواقع، إن المكالمة الهاتفية أو الرسالة النصية غير المتوقعة تكون موضع تقدير كبير. وتُظهر الأبحاث أنه كلما كانت المكالمة مفاجئة أكثر، كان تأثيرها أفضل.
افعل شيئاً صعباً كنت تتجنبه
نميل إلى تذكر المهام غير المنجزة أو المتقطعة بشكل أفضل من المهام المكتملة، وهي ظاهرة نفسية تُعرف باسم «تأثير زيجارنيك». وهذا يخلق تنافراً إدراكياً يمكن أن يصرف انتباهنا عن معالجة مشاريع أخرى.
قد يؤدي شطب حتى أصغر المهام من قائمتك إلى تخفيف بعض هذا التوتر وإفراز دماغك للدوبامين.
تقول فارعون: «إن معالجة شيء كنت تتجاهله يخفف العبء ويسمح بإنجاز أمر يثقل كاهلك».
هناك الكثير من المهام التي نخشاها والتي تستغرق بضع دقائق فقط. قد لا يبدو تحديد موعد مع طبيب الأسنان أو تنظيف سجادتك بالمكنسة الكهربائية أمراً سيجلب لك السعادة، لكن العلم يُظهر أن تنفيذ هذه الأمور يؤثر حقاً في راحتنا النفسية.
امتدح شخصاً ما
تكشف لوري سانتوس، أستاذة علم النفس في جامعة ييل الأميركية: «يمكننا أن نشعر بتحسن من خلال مدح شخص آخر».
حتى لو كان احتمال مجاملة شخص ما يسبب لك القلق، فمن المرجح أن تشعر بتحسن بعد القيام بذلك، وفقاً لدراسة أجريت عام 2020.
تقول سانتوس: «أخبر شخصاً غريباً بأنك تحب حذاءه أو حقيبته. اكشف لزميل أنك تعتقد أنه قام بعمل جيد، أو ذكّر صديقاً بمدى تقديرك له...».
توضح الخبيرة أن التأثيرات ستستمر لفترة طويلة بعد التفاعل: «قد تعزز هذه المجاملة السريعة مزاجك لفترة أطول مما تعتقد».