مارلين مونرو وموناليزا... بالمعجنات

أسلوب يجلب إحساساً «جديداً ومرحاً» بالحياة من خلال الفنّ

لا حدود للخيال (مواقع التواصل)
لا حدود للخيال (مواقع التواصل)
TT

مارلين مونرو وموناليزا... بالمعجنات

لا حدود للخيال (مواقع التواصل)
لا حدود للخيال (مواقع التواصل)

يحتفل معرض فنّ البوب البريطاني بالذكرى السنوية الـ60 لظهور «بوب تارتس»، وهو الفنّ المولود من المعجنات، تكريماً لواحدة من أكثر قِطع فنّ البوب شهرةً على الإطلاق. في هذا السياق، نقلت «فوكس نيوز» عن فنان الطعام من كارديف، ويلز، ناثان ويبورن، قوله لوكالة أنباء «إس دبليو إن إس» أنه كُلِّف من شركة «كيلانوفا» للأطعمة الجاهزة - «كيلوغ» سابقاً - باستحداث أعمال فنّية للمعرض الذي سيُفتتح في لندن ليومَي الجمعة والسبت، ويضمّ مختلف الأعمال الفنّية المستوحاة من «بوب تارتس». أمضى ويبورن أكثر من 10 ساعات في تصميم صور مارلين مونرو وموناليزا، واستخدم أكثر من 120 من «بوب تارتس» في إبداعاته.

احتفاء بالذكرى الـ60 لظهور «بوب تارتس» (مواقع التواصل)

علَّق: «التجربة فريدة ومثيرة للاهتمام، تُجسّد الجوهر الحقيقي لفنّ البوب؛ مما يجعل الأمر العادي استثنائياً». تابع: «أكنّ احتراماً كبيراً للأعمال الفنّية الأصلية التي ألهمت عملي حول مارلين مونرو الذي أعدّه تحدّياً كبيراً لما تتحلّى به من بصمة استثنائية، لكنني أعتقد أنها تبدو ملحمية جداً حين أُعيد إنتاجها من (بوب تارتس)»، مضيفاً أنّ هذا الأسلوب «يجلب لنا إحساساً جديداً ومرحاً بالحياة من خلال الفنّ».

بدورها، قالت كبيرة المديرين في «كيلانوفا»، شونا لي، إنّ زوار المعرض سيحصلون على الفرصة لصناعة «بوب تارتس» خاصة بهم.

وأضافت: «نتطلّع لأن نرى ردّ فعل زوّارنا على الأعمال الفنّية والتعبيرات الإبداعية التي يبتكرونها بأنفسهم». يُذكر أنّ «بوب تارتس» ظهرت للمرّة الأولى عام 1964 في كليفلاند، أوهايو؛ وظلّت قيد التطوير لعام تقريباً بعدما كان لدى رئيس «كيلوغ» آنذاك، ويليام لاموث، فكرة «تحويل فطور لذيذ إلى مستطيل جاهز للتحميص يمكن إرساله إلى أي مكان».

أمضى ويبورن أكثر من 10 ساعات في تصميمه (مواقع التواصل)

وإذ أطلق على هذا المنتج بدايةً اسم «فروت سكون»، أضاف: «لكن ذلك الاسم بدا رهيباً. لذا استلهمنا الفكرة من حركة ثقافة البوب في ذلك الوقت وأعدنا تسميتها (بوب تارتس)»، علماً بأنّ الأخيرة تشتهر بنكهات أصلية هي الفراولة، والتوت الأزرق، وسكر القرفة البني، والتفاح المجفَّف. وقد جرى التخلّي عن التفاح المجفَّف سريعاً، بيد أنّ الباقى لا يزال معروضاً للبيع منذ 60 عاماً، كما قال. وفي عام 2024، تتوافر منتجات «بوب تارتس» في 33 صنفاً، بما فيها المثلّجة وغير المثلّجة، والقطع الصغيرة والفشار المقرمش.


مقالات ذات صلة

« دبلوماسية الكشري»... الطبق المصري يبني جسوراً للتواصل السياسي

يوميات الشرق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتناول الكشري خلال زيارته للقاهرة (مطعم أبو طارق)

« دبلوماسية الكشري»... الطبق المصري يبني جسوراً للتواصل السياسي

على مدار السنوات الماضية، استقبل «أبو طارق» عشرات الوزراء والدبلوماسيين والمسؤولين الأمميين في القاهرة، كان أحدثهم وزير الخارجية الإيراني.

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق منظر جوي لبرج للساعة الأسكوتلندية في مدينة إدنبرة القديمة (غيتي)

لماذا تُؤخَّر جميع ساعات بريطانيا باستثناء واحدة في أسكوتلندا؟

ما قد لا يعرفه كثيرون أن ساعةً أسكوتلندية واحدة تبقى على حالها، بما لا يتناسب مع الوقت المُتفق عليه في أرجاء البلاد.

«الشرق الأوسط» (إدنبره)
يوميات الشرق إخبار الوالدين لطفلهما بأنهما «فخوران به» يجعله يركز بشكل مفرط على آراء الآخرين به (رويترز)

خبراء ينصحون: لا تخبر طفلك أبداً بأنك «فخور به»

نصح عدد من الخبراء الآباء والأمهات بعدم إخبار أطفالهم أبداً بأنهم «فخورون بهم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الخدعة والخيبة (مواقع التواصل)

الذهول لم يدُم... هذه أضواء مصنع طماطم وليست الشفق القطبي!

أُصيبت البريطانية دي هاريسون بالذهول بعدما رأت توهّجاً غامضاً يُشبه الشفق القطبي فوق سماء جنوب إنجلترا... فماذا جرى؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الجبن وقع في المصيدة (مواقع التواصل)

سرقة 22 طناً من جبن الشيدر الثمين في لندن

سُرِقت مئات من قِطع جبن الشيدر بقيمة تتجاوز 300 ألف جنيه إسترليني، من متجر «نيال يارد ديري» المتخصِّص في الأجبان بلندن... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

«يوميات القاهرة» تُلهم 5 تشكيليين مصريين لاكتشاف السعادة والمعاناة

«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)
«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)
TT

«يوميات القاهرة» تُلهم 5 تشكيليين مصريين لاكتشاف السعادة والمعاناة

«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)
«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

يمكن للمشاهد، الذي لا يعرف تفاصيل القاهرة، أو لم تسبق له زيارتها من قبل، أن يسبر أغوارها، ويتزوّد بكثير عن زخمها الإنساني وثرائها الاجتماعي، من خلال تأمّل أعمال هذا المعرض الجماعي الذي يبوح ببعض أسرارها وحكاياتها، مستكشفاً جماليات الأحياء القديمة في المدينة.

يضمّ المعرض، المُقام بعنوان «30 في 30... يوميات المدينة» في غاليري «أرت كورنر» بحي الزمالك، نحو 150 لوحة لـ5 فنانين هم: رضا خليل، وفتحي علي، وحنان عبد الله، وإنجي محمود، ومحمد وهبة، فضلاً عن ضيف الشرف فريد فاضل.

«عامل البناء» للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

ويستند المعرض إلى فكرة جديدة تقوم على تقديم كل فنان 30 لوحة تجسّد 30 موضوعاً مُتّفقاً عليها بشكل مُسبق بمقاس 30 في 30، على أن تسرد الأعمالُ يوميات القاهرة وناسها. ومن الموضوعات التي التزم بها الفنانون الحارة المصرية، والبيوت القديمة، والأبواب، والشُّرفات، وبائع الخبز، وعربة الفول، والمقهى، وعمال اليومية، والمراكب، والحزن، والاحتفال بالمناسبات السعيدة، والورشة، والمطعم، وغير ذلك.

رجال حوّلوا قفصاً لطاولة طعام صغيرة.. لوحة فتحي علي (الشرق الأوسط)

تعاطى الفنانون المشاركون، من خلال أعمالهم، مع حالات إنسانية موزعة ما بين الرضا والألم والسعادة والمعاناة والعمل والراحة، وكل ما يمتُّ إلى الحالات والمشاعر بصلة؛ فقد طغى تجسيد البشر على اللوحات.

وحتى عندما قام الفنانون برسم بعض تفاصيل المكان، أو احتفوا بالتّصميم الداخلي والطُّرز المعمارية، فقد جاء ذلك محمّلاً بروح الناس ورائحتهم، مسكوناً بأحاديثهم وحكاياتهم أيضاً؛ لذا فإن أحد الجوانب الأكثر لفتاً للانتباه في أعمال المعرض هي حشد الشخوص، وسيطرة روح الجماعة على الأجواء.

وكأن الفنانين تعمّدوا تأكيد أن ثَمّة روابط اجتماعية قوية لا تزال تجمع أهل القاهرة، وهو ما أسهم في نقل مشاعر الحميمية والتعاون والحنين، وزاد من ذلك أن خطوط اللوحات وحركاتها وألوانها تبثّ جملة من الأحاسيس الدافئة التي تستثير الذكريات واللحظات العاطفية لدى المتلقي، سيما ذلك الذي عاش طويلاً في الأحياء العتيقة والمدن العريقة، حتى لو لم تكن القاهرة أو المدينة التي يعنيها المعرض.

«الجميلة والعصافير» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

«تُجسّد الأعمال أحوال المدينة ويوميات ناسها، من خلال مشاهدات الفنان وذكرياته الشخصية، وبأسلوبه وأدواته الخاصة»، وفق تعبير الفنان فتحي علي، الذي يقول، لـ«الشرق الأوسط»: «بالنسبة لي، تركز لوحاتي الـ30 على ذكرياتي القديمة، فقد وُلدت في الستينات من القرن الماضي، وعشت حياة مليئة بالزخم الإنساني، ونشأت في حي قاهري عريق هو حي (الجمالية)، الذي أعشقه، وأقدّر عطاءه الحضاري اللامحدود للمدينة بأَسرها».

تُقاسم الأرجوحات الخشبية الطعام في حاوية مشتركة على أقفاص وُضعت بعناية على الرصيف، والجميلة التي تحاول لمس العصافير برقّة، وعامل البناء الذي يعمل في صمتٍ وإتقان سعياً وراء لقمة العيش، والسيدات اللاتي يتّشحن بالسواد في طريقهن للمقابر، والرجال المتوجهين للصلاة في المسجد، والأطفال الذين يلعبون الكرة في الشارع، ذلك كله بعض من مشاهدَ جسّدها علي في لوحاته، ناقلاً نبض الحي الذي يَعدّ طقوسه اليومية نفسها من أهم علامات مدينته.

«الحارة المصرية» لوحة للفنانة حنان عبد الله (الشرق الأوسط)

في لوحات الفنانة حنان عبد الله بالمعرض، نعيش لحظات «قاهرية» من الماضي والحاضر معاً، فمن خلال أعمالها كأننا نستمع بوضوح لرنّة الصاجات بإيقاعها الموسيقي تُجلجل في زحام شوارع القاهرة، ونَجري مع الصغار إلى الشرفة، أو نُسرع إلى مصدر الصوت، لنشاهد من أين تأتي هذه الرّنات التي تجعل الصغار يرقصون فرحاً.

المشاهد اليومية التي ترى الفنانة أن تجسيدها في لوحات صغيرة أدى إلى تكثيف الفكرة التي يتناولها الفنان في عمله، وقالت، لـ«الشرق الأوسط»: «وكأننا كنا نعمل (كروب) أو (زووم) على اليوميات التي نُعبّر عنها، ومن ثمّ ظهرت الفكرة واضحة، واللقطة صادقة».

لوحة «البيانولا» للفنان رضا خليل (الشرق الأوسط)

مشاهد قديمة في القاهرة من الماضي اختار الفنان رضا خليل أن يجسدها في بعض لوحاته بالمعرض، تثير شجن كثيرين ممّن يفتقدونها أو يَعدّونها جزءاً من طفولتهم في المدينة، وأمام لوحة «البيانولا» قال، لـ«الشرق الأوسط»: «كنت في الرابعة من العمر عندما وجدت إخوتي يتّجهون نحو الشرفة، ويصيحون (البيانولا)، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها (صندوق البيانولا)».

ويضيف خليل: «كان المشهد مدهشاً لطفلٍ صغيرٍ يرى رجلاً متواضع الحال يحمل صندوقاً خشبياً يُصدر ألحاناً مبهجة، تخرج عند إدارة ذراع في جانب الصندوق، ويجتمع الصغار والكبار، في حين يجمع مساعده قروشاً قليلة، لكن مع مرور السنوات وتغيّر الأحوال، اختفى الرجل وصندوقه، إلّا من قلوب قليلين، وأنا منهم».

«من يوميات سكان المدينة» للفنانة إنجي محمود (الشرق الأوسط)

أما الفنانة إنجي محمود فتتناول الازدحام في الشوارع و المواصلات وأماكن العمل، وأبرزت فكرة قوة التواصل وقِصر المسافات بين البشر في العاصمة المصرية، مستخدمة الأحبار الملوّنة. وكعادته، عبّر الفنان محمد وهبة عن الواقع من خلال الإسكتشات وفن «الكوميكس»، بلغةٍ فنية بسيطة وجاذبة للمتلقّي، في حين تنقّلت ريشة طبيب العيون، الفنان فريد فاضل، في لوحاته بين روعة المكان والإنسان في القاهرة، بمشاهد مُفعمة بالمشاعر الدافئة والرّصد الجمالي.