أزمة «الملحد» تعيد الملاحقات القضائية للسينما المصرية

سبقته أفلام «المهاجر» و«خمسة باب» و«المذنبون»

الملصق الترويجي لفيلم «الملحد» (الشركة المنتجة)
الملصق الترويجي لفيلم «الملحد» (الشركة المنتجة)
TT

أزمة «الملحد» تعيد الملاحقات القضائية للسينما المصرية

الملصق الترويجي لفيلم «الملحد» (الشركة المنتجة)
الملصق الترويجي لفيلم «الملحد» (الشركة المنتجة)

أعادت أزمة إيقاف ترخيص فيلم «الملحد» وإلغاء طرحه في دور السينما والمنصات جدل «الملاحقات القضائية للسينما المصرية» للواجهة مجدداً؛ إذ تعرضت من قبل أفلام مثل «المهاجر» للمخرج يوسف شاهين، و«خمسة باب» للمخرج نادر جلال، و«المذنبون» للمخرج سعيد مرزوق، لملاحقات قضائية لمنع عرضها بالداخل والخارج.

وكان المحامي مرتضى منصور قد أعلن، الأربعاء، عبر حسابه الرسمي بموقع «فيسبوك»، أن القضاء الإداري في مصر أصدر توصية من «هيئة المفوضين» بإلغاء ترخيص فيلم «الملحد»، ومنع عرضه في جميع السينمات، بداعي «إساءته للدين الإسلامي»، وذلك على خلفية الدعوى التي قدمها منصور واختصم فيها عدداً من المسؤولين وصنّاع الفيلم. ووفق بيان منصور، فإن «تقرير (هيئة المفوضين) انتهى إلى قبول دعواه وإلغاء ترخيص فيلم (الملحد) ومنع عرضه».

ما أعلنه المحامي مرتضى منصور أعاد للذاكرة قضية فيلم «المهاجر» الشهيرة، والتي عرّضته للإيقاف بعد انتقادات عدة، وشمل الحكم أيضاً مصادرة نسخه ومنع تداوله أو عرضه بالخارج، بداعي «إساءته للدين الإسلامي».

فيلم «الملحد» تعرض لانتقادات ودعاوى قضائية لوقف عرضه (الشركة المنتجة)

وكذلك تعرض فيلم «المذنبون»، بطولة سهير رمزي وحسين فهمي، للسحب من دور العرض لاتهامه بتشويه صورة المجتمع المصري، وتضمنه مشاهد خادشة للحياء، والأمر نفسه طال فيلم «خمسة باب»، بطولة نادية الجندي وعادل إمام؛ إذ تم اتهامه بالإضرار بسمعة مصر.

وبجانب الملاحقات القضائية التي تعرضت لها بعض الأفلام، فإن البعض الآخر تعرض لضجة وسجال كبير حول الإطار العام للأحداث، مثل أفلام «بحب السيما»، و«خيانة مشروعة»، و«الغول»، و«زائر الفجر»، و«درب الهوى»، وغيرها.

الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس، أكدت أنها «ضد المنع»، وأن الجمهور هو الحَكَم، ولا بد أن يختار ما يروق له، وتساءلت موريس في حديثها لـ«الشرق الأوسط» عن «أسباب منع فيلم (الملحد) الذي لم يُعرض بالأساس ولم يطلع الناس على حكايته»، مؤكدة أن «الحكم على فيلم بناء على مقطع ترويجي (برومو) لا يصح».

وتعرض فيلم «الملحد» قبل إيقاف عرضه لعدة أزمات ودعوات لمقاطعته.

فيلم «المهاجر» ليوسف شاهين سبق أن أثار جدلاً وتعرض لدعاوى قضائية طالبت بمنعه (يوتيوب)

وترى الناقدة الفنية المصرية خيرية البشلاوي، أن «ما جرى لن يمنع الناس من مشاهدة الفيلم بعيداً عن طرحه في صالات السينما»، مؤكدة أن «الفيلم سيصل للبيوت بسهولة، هذا ما حدث في حالات شبيهة سابقة، والمطلوب هو التوعية وليس الحَجْر».

وتضيف البشلاوي لـ«الشرق الأوسط» أن «الجمهور هو المنوط باختيار ما يتسق مع مبادئه، فنحن لسنا مع الفيلم أو ضده، لكننا ضد المنع المطلق والإقصاء».

وأشارت الناقدة الفنية إلى أن «المصادرة ليست حلاً، لكن الرؤية ومن ثم القبول أو الإدانة هي الحل الأمثل للقضية»، كما كشفت عن أن قضية «الملحد» ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأن كل مرحلة ولها شكلها الاجتماعي وقوانينها التي تحكمها، وفق قولها.

وتدور أحداث فيلم «الملحد» حول رجل دين متشدد وابنه الذي يتمرد على أفكاره ويعلن إلحاده. والفيلم من بطولة أحمد حاتم، وحسين فهمي، ومحمود حميدة، وصابرين، ومن إخراج محمد العدل، وإنتاج أحمد السبكي، وكان من المقرر طرحه في دور العرض بدءاً من 14 أغسطس (آب) الماضي.

المنتج المصري أحمد السبكي أكد أن الشركة لم يصل إليها أي قرار رسمي بالحكم، كما لفت السبكي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الغرض من رفع الدعاوى القضائية على الفيلم هو الشهرة وإثارة الجدل والعودة للأضواء»، ودعا السبكي الجهات المعنية إلى «مشاهدة الفيلم ومن ثم الحكم عليه».

وتساءل السبكي: «على أي أساس أوقفَ الفيلم وهو لم يُعرض من الأساس؟»، مؤكداً استيفاء كافة التراخيص والموافقات الخاصة بالفيلم، وأن تحديد موعد عرضه سيكون قريباً، وفق قوله.


مقالات ذات صلة

أحمد عز: تخليت عن عملي في السياحة من أجل «مذكرات مراهقة»

يوميات الشرق الفنان المصري أحمد عز (إدارة المهرجان)

أحمد عز: تخليت عن عملي في السياحة من أجل «مذكرات مراهقة»

ذكريات متعددة، وخطوات صعبة في البدايات، استعادها الممثل المصري أحمد عز خلال ندوة تحدث فيها عن مسيرته الفنية ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما «أسد الصحراء» (فالكون إنترناشيونال)

غياب مُريب لأفلام التاريخ العربي والإسلامي

يُقيم «مهرجان القاهرة» الذي بدأ دورته الـ45 يوم أول من أمس، ندوة خاصة عن المخرج والمنتج مصطفى العقاد الذي كان رحل في مثل هذه الأيام ضحية عملية إرهابية في عمّان

محمد رُضا‬ (لندن)
سينما لقطة من «إسرائيل- فلسطين على التلفزيون السويدي» (رزرڤوار دوكس)

شاشة الناقد: حرب ومجرم

حسب المخرج السويدي غوران أوغو أولسن فإن هذا الفيلم استغرق 5 سنوات قبل إتمامه. 200 دقيقة من أرشيف التلفزيون السويدي الذي تابع الوضع الفلسطيني- الإسرائيلي

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الملحد» واجه أزمات متعددة (الشركة المنتجة)

مصر: إلغاء ترخيص فيلم «المُلحد» ومنع عرضه في دور السينما

قال المحامي مرتضى منصور إن القضاء الإداري في مصر أصدر قراراً بإلغاء ترخيص فيلم «الملحد» ومنع عرضه في جميع السينمات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة.

سعيد الأبيض (جدة)

الفنون والتقاليد السودانية تسجّل حضورها اللافت في قلب الرياض

حضور كبير استمر منذ انطلاقة الفعاليات (الشرق الأوسط)
حضور كبير استمر منذ انطلاقة الفعاليات (الشرق الأوسط)
TT

الفنون والتقاليد السودانية تسجّل حضورها اللافت في قلب الرياض

حضور كبير استمر منذ انطلاقة الفعاليات (الشرق الأوسط)
حضور كبير استمر منذ انطلاقة الفعاليات (الشرق الأوسط)

في أجواء مفعمة بالألفة والفرح، اجتمعت شريحة كبيرة من السودانيين المقيمين في السعودية في حديقة السويدي بالرياض، ضمن فعاليات «أيام السودان» التي تأتي في إطار مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي أطلقتها وزارة الإعلام، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وجسّدت هذه الفعالية جسراً للتواصل الثقافي، ومنحت السودانيين فرصة ثمينة للتعبير عن إرثهم العريق بعيداً عن تحديات الوطن.

واستطاع الزوّار إضفاء جزء من الأصالة والتقاليد السودانية في قلب العاصمة السعودية الرياض، حيث تزينت الحديقة بألوان التراث السوداني من الأزياء التقليدية والحرف اليدوية، إلى الرقصات الشعبية التي تسرد تاريخاً غنياً بالفنون والتقاليد. ولم تقتصر الفعالية على السودانيين فحسب، بل جذبت مواطنين ومقيمين من مختلف الجنسيات، جاؤوا للاستمتاع بتفاصيل الثقافة السودانية وكرم ضيافتها.

وأعرب كثير من الزوار السودانيين عن مشاعرهم الحماسية تجاه أجواء الاحتفال والحنين التي ملأت المكان، إذ أشارت أم خالد (44 عاماً)، وهي سودانية مقيمة في الرياض منذ 12 سنة: «هذه الفعالية أعادت لنا ذكريات من الوطن، وكم هو رائع أن يشاهد أبناؤنا تفاصيل ثقافتهم ويعيشونها عن قرب، في أجواء تجسد الترحيب السعودي وتقديره لموروثاتنا».

فعاليات عكست جانباً من الفن والأصالة السودانيين (الشرق الأوسط)

وأضاف أحمد عبد الرحيم (52 عاماً)، أحد الزوار الذين حرصوا على حضور كل فعاليات «أيام السودان»: «بعد سنوات من الغربة والحنين للسودان، أجد هنا فرصةً لأشارك أبنائي موسيقانا وقصصنا، وكوني محاطاً بهذه الأجواء في قلب الرياض يمنحني شعوراً كبيراً بالفخر، وفرصة لتعريف زوار من جنسيات مختلفة بتراثنا».

وقال عمر صابر (50 عاماً)، الذي حضر مع عائلته وأطفاله: «لطالما رغبت أن يتعرف أبنائي على السودان من خلال تجربة حية، وليس عبر القصص فقط، وأرى أن هذا الحدث قد أتاح لي الفرصة لنقل جزء من هويتنا لهم، وأشعر بالفخر إزاء التفاعل الكبير من السعوديين والمقيمين مع ثقافتنا».

جذبت الفعاليات عدداً من الزوّار السعوديين (الشرق الأوسط)

ولا تقتصر هذه الفعالية على الجانب الاحتفالي فحسب، بل تسهم في توطيد جسور التواصل والانسجام بين المقيمين من مختلف الجنسيات، وتتيح للسودانيين استعادة شعور الانتماء الذي فقده كثير منهم بسبب ظروف الحرب، يقول أحد المشاركين السودانيين: «إنه شعور لا يوصف، أن نجد هنا في الرياض مساحةً للاحتفاء بتراثنا، وأن نرى أشقاءنا من مختلف الجنسيات يحتفلون معنا بتراث السودان».

وتهدف فعاليات «أيام السودان»، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين، إلى ترسيخ أهداف السعودية كبيئة تحتفي بالتنوع الثقافي وتتيح للمقيمين التعبير عن ثقافاتهم بكل اعتزاز.