مصر: وقف برنامج «شاي بالياسمين» لنشره محتوى فاضحاً

المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بفيسبوك)
المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بفيسبوك)
TT

مصر: وقف برنامج «شاي بالياسمين» لنشره محتوى فاضحاً

المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بفيسبوك)
المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بفيسبوك)

قرر «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر إيقاف برنامج «شاي بالياسمين»، الذي تقدمه المذيعة المصرية ياسمين الخطيب عبر قناة «النهار» لمدة 6 أشهر، وتغريم القناة 200 ألف جنيه (الدولار يساوي 48.69 جنيه مصري).

كما أنذر المجلس القناة لمخالفتها القواعد والمعايير الإعلامية، والقيم القانونية والأخلاقية والسلوكية، وانتهاك الضوابط التي تحفظ للإعلام مكانته ودوره.

وقال المجلس في بيان، الثلاثاء، إن هذا القرار يأتي «وفقاً للمادة السادسة من القانون 180 لسنة 2018 الذي يتيح للمجلس اتخاذ الإجراءات كافة لحماية حق المواطن في التمتع بإعلام وصحافة حرة، وعلى قدر رفيع من المهنية، وفق معايير الجودة الدولية، وبما يتوافق مع الهوية الثقافية المصرية».

وجاء القرار بعد انتهاء التحقيقات بناء على ما وصل المجلس من شكاوى، وما قامت به إدارة الرصد بمتابعة البرنامج، وما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي من انتقادات حادة لمحتوى إحدى حلقات البرنامج، حيث ثبتت مخالفة الحلقة للقانون والنظام والآداب العامة، وفق ما ورد بالبيان.

كما تأكدت مسؤولية القناة من خلال إقرار ممثلها القانوني، وما تبين من مشاهدة وتفريغ الحلقة المشار إليها.

المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بفيسبوك)

وأكد المجلس أن «برنامج (شاي بالياسمين) خالف الضوابط والمعايير التي أصدرها ونشرها في الجريدة الرسمية لضبط المشهد الإعلامي، والتي تنص على التزام المؤسسات الإعلامية بعدم تقديم محتوى من شأنه الإضرار بالمصلحة العامة للمجتمع أو مؤسساته، أو الإساءة للمعتقدات الدينية للمجتمع، وعدم نشر أو بث أي مواد إباحية، أو تحريض على الفسق والفجور».

كما أشار المجلس إلى أن الأكواد الإعلامية تحظر استضافة نماذج وصفها بـ«الفاشلة»، وتتنافى في ثقافتها مع ثقافة المجتمع المصري.

وشدّد على ضرورة التزام وسائل الإعلام المختلفة بالقانون والمعايير الإعلامية، والبُعد عن الإثارة وانتهاك الأعراض، والخوض في السمعة الشخصية.

وجاء قرار المجلس رداً على استضافة البرنامج التلفزيوني «شاي بالياسمين»، الذي تقدمه المذيعة ياسمين الخطيب عبر شاشة قناة «النهار»، في إحدى حلقاته «بلوغر» مصرية تدعى هدير عبد الرازق، انتشر لها قبل عدة أشهر مقطع فيديو يتضمن محتوى فاضحاً.

وقبل قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قدّمت القناة اعتذاراً رسمياً عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك قدمت الخطيب اعتذارها عن محتوى الحلقة بعد أن تعرضت لانتقادات لاذعة، مؤكدة أن «فريق عمل البرنامج لم يكن هدفه إثارة الجدل، إنما كان الهدف هو لفت الانتباه لظاهرة مرفوضة مجتمعياً رغم رواجها».

المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بفيسبوك)

كما أعلنت نقابة الإعلاميين، الاثنين، إيقاف ياسمين عن العمل والتحقيق معها، على خلفية تداعيات الحلقة المثيرة للجدل؛ «لمخالفتها ميثاق الشرف الإعلامي، ومدونة السلوك المهني»، وفق بيان النقابة، وذلك بعد الانتقادات الكثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي لمحتوى الحلقة.

ورأى عميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة القاهرة، الدكتور سامي عبد العزيز، أن «البرنامج يتعارض مع الأعراف المهنية والأخلاقية وقيم الإعلام».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «المسؤولية كاملة تقع على عاتق القناة العارضة للبرنامج».

كما أيّد عبد العزيز قرار «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، ووصفه بأنه «الحامي للقيم المجتمعية والأخلاقية والمهنية»، لافتاً إلى أن «ما حدث لا بد أن يكون درساً لمن لا يتعظ، وأن تعيد قنوات كثيرة النظر في محتواها».


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «برنس الشاشة» مصطفى فهمي

يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى فهمي (وزارة الثقافة)

حزن في مصر لرحيل «برنس الشاشة» مصطفى فهمي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، الأربعاء، بعد إعلان رحيل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بـ«فيسبوك»)

بطلة فيديو «مُسرّب» تفجّر أزمة إعلامية في مصر

فجّرت إحدى حلقات البرنامج التلفزيوني «شاي بالياسمين»، الذي تقدمه المذيعة المصرية ياسمين الخطيب عبر شاشة قناة «النهار»، أزمة إعلامية في مصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «راديو 5 لايف»

مذيع في «بي بي سي» يرسل خطأ إلى زميلته رسالة ينتقد فيها أداءها

أرسل مقدم البرامج توني لايفسي بريداً إلكترونياً عن طريق الخطأ إلى زميلته كلير ماكدونيل انتقد فيه أداءها .

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مسلسل «Monsters» يعيد إلى الضوء جريمة قتل جوزيه وكيتي مينينديز على يد ابنَيهما لايل وإريك (نتفليكس)

قتلا والدَيهما... هل يُطلق مسلسل «نتفليكس» سراح الأخوين مينينديز؟

أطلق الشقيقان مينينديز النار على والدَيهما حتى الموت عام 1989 في جريمة هزت الرأي العام الأميركي، وها هي القصة تعود إلى الضوء مع مسلسل «وحوش» على «نتفليكس».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري خالد الصاوي يُطلق تصريحات جدلية (صفحته في فيسبوك)

حديث خالد الصاوي عن فارق السنّ مع زوجته ينتشر في مصر

أثارت تصريحات الفنان المصري خالد الصاوي الاهتمام بحديثه عن فارق السنّ مع زوجته، متطرّقاً إلى تفاصيل خاصة بحياته، وما تعرَّض له من أزمات صحّية.

محمد الكفراوي (القاهرة )

رحلة بحث عن «الفستان الأبيض» تكشف خبايا «المهمشين»

أفيش الفيلم (الشركة المنتجة)
أفيش الفيلم (الشركة المنتجة)
TT

رحلة بحث عن «الفستان الأبيض» تكشف خبايا «المهمشين»

أفيش الفيلم (الشركة المنتجة)
أفيش الفيلم (الشركة المنتجة)

قبل يوم واحد من حفل زفاف «وردة»، جسّدت دورها الفنانة المصرية ياسمين رئيس، العروس الشابة ابنة الحي الشعبي، تُفاجَأ بأن فستان الزفاف قد تعرّض للحرق ولا يمكن إصلاحه، لتبدأ رحلتها مع ابنة خالتها، أسماء جلال، للبحث عن فستان جديد عبر شوارع القاهرة، وسط أضواء تخفي كثيراً من معاناة المهمشين بها.

كان هذا المشهد مدخلاً لرحلة مثيرة مليئة بالمفاجآت ضمن أحداث فيلم «الفستان الأبيض» الذي تقول مخرجته الشابة جيلان عوف إن رحلتها معه استغرقت 4 سنوات، كتبت خلالها 16 نسخة من سيناريو الفيلم الذي يُعد أول أفلامها الطويلة، وأشارت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها تُعد نفسها محظوظة لأنها وجدت منتِجاً مثل محمد حفظي تحمّس لإنتاج الفيلم، كما أنها ممتنة لدخول بطلة فيلمها الفنانة ياسمين رئيس بوصفها منتجة مشاركة في الفيلم، لافتة إلى أن فترة عملها مساعدة مخرج لكبار المخرجين أمثال داود عبد السيد أفادتها كثيراً.

جانب من المؤتمر الصحافي الخاص لفيلم «الفستان الأبيض» (الجونة السينمائي)

وشهد مساء (الأربعاء) العرض الافتتاحي للفيلم في مهرجان «الجونة السينمائي» حيث يشارك بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة بحضور فريق العمل وعدد كبير من الفنانين.

وبعد رحلة البحث المضنية تجد «وردة» أخيراً فستاناً قدمته إليها سيدة تعمل في تأجير ملابس الأفلام مجاناً، تحتضن العروس الفستان وترقص فرحاً في الشارع هي وابنة خالتها وصديقتهما فيواجهن تحرّشاً واعتداءً من بعض الشباب فتفقد فستانها للمرة الثانية، وتشعر بإحباط شديد هي وزوجها الذي لم تُزفّ إليه «أحمد خالد صالح»، والذي يعترف لها بأنه تسرّع في قرار الزواج وأنه غير مؤهل له. تفقد وردة حماسها لكل شيء، وتعكس رحلتها عن أزمات عديدة في المجتمع.

وحين تعود لبيت أسرتها تجد مفاجأة بانتظارها لتسود الفرحة حياتها من جديد، ويشاركها فرحتها جيرانها في الحي الشعبي، تظهر ياسمين رئيس عروساً بسيطة تغطي شعرها وقد خلا وجهها من المساحيق في كثير من المشاهد.

تطلّ الفنانة ميمي جمال بمشهد واحد مؤثر داخل قسم الشرطة حيث تلتقي «وردة» وتحكي لها أنها وقّعت «كمبيالات» لأجل تجهيز ابنتها وأنها معرّضة للسجن، وتتعاطف معها «وردة» فتخلع سواراً ذهبياً من يدها وتضعه في يد المرأة العجوز.

وأكّدت المخرجة جيلان عوف وهي أيضاً مؤلفة الفيلم في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن التحضير للفيلم استغرق 4 سنوات بدأ بمرحلة الكتابة ثم رحلة البحث عن التمويل وهو أمر عدّته صعباً لأي مخرجة تقود فيلمها الأول، ثم جاءت أحداث «كوفيد 19» ليتوقف الفيلم، بينما كانت تواصل عملها عليه، وفي السنة الأخيرة خاضت التصوير والمونتاج، مشيرة إلى أن التصوير استغرق 24 يوماً غير متواصلة، لكنها تُعدّ نفسها محظوظة: «محظوظة أنا لأن المنتج محمد حفظي، تحمّس لفكرة الفيلم. وممتنّة كثيراً للفنانة ياسمين رئيس (بطلة الفيلم) التي شاركت أيضاً في إنتاجه، وسعيدة بمشاركة المُمثِّلَين أسماء جلال وأحمد خالد صالح اللذين منحاني ثقتهما وشجعاني على إخراج هذا العمل. فكلّ من شاهد الفيلم أحبه بالقدر نفسه، وأتمنى أن يُكلّل ذلك أيضاً بحب الجمهور له».

المخرجة جيلان عوف (الشرق الأوسط)

وعن اختيارها لتقديم فكرة الرحلة التي تقوم بها البطلة بحثاً عن الفستان الأبيض تقول جيلان: إن «رسالة الفيلم تكمن في هذه الرحلة وأن مساعدة الناس بعضهم لبعض هي التي تجعلنا نتخطى أزماتنا».

درست جيلان عوف القانون الدولي في الجامعة الأميركية كما درست السينما والمسرح فيها، لكنها تؤكد أن تعليمها الأساسي اكتسبته من عملها مساعد مخرج مع كبار المخرجين، وفي مقدمتهم داود عبد السيد الذي له فضل كبير عليها وفق قولها، فقد شاركت في فيلمه «رسائل حب» الذي لم يُصوّر، وفيلمه الأخير «قدرات غير عادية». وتتابع: «عملت مع مخرجين أحب أعمالهم ومن بينهم عمرو سلامة وتامر محسن وأحمد علاء وأحمد عبد الله الذي يشارك معي في فيلم (الفستان الأبيض)، بصفته منتجاً إبداعيا، وطوال الوقت كنت أستشيره في مشاهد ومواقف حتى في اختيار الممثلين، وهو أيضاً لديه خبرة إنتاجية كبيرة وكان داعماً لي».

وعملت جيلان مخرجة منفذة، كما خاضت تجارب إنتاجية، مؤكدة أنها متعدّدة وفد أفادتها كثيراً في إنجاز تجربتها الأولى، وأنها تعلّمت خلالها أنه كلّما كان الفيلم بسيطاً يكون أقرب لقلب المشاهد.

وقبل هذا الفيلم أخرجت عوف فيلمين روائيين قصيرين الأول «مهرجاني» الذي عُرض في أول دورة بـ«الجونة السينمائي»، وفيلم «لما جات 10» الذي شارك في مهرجانات عدة قادتها لفيلمها الطويل الأول.

وتُلفت المخرجة إلى سعادتها باختيار فيلم «الفستان الأبيض» ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» في دورته المقبلة، مؤكدة أنه سيكون أول عرض خارج مصر.

وتشير جيلان إلى أنها اكتسبت مرونة في البحث عن بدائل لأنه لا يوجد مخرج ولا مخرجة يستطيع أن يقول إنه حقّق كل ما تمنى، لكن من المهم عدم تنازلي عن الأشياء المهمة وأن تكون لدي مرونة البدائل وأن أجد حلولاً لكل موقف خلال التصوير، وفي المونتاج هناك أشياء تحدث صدفة وحين يجري توليفها تحلّ بعض المواقف المعقدة.

أفيش الفيلم (الشركة المنتجة)

وخلال المؤتمر الصحافي الذي نُظّم (الخميس) تحدثت الفنانة ياسمين رئيس عن حماسها لدخول تجربة الإنتاج وقالت: «بعد فترة من عملي في الفن اكتشفت أن وجودي ممثلة لا يعتمد فقط على الموهبة، فهناك جانب تجاري وهناك أدوار قد أتحمّس لها بصفتي ممثلة، ولا يتحمّس لها منتج الفيلم. ووجدت الحل في أن أكون جزءاً من الفيلم». وذكر المنتج محمد حفظي أن ياسمين رئيس ستُطلق شركة إنتاج قريباً.

في حين ذكرت الفنانة أسماء جلال أن المخرجة اهتمت بالتحضيرات الجيدة للفيلم، واستعانت بامرأة من منطقة شعبية لتتكلّم أمامنا، وعلمنا منها تفاصيل لم نكن نعلمها.