عمر خيرت يشعل مهرجان الموسيقى العربية في مصر

لأول مرة يستعين بكورال غنائي

الموسيقار المصري منسجم مع البيانو وفريق الأوركسترا (دار الأوبرا المصرية)
الموسيقار المصري منسجم مع البيانو وفريق الأوركسترا (دار الأوبرا المصرية)
TT

عمر خيرت يشعل مهرجان الموسيقى العربية في مصر

الموسيقار المصري منسجم مع البيانو وفريق الأوركسترا (دار الأوبرا المصرية)
الموسيقار المصري منسجم مع البيانو وفريق الأوركسترا (دار الأوبرا المصرية)

استطاع الموسيقار المصري عمر خيرت أن يشعل أجواء مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ32، خلال الحفل الذي أحياه، الأحد، على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، وشهد حضوراً جماهيرياً لافتاً، ونفدت تذاكره قبل الحفل بيومين.

وقدّم خيرت خلال الحفل عدداً كبيراً من مؤلفاته الموسيقية التي نالت تصفيق الحضور، بصفته أول موسيقي مصري يحقّق نجاحاً جماهيرياً كبيراً في حفلاته التي تتضمّن معزوفات موسيقية دون غناء.

وفاجأ الموسيقار الحضور بمصاحبة فريق من الكورال الغنائي له لأول مرّة ليردّد بعض المقاطع الغنائية التي يقدمها خيرت على البيانو، بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو ناير ناجي، وتفاعل الجمهور معها ليردّدها مع الكورال في ليلة وصفتها دار الأوبرا المصرية بأنها «أسطورية».

وعزف خيرت بأنامله مختارات من ألحانه، من بينها 3 مقطوعات للبيانو والأوركسترا، كما قدم عدداً من أعماله الموسيقية في الدراما المصرية مثل: «وجه القمر»، و«البخيل وأنا»، و«قضية عم أحمد»، و«ليلة القبض على فاطمة»، و«خلي بالك من عقلك»، و«مسألة مبدأ»، و«مافيا»، و«الخواجة عبد القادر»، و«عفواً أيها القانون»، كما قدّم موسيقى أغنياته: «عارفة»، و«والله ما طلعت شمس ولا غربت»، و«100سنة سينما»، و«فيها حاجة حلوة»، وقد رسم بمعزوفاته لوحة موسيقية متكاملة تفيض بالإبداع والتفرد، ولقي اختياره لأغنية الموسيقار محمد عبد الوهاب «امتى الزمان يسمح يا جميل» إعجاب الحضور، وتفاعلوا معها؛ كونها إحدى أغنيات الزمن الجميل، واستمتع الجمهور من عشاق الفن الراقي بتلك المقطوعات التي نجحت على مدى عقود في تشكيل وجدان أجيال متعاقبة.

استعان بفريق من الكورال في حفله بمهرجان الموسيقى العربية (دار الأوبرا المصرية)

وكان الموسيقار عمر خيرت قد وجه رسالة لجمهوره قبل الحفل عبر تصريحات تلفزيونية، قائلاً إنه سيقدم الأعمال التي يُدرك أن جمهوره يحبها، إلى جانب أعمال جديدة يقدمها لأول مرة، ومنها مصاحبة كورال من الأصوات الغنائية ليؤدوا الأغنيات التي يحبها الناس، مؤكداً أنها طريقة جديدة في حفلاته، مشيراً إلى أن أسلوبه في التلحين والتوزيع يجمع بين الموسيقى العربية والغربية، وأن حضور جمهور من الأجانب لحفله يؤكد القيمة الفنية التي تُمثّلها الموسيقى الشرقية.

وقدّم خيرت حفلات في أغلب الدول العربية لاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور في كل مكان لما تعكسه موسيقاه من مشاعر وأحاسيس «صادقة»، وفق الناقد طارق الشناوي، الذي قال إن «عمر خيرت استطاع أن يغيّر اتجاه بوصلة الذائقة العربية لا المصرية فقط»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الشعوب العربية ذائقتها غنائية وليست موسيقية، فنحن يستهوينا الغناء، ربما لذلك لم يظهر لدينا بيتهوفن أو موتسارت، بل ظهر سيد درويش ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفيروز، فالأغنية هي البطل».

حفلاته تشهد إقبالاً جماهيرياً (دار الأوبرا المصرية)

ويشير الشناوي إلى أنه «بعد كل هذا الزمن والوجدان المشبث بالغناء أحدث عمر خيرت نقلة تاريخية، ورغم أن هناك مقطوعات موسيقية عديدة لموسيقيين كبار سبقوه على غرار عبد الوهاب والسنباطي، لكن وصولها بشكل جماهيري لم يتحقق»، لذا يرى الشناوي أن «عمر خيرت أول موسيقار في تاريخنا يجعل الموسيقى شعبية ولها جمهور يقطع التذكرة، سواء ذهب إليه في القلعة أو الأوبرا أو موسم الرياض أو الدوحة أو الكويت».

ويؤكد أن «هناك دائماً مشكلة في حفلاته تتمثل في أن الإقبال عليها أكبر بكثير من حجم المسارح التي يُقدّم فيها حفلاته، وبمجرد الإعلان عن حفل له يكون هناك شغف للفوز بتذكرة».

وعَدّ الناقد المصري «مصاحبة كورال لعمر خيرت في حفل مهرجان الموسيقى العربية مجرد إضافة شكلية»، لافتاً إلى أن «جمهوراً غفيراً يقطع تذكرة لسماع موسيقاه فقط هو إنجاز لم يسبقه إليه أحد».


مقالات ذات صلة

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي الأمل فوق ركام البيوت التي دمّرتها الحرب

يوميات الشرق الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي الأمل فوق ركام البيوت التي دمّرتها الحرب

تهدّم بيت والدَيه، وخسر أحد عناصر فريقه، واختبر تجربة النزوح... الفنان اللبناني نادر الأتات قرر تخطّي الجراح بالغناء لوطنه وللأمل بغدٍ أفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

«مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل».

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الوتر السادس أحمد سعد سيطرح ألبوماً جديداً العام المقبل (حسابه على {إنستغرام})

أحمد سعد لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي الجديد يحقق كل طموحاتي

قال الفنان المصري أحمد سعد إن خطته الغنائية للعام المقبل، تشمل عدداً كبيراً من المفاجآت الكبرى لجمهوره بعد أن عاد مجدداً لزوجته علياء بسيوني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)

بعد أكثر من 5 سنوات من أعمال ترميم واسعة، كشفت كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية، باريس، عن هيئتها الجديدة للعالم، اليوم الجمعة، بعد تعرضها لحريق مدمر عام 2019.

تُظهر هذه الصورة مذبح الكنيسة الذي صممه الفنان والمصمم الفرنسي غيوم بارديه، في قلب كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

جاء ذلك خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موقع البناء ليشاهد بنفسه التصميمات الداخلية التي تم ترميمها قبل إعادة افتتاح الكاتدرائية الشهيرة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويتم بث زيارته التي تستمر ساعتين على الهواء مباشرة. وتظهر أعمال حجرية تم ترميمها وألوان نابضة بالحياة، وغيرها من ثمار جهود إعادة الإعمار الهائلة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاطاً برئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة وبرئيس أساقفة باريس يزور كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

دخل ماكرون عبر الأبواب الأمامية العملاقة للكاتدرائية والمنحوتة بدقة، وحدّق في الأسقف بدهشة. وكان برفقته زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس وآخرون.

وانضم ماكرون إلى مجموعة تضم 700 من الحرفيين والمهندسين المعماريين وكبار رجال الأعمال والمانحين، وأشاد بالحرفية والتفاني وراء جهود الترميم.

السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، ووزيرة الثقافة والتراث الفرنسية رشيدة داتي، ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ومن المقرر أن يعود ماكرون في السابع من ديسمبر لإلقاء خطاب وحضور تدشين المذبح الجديد خلال قداس مهيب في اليوم التالي.

وتأتي زيارة ماكرون بمثابة بداية لسلسلة من الأحداث التي تبشر بإعادة افتتاح التحفة القوطية التي تعود إلى القرن الثاني عشر.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت برفقة رئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وترى إدارة ماكرون أن إعادة الإعمار تمثل رمزاً للوحدة الوطنية والقدرة الفرنسية.