نادٍ للكتّاب السعوديين انتقل من مبادرة إلكترونية إلى ملتقى حي لدعم المبدعين

وصل عدد أعضائه إلى 85 عضواً

وصل عدد أعضاء النادي إلى 85 عضواً في وقت قياسي (الشرق الأوسط)
وصل عدد أعضاء النادي إلى 85 عضواً في وقت قياسي (الشرق الأوسط)
TT

نادٍ للكتّاب السعوديين انتقل من مبادرة إلكترونية إلى ملتقى حي لدعم المبدعين

وصل عدد أعضاء النادي إلى 85 عضواً في وقت قياسي (الشرق الأوسط)
وصل عدد أعضاء النادي إلى 85 عضواً في وقت قياسي (الشرق الأوسط)

في ظل ما يشهده قطاع الهوايات في السعودية من نمو متسارع، منذ إسناد كل ما يرتبط بالقطاع إلى «مركز برنامج جودة الحياة»، بدأت تظهر مشاريع ومبادرات نوعية في جميع المجالات والاهتمامات لرعاية المواهب، وخلق بيئة واعدة لكل مجال.

ومن تجمُّع بسيط على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، إلى مبادرة يشارك فيها عشرات الكُتاب والمبدعين لتبادل الخبرات والأفكار، ثم إلى حركة ثقافية واسعة النطاق، برز نادي «الكتابة الإبداعية شغفنا»، بوصفه نادياً فريداً من نوعه، يمثل ملاذاً لكل مَن يحمل شغف الحروف والكلمات والكتابة بمختلف أنواعها؛ حيث تتزايد الاهتمامات بالمجالات الثقافية والأدبية في المملكة.

فكرة تأسيس النادي

تقول الدكتورة سونيا مالكي نائبة قائد فريق نادي «الكتابة الإبداعية شغفنا»: «تأسَّس النادي بدعم من البوابة الوطنية للهوايات (هاوي)، التي تسعى إلى تمكين الهواة من ممارسة هواياتهم المفضلة؛ حيث كانت الانطلاقة الحقيقية للنادي من خلال إنشاء مجموعة على تطبيق (واتساب)، تجمع عشرات الكُتاب والمبدعين الذين يتبادلون فيما بينهم الخبرات والأفكار، حتى تحول هذا الحراك إلى حركة ثقافية واسعة النطاق».

تتنوع الفعاليات التي ينظمها النادي لتشمل جميع جوانب الكتابة الإبداعية من القصص القصيرة والروايات إلى الشعر والنقد الأدبي (الشرق الأوسط)

وأوضحت الدكتورة أن فكرة تأسيس النادي بدأت تتبلور بعد أن لمس الجميع مدى الشغف والإبداع الذي يمتلكه أعضاء المجموعة، مضيفة: «رأينا أن هذا الحراك يحتاج إلى منصة أوسع وأكثر تنظيماً، فكانت بوابة (هاوي) الخيار الأمثل، وبالفعل، حقق النادي نجاحاً ملحوظاً في فترة قصيرة؛ حيث وصل عدد أعضائه إلى 85 عضواً في وقت قياسي، وتنوعت أنشطته بين الورش التدريبية والندوات واللقاءات مع الأدباء والشعراء».

بيئة محفزة للإبداع

تتنوع الفعاليات التي ينظمها النادي، لتشمل جميع جوانب الكتابة الإبداعية، من القصص القصيرة والروايات إلى الشعر والنقد الأدبي. وتحرص إدارة النادي على استضافة نخبة من الأدباء والمثقفين لتقديم ورش عمل متخصصة، وتوجيه الكُتَّاب المبتدئين.

ويؤكد أعضاء النادي أنهم وجدوا في هذا الملتقى بيئة محفزة للإبداع؛ حيث يتبادلون الآراء والأفكار، ويتلقون النقد البناء، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم الكتابية.

لا يقتصر دور النادي على توفير منصة للتعبير عن الذات، بل يتعداه إلى تحقيق أهداف سامية تتمثل في بناء جيل من الكُتاب السعوديين القادرين على المنافسة على المستويين الإقليمي والدولي؛ حيث يطمح النادي إلى تحقيق كثير من الأهداف، من بينها تعزيز الوعي بأهمية القراءة والكتابة، وتطوير مهارات الكتابة الإبداعية لدى الأعضاء، ونشر الثقافة الأدبية، وتشجيع الإنتاج الأدبي، والمساهمة في بناء مجتمع معرفي.

حاضنة للأحلام ووجهة المبدعين

مع هذا الزخم الكبير والاهتمام المتزايد، يتطلع نادي «الكتابة الإبداعية شغفنا» إلى تحقيق مستقبله الواعد؛ حيث يسعى إلى توسيع دائرة أعضائه، والوصول إلى شرائح أوسع من المجتمع، وتنظيم فعاليات أكبر وأكثر تنوعاً، ويصبح أكثر من مجرد نادٍ؛ فهو حاضنة للأحلام، ووجهة لهواة الكتابة، وفي القريب العاجل ربما يكون شاهداً على ولادة أعمال أدبية ستظل خالدة في ذاكرة الأدب السعودي.

يُذكر أن قطاع الهوايات في المملكة شهد نمواً متسارعاً منذ إسناد كل ما يرتبط بالقطاع إلى مركز برنامج جودة الحياة؛ الذي يشكل المظلة المعنية بقطاع الهوايات (هاوي) التي تعمل على تقديم الدعم والتمكين للهواة من الجنسين في مختلف الهوايات، إلى جانب التوعية المستمرة بأهمية ممارستها، وفق «رؤية المملكة 2030».


مقالات ذات صلة

وزير الثقافة السعودي يناقش مع نظيرته الفرنسية أوجه تعزيز التعاون

يوميات الشرق وزير الثقافة الفرنسية مرحبة بضيف بلادها الأمير بدر بن عبدالله في باريس الاربعاء (واس)

وزير الثقافة السعودي يناقش مع نظيرته الفرنسية أوجه تعزيز التعاون

بحث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، الأربعاء، مع نظيرته الفرنسية، رشيدة داتي، أوجه التعاون والتبادل الثقافي الدولي بين الرياض وباريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الفعالية تقدم ألواناً موسيقية وغنائية متنوعة مستوحاة من التراث اليمني (منصة ويبوك)

الرياض تستضيف الأوركسترا اليمنية الأحد المقبل

يستضيف مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، مساء الأحد، عرضاً فنياً لفرقة الأوركسترا اليمنية لتُقدم ألواناً موسيقية وغنائية متنوعة مستوحاة من التراث اليمني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يقف على مستوى الإنجاز في أحد المشاريع الثقافية بالأحساء (واس)

وزير الثقافة السعودي يتفقد مواقع أثرية وتاريخية في الأحساء

تفقّد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، الاثنين، عدداً من المواقع الأثرية والتاريخية في محافظة الأحساء.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
رياضة عالمية متحدث باسم الحكومة البريطانية قال إنه لا مكان لمعاداة السامية في شوارعهم (رويترز)

الحكومة البريطانية: لن نسمح بـ«اختطاف» الفعاليات الثقافية والرياضية

قالت الحكومة البريطانية إنها «لن تسمح باختطاف الفعاليات الثقافية والرياضية»، بعد أن دعت إسرائيل مواطنيها في الخارج إلى تجنُّب مثل هذه الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

أكدت السعودية التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي، وتطلّعها لتوطيد مكانة الثقافة بوصفها قوة دافعة للتنمية المستدامة، ومصدر إلهام لأجيال المستقبل لبناء عالم أفضل

«الشرق الأوسط» (سلفادور)

أعمال فنية تستلهم الحضارة الفرعونية بصعيد مصر

المواقع الأثرية الفرعونية ألهمت فناني مراسم بني حسن (قومسيير الملتقى)
المواقع الأثرية الفرعونية ألهمت فناني مراسم بني حسن (قومسيير الملتقى)
TT

أعمال فنية تستلهم الحضارة الفرعونية بصعيد مصر

المواقع الأثرية الفرعونية ألهمت فناني مراسم بني حسن (قومسيير الملتقى)
المواقع الأثرية الفرعونية ألهمت فناني مراسم بني حسن (قومسيير الملتقى)

من مقابر بني حسن إلى تل العمارنة ثم جبل الطير ومعبد حتشبسوت في إسطبل عنتر، بالإضافة إلى المشاهد الطبيعية في صعيد مصر كلها ألهمت 15 فناناً ليقدموا لوحات تستلهم الحضارة الفرعونية وتتفاعل مع البيئة في الجنوب، جاءت فكرة الملتقى الأول لمراسم بني حسن للرسم والتصوير في مدينة المنيا.

الملتقى الذي نظمته الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة بوزارة الثقافة المصرية، جاء في إطار سعيها لتطوير الحراك الفني بمصر، واختيار بيئات مصرية متنوعة واختيار مجموعة من الفنانين التشكيليين لمعايشة أهالي هذه البيئة.

وشارك في الملتقى الفنانون دينا صموئيل وجوزيف الدويري وأحمد عبد الجواد وهالة خليل ومنى مهيمن ونورا مصطفى وعلا أشرف ومحمد وهبة وعمر رأفت وشنودة عصمت ووليد طارق وولاء أبو العينين ومروة إسماعيل ومحمد عارف، ومشرفة الفوج الفنانة نڤين ياقوت، وقومسيير الملتقى الفنان شادي أديب سلامة الذي قال إن «ملتقى مراسم بني حسن الأول بالمنيا يسعي نحو اللامألوف، في رحلة عبر التاريخ والتراث الفني المصري، من المصري القديم عبر العصور المختلفة، مروراً بالقبطي والإسلامي وصولاً إلى الفن المعاصر والوصول إلى العالمية بالفنون الفطرية». موضحاً أنه «تم اختيار الفنانين ليجمعوا بين جيل الوسط وجيل الشباب، وبين الأكاديميين والفنانين المستقلين، وبين المراجع الفنية المختلفة، ممثلين للكليات الفنية المتعددة المنتشرة في محافظات مصر المختلفة».

أعمال الفنانين استلهمت الحضارة المصرية القديمة والمناظر الطبيعية (قومسيير الملتقى)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «عدد اللوحات التي أنتجها الملتقى نحو 16 عملاً أغلبها بالألوان المائية على توال، بمقاس 120 في 120 سنتيمتراً، وأغلب الفنانين استلهموا الروح المصرية القديمة سواء من المتحف أو المقابر التي زرناها أو من تل العمارنة».

وعن لوحته بشكل خاص قال: «شخصياً أخذت رموز الصيد المختلفة في مقابر بني حسن، وعملت على تكبير حجمها وأدخلتهم في تكوين مع كائن خرافي كأنهم اصطادوه، وهذه المقابر تعود لعصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد)، في حين أن هذا الكائن الخرافي موجود في قصة مارمينا التي تعود إلى القرن الثاني الميلادي».

ويوضح سلامة أن «هناك فنانين تأثروا بالطبيعة مثل جوزيف الدويري والدكتورة مروة إسماعيل، وهناك من أخذوا الرموز بشكل عام مثل أحمد عبد الجواد وأحمد عارف، فكل فنان اختار عناصر مختلفة وجعله محور عمله الفني، وكذلك هناك من رسم المناظر الطبيعية التي تشبه ما نراه في أعمال المستشرقين ولكن بطريقة حداثية مثل منى مهنى، وهناك كثير من الفنانين الذين قدموا أفكاراً جديدة خلال الملتقى، فبالإضافة للخامات الأساسية، هناك فنانون قدموا أعمالاً دمجوا فيها خامات مختلفة مثل البردي».

الفنان شادي أديب يرسم إحدى اللوحات خلال الملتقى (قومسيير الملتقى)

ومن المقرر إقامة معرض لإنتاج الفنانين خلال الملتقى بإحدى قاعات العرض التابعة للدولة في القاهرة، كما سيتم تكريم الفنانين المشاركين والتأكيد على تفاعل الفن مع الحضارة ومع البيئات المختلفة من خلال هذا المعرض، وفق بيان الجهة المنظمة للملتقى.

وأكد القومسيير أنهم «زاروا أغلبية الأماكن التراثية في المنيا، مثل تل العمارنة وتونة الجبل ومتحف ملوي وجبل الطير ومعبد حتشبسوت في منطقة إسطبل عنتر، وغيرها من الأماكن التي يصعب على الفنانين زيارتها ومعايشتها منفردين»، موجهاً الشكر لوزارة الثقافة وإدارة الفنون التشكيلية بالهيئة العامة لقصور الثقافة على إقامة هذا الملتقى.