هل تتجسس عليك القلايات الهوائية؟

مخاوف من أجهزة المراقبة في الأجهزة الذكية

هل تتجسس عليك القلايات الهوائية؟
TT

هل تتجسس عليك القلايات الهوائية؟

هل تتجسس عليك القلايات الهوائية؟

كشف تقرير حديث صادر عن مجموعة المستهلكين البريطانية «ويتش» عن تزايد مخاوف المراقبة في الأجهزة الذكية، مشيراً إلى أن أجهزة منزلية يومية مثل الساعات ومكبرات الصوت وحتى القلايات الهوائية مليئة ببرمجيات التتبع. وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وبحسب التقرير، فإن بعض هذه الأجهزة قد تطلب الوصول إلى بيانات حساسة عبر تطبيقات مرتبطة بها، مما يثير تساؤلات حول حماية خصوصية المستخدمين.

ووفقاً لاختبارات «ويتش»، تبين أن ثلاثة أنواع من القلايات الهوائية، التي أصبحت شائعة في المطابخ البريطانية، تتطلب إذناً لتسجيل الصوت عبر التطبيقات المرتبطة بها.

ورغم أن هذه الأجهزة تتيح للمستخدمين جدولة وجباتهم للطهي قبل عودتهم إلى المنزل، فإن البعض منها يعتمد على تطبيقات الهواتف الذكية التي قد تتصل بأدوات تتبع مثل «فيسبوك» و«تيك توك»، كما هو الحال مع تطبيق شركة «Xiaomi».

واكتشفت «ويتش» أن أجهزة من شركات مثل «Xiaomi» و«Aigostar» ترسل بيانات المستخدمين الشخصية إلى خوادم في الصين، وفقاً لإشعارات الخصوصية الخاصة بها.

ولم تقتصر المخاوف على القلايات الهوائية فحسب؛ إذ وجدت الاختبارات أن بعض الساعات الذكية تطلب أذونات مثل الوصول إلى الموقع وتسجيل الصوت والملفات المخزنة.

وأظهرت نتائج أخرى أن مكبرات الصوت الذكية محملة مسبقاً بأدوات تتبع لـ«فيسبوك» و«غوغل» وشركات تسويق رقمية.

وصرحت مفوضية المعلومات (ICO) في بريطانيا، وهي الجهة التنظيمية لحماية البيانات، بأن الاختبارات الأخيرة تكشف عن أن كثيرا من الأجهزة الذكية لا تفي بتوقعات حماية البيانات، وأعلنت عن إعداد توجيهات جديدة لمصنعي الأجهزة الذكية ستصدر في ربيع 2025 لتحديد معايير واضحة للامتثال.

في المقابل، ردت شركة «Xiaomi» بتأكيد التزامها بحماية خصوصية المستخدمين، ونفت بيع أي بيانات شخصية لأطراف ثالثة.

كما أشارت إلى أن إذن تسجيل الصوت في تطبيقها «Xiaomi Home» لا يتعلق بقلاياتها الهوائية، إذ إنها لا تحتوي على وظائف تعتمد على الأوامر الصوتية.

ومع تزايد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت في المنازل، بدءاً من الأجراس الذكية إلى التلفزيونات، شددت المفوضية على أهمية انتباه المستهلكين إلى إعدادات الخصوصية، وحثتهم على التأكد من أن مشاركة البيانات تقتصر على الحد الضروري لتشغيل الجهاز، خاصة عند شراء أجهزة جديدة في موسم العروض.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ ناخبون يدلون بأصواتهم في التصويت المبكر بولاية جورجيا الأميركية (أ.ف.ب)

الاستخبارات الأميركية: «جهات روسية مؤثرة» وراء فيديو «تزوير الانتخابات الرئاسية»

قال مسؤولو المخابرات الأميركية، اليوم الجمعة، إن «جهات فاعلة روسية مؤثرة» تقف خلف مقطع فيديو يدّعي تزوير الانتخابات في ولاية جورجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية أحد الزوجين كُلف نيابة عن مشغليه الإيرانيين بالعثور على قاتل (أرشيفية - رويترز)

اعتقال زوجين إسرائيليين بتهمة التجسس لمصلحة إيران

قالت الشرطة الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، إن زوجين من مدينة اللد اعتُقلا للاشتباه في تجسسهما لمصلحة إيران.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب (يسار) ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس (أ.ب)

قراصنة صينيون اخترقوا هواتف ترمب ونائبه

تحقيق أميركي في اختراق صيني لشبكات الاتصالات استهدف بيانات هواتف ترمب وفانس، ضمن آخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا شباب يوقّعون على عرائض للانضمام إلى الجيش أو العودة إليه وفقاً لوسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية (رويترز)

أميركا تؤكد إرسال كوريا الشمالية جنوداً إلى روسيا... وتتحقق من طبيعة مهمتهم

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، إرسال كوريا الشمالية 12 ألف جندي إلى روسيا، فيما أعلنت استخبارات كوريا الجنوبية رصدها إرسال المزيد من الجنود.

«الشرق الأوسط» (سيول)

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)
منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)
TT

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)
منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)

برز «الفلانتين المصري»، أو عيد الحب، على «السوشيال ميديا»، وتصدّر «الترند» على «غوغل» بمصر، الاثنين، بينما اختفت مظاهره في الشارع، ولم تظهر فعالياته سوى في خبر متواتر على وسائل الإعلام المحلية حول احتفالات بعيد الحب المصري على شواطئ إحدى المدن السياحية.

ويحتفل العالم بعيد الحب في 14 فبراير (شباط) من كل عام، وبينما يرجع البعض أصل هذا الاحتفال إلى ارتباط شهر فبراير بالخصب والحب منذ العصرين اليوناني والروماني، يُحيله آخرون إلى إحياء ذكرى القديس فلانتين الذي كان يدعو للمحبة، وتعرّض للاضطهاد على يد الرومان، وتوفي عام 307 ميلادية.

أما عيد الحب المصري الذي يوافق 4 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، فقد اقترحه الكاتب الراحل مصطفى أمين عام 1974، رغبةً منه في أن يحتفل الجميع بالحب بمعناه الواسع الشامل، متضمّناً حب الأصدقاء والأسرة والوطن.

وغابت عن الشارع المصري مظاهر احتفالية بعيد الحب المحلي، وهو ما أرجعَته أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، الدكتورة سامية خضر، إلى «غياب الكثير من القيم الإيجابية عن الشارع المصري».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «دون الحب لا تكون هناك حياة، لا يستطيع الناس أن يعيشوا، لن يستطيع أحد أن يتولى مسؤولية أسرة أو طلبة أو مصنع دون حب... الحب يبدأ من الأسرة؛ الأب والأم والأبناء، وهي غريزة أساسية، تستوجب الرعاية والحماية والاحتواء، والشعور بالرضا، والسعي لخدمة الآخر»، وفق الدكتورة سامية.

البعض أحال الاحتفال بعيد الحب المصري إلى التاريخ القديم (صفحة «كيميت» على «إكس»)

وأشارت أستاذة علم الاجتماع إلى أن «مصطفى أمين حين طالب أو اقترح تخصيص يوم لعيد الحب، في صميم علم الاجتماع يعني أنه يريد أن يشيع الحب في العلاقات الإنسانية بين البشر، ليس فقط في إطار الأسرة، ولكن أيضاً في كل العلاقات الاجتماعية، لكننا للأسف أصبحنا كسالى في نشر القيم الجميلة، كسالى في نشر المحبة، لذلك لا نجد صدى في الشارع لهذا العيد».

كما لفتت إلى وجود الكثير من الظواهر السلبية التي تَحُول دون حضور الحب في السياق الاجتماعي، من بينها: «زيادة نِسب الطلاق، وانتشار حالات العنف، وأحدَثُها الشاب الذي طعن زميله في إحدى مدارس بورسعيد».

واقتصرت باقات المحبة المتبادلة على مجموعات مغلقة بتطبيق «واتس آب»، بينما لم تنتشر مظاهر عيد الحب المعروف بازدهار محلات بيع الورود أو الدمى الحمراء في عيد الفلانتين.

وشهد تطبيق «فيسبوك» تعليقات كثيرة حول عيد الحب، وكتبت ماري رمسيس (استشارية نفسية) دعوةً لإحياء قيمة الحب والتصالح والتسامح بين الأصدقاء والمعارف، من خلال إرسال رسائل قصيرة، أو كتابة كلمات مميزة تُخبِر الآخرين أنهم على البال.

بينما كتب رفعت فكري على صفحته بـ«فيسبوك» منشوراً يوضح سر اختيار عيد الحب المصري في 4 نوفمبر، جاء فيه أن الكاتب مصطفى أمين حين خرج من السجن عام 1974 شاهد جنازة في حي السيدة زينب يسير فيها 3 أفراد، وحين سأل عن السبب، خصوصاً أن هذا الحي الشعبي معروف بالتآخي والمودة بين الناس، عرف أنها جنازة عجوز في السبعين لم يكن يحب أحداً، ولم يكن أحد يحبه، ومن هنا قرّر إطلاق دعوة لتخصيص يوم يكون عيداً للحب بين الناس.

وكتب حساب باسم «أحمد أبو حجي» على «إكس»: «في يوم عيد الحب نحتفل بكل لحظة جميلة نعيشها مع من نحبهم، سواءً كانوا أهلاً، أصحاباً، أو شريك حياة».

بينما تلفت الدكتور خضر إلى أن «هذا العيد يدخل في صميم خصوصية الشعب المصري المُحب للحياة، لكن المجتمع المصري يعاني من جفاف، ويحتاج إلى إعلاء قيم المحبة والعطاء، وأن نستعيد قدوتنا في المحبة عبر منظومة الأسرة في البداية، وعبر الإعلام والتعليم والتوعية والتنوير بهذه القيمة المهمة التي تبني وترسّخ وتضمن الصحة النفسية لأي مجتمع».

ونشر حساب باسم «شيرين هلال» على «إكس» صورةً من الفن المصري القديم، وكتبت إن المصريين القدماء أول من احتفلوا بعيد الحب في شهر أبيب (الشهر الحادي عشر في التقويم المصري)، وأسموه «عيد العناق الجميل»، احتفالاً بزفاف حتحور وعريسها الشجاع حورس.