توقّف عند 1980... إيطالي يستيقظ من غيبوبة فاقداً 39 عاماً من ذكراته

الإيطالي لوتشيانو دي أدامو (ذا تايمز)
الإيطالي لوتشيانو دي أدامو (ذا تايمز)
TT

توقّف عند 1980... إيطالي يستيقظ من غيبوبة فاقداً 39 عاماً من ذكراته

الإيطالي لوتشيانو دي أدامو (ذا تايمز)
الإيطالي لوتشيانو دي أدامو (ذا تايمز)

استيقظ رجل إيطالي من غيبوبة طويلة بعد أن تعرض لحادث دهس في روما قبل خمس سنوات، مقتنعاً أنه حالياً في عام 1980.

وقال إنه يتذكر كل شيء قبل ذلك العام، ولكن لا شيء من بعده، مما حير الأطباء الذين وصفوا حالته بأنها فريدة ولا يمكن تفسيرها، وفقاً لما ذكرته صحيفة «التايمز» البريطانية.

وتعرض لوتشيانو دي أدامو (68 عاماً) وهو يعمل طباخاً، للدهس في عام 2019 في أثناء قيامه بإخراج القمامة من المقصف.

وعندما استيقظ في المستشفى، وأخبر من حوله أن الحادث وقع في 20 مارس عام 1980، عندما غادر المنزل لزيارة صديقته.

وأصر على أنه كان يبلغ من العمر 23 عاماً، ولكن عندما نظر في المرآة صرخ وقال: «رأيت رجلاً عجوزاً، وليس أنا»، وحاولت الممرضات تهدئته، وأضاف: «كنت مرعوباً، كان الأمر أشبه بفيلم رعب». قال دي أدامو إن سنوات العلاج منذ ذلك الحين فشلت في تحفيز ذاكرته، وقال لصحيفة «كورييري ديلا سيرا»: «لم أتذكر أي شيء عن السنوات التسع والثلاثين التالية، لا أحداث، ولا شيء عشته، ولا أشخاص».

وتقول كيارا إنكوكيا، اختصاصية علم النفس العصبي التي عالجت دي أدامو في مستشفى سانتا لوسيا في روما، إن فقدان الذاكرة الناجم عن الصدمة يمكن أن يمحو الذكريات الأخيرة أو كل الذكريات، لكنها لم تسمع أبداً عن 39 عاماً من فقدان الذاكرة يعود تاريخها إلى يوم محدد.

وقالت لصحيفة «إل ميساجيرو» الإيطالية: «هذه الحالة مذهلة وربما فريدة من نوعها».

وتضيف: « كانت زوجته أول من زار دي أدامو في المستشفى، ولم يتعرف عليها ولم تكن صديقته التي كان يواعدها في عام 1980، ثم تبعه أحد أبنائه الذي قال: مرحباً يا أبي، كيف حالك؟».

يتذكر دي أدامو أنه فكر: «من هذا المجنون؟ إنه في الثلاثين من عمره تقريباً، كيف يمكن أن يكون ابني وأنا في الثالثة والعشرين من عمري؟».

ومنذ ذلك الحين، تحدثت زوجته معه عن الأعوام التسعة والثلاثين التي فقدها، مستخدمة الصور ومقاطع الفيديو، ولكن دي أدامو يتذكر منها ومضات فقط، لا أكثر من صور، بما في ذلك لحظات ولادة أولاده. ومن بين الذكريات، تذكر ركلة جزاء في مباراة كر قدم وفي وصف الهدف لابنه سيموني، حدده على أنه هدف شهير سجله فرانشيسكو توتي في فوز إيطاليا في نصف النهائي على هولندا في بطولة أوروبا عام 2000.

وبينما كان يستعيد أحداث العقود الأربعة الماضية، احتفل دي أدامو بلقبي الدوري اللذين فاز بهما فريقه روما منذ عام 1980، وشاهد تسجيلاً لفوز إيطاليا في نهائي كأس العالم عام 1982، قائلاً إنه «هتف وكأنه كان على الهواء مباشرة».

وقالت عائلته في حديث لوسائل الإعلام المحلية إنه تعلم كيفية استخدام الإنترنت للتعرف على نهاية الحرب الباردة، ووفاة الباباوات، وإطلاق النار على جون لينون وهجمات 11 سبتمبر (أيلول).

وعندما غادر المستشفى، اندهش لرؤية شاشة تحديد المواقع في سيارة ابنه وقال: «ابني قال إنها تشبه خريطة الشوارع، لكنها متحركة». وفي المنزل، أبلغه ابنه أن الصندوق الأسود الرفيع على الحائط هو التلفزيون.

وقال الطباخ الإيطالي الذي وقفت ذاكرته عند عام 1980: «أعيد بناء كل شيء، أنا فضولي للغاية. أذهب إلى (غوغل) وأنظر وأفهم. لو كانت هناك موسوعات فقط لكنت أقل اطلاعاً».

وقال إنه لا يزال يصعد السلالم ثلاث درجات في المرة الواحدة، كما كان يفعل في عمر الثالثة والعشرين.

وأشارت الأخصائية إنكوكيا إنها استبعدت أن يتظاهر دي أدامو بفقدانه للذاكرة بسبب «المعاناة الهائلة» التي مر بها هو وعائلته في أثناء محاولتهم إعادة تأسيس علاقتهم.

وحدثت حالة مماثلة في مانشستر في عام 2008 عندما استيقظت نعومي جاكوبس (32 عاماً) من قيلولة وهي لا تتذكر العقدين السابقين واعتقدت أنها كانت تبلغ من العمر 15 عاماً، على الرغم من أن ذاكرتها عادت بعد ثمانية أسابيع.

وقال دي أدامو إنه «لم يكن سعيداً» وهو يكافح حالياً من أجل استعادة حياته إلى مسارها الصحيح.

وأضاف: «اكتشفت أن والدتي ماتت، وليس لدي أي ذكرى عن الذهاب إلى جنازتها».

«أنا أكافح، ولدي شخصية جيدة، لكنني عشت ثلث حياتي فقط؛ 39 عاماً في الظلام. لقد تعلمت أن الحياة الوحيدة التي أعيشها هي تلك التي أتذكرها. الباقي ضاع في مهب الريح».


مقالات ذات صلة

«اختراق هائل» في علاج سرطان الثدي قد يضاعف مدة البقاء على قيد الحياة

صحتك مصابة بالسرطان (رويترز)

«اختراق هائل» في علاج سرطان الثدي قد يضاعف مدة البقاء على قيد الحياة

توصلت دراسة جديدة إلى أن «اختراقاً هائلاً» في علاج دوائي جديد لسرطان الثدي المتقدم العدواني، قد يضاعف مدة بقاء المريضات على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك خبراء يشجعون على العودة بقوة إلى ارتداء الأقنعة في اليابان (أ.ب)

دعوة للعودة إلى الكمامات... ازدياد حالات «الالتهاب الرئوي المتنقل» في اليابان

يحثُّ الخبراءُ السكانَ في اليابان على ارتداء الأقنعة، حيث يحارب الأطباء أسوأ تفشٍ «للالتهاب الرئوي المتنقل» منذ أكثر من 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق هبة القواس في إحدى حفلاتها (الشرق الأوسط)

«سيمفونية الأمل» بالرياض... تناغم فني بين أوركسترا «البولشوي» و«المارينسكي»

في أجواء فنية وموسيقية بديعة تضامناً مع مرضى السيلياك، رعى الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، فعالية «سمفونية الأمل» التي استضافتها الرياض.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق يعتقد المجتمع العلمي أن تحفيز الدماغ يمكن أن يعدل بالفعل الدماغ النائم (أرشيفية - رويترز)

أجهزة جديدة قابلة للارتداء تستهدف الدماغ لتحسين النوم

تعد الأدوات الجديدة التي تستهدف الدماغ بتسريع عملية بدء النوم، وتحسين مدة ونوعية الراحة، بمستقبل كبير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تحدث السكتات الدماغية بشكل أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً (أرشيفية - رويترز)

6 علامات تحذيرية من السكتة الدماغية

ما أبرز علامات السكتات الدماغية؟ ومَن أبرز المعرضين لها؟ وكيف نتصرّف إزاء شخص تعرّض لها أمامنا؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

منحوتة اليد العملاقة «المكروهة» تغادر نيوزيلندا إلى أستراليا

أثار الجدل وترك الأثر (أ.ب)
أثار الجدل وترك الأثر (أ.ب)
TT

منحوتة اليد العملاقة «المكروهة» تغادر نيوزيلندا إلى أستراليا

أثار الجدل وترك الأثر (أ.ب)
أثار الجدل وترك الأثر (أ.ب)

يودّع تمثال ضخم يُمثّل يداً تحمل وجهاً مُعارضاً، تصدَّر بشكل مشؤوم ساحة ويلينغتون النيوزيلندية لـ5 سنوات، المدينة نهائياً، باعثاً على الارتياح لدى عمدة العاصمة، وعلى الأسى لدى الذين أحبّوه. هذا العمل، المُسمَّى «كواسي»، يعود إلى الفنان النيوزيلندي روني فان هاوت المقيم في ملبورن، الذي صنع «الصورة الذاتية الجزئية» لنصبها في مسقطه بمدينة كريستشيرش بعد زلزال 2011 المدمِّر. وذكرت «الغارديان» أنّ المنحوتة المصنوعة من «البوليسترين» و«الراتنج» هي أيضاً إشارة إلى «كوازيمودو» من رواية «أحدب نوتردام» لفيكتور هوغو.

في هذا السياق، قالت رئيسة بلدية ويلينغتون، توري هوانو، إنّ «كواسي» أثار كثيراً من الأحاديث والفضول، وترك علامة حقيقية حيث نُصب. وأضافت: «أوضح لنا أيضاً أهمية أن تكون لدينا فنون متنوّعة ومشروعات خلّاقة في مدينتنا. مع ذلك، فإنني أتطلّع إلى رؤيته ينتقل إلى مكان آخر بهدف التغيير».

أما عضوة البرلمان المركزي في ويلينغتون، تاماثا بول، فأكدت أنّ التمثال صدم سكاناً بدايةً، وانزعجوا من تشابهه غير المقصود مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. لكن منذ ذلك الحين، أصبح «أيقونة» للمدينة، وحقّق هدفه بوصفه عملاً فنّياً، وفق بول التي أضافت: «كانت لدى الناس وجهات نظر قوية حوله، وأعتقد أنّ جوهر الفنّ هو الانفتاح على التفسيرات المختلفة للجميع، والحبّ والكراهية التي يكنّها الناس».

المغادرة النهائية (أ.ب)

قضى «كواسي» 3 سنوات على رأس معرض «كريستشيرش» للفنون، قبل الانتقال إلى ويلينغتون. ناقد فنّي في المعرض غضب بشدّة لوجوده، وشعر بأنه ملزم بإدراج 10 أسباب لضرورة التخلُّص منه، بما فيها أنّ إصبع الخاتم «تشير بشكل غير لائق وعدواني إلى المشاة والعاملين في المكاتب».

أثار وصوله إلى العاصمة عام 2019، للاستقرار فوق معرض مدينة ويلينغتون، استقطاباً ملحوظاً، فوصفه سكان بأنه «حلم حمى كابوسية» أو «كائن شرير بشع»، واعتقد آخرون أنه سيجذب الناس إلى المعرض.

بدوره، قال فان هوت لـ«أسوشييتد برس»: «للأشياء نهاية. أنا متأكد أنه سيُفتقد، ولكن حتى أكثر الكوابيس رعباً يجب أن تعود إلى حيث آتت، والآن لديكم فقط غيابه لتفكروا فيه».

وإذ يغادر «كواسي»، السبت، بوساطة مروحية إلى مكان لم يُكشف عنه في أستراليا، قالت جوديث كوك من المعرض إنه كان من دواعي الشرف استضافته، فقد «كان له تأثير كبير في ويلينغتون، مما أثار نقاشات قوية حول الفنّ، وسيستمر في إرخاء شخصيته الهائلة أينما ذهب». أما الناس، فأعربوا عبر مواقع التواصل عن فرحتهم أو حزنهم لرحيله الوشيك. فسُرَّ بعضٌ بسماع أنّ التمثال «السخيف» و«المثير للاشمئزاز» سيغادر، وكتب آخر: «سأفتقد رؤية وجهك الجميل، ولكن المثير للجدل».