حمام الثلج... لماذا قد يكون مفيداً لصحتك العقلية؟

الأبحاث الناشئة تُظهر أن حمامات الجليد يمكن أن تساعد على تحسين الصحة العقلية (رويترز)
الأبحاث الناشئة تُظهر أن حمامات الجليد يمكن أن تساعد على تحسين الصحة العقلية (رويترز)
TT

حمام الثلج... لماذا قد يكون مفيداً لصحتك العقلية؟

الأبحاث الناشئة تُظهر أن حمامات الجليد يمكن أن تساعد على تحسين الصحة العقلية (رويترز)
الأبحاث الناشئة تُظهر أن حمامات الجليد يمكن أن تساعد على تحسين الصحة العقلية (رويترز)

يروّج كثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً لحمامات الثلج، أي عندما تغمر نفسك بالكامل بالجليد، حيث يؤكد كثير من الأطباء أن ذلك يوفر فوائد صحية؛ جسدية وعقلية. إلا أن غالبية الأبحاث السابقة ركَّزت على الفوائد الصحية الجسدية.

ولكن، بدأت الأبحاث الناشئة أيضاً في إظهار أن حمامات الجليد يمكن أن تساعد على تحسين الصحة العقلية من خلال التسبب في تغييرات فسيولوجية في الدماغ والجسم، ومن خلال التأثيرات النفسية للتعرُّض لضغط الماء البارد، وفقاً لصحيفة «سايكولوجي توداي».

تظهر مجموعة من الدراسات تحسُّنات في الحالة المزاجية فوراً وبعد 30 دقيقة من الغمر بالماء البارد، مع تحسُّن كبير في تقدير الذات ومحاربة الاكتئاب. حتى إن إحدى الدراسات وجدت أنه بعد الاستحمام بالماء البارد، لم يشعر المشاركون بمزيد من اليقظة والفخر والإلهام فحسب، بل أظهرت فحوص الدماغ لديهم تحسناً في النشاط.

في إحدى الدراسات المحددة، لم تعد امرأةٌ مصابةٌ باضطرابٍ اكتئابي شديد وقلقٍ، تعاني من الأعراض بعد 4 أشهر من السباحة في الماء البارد، وتوقفت في النهاية عن تناول الأدوية.

فوائد حمامات الجليد

تُظهر الأبحاث أن حمامات الجليد تزيد من النواقل العصبية التي قد تساعد على تحسين الاكتئاب والقلق. يرتبط الاكتئاب بانخفاض مستويات الناقلات العصبية؛ الدوبامين والنورادرينالين. يعزز الدوبامين السلوك الموجه نحو الهدف، والمزاج، والدافع، والتركيز. يزيد النورادرينالين من الطاقة والتركيز، بينما يسهم في دورة النوم والاستيقاظ، والمزاج، والذاكرة.

أظهرت إحدى الدراسات أنه بعد الاستحمام بالماء البارد، ارتفعت مستويات الدوبامين بنسبة 250 في المائة، واستمرّت لمدة ساعتين. والأكثر أهمية، أن مستويات النورادرينالين ازدادت بنسبة 530 في المائة. كما تعمل حمامات الثلج على تحسين الاكتئاب من خلال عملية مضادة للالتهابات.

قد تساعد حمامات الثلج أيضاً على تهدئة الجهاز العصبي للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو تاريخ من الصدمات، اعتماداً على الفرد.

أوضح رئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أنه في حين تعمل حمامات الثلج على زيادة نشاط الجهاز العصبي الودي مؤقتاً - استجابة «القتال أو الهروب»، فإن الماء البارد على الوجه والرقبة يحفز الجهاز العصبي السمبثاوي، الذي يجعل الناس يشعرون بالهدوء.

ومن منظور نفسي، يشرح أندرو هوبرمان، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب وطب العيون بجامعة ستانفورد، أن حمامات الثلج يمكن أن تساعد الناس على تدريب أدمغتهم على البقاء هادئين عند التعرُّض للتوتر. وهذا من شأنه أن يبني المرونة والشجاعة الضروريَّتين لمواجهة ضغوط الحياة.


مقالات ذات صلة

صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

صحتك هل يمكن الوقاية من النوع الأول للسكري؟

هل يمكن الوقاية من النوع الأول للسكري؟

من المعروف أن مرض السكري من النوع الأول يُعد أشهر مرض مزمن في فترة الطفولة. لكن يمكن حدوثه في أي فترة عمرية.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

إحدى الحقائق التي يجدر ألّا تغيب بأي حال من الأحوال عن مرضى ارتفاع ضغط الدم، هي أن المشكلة الرئيسية طويلة الأمد لارتفاع ضغط الدم

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)

المخاطر الخفية لـ«ما قبل السكري»

يعاني نحو 98 مليون أميركي -أكثر من واحد من كل ثلاثة- من حالة «ما قبل السكري» (مقدمات السكري - prediabetes)

ماثيو سولان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)

«وسط البلد»... معرض يُحاكي زحمة القاهرة وأحوال أهلها

البنايات تتداخل مع الرموز والأفكار والتاريخ في معرض «وسط البلد» (الشرق الأوسط)
البنايات تتداخل مع الرموز والأفكار والتاريخ في معرض «وسط البلد» (الشرق الأوسط)
TT

«وسط البلد»... معرض يُحاكي زحمة القاهرة وأحوال أهلها

البنايات تتداخل مع الرموز والأفكار والتاريخ في معرض «وسط البلد» (الشرق الأوسط)
البنايات تتداخل مع الرموز والأفكار والتاريخ في معرض «وسط البلد» (الشرق الأوسط)

تظلّ منطقة وسط البلد في القاهرة المكان الأكثر زخماً بتفاصيلها العمرانية ونماذجها البشرية، ما يظهر في أعمال فنانين تشبَّعوا بروح المكان، وأفاضوا في إعادة صياغته بطريقة تعكس تأثيره فيهم.

هذا ما يمكن تتبّعه في معرض «وسط البلد» الذي يضمّ لوحات للفنانَيْن المصريَّيْن فتحي عفيفي ووائل حمدان في غاليري «أكسس»؛ والمستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. فيه تظهر تنويعات من أعمال الفنانَيْن، ورؤيتهما للشوارع والبنايات ومَشاهد من الحياة اليومية لأهالي وسط البلد والمناطق الشعبية المحيطة بها.

في هذا السياق، يقول حمدان إنّ المعرض امتداد لمشروعه الفنّي الذي اهتم خلاله بفكرة المدينة قبل جائحة «كورونا». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «حاول منسّق المعرض التوفيق بين أعمالي وأعمال الفنان فتحي عفيفي، فيمكن القول إنني جسّدتُ المدينة من أعلى في مسقطي، أو وفق نظرة الطائر، بينما جسَّد عفيفي المدينة من أسفل بتفاصيلها الدقيقة المرتبطة بالناس».

أعمال الفنان وائل حمدان عبَّرت عن الزخم في «وسط البلد» (الشرق الأوسط)

ويتابع: «أتناول المدينة من منظور (اللاند سكيب أو سيتي سكيب)، وأهتم بفكرة ترابُط البيوت والأشكال العشوائية التي يمكن أن نخرج منها بسمات جمالية، حتى لو تضمَّنت قُبحاً ظاهرياً، خصوصاً أنّ هذه المدينة (القاهرة) مرَّت عليها حقب زمنية كثيرة تركت بصمتها».

ترتكز أعمال وائل حمدان على فكرة البيوت والبنايات المتراصّة أو المكدَّسة في مظهر تُبرزه الألوان ذات الطابع الكرنفالي أو الشعبي، وتوضح مدى الزخم أو الطبقات الزمنية المتراكمة في هذا المكان. ويربط في بعض أعماله بين الحشود والبنايات. يوضح: «في معارض سابقة، حاولتُ تقديم تجارب عن (سحر المدينة) وعملتُ على هذه التيمة لنحو عام. تحوّل الأمر إلى محاكاة الطبيعة أو الواقع، واستعنتُ بصور فوتوغرافية، ومن ثَمّ بدأتُ بتحليلها. هناك تجربة أخرى حوّلتُ فيها هذه الفكرة تجريداً كاملاً، ولا تظهر المدينة وبيوتها إلا بشكل رمزي عن طريق الخطوط والألوان».

معرض «وسط البلد» تداخلت فيه التيمات والرموز (الشرق الأوسط)

ويلفت إلى تغييرات في تفكيره على فترات متباينة، لكنه، خلال هذا المعرض، استطاع تقديم لوحات عن فكرة سيطرت على ذهنه طويلاً.

ومن قلب حي السيدة زينب الشعبي في وسط القاهرة، يتراءى إبداع فتحي عفيفي الذي اشتهر طوال مشواره الفنّي الممتدّ لنحو 50 عاماً برسم المصانع وعمّالها والأماكن الشعبية التي يقيم فيها، وهو ما قدَّمه في المعرض.

المهن البسيطة والباعة ضمن معرض «وسط البلد» (الشرق الأوسط)

يقول عفيفي لـ«الشرق الأوسط»: «ارتبطتُ بوسط البلد منذ السبعينات، ورأى أعمالي فنانون كبار مثل حسين بيكار وغيره. عدّوني ابن الحارة الشعبية التي أعبّر عنها في أعمالي. وبالفعل، عددتُ الحارة الشعبية والمصنع والعمال والبسطاء أبطال فنّي».

الفنان فتحي عفيفي قدَّم شخصيات شعبية ضمن معرض «وسط البلد» (الشرق الأوسط)

ويضيف أنّ «وسط البلد يمثّل زخماً ثقافياً كبيراً. ففيه أماكن مهمّة مثل (أتيليه القاهرة) والمقاهي التي ارتبطت بالمثقفين والمبدعين، والندوات والفعاليات التي شهدت حوارات في الشأنَيْن الثقافي والفنّي. لذلك أستعيد خلال هذا المعرض تلك الذكريات الجميلة لروح وسط البلد الحقيقية».

يشارك عفيفي في معرض «وسط البلد» بـ10 لوحات تمثّل مَشاهد من الحياة اليومية للمناطق الشعبية، مثل حوارات العمّال والباعة والكادحين. ويوضح: «حي السيدة زينب شكّل وجداني، وقد تأثّرتُ كثيراً بالموالد، مثل مولد السيدة زينب الذي امتلأ بأجواء المرح والتسلية. من هذه الموالد انطبعت صور ومشاهد انعكست في أعمالي بطرق مختلفة».