بطلة فيديو «مُسرّب» تفجّر أزمة إعلامية في مصر

بلاغات عقب استضافتها في حوار تلفزيوني... والقناة «تعتذر»

المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بـ«فيسبوك»)
المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بـ«فيسبوك»)
TT

بطلة فيديو «مُسرّب» تفجّر أزمة إعلامية في مصر

المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بـ«فيسبوك»)
المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بـ«فيسبوك»)

فجّرت إحدى حلقات البرنامج التلفزيوني «شاي بالياسمين»، الذي تقدّمه المذيعة المصرية ياسمين الخطيب عبر شاشة قناة «النهار»، أزمة إعلامية في مصر، بعد أن استضافت «بلوغر» مصرية تُدعى هدير عبد الرازق، بطلة «فيديو فاضح» سُرّب قبل أشهر عدّة بـ«السوشيال ميديا».

وتصدّر خبر إيقاف الخطيب عن العمل «التريند» عبر منصتَي «غوغل» و«إكس»، الاثنين، وقُوبلت الحلقة بانتقادات لاذعة بسبب مضمونها الذي عدّه كثيرون «غير ملائم مجتمعياً وأخلاقياً».

وشهدت الأزمة تصاعداً كبيراً، تنوّع ما بين اعتذار القناة، والإعلان عن إيقاف مذيعة البرنامج، واعتذارها عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، إلى جانب بلاغات قانونية عدة تتهمها بنشر الفسق والفجور.

وقبل إعلان إيقاف المذيعة أعلنت القناة اعتذارها عن مضمون الحلقة، وأكّدت حذف محتواها من حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، كما أشار بيان لها إلى تمسّكها بالقيم والعادات.

أعقب ذلك إعلان «نقابة الإعلاميين» إيقاف الخطيب والتحقيق معها، على خلفية تداعيات الحلقة المثيرة للجدل، كما أكّد نص بيان النقابة «مخالفة الخطيب لميثاق الشرف الإعلامي، ومدونة السلوك المهني».

وذكرت النقابة أنه جرى «رصد خروقات مهنية في البرنامج»، كما شدّدت على «ضرورة الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني؛ لتقديم رسالة إعلامية مهنية وهادفة لرفع درجات الوعي لدى المواطنين».

من جانبها أعلنت الخطيب اعتذارها عبر حسابها الرسمي بموقع «فيسبوك»، كما أوضحت أن «فريق عمل البرنامج لم يكن هدفه إثارة الجدل، إنما كان الهدف هو لفت الانتباه لظاهرة مرفوضة مجتمعياً رغم رواجها».

وقرّر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام استدعاء الممثل القانوني للقناة؛ للتحقيق في الشكاوى التي وصلت المجلس حول برنامج «شاي بالياسمين»، وتحديد المسؤولية القانونية للمسؤولين بالقناة، وعدم اتخاذهم الإجراءات الكفيلة بمنع هذه المخالفات قبل ظهورها على الشاشة.

المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بـ«فيسبوك»)

بينما طالب المحامي طارق العوضي، المجلس الأعلى للإعلام بـ«اتخاذ إجراءات حازمة إزاء ما وصفه بـ(الانحدار المهني والأخلاقي) الذي شهدته الساحة الإعلامية مؤخراً، بعد استضافة إحدى المذيعات لشخصية مثيرة للجدل اشتهرت بنشر محتوى فاضح».

ويرى الخبير الإعلامي عمرو قورة أن المسؤولية الكبيرة في هذه الأزمة تقع على عاتق فريق الإعداد، الذي لم يتحلَّ بالحكمة في عرض موضوعات مرفوضة مجتمعياً.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «اعتذار ياسمين الخطيب والقناة والتحقيق معها كافٍ»، لافتاً إلى أن «عودتها للعمل مجدّداً بعد انتهاء الأزمة أمر طبيعي، لكن لا بدّ أن تعي الدرس جيداً، وتحرص على تقديم محتوى جيد وهادف».

بينما أكّدت المحامية المصرية ليلى الشريف أن البلاغات المقدَّمة ضد الخطيب «ستُعرّضها للمساءلة القانونية، وعقوبة لا تقلّ عن العقوبات التي تُوقّع ضد (البلوغرز المخالفين) إذا تم البتّ فيها ووصلت إلى ساحة القضاء».

وترى الشريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخطيب تهدّد بزعزعة القيم والثوابت المجتمعية في مصر؛ لأنها تظهر عبر منصة إعلامية وبإمكانها التسويق لهذا النوع من الأفعال المشينة»، وفق تعبيرها.


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «برنس الشاشة» مصطفى فهمي

يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى فهمي (وزارة الثقافة)

حزن في مصر لرحيل «برنس الشاشة» مصطفى فهمي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، الأربعاء، بعد إعلان رحيل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بفيسبوك)

مصر: وقف برنامج «شاي بالياسمين» لنشره محتوى فاضحاً

قرر «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر إيقاف برنامج «شاي بالياسمين» الذي تقدمه المذيعة المصرية ياسمين الخطيب لمدة 6 أشهر وتغريم قناة «النهار».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «راديو 5 لايف»

مذيع في «بي بي سي» يرسل خطأ إلى زميلته رسالة ينتقد فيها أداءها

أرسل مقدم البرامج توني لايفسي بريداً إلكترونياً عن طريق الخطأ إلى زميلته كلير ماكدونيل انتقد فيه أداءها .

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مسلسل «Monsters» يعيد إلى الضوء جريمة قتل جوزيه وكيتي مينينديز على يد ابنَيهما لايل وإريك (نتفليكس)

قتلا والدَيهما... هل يُطلق مسلسل «نتفليكس» سراح الأخوين مينينديز؟

أطلق الشقيقان مينينديز النار على والدَيهما حتى الموت عام 1989 في جريمة هزت الرأي العام الأميركي، وها هي القصة تعود إلى الضوء مع مسلسل «وحوش» على «نتفليكس».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري خالد الصاوي يُطلق تصريحات جدلية (صفحته في فيسبوك)

حديث خالد الصاوي عن فارق السنّ مع زوجته ينتشر في مصر

أثارت تصريحات الفنان المصري خالد الصاوي الاهتمام بحديثه عن فارق السنّ مع زوجته، متطرّقاً إلى تفاصيل خاصة بحياته، وما تعرَّض له من أزمات صحّية.

محمد الكفراوي (القاهرة )

عبد الرحمن صندقجي: فيلم «عُمق» يتناول إحدى أخطر مهن العالم

⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩
⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩
TT

عبد الرحمن صندقجي: فيلم «عُمق» يتناول إحدى أخطر مهن العالم

⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩
⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩

أفصح المخرج والمنتج السعودي عبد الرحمن صندقجي، عن أنه يعكف حالياً على تصوير فيلمه الوثائقي «عُمق» الذي يعرض فيه تفاصيل حياة الغواص السعودي أحمد الجابر والتحديات التي تواجهه خلال عمله اليومي في شركة للصيانة البحرية متعاقدة مع إحدى شركات النفط الكبرى «التي تتطلب مهام عمله فيها الغوص إلى أعماق سحيقة في الخليج العربي لإصلاح أنابيب النفط وصيانتها، حيث يتتبع الفيلم المخاطر اليومية التي يتعرض لها وضغط العمل الشديد الذي يجعل منه أحد الجنود المجهولين العاملين في هذا القطاع الحيوي المهم في السعودية».

يوضح صندقجي خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن مهنة الجابر التي يعمل عليها منذ نحو عقد من الزمان من أخطر المهن في وقتنا الحالي، ويتطلب العمل فيها إجراءات احترازية وتدابير معقدة لتوفير مستويات سلامة قصوى من بينها ارتداء ملابس معدَّة خصيصاً لتنفيذ المهمة التي قد تُلزمه البقاء في غرفة مقفلة لمدة تتجاوز الشهر دون الخروج منها، لغرض موازنة مستوى الضغط والأكسجين.

ويضيف صندقجي: «لذا تعد مهنة تصل في مستوى المخاطرة إلى أن تضعه وهو ورائد الفضاء في كفة واحدة».

بوستر فيلم «عُمق»

يلفت صندقجي إلى أنه يحاول من خلال الفيلم المدعوم من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، والصندوق الثقافي، فهم دوافع الأشخاص واكتشاف القصص غير الاعتيادية، منوهاً إلى «أن اختيار الاسم (عُمق) كان لسببين: عمق الشخص وسبر أغواره، وكذلك عمق البحر الذي يغوص به».

ويمضى إلى القول إن أفلامه الوثائقية الستة خلال المسيرة التي تتجاوز 15 عاماً تركز على الأشخاص غير المرئيين، الذين يحملون قصصاً لم يكتشفها أحد، ويتابع قائلاً: «أرى الأفلام الوثائقية رحلة في الحياة، خصوصاً أنني شخص مغامر، ومتجوّل، ومحب للاكتشاف والتجارب».

ويشير إلى أنه لا يعمل إلا على القصص التي تلفت انتباهه ويشعر برغبة حقيقية في الاقتراب منها، مضيفاً: «دائماً يحركني السؤال: لماذا؟ وأحاول الإجابة عنه من خلال أفلامي».

بدأ صندقجي صناعة الأفلام عام 2008 ووجد شغفه في الوثائقيات على وجه التحديد (الشرق الأوسط)

الوثائقيات السعودية

ومع ازدياد الوثائقيات السعودية في الآونة الأخيرة، يأتي السؤال عن احتمالية استسهال هذا المجال من بعض صناع الأفلام، ليرد صندقجي: «الفيلم الروائي صعب وكذلك الفيلم الوثائقي... كلاهما يواجه عدداً من التحديات، وأنا وجدت نفسي في الأفلام الوثائقية التي تحمل نوعاً من المغامرة، والتي ربما تكون احتمالية الفشل فيها مرتفعة، إلا أني أسعد كل مرة بهذا الضغط الذي يلازمني مع كل فيلم جديد أعمل عليه». ويضيف: «السر يكمن في أخذ العمل بجدية، واعتبارها مهمة ورسالة حياة من صانع الفيلم».

وبسؤاله عن واقع الأفلام الوثائقية في السعودية، يقول: «قبل سنوات عدة لم يكن هناك اهتمام بالوثائقيات، لكنَّ هذا تغيّر كلياً خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث لمسنا فارقاً كبيراً». مستذكراً خلال حديثه اختيار فيلمه «أندرغراوند» ليكون فيلم افتتاح المهرجان في الدورة الماضية من «مهرجان أفلام السعودية» الذي يُقام سنوياً شرق البلاد، وأردف بالقول: «هذا الاختيار ليس تكريماً لي أنا فقط، بل هو تكريم لكل صنّاع الوثائقيات، بعد أن ازداد عددهم، وأصبح التنافس بينهم كبيراً من حيث تقديم أفلام وثائقية جيدة».

وأمام ذلك، يقدم صندقجي نصيحتين لصنّاع الوثائقيات؛ الأولى تتضمن تكثيف مشاهدة الأفلام الوثائقية للتعرّف على رؤية كل مخرج وكيفية تعامله مع الفيلم الوثائقي. وعن الثانية يقول: «من خلال تجربتي، اكتشفت ضرورة التعامل مع الفيلم الوثائقي كالفيلم الروائي»، مبيناً أن ذلك يتضمن سرد الحكاية وجودة النص والتعمّق في فهم الشخصية والقصة.

يؤكد صندقجي أنه لا يعمل إلا على القصص التي تلفت انتباهه ويشعر برغبة حقيقية في الاقتراب منها (الشرق الأوسط)

كتاب جديد

يُذكر أن صندقجي، الذي تخرج في كلية الهندسة الصناعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمدينة الظهران، بدأ رحلته مع صناعة الأفلام عام 2008، ومر بعدة تجارب ما بين الأفلام التجارية والروائية والوثائقية، قبل أن يستقر على الوثائقيات التي تشكل شغفه الحقيقي. ولمع اسمه في البداية مع فيلم «فوسفين» الذي لاقي رواجاً كبيراً فور عرضه قبل سنوات وتجاوزت مشاهداته 5 ملايين على منصة «يوتيوب»، والذي يعد فيلماً وثائقياً استقصائياً يتتبع الحقائق حول مبيد حشري أدى إلى وفاة العشرات في السعودية.

في ختام حديثه يكشف صندقجي عن أنه يستعد حالياً لإصدار كتابه الثاني «العقلية الوثائقية»، الذي يقدم من خلاله خلاصة تجربته في هذا المجال على مدى أكثر من عقد من الزمن، وهو يأتي بعد كتابه الأول «الفيلم الوثائقي»، مشيراً إلى أن كتابه الجديد يتناول رحلته من خلال القراءات والمشاهدة المكثفة والتعرض للتجارب الوثائقية المتنوعة، وذلك لفهم عقلية الصُنّاع المهرة للأفلام الوثائقية.