أماني جميل وسمر ششة: نتطلع لإتاحة فرص متكافئة للمرأة كمخرجة

«الجونة السينمائي» يجمع الأم وابنتها في جلسة حوارية

سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)
سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)
TT

أماني جميل وسمر ششة: نتطلع لإتاحة فرص متكافئة للمرأة كمخرجة

سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)
سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)

مثلما جمع المسلسل الكوميدي «جايبة العيد» الذي عرضته منصة «نتفليكس» بين الفنانتين السعوديتين أماني الجميل وابنتها سمر ششة، جمعهما «مهرجان الجونة السينمائي» مجدداً في جلسة حوارية، الثلاثاء، أدارتها الإعلامية زهرة رامي.

رصدت الجلسة الاختلاف بين جيلي الأم والابنة، وكيف جاءت خطواتهما الفنية الأولى، وتطلعاتهما في ظل الفرص الواسعة التي تتيحها جهات سينمائية متعددة بالمملكة لصناع الأفلام والمواهب الصاعدة.

قالت الفنانة أماني الجميل إنها نشأت في بيت يؤمن بالفن والثقافة، وقرأت منذ صغرها روايات إحسان عبد القدوس وأعمال كبار الأدباء التي كان يشتريها والدها، وتعلمت الكتابة منه، مشيرةً إلى أن عائلتها تضم مواهب عديدة، وقد كانت تتطلع لأن تدخل مجال الفن، لكن كانت نظرة المجتمع والأسرة تمنعها، فعملت في مهن كالتعليم وإدارة الأعمال حتى أتيحت لها الفرصة مع الانفتاح الفني الذي تشهده المملكة، وفق قولها.

ورغم أن الابنة استهواها المسرح المدرسي، لكنها لم تفكر في دخول مجال التمثيل ثم واكبت التغيير في نظرة المجتمع للفن، مؤكدة: «السعودية تغيّرت سريعاً ونحن تغيرنا معها بالسرعة نفسها، وأصبح المجتمع أكثر تقبلاً لهذا التغيير».

أماني الجميل وسمر خلال الجلسة الحوارية مع الإعلامية زهرة رامي (إدارة المهرجان)

وتوضح الأم: «جيل ابنتي أكثر حظاً منا، وسمر هي من شجعتني ورشحتني لمسرحية بالفصحى تعرض بـ(موسم الرياض)، وطلبت مني أن أخوض تجارب أداء ونجحت فيها لأكتسب ثقة كبيرة بنفسي».

فيما تقول سمر: «والدتي كان لديها الطموح والرغبة في الاستكشاف، وكل ما قمت به أنني فتحت أمامها الباب فقط، فانطلقت وأثبتت وجودها».

تؤكد كل من سمر ووالدتها أماني أن بعض الأسر لا ترحب بعمل المرأة في الفن حتى الآن، لكن سمر توضح: «لا أخاف من الجمهور، بل أخاف من أقاربي، وفي عائلتنا من يتقبل عملنا ومن يرفض، وهناك أيضاً من يدعمنا».

ومع اتجاه السينما السعودية لتمكين المرأة، ترى سمر أن «هناك دعماً حكومياً ومؤسسياً كبيراً للسينما، لكن لا يوجد دعمٌ لحضور المرأة في السينما، فلا نجد فيلماً من إخراج امرأة، مع أن نحو 60 بالمائة من العاملين بالسينما من النساء، يقولون إن المخرجات لا يستطعن تحمل مسئولية فيلم، كما يصرون على تصدير صور نمطية للمرأة السعودية فهي إما واقع عليها ظلم أو خائنة أو يخونها زوجها، لذا اتجهنا للكتابة لتغيير هذه الصورة وأنا أتطلع للإخراج أيضاً والتحقت بورش عديدة في مصر والسعودية والكويت لأجل ذلك».

سمر تطالب بإتاحة الفرصة للمخرجات السعوديات في السوق السينمائية (إدارة مهرجان الجونة)

وتؤيدها الأم قائلة: «لا بد من إتاحة الفرص للمخرجات، لأن لديهن طموحاً لتقديم قصصهن».

وعن مسلسل «جايبة العيد» الذي جمعهما على «نتفليكس»، تقول أماني: «المسلسل عُرض عليّ أولاً لأؤدي دور امرأة متسلطة، ثم اكتشفت أن بطلته ابنتي فقد تركوها لي مفاجأة، ووجودها معي يطمئنني لكن لأننا كنا نتشاجر طوال الوقت في مشاهد المسلسل اتفقنا ألا نتكلم في البيت طوال فترة التصوير حتى لا يؤثر تقاربنا على أدائنا».

وتوضح سمر: «أعجبني أن المسلسل 4 حلقات فقط، كما أعجبت بالسيناريو، وكنت أضحك وأنا أقرأه، وأنا لا أتصور نفسي أقدم مسلسلاً من 30 حلقة».

تخوض كل من الأم والابنة تجربة الكتابة، إذ كتبت الأم سيناريو فيلم قصير ستخرجه ابنتها بعنوان «الغمرة»، ومسلسل ستنتجه الابنة، كما تقوم بكتابة سيناريو فيلم روائي طويل، وكتبت سمر سيناريو مسلسل بعنوان «مين الآن».

وعن جمعها بين التمثيل والتأليف والإخراج، تقول سمر: «ما زلنا في البداية ومن حقنا أن نجرب أنفسنا، وينقصنا النضج الذي تثريه تجاربنا المختلفة، ويجعلنا نحدد توجهنا».


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
TT

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات. كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة، وكل ما تسمعه صدى أزيز حشرة الزيز وأصوات الطيور، الذي يتردد على جوانب الجروف، حسب «بي بي سي» البريطانية .على مدى آلاف السنين، ظل ما يعرف بـ«الحفرة السماوية» أو «تيانكنغ»، كما تُسمى باللغة المندرينية، غير مكتشفة، مع خوف الناس من الشياطين والأشباح، التي تختبئ في الضباب المتصاعد من أعماقها. إلا أن طائرات الدرون وبعض الشجعان، الذين هبطوا إلى أماكن لم تطأها قدم بشر منذ أن كانت الديناصورات تجوب الأرض، كشفت عن كنوز جديدة، وحوّلت الحفر الصينية إلى معالم سياحية. ويُعتقد أن ثلثي الحفر، التي يزيد عددها عن 300 في العالم، توجد في الصين، منتشرة في غرب البلاد، منها 30 حفرة، وتضم مقاطعة «قوانغشي» في الجنوب أكبر عدد من هذه الحفر، مقارنة بأي مكان آخر. وتمثل أكبر وأحدث اكتشاف قبل عامين في غابة قديمة تحتوي على أشجار يصل ارتفاعها إلى 40 متراً (130 قدماً). تحبس هذه الحفر الزمن في باطنها، ما يحفظ النظم البيئية الفريدة والدقيقة لقرون. ومع ذلك، بدأ اكتشافها يجذب السياح والمطورين، ما أثار المخاوف من أن هذه الاكتشافات المدهشة والنادرة قد تضيع إلى الأبد.

بوجه عام، تعد هذه الحفر الأرضية نادرة، لكن الصين، خاصة «قوانغشي»، تضم كثيراً منها بفضل وفرة الصخور الجيرية. جدير بالذكر هنا أنه عندما يذيب نهر تحت الأرض الصخور الجيرية المحيطة ببطء، تتكون كهوف تتمدد صعوداً نحو الأرض. وفي النهاية، تنهار الأرض تاركة حفرة واسعة، ويجب أن يكون عمقها وعرضها لا يقل عن 100 متر حتى تُعدّ حفرة أرضية. وبعض الحفر، مثل تلك التي جرى اكتشافها في «قوانغشي» عام 2022، أكبر من ذلك، مع امتدادها لمسافة 300 متر في الأرض، وعرضها 150 متراً.

من وجهة نظر العلماء، تمثل هذه الحفر العميقة رحلة عبر الزمن، إلى مكان يمكنهم فيه دراسة الحيوانات والنباتات، التي كانوا يعتقدون أنها انقرضت. كما اكتشفوا أنواعاً لم يروا أو يعرفوا عنها من قبل، بما في ذلك أنواع من أزهار الأوركيد البرية، وأسماك الكهوف البيضاء الشبحية، وأنواع من العناكب والرخويات. وداخل محميات من الجروف الشاهقة، والجبال الوعرة، والكهوف الجيرية، ازدهرت هذه النباتات والحيوانات في أعماق الأرض.