معرض عن ليزا بِين أول عارضة أزياء في العالم

وقفت أمام عدسات أشهر مصوّري زمانها

من ألف ليلة (المعرض)
من ألف ليلة (المعرض)
TT

معرض عن ليزا بِين أول عارضة أزياء في العالم

من ألف ليلة (المعرض)
من ألف ليلة (المعرض)

قد لا يبدو اسمها مألوفاً للأجيال الجديدة، لكن ليزا فونساغريفس (1911 ـ 1992) كانت واحدة من أيقونات الموضة في النصف الأول من القرن الماضي، حيث صمّم لها ثيابها كبار خيّاطي باريس، ووقفت تستعرضها أمام كاميرات مشاهير المصوّرين في زمانها: هورست بي هورست، وإرفنغ بين، ولويز دالوولف، وإروين بلومنفيلد.

وفي «البيت الأوروبي للفوتوغراف» في باريس، تُمكِن مشاهدة 150 لقطة للمرأة السويدية المولد التي تُعدّ أول عارضة في تاريخ تصوير الموضة مطلع الثلاثينات، قبل نحو 100 عام من الآن، وهي إلى جانب عملها في الوقوف أمام المصوّرين كانت نحّاتة وراقصة ومُصمّمة أزياء.

وفي المعرض صور جرى التقاطها بين 1935 و1955، تعود للمجموعة الخاصة لولدها توم بين، وقد أهدى مختارات من هذه الصور إلى «البيت الأوروبي للفوتوغراف».

في مقتبل حياتها غادرت ليزا السويد، لترتبط بزوجها الأول المصوّر الفرنسي فرناند فونساغريفس الذي حملت اسمه، وكان ذلك قبل ارتباطها عام 1950 بزوجها الثاني الأميركي إرفنغ بين الذي كان مصوّراً للموضة أيضاً.

إن اللقطات المعروضة تخرج عن إطار منصات العرض؛ لكي تخرج إلى الفضاء الطلق، حيث من النادر أن يجري تصوير العارضة وهي على جناح طائرة، أو على رصيف محطة قطار. ويرى النقاد أن هذه العارضة لم تكن مجرد جسد يرتدي الثياب الجميلة، بل ساهمت بتطوير لقطات الموضة، من خلال موهبتها في التحرك أمام الكاميرا.

وتجمع هذه اللقطات الأشبه باللوحات ما بين القيمة الفنية للصور بعدسات «أسطوات» فن الفوتوغراف، والأناقة الفائقة للعارضة التي تُجيد الوقوف أمام الكاميرا، إنها نوع من التوثيق لزمن آخر كانت فيه النساء تتفرجن على نجمات السينما وتهرعن لخياطة فساتين مستوحاة من فساتينهن.

إن ليزا بين في هذه الصور لا تقل بريقاً عن غريس كيلي وكيم نوفاك وأفا غاردنر، ويكفي القول إن العارضة ظهرت على أكثر من 200 غلاف لكُبريات مجلات الموضة، وكانت في قمة تألّقها حين اختارتها مجلة «تايم» الأميركية لغلافها عام 1949، وكانت تبلغ من العمر 38 عاماً.


مقالات ذات صلة

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

لمسات الموضة الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

على الرغم من عدم فوز أي مغربي أو مغربية بأي جائزة هذا العام، فإن مراكش كانت على رأس الفائزين.

جميلة حلفيشي (مراكش)
لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا»... ومراكش ثامنهم

منذ 6 سنوات، اختارت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس، الشهر العاشر من السنة لكي يكون مناسبة متجددة للاحتفال بالمصممين الناشئين من الشرق الأوسط

جميلة حلفيشي (مراكش)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)
منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)
TT

«الفلانتين المصري» يبرز «سوشيالياً» ويغيب في الشارع

منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)
منشورات لعيد الحب المصري على «السوشيال ميديا» (صفحة «في حب مصر» على «إكس»)

برز «الفلانتين المصري»، أو عيد الحب، على «السوشيال ميديا»، وتصدّر «الترند» على «غوغل» بمصر، الاثنين، بينما اختفت مظاهره في الشارع، ولم تظهر فعالياته سوى في خبر متواتر على وسائل الإعلام المحلية حول احتفالات بعيد الحب المصري على شواطئ إحدى المدن السياحية.

ويحتفل العالم بعيد الحب في 14 فبراير (شباط) من كل عام، وبينما يرجع البعض أصل هذا الاحتفال إلى ارتباط شهر فبراير بالخصب والحب منذ العصرين اليوناني والروماني، يُحيله آخرون إلى إحياء ذكرى القديس فلانتين الذي كان يدعو للمحبة، وتعرّض للاضطهاد على يد الرومان، وتوفي عام 307 ميلادية.

أما عيد الحب المصري الذي يوافق 4 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، فقد اقترحه الكاتب الراحل مصطفى أمين عام 1974، رغبةً منه في أن يحتفل الجميع بالحب بمعناه الواسع الشامل، متضمّناً حب الأصدقاء والأسرة والوطن.

وغابت عن الشارع المصري مظاهر احتفالية بعيد الحب المحلي، وهو ما أرجعَته أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، الدكتورة سامية خضر، إلى «غياب الكثير من القيم الإيجابية عن الشارع المصري».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «دون الحب لا تكون هناك حياة، لا يستطيع الناس أن يعيشوا، لن يستطيع أحد أن يتولى مسؤولية أسرة أو طلبة أو مصنع دون حب... الحب يبدأ من الأسرة؛ الأب والأم والأبناء، وهي غريزة أساسية، تستوجب الرعاية والحماية والاحتواء، والشعور بالرضا، والسعي لخدمة الآخر»، وفق الدكتورة سامية.

البعض أحال الاحتفال بعيد الحب المصري إلى التاريخ القديم (صفحة «كيميت» على «إكس»)

وأشارت أستاذة علم الاجتماع إلى أن «مصطفى أمين حين طالب أو اقترح تخصيص يوم لعيد الحب، في صميم علم الاجتماع يعني أنه يريد أن يشيع الحب في العلاقات الإنسانية بين البشر، ليس فقط في إطار الأسرة، ولكن أيضاً في كل العلاقات الاجتماعية، لكننا للأسف أصبحنا كسالى في نشر القيم الجميلة، كسالى في نشر المحبة، لذلك لا نجد صدى في الشارع لهذا العيد».

كما لفتت إلى وجود الكثير من الظواهر السلبية التي تَحُول دون حضور الحب في السياق الاجتماعي، من بينها: «زيادة نِسب الطلاق، وانتشار حالات العنف، وأحدَثُها الشاب الذي طعن زميله في إحدى مدارس بورسعيد».

واقتصرت باقات المحبة المتبادلة على مجموعات مغلقة بتطبيق «واتس آب»، بينما لم تنتشر مظاهر عيد الحب المعروف بازدهار محلات بيع الورود أو الدمى الحمراء في عيد الفلانتين.

وشهد تطبيق «فيسبوك» تعليقات كثيرة حول عيد الحب، وكتبت ماري رمسيس (استشارية نفسية) دعوةً لإحياء قيمة الحب والتصالح والتسامح بين الأصدقاء والمعارف، من خلال إرسال رسائل قصيرة، أو كتابة كلمات مميزة تُخبِر الآخرين أنهم على البال.

بينما كتب رفعت فكري على صفحته بـ«فيسبوك» منشوراً يوضح سر اختيار عيد الحب المصري في 4 نوفمبر، جاء فيه أن الكاتب مصطفى أمين حين خرج من السجن عام 1974 شاهد جنازة في حي السيدة زينب يسير فيها 3 أفراد، وحين سأل عن السبب، خصوصاً أن هذا الحي الشعبي معروف بالتآخي والمودة بين الناس، عرف أنها جنازة عجوز في السبعين لم يكن يحب أحداً، ولم يكن أحد يحبه، ومن هنا قرّر إطلاق دعوة لتخصيص يوم يكون عيداً للحب بين الناس.

وكتب حساب باسم «أحمد أبو حجي» على «إكس»: «في يوم عيد الحب نحتفل بكل لحظة جميلة نعيشها مع من نحبهم، سواءً كانوا أهلاً، أصحاباً، أو شريك حياة».

بينما تلفت الدكتور خضر إلى أن «هذا العيد يدخل في صميم خصوصية الشعب المصري المُحب للحياة، لكن المجتمع المصري يعاني من جفاف، ويحتاج إلى إعلاء قيم المحبة والعطاء، وأن نستعيد قدوتنا في المحبة عبر منظومة الأسرة في البداية، وعبر الإعلام والتعليم والتوعية والتنوير بهذه القيمة المهمة التي تبني وترسّخ وتضمن الصحة النفسية لأي مجتمع».

ونشر حساب باسم «شيرين هلال» على «إكس» صورةً من الفن المصري القديم، وكتبت إن المصريين القدماء أول من احتفلوا بعيد الحب في شهر أبيب (الشهر الحادي عشر في التقويم المصري)، وأسموه «عيد العناق الجميل»، احتفالاً بزفاف حتحور وعريسها الشجاع حورس.