أُطر اللوحات «بطلة» معرض ألماني نادر

تشكّل امتداداً يسمح للصورة بالاستمرار في التحرُّك خارج العالم

تصميم الأطر تطلَّب عملاً مكثّفاً (أ.ف.ب)
تصميم الأطر تطلَّب عملاً مكثّفاً (أ.ف.ب)
TT

أُطر اللوحات «بطلة» معرض ألماني نادر

تصميم الأطر تطلَّب عملاً مكثّفاً (أ.ف.ب)
تصميم الأطر تطلَّب عملاً مكثّفاً (أ.ف.ب)

إذا كان المرء من محبّي الفنّ، فيمكنه أن يفخر بأنه رأى كثيراً من الأعمال المميّزة، مثل لوحة «موناليزا» في باريس، ولوحة «غرنيكا» في مدريد، ولوحة «ستاري نايت» في نيويورك...

ولكن، هل يتذكّر شكل الأُطر التي تحمل هذه اللوحات؟ على الأرجح لا. وقد يجيب: ماذا في ذلك؟ مَن يهتم بالأطر؟

ووفق «وكالة الأنباء الألمانية»، دفعت هذه الإجابة الرسّام التعبيري الألماني، إرنست لودفيغ كيرشنر (1880-1938) للردّ بصورة حاسمة. فبالنسبة إليه، الإطار جزء لا يتجزأ من العمل بأكمله؛ لذا من المهم تصميم وحتى بناء أطره الخاصة.

حالياً، يغوص معرض فريد بجنوب غربي ميونيخ في مسألة الأطر الأصلية لعدد من لوحات كيرشنر. ويُركز على الأنواع المختلفة للأُطر التي من المُرجَّح أن يتجاهلها معظم زوّار المتاحف.

ويُعرَض نحو 60 عملاً، معظمها اقتُرضت من متحف كيرشنر في دافوس بسويسرا، في المعرض بعنوان: «إعادة اكتشاف وإعادة توحيد»، المُقام في متحف بوخهايم في بيرنريد، البلدة الواقعة بجانب بحيرة، وتبُعد ساعة بالسيارة أو بوسائل النقل العام عن ميونيخ.

ومن أجل المعرض، الذي تنظّمه نائبة مدير المتحف، راغكا كنيبر، وصانع الأُطر البارز في ميونيخ، فيرنر مورير، والمقرّر أن يستمرّ حتى 12 يناير (كانون الثاني) 2025، جُمعت لوحات كيرشنر بأطرها الأصلية، أو مع نسخ تستند إلى دليل أرشيفي أو صور للأطر الأصلية.

وكتب كيرشنر خطاباً إلى مدير متحف بازل كونستال، لوكاس ليشتينهان، عام 1917، قال فيه: «لا أعرض أبداً صوراً من دون أطر في المعارض، وهذا غير ممكن بالنسبة إلى عملي».

الإطار امتداد للوحة لتستمرّ في التحرُّك (آدوب ستوك)

وإذا كان زوّار المتاحف لا يعلمون بمثل هذه الأمور، فإنهم سيتعرّفون إلى عدد من الأطر التي صمَّمها كيرشنر، أو صنعها بنفسه، أو كلَّف الحرفيين المحلّيين بتصنيعها: أطر خشبية، وأطر مخددة، وأطر قضبان دائرية، وأطر قضبان دائرية مزدوجة. وأحياناً، صنع كيرشنر أطراً باروكية.

وإذ يُعرف أنّ ثمة أكثر من 150 من الأطر الأصلية لكيرشنر؛ فاستعداداً للمعرض، أصبح لدى الباحثين 23 إطاراً فارغة للاستخدام، ولكن خلال سير عملهم، حدَّدوا ودمجوا 9 لوحات بأطرها الأصلية.

وفي حدث بارز ضمن المعرض، ترك القائمون عليه 13 إطاراً فارغة، تغطّي حائطاً بالكامل في متحف بوخهايم.

ولكن كيف انفصل كثير من لوحات كيرشنر عن الأطر في المقام الأول؟ يشير أحد التفسيرات إلى أنّ المشترين ربما كان لهم رأي آخر في الأطر، ولذلك صنَّعوا إطاراً جديداً، وتخلّصوا من إطار كيرشنر.

وأحد التفسيرات الأخرى هي أنّ شريكة كيرشنر، إيما شيلينغ، نزعت الأطر من لوحاته في درسدن لتشحنها سرّاً إلى سويسرا؛ تجنّباً لمصادرة النظام النازي للأعمال الفنية.

وقال صانع الأطر فيرنر مورير: «من حُسن الحظ أنّ كيرشنر أبقى سجلات مكثَّفة، مما ساعدنا في التقصّي لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي. التقط كثيراً من الصور للوحاته بأطرها، كما أبقى على بيانات دفترية بشأن الأطر التي صمَّمها من أجل أعماله».

وأوضح مورير أنّ كيرشنر كان مميّزاً بين الفنانين لجهة شغفه بالأطر: «عمل بكثافة على تصميم الأطر. فمن وجهة نظره، هي امتداد للوحة كي يسمح للصورة بالاستمرار في التحرُّك خارج العالم».


مقالات ذات صلة

صلاح ضيفاً على معرض «الشارقة للكتاب»

رياضة عالمية محمد صلاح سيكشف رحلته مع الكتاب في معرض الشارقة (الشرق الأوسط)

صلاح ضيفاً على معرض «الشارقة للكتاب»

أعلنت إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب بالإمارات أن لاعب كرة القدم المصري ونجم فريق ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، سيحل ضيفا على المعرض في لقاء جماهيري.

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق «حتحور» تحضر في لوحات فنية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

معرض قاهري يستلهم جمال «حتحور»

خلّد المصريون القدماء اسم «حتحور» رمزاً للحب والجمال؛ وأعاد فنانون مصريون استلهام هذا الرمز بما يحمله من معانٍ ودلالات في فعاليات مختلفة.

منى أبو النصر (القاهرة)
المشرق العربي أطفال نازحون ولاجئون يحضرون حفلاً خيرياً حيث تؤدي المغنية اللبنانية جوي فياض والموسيقي أوليفر معلوف وسط الأعمال العدائية المستمرة بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في بلدة ضبية - لبنان 9 نوفمبر 2024 (رويترز)

فنانون لبنانيون يكافحون الحرب ويواصلون الإبداع

بينما تشنّ إسرائيل هجوماً عسكرياً على لبنان في حربها مع «حزب الله»، يواصل فنانون لبنانيون الإبداع مكافحين في مواجهة نكبة الحرب الدائرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق يشارك في المعرض 17 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة (هيئة المتاحف)

البرازيل تحتضن أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر

معرض «فن المملكة» أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر الذي أطلقته «هيئة المتاحف السعودية» في أروقة القصر الإمبراطوري في البرازيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تترجم ميشلين نهرا أفكارها الصباحية بريشة انسيابية

ميشلين نهرا لـ«الشرق الأوسط»: مجموعتي تعكس مشهدية حرب نعيشها

في مجموعتها «اللبناني» تطلّ ميشلين نهرا على هموم وشجون مواطن يعيش مصيراً مجهولاً في عزّ الحرب، بدءاً من طائرة الـ«ميدل إيست» مروراً بمواطن يتردّد في هجرة الوطن.

فيفيان حداد (بيروت)

اكتشاف 3 مجرات من «الوحوش الحمراء»

يمنح الغبار هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً (تلسكوب جيمس ويب)
يمنح الغبار هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً (تلسكوب جيمس ويب)
TT

اكتشاف 3 مجرات من «الوحوش الحمراء»

يمنح الغبار هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً (تلسكوب جيمس ويب)
يمنح الغبار هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً (تلسكوب جيمس ويب)

تمكن فريق دولي، بقيادة جامعة جنيف السويسرية (UNIGE)، يضم البروفيسور ستين وويتس من جامعة باث في المملكة المتحدة، من تحديد 3 مجرات فائقة الكتلة، تعرف بـ«الوحوش الحمراء»، كل منها تقريباً بحجم مجرة ​​درب التبانة، ويعتقد أنها تجمعت بالفعل خلال أول مليار عام بعد الانفجار العظيم.

وتشير نتائج الباحثين إلى أن تكوين النجوم في الكون المبكر كان أكثر كفاءة وسرعة مما كان يعتقد سابقاً، ما يشكل تحدياً للنماذج الفلكية الحالية حول تكوين المجرات.

جرى الاكتشاف المذهل، المنشور اليوم (الأربعاء) في دورية «نيتشر» (Nature)، بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، وهو جزء من برنامج «فريسكو - جيمس ويب» (JWST FRESCO).

شرع البرنامج في تحليل عينة كاملة من مجرات خطوط الانبعاث (ELGs)، تتميز بالانبعاثات الضوئية القوية، بشكل منهجي خلال أول مليار سنة من تاريخ الكون. وتظهر خطوط الانبعاث هذه كخطوط ساطعة عند أطوال موجية محددة، وتبرز على خلفية أغمق من الطيف الكوني.

ووفق النتائج، مكّن وجود خطوط الانبعاث الفريق البحثي من تحديد المسافات إلى المجرات في العينة المدروسة بدقة.

وفي المقابل، سمحت المعرفة الدقيقة بالمسافات وقوة خطوط الانبعاث للباحثين بقياس كمية النجوم الموجودة داخل المجرات بشكل موثوق. وقد برزت المجرات الثلاث في صور التليسكوب بهذا الشكل بسبب محتواها الكبير من النجوم.

وقال البروفيسور وييتس، المؤلف المشارك لدراسة «نيتشر» ورئيس كرسي هيروكو شيروين في علم الفلك خارج المجرات في قسم الفيزياء بجامعة باث: «إن العثور على 3 وحوش ضخمة من هذا القبيل بين العينة يشكل لغزاً محيراً».

وأوضح، في بيان، صادر الأربعاء: «يميل كثير من العمليات التي تحدث أثناء تطور المجرات إلى إدخال خطوة تحدّ من سرعة تحويل الغازات الكونية إلى نجوم، ومع ذلك يبدو أن هذه الوحوش الحمراء قد نجحت بطريقة أو بأخرى في التهرب بسرعة من معظم هذه العقبات».

وحتى خروج نتائج الدراسة الجديدة إلى النور، كان يُعتقد أن جميع المجرات تشكلت تدريجياً داخل هالات كبيرة من المادة المظلمة. وتلتقط هالات المادة المظلمة الغاز (الذرات والجزيئات) وفق الجاذبية. وعادةً ما يتحول 20 في المائة من هذا الغاز، على الأكثر، إلى نجوم في المجرات.

ومع ذلك، تتحدى النتائج الجديدة هذا الرأي، حيث تكشف أن المجرات الضخمة في الكون المبكر ربما نمت بسرعة وكفاءة أكبر مما كان يُعتقد سابقاً.

جرى التقاط كل هذه التفاصيل في دراسة «فريسكو» (FRESCO) من خلال تقنيات «التحليل الطيفي» باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء التابعة للتلسكوب «JWST»، وهي طريقة تسمح بالتقاط الضوء لجميع الأجسام في مجال الرؤية وتفكيكه إلى أطوال موجية مكونة له. وهذا يجعلها طريقة ممتازة لقياس المسافات الدقيقة والخصائص الفيزيائية للمجرات.

لقد سمحت قدرات «جيمس ويب» غير المسبوقة لعلماء الفلك بدراسة المجرات بشكل منهجي في الكون البعيد المبكر، ما يوفر رؤى حول المجرات الضخمة والمغطاة بالغبار.

ومن خلال تحليل المجرات المدرجة في مسح «فريسكو»، وجد العلماء أن معظم المجرات تتناسب مع النماذج الحالية. لكنهم وجدوا 3 مجرات ضخمة بشكل مدهش، مع كتل نجمية مماثلة لمجرة درب التبانة اليوم.

ووفق نتائج الدراسة، فإن هذه المجرات تشكل النجوم بكفاءة تقدر بضعف كفاءة المجرات ذات الكتلة الأقل من نفس الفترة الزمنية أو المجرات العادية في أوقات لاحقة من تاريخ الكون. ونظراً لمحتواها العالي من الغبار، الذي يمنح هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً في صور «جيمس ويب»، فقد تم تسميتها بالوحوش الحمراء الثلاثة.

وهو ما علّق عليه الدكتور مينجيوان شياو، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة والباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة جنيف، بقوله: «إن نتائجنا تعيد تشكيل فهمنا لتكوين المجرات في الكون المبكر».