إيطالية تبلغ 125 عاماً تكشف سرَّ عمرها الطويل

تُعدُّ آخر إنسان وُلد في القرن الـ19 وتتّبع نظاماً غذائياً فريداً

العُمر الطويل خلفه أسرار (أ.ف.ب)
العُمر الطويل خلفه أسرار (أ.ف.ب)
TT

إيطالية تبلغ 125 عاماً تكشف سرَّ عمرها الطويل

العُمر الطويل خلفه أسرار (أ.ف.ب)
العُمر الطويل خلفه أسرار (أ.ف.ب)

تنفرد إيما مورانو المولودة في إيطاليا عام 1899 بوصفها آخر إنسان وُلد في القرن الـ19، وببلوغها 125 عاماً.

أثمرت بساطة عاداتها عمرَها الطويل الذي عزته إلى عاملَيْن رئيسيَّيْن: قرارها البقاء عازبة، ونظامها الغذائي الفريد. واللافت أنّ الأخير تضمَّن تناول الطعام عينه يومياً، بجانب ملاعق كبيرة من مشروب خاص لتوليد الطاقة.

وذكرت «ماي لندن» أنّ نظامها الغذائي قد تكوَّن من 3 بيضات يومياً؛ اثنتان نيئتان والأخيرة مطبوخة على شكل «عجّة». فإيما بدأت هذه العادة في سنّ الـ20 بعد تشخيص إصابتها بفقر الدم في أعقاب الحرب العالمية الأولى.

وفي مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت إنّ تناول البيض يومياً يمدّها بالطاقة والعناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على صحّة مستقرّة. كما استمتعت بملعقة من «الجرابا» المصنوع منزلياً، وهو مشروب إيطالي غنيّ بالأعشاب، بجانب بعض العنب.

أما في سنواتها الأخيرة فقد اقتصر نظامها الغذائي على تناول بيضتين يومياً للحفاظ على مستوى أدنى من الطاقة من دون الاعتماد على الأدوية أو الأنظمة الغذائية المعقَّدة. وعلى الرغم من حياة العمل النشطة والإرهاق الطبيعي الذي أصابها مع التقدُّم في العمر، فاجأت طبيبها كارلو بافا الذي أشرف على علاجها طوال 3 عقود تقريباً، فأكد أنها نادراً ما تناولت الفاكهة أو الخضراوات؛ وهي الأطعمة التي يُوصى بها عادةً لحياة صحّية، مشيراً إلى أنّ طول عمرها ربما يكون نتاج عوامل وراثية.

اللافت أنّ والدتها عاشت حتى سنّ الـ91، في حين بلغت بعض أخواتها سنّ الـ100 عام أو تجاوزْنَها.

ورغم أنّ إيما تزوَّجت في سنّ الـ20، فذلك لم يكن «اختياراً صدر عنها طواعية»، وإنما «أُجبرت» على الدخول في هذه العلاقة بعد فقدان الرجل الذي أحبّته في أثناء الحرب العالمية الأولى، وانتهى الزواج بالانفصال عام 1938.

وبعد وفاة طفلها الوحيد، قرّرت العيش بمفردها؛ مما سمح لها بتجنُّب مزيد من الضغوط العاطفية. وقال أولئك الذين عرفوها عن قرب إنّ أحد أسرارها يكمن في قدرتها على البقاء غير منزعجة في مواجهة التعقيدات، والثبات، وعدم الانحراف عن خيارات حياتها.

وبالعودة إلى النظام الغذائي للمُعمَّرة الإيطالية، فقد ذكر موقع «هيلث لاين» أنّ البيض من بين «أكثر الأطعمة المغذِّية على هذا الكوكب»، فهو غنيّ بالعناصر الغذائية مثل فيتاميني «د»، و«ب12» والفوسفور، ويحمل فوائد مُحتملة للكوليسترول.

يعود هذا بشكل أساسي إلى أنه يساعد على تحسين مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة، أو الكوليسترول الجيد المرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمشكلات صحّية، مثل: أمراض القلب والسكتات الدماغية.

من جهتها، قالت اختصاصية التغذية لدى مؤسسة «يو كيه كير غايد»، هيلين بيل، لصحيفة «ذي ميرور»، إنّ تناول البيض قد يكون مفيداً لفقدان الوزن أيضاً. وتابعت: «وفق تجربتي، فإنّ تناول البيض وجبةً خفيفة يمكن أن يحمل فوائد كبيرة فيما يخصُّ فقدان الوزن. والبيض غنيّ بالبروتين، مما يساعد على زيادة الشعور بالشبع لفترة أطول».

وأضافت: «يمكن أن يقلّل هذا من إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها المرء على مدار اليوم، لكن من المهم مراقبة أحجام حصص الطعام، وإعدادها بطريقة صحّية، مثل السلق، لتجنُّب إضافة الدهون غير الضرورية».

مع ذلك، فإنّ اتباع نظام غذائي متوازن أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحّة الجيدة، فيجب أن يتضمّن، عموماً، ما لا يقلّ على 5 حصص من الفاكهة والخضراوات يومياً، بجانب الألياف، ومنتجات الألبان، والبروتين وكثير من السوائل.


مقالات ذات صلة

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تجمعهما الإنسانية (مواقع التواصل)

شاي «وأمور مشتركة» جمعت أطول وأقصر امرأتين في العالم

التقت أطول النساء في العالم، وأقصرهن، لاحتساء شاي الظهيرة احتفالاً بيوم موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. إليكم تفاصيل اللقاء...

«الشرق الأوسط» (لندن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
TT

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

كشفت دراسة بريطانية عن أنّ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند بلوغهم سنّ السابعة.

وأشارت الدراسة التي قادتها جامعة أدنبره بالتعاون مع جامعتَي «نورثمبريا» و«أوكسفورد» إلى أهمية مراقبة تطوّر التنظيم العاطفي لدى الأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Development and Psychopathology».

والتنظيم العاطفي لدى الأطفال هو القدرة على إدارة مشاعرهم بشكل مناسب، مثل التعبير الصحّي عن المشاعر والتحكُّم في الانفعالات القوية منها الغضب والحزن، ويساعدهم ذلك على التفاعل إيجابياً مع الآخرين والتكيُّف مع التحدّيات اليومية.

أمّا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهو حالة تؤثّر في قدرة الفرد على التركيز والتحكُّم في الانفعالات والسلوكيات، ويتميّز بصعوبة في الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية، ويظهر في الطفولة وقد يستمر إلى البلوغ، مع عوامل وراثية وبيئية وعقلية تسهم في حدوثه.

وأوضح الباحثون أنّ دراستهم الجديدة تُعدّ من أوائل البحوث التي تستكشف العلاقة بين أنماط تنظيم المشاعر في المراحل المبكرة من الطفولة والصحّة النفسية في مرحلة المدرسة. فقد حلّلوا بيانات نحو 19 ألف طفل وُلدوا بين عامي 2000 و2002. واستندت الدراسة إلى استبيانات ومقابلات مع أولياء الأمور لتقويم سلوكيات الأطفال الاجتماعية وقدرتهم على تنظيم مشاعرهم.

واستخدموا تقنيات إحصائية لفحص العلاقة بين مشكلات المشاعر والسلوك وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند سنّ السابعة.

وتوصل الباحثون إلى أنّ الأطفال الذين يُظهرون استجابات عاطفية شديدة ويتأخرون في تطوير القدرة على تنظيم مشاعرهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والمشكلات السلوكية والانطوائية، مثل القلق والحزن.

وأظهرت النتائج أنّ هذه العلاقة تنطبق على الجنسين، حتى بعد أخذ عوامل أخرى في الحسبان، مثل وجود مشكلات نفسية أو عصبية مسبقة.

وقالت الدكتورة آجا موراي، من كلية الفلسفة وعلم النفس وعلوم اللغة بجامعة أدنبره، والباحثة الرئيسية للدراسة: «تُكتَسب مهارات تنظيم المشاعر في سنّ مبكرة وتزداد قوة تدريجياً مع الوقت، لكنّ الأطفال يختلفون في سرعة اكتساب هذه المهارات، وقد يشير التأخُّر في هذا التطوّر إلى احتمال وجود مشكلات نفسية أو عصبية».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أنّ مراقبة مسارات تطوُّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال يمكن أن تساعد في تحديد مَن هم أكثر عرضة للمشكلات النفسية في المستقبل».

ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه النتائج في تطوير برامج وقائية تستهدف الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم، لتقليل احتمالات تعرّضهم لمشكلات نفسية وسلوكية عند الكبر.