مصر لإعادة فتح مقبرة نفرتاري أمام الجمهور

بعد إغلاقها للترميم قبل أشهر عدّة

نقوش مقبرة نفرتاري تنبض بالحياة (وزارة السياحة والآثار)
نقوش مقبرة نفرتاري تنبض بالحياة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر لإعادة فتح مقبرة نفرتاري أمام الجمهور

نقوش مقبرة نفرتاري تنبض بالحياة (وزارة السياحة والآثار)
نقوش مقبرة نفرتاري تنبض بالحياة (وزارة السياحة والآثار)

تتجه مصر لإعادة افتتاح مقبرة نفرتاري في الأقصر (جنوب مصر) أمام الجمهور، بعد إغلاقها للترميم قبل أشهر عدّة، وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، أن المقبرة في حالة جيدة من الحفظ.

وأشار خلال جولة قام بها، السبت، في أماكن أثرية عدّة بالأقصر، من بينها موقع مقبرة نفرتاري في البر الغربي، إلى أنه كلّف لجنة متخصصة لقياس نسبة الرطوبة بالمقبرة، ودراسة إمكانية إعادة فتحها وفقاً لقواعد محدّدة لعدم تأثرها بزيادة أعداد الزائرين.

مقبرة نفرتاري بالأقصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

واكتُشفت مقبرة الملكة نفرتاري بواسطة بعثة إيطالية برئاسة العالم سيكياباريللي كانت تعمل في البر الغربي بالأقصر عام 1904، وافتُتحت للزوار والسائحين عام 1986 عقب ترميمها وتجهيزها لاستقبال الجمهور بنظام الفتح الخاص (أعداد محدودة)، وفي مارس (آذار) الماضي أُغلقت للترميم.

ويصف عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير مقبرة نفرتاري في وادي الملكات بأنها «واحدة من أهم المقابر وأروعها في مصر القديمة، بل وتُعدّ جوهرة خالدة للفن المصري القديم، نظراً لجمال زخارفها الفريدة وألوانها التي لا تزال نابضة بالحياة رغم مرور أكثر من 3 آلاف عام على إنشائها».

ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «أهمية إعادة فتح مقبرة نفرتاري أمام الجمهور تتجاوز البُعد السياحي، فهي تساهم في تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي، وتتيح للزوار فرصة فريدة لمعاينة أروع إنجازات الحضارة المصرية»، لافتاً إلى أن جدران المقبرة عليها رسومات تعكس مفاهيم الروحانية والمعتقدات حول الحياة بعد الموت، إذ تتزين برسومات للآلهة المصرية القديمة ومشاهد تقود الملكة في رحلتها الأبدية إلى عالم الآخرة.

دراسة إعادة افتتاح مقبرة نفرتاري بالأقصر (وزارة السياحة والآثار )

وأوضح أنه «تم بناء هذه المقبرة للملكة نفرتاري، الزوجة الرئيسية للفرعون رمسيس الثاني، التي كانت تُعرف بجمالها ومكانتها الرفيعة في البلاط الملكي».

وعد عالم الآثار «فتح المقبرة للجمهور يعزز من فهمنا لقيمة الإرث الحضاري ويسهم في دعم السياحة الثقافية، مما يُعد داعماً قوياً للاقتصاد المصري»، ولكنه شدّد على ضرورة التعامل مع هذا الكنز الفريد بحذر شديد، لافتاً إلى أن «الحفاظ على المقبرة يستدعي تقنيات متقدمة لضمان عدم تضرر الألوان والزخارف بفعل الرطوبة والإضاءة، مما يجعل عملية الزيارة مقيدة لتجنب أي تأثيرات سلبية قد تتسبب في تآكل اللوحات الفنية على الجدران».

في حين أشار المتخصص في الإرشاد السياحي والحضارة المصرية القديمة الدكتور محمود المحمدي إلى أن الاتجاه لإعادة «افتتاح مقبرة سيدة الجمال الملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني هو حدث مهم على المستويين الأثري والسياحي، فهذه المقبرة نموذج للجمال وتحفة أثرية يتعلّم منها الطلبة والمتخصصون، وعلى المستوى السياحي تجذب كثيراً من السياح بسبب جمالها اللافت ورسوماتها النابضة بالحياة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «نفرتاري لها مكانة خاصة في التاريخ، فقد بنى لها زوجها الملك رمسيس الثاني (1290 - 1224 ق.م) معبداً بجوار معبده الكبير في أبو سمبل في أسوان وكتب عليه إهداء لها (إلى التي تشرق من أجلها الشمس)، كما خصّص لها مقبرة بوادي الملكات لتُدفن فيها، وتضمنّت كثيراً من الزخارف والرسوم وتبلغ الرسوم المصورة على جدرانها وممراتها 520 متراً».

وأوضح المحمدي: «تُعدّ الملكة نفرتاري الزوجة الرئيسية لفرعون مصر الأشهر الملك رمسيس الثاني العظيم، وأم ستة من أهم أبنائه، وحفر لها زوجها الملك هذه المقبرة الرائعة، من فرط حبه لها، وأرى أنها تمثل عاملاً مهماً في الجذب السياحي لزوار الأقصر».


مقالات ذات صلة

«مدينة السرين الأثرية» عمق تاريخي لأكثر من ألفيْ عام

يوميات الشرق أشارت بقايا الآثار التي استودعتها الحقب الماضية إلى حجم وقيمة تراث السرين الغنيّ (واس)

«مدينة السرين الأثرية» عمق تاريخي لأكثر من ألفيْ عام

توجد مدينة «السِّرّين» بمحافظة الليث، الواقعة على بُعد 250 كيلومتراً جنوب مكة المكرمة، وتحديداً في السهل الفيضي لوادي «حَلية»

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق جانب من عملية هدم المدافن بقرافة الإمام الشافعي (الشرق الأوسط)

«الثقافة المصرية» تُوقف هدم أضرحة تراثية إثر انتقادات حادة

بعد موجة انتقادات حادة لعمليات هدم مقابر وُصفت بأنها «تراثية» في القاهرة، أعلنت وزارة الثقافة وقف عمليات الهدم في منطقة مقابر الإمام الشافعي مؤقتاً.

عبد الفتاح فرج (القاهرة )
شمال افريقيا تماثيل يصل ارتفاعها إلى عشرة أقدام لملوك نوبيين في عاصمة النوبة كرمة (غيتي)

بريطانيا تمول ناشطين سودانيين لمنع نهب المتاحف والآثار

قالت مصادر بريطانية، إن ناشطين سودانيين يتلقون تمويلاً بريطانياً، لإنقاذ الكنوز الثقافية من جهات تقدم على نهب المتاحف في مختلف أنحاء السودان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة بانورامية لمعابد الأقصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: حريق في محيط معبد الكرنك يثير تساؤلات حول تأمين الآثار

أثار الحريق الذي نشب في محيط معبد الكرنك بمحافظة الأقصر (جنوب مصر) تساؤلات حول حماية وتأمين الآثار، والحفاظ عليها.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق «قبة حليم باشا» خلال عملية الهدم (حساب الفنان محمد عبلة على «فيسبوك»)

هدم «قبة تاريخيّة» في جبَّانة القاهرة يفجر موجة من الغضب

أثار هدم قبة مدفن «مستولدة محمد علي باشا» الشهير بمدفن «حليم باشا» بجبَّانة الإمام الشافعي في القاهرة التاريخية موجة واسعة من الغضب.

عبد الفتاح فرج (القاهرة )

بسبب الدب بادينغتون... خلاف حادّ بين شركة «إير بي إن بي» وسكان حي لندني

لقطة من فيلم «بادينغتون» (IMDB)
لقطة من فيلم «بادينغتون» (IMDB)
TT

بسبب الدب بادينغتون... خلاف حادّ بين شركة «إير بي إن بي» وسكان حي لندني

لقطة من فيلم «بادينغتون» (IMDB)
لقطة من فيلم «بادينغتون» (IMDB)

ليس غريباً على لندن أن تتحوّل شوارعها ومبانيها المرتبطة بأفلام شهيرة إلى بُقَع سياحية يأتي إليها السياح من أنحاء العالم، وهذا ما حدث مع أحد شوارع منطقة بريمروز هيل بشمال العاصمة البريطانية، الذي بدأ سكانه في التذمّر من توافد السياح على شارعهم الذي شهد تصوير فيلم «بادينغتون».

شارع شالكوت كريسنت الراقي بمنازله من طراز «الريجنسي» المميزة بشرفاتها الجميلة، لطالما جذب أنظار الكثير من الزوار الذين ينزلون إلى منطقة بريمروز هيل في لندن.

وبحسب «بي بي سي» فقد ظهر أحد المنازل الكائنة بالشارع في فيلم «بادينغتون»، وجرى استخدامه بوصفه منزل عائلة براون الخيالية.

واليوم، اشتعل خلاف بين السكان المحليين وموقع «إير بي إن بي»، الذي يتولى إدارة مسابقة لـ3 أُسَر للإقامة بمنزل في شالكوت كريسنت، احتفالاً بإطلاق فيلم «بادينغتون» بدور العرض في بيرو، في نوفمبر (تشرين الثاني).

وأبلغهم الموقع المعنيّ بحجز العطلات، أنه سيقضي أسبوعين في تجديد العقار ليشبه موقع تصوير الفيلم، بحيث سيجري طلاء الواجهة باللون الأزرق، وحجب 5 أماكن لوقوف السيارات، ما أثار موجة من الضوضاء خلال الأسبوع.

وفي رسالة إلى «إير بي إن بي»، احتجّ بعض السكان، مدّعين أن المسابقة التي أعلنها الموقع ستُفاقم من حركة السياحة المُفرِطة التي يتعرض لها الشارع بالفعل.

ورداً على ذلك، قال مسؤولون في «إير بي إن بي» في تصريحات لـ«بي بي سي»، إنهم لم يكشفوا علانيةً عن موقع المنزل، وقدّموا «تبرعاً كبيراً» لـ«اتحاد سكان بريمروز هيل»، وأكّدت الشركة أن أعمال التجديد المؤقت للمنزل للفائزين في المسابقة ستجري إعادتها إلى طبيعتها «في غضون أسابيع».

من جهته، شرح د. جيمس كاتيريدج، المحاضر الأول بمجال السينما، في جامعة أكسفورد بروكس، أن السياحة السينمائية تجلب معها مشاكلها الخاصة، بالإضافة إلى القضايا الأوسع نطاقاً المرتبطة بالسياحة، مثل الازدحام والقمامة، ومشاكل وقوف السيارات.

وأضاف قائلاً: «قد يكون هناك دفعة كبيرة للسياح عند إصدار الفيلم، أو بعد إصداره مباشرةً، ثم يمكن أن يتضاءل ذلك بسرعة كبيرة؛ لذا من الصعب للغاية التخطيط لهذا الأمر بهدف التخفيف من آثاره».

ومع ذلك، لا يبدو أن هذا كان الحال فيما يخص بريمروز هيل، التي اعتادت بالفعل استقبال الزوّار لزيارة مناطق تصوير أفلام «بريدجيت جونز»، ومتنزّه بريمروز هيل بإطلالاته الساحرة على لندن.

وبحسب تقرير صادر عن «معهد الفيلم البريطاني» عام 2021، قُدِّرت السياحة السينمائية المرتبطة بالأفلام من دول أخرى إلى المملكة المتحدة بنحو 900 مليون جنيه إسترليني عام 2019، بما في ذلك زيادة الإنفاق في مناطق الجذب والفنادق والمطاعم.

كما جلبت السياحة الفاخرة المرتبطة بالأعمال التلفزيونية ما يقرب من 500 مليون جنيه إسترليني للاقتصاد في ذلك العام.