العثور على قطعة ذهبية فريدة تعود للعصر الأنغلوساكسوني في بريطانيا

نسخة طبق الأصل من عملة «سوليدوس» البيزنطية في روما القديمة

 متوقع أن تباع العملة بمبلغ 6 آلاف جنيه إسترليني (أدريان مارسدن)
متوقع أن تباع العملة بمبلغ 6 آلاف جنيه إسترليني (أدريان مارسدن)
TT

العثور على قطعة ذهبية فريدة تعود للعصر الأنغلوساكسوني في بريطانيا

 متوقع أن تباع العملة بمبلغ 6 آلاف جنيه إسترليني (أدريان مارسدن)
متوقع أن تباع العملة بمبلغ 6 آلاف جنيه إسترليني (أدريان مارسدن)

عثر أحد خبراء البحث عن المعادن على قطعة ذهبية «غير عادية مطلقاً»، في منطقة كوتسوولدز بوسط غرب إنجلترا، صنعها أحد سكان العصر الأنغلوساكسوني الأوائل، تحاكي عملة رومانية، وفق «بي بي سي» البريطانية.

وتُعد القطعة الذهبية نسخة طبق الأصل من عملة «سوليدوس» البيزنطية، التي كانت متداولة في روما القديمة. وتوجد صورة الإمبراطور هونوريوس (393-423 ميلادي) على أحد وجهيها، وشخص يحمل راية عليها رموز مسيحية على الجهة الأخرى. ومن المتوقع أن تباع العملة، بمبلغ يصل إلى 6 آلاف جنيه إسترليني في مزاد.

وتعود القطعة الذهبية إلى الفترة من أواخر القرن الخامس حتى مطلع القرن السادس الميلادي، وهي الفترة التي كان فيها الأنغلوساكسونيون وثنيين، وهو ما يبدو «مثيراً للسخرية بعض الشيء»، وفق خبير العملات أدريان مارسدن.

وقد تم العثور على القطعة الذهبية في حقل بالقرب من منطقة أتلبورو، في نورفولك، شرق إنجلترا، في يناير (كانون الثاني) 2023، وعد المختصون هذا الاكتشاف كنزاً.

وقال الدكتور مارسدن، من خدمة البيئة التاريخية في نورفولك، إن هذه كانت الحقبة التي عاشت خلالها الإمبراطورية الرومانية، والتي أصبحت مسيحية رسمياً بحلول عام 380 ميلادي، «في حالة سقوط حر».

وأضاف: «نعلم أن الأنغلوساكسونيين في هذه الفترة كانوا وثنيين، وأنهم كانوا يتحركون ليتولوا السيطرة على إنجلترا بأكملها، خصوصاً شرق البلاد في هذا الوقت».

وتابع مارسدن: «إنه لأمر غريب بعض الشيء، فهؤلاء الناس لم يكونوا مسيحيين بالتأكيد، ومع ذلك فقد قلّدوا صورة مسيحية، والنقطة الجديرة بالنقاش هي ما إذا كانوا يفهمون هذه الصور، إذ إنهم على ما يبدو ارتكبوا أخطاءً في كتابة الحروف؛ ولذا فهم بالتأكيد لم يكونوا متعلمين».

وبدأ الأنغلوساكسونيون في الوصول إلى إنجلترا بأعداد صغيرة منذ عام 410 ميلادي، وبحلول عام 500 ميلادي كانوا يتعرضون لمقاومة شديدة، في فترة كانت تُعرف سابقاً بـ«العصور المظلمة»، ولكن هي الفترة ذاتها التي يُطلق عليها المؤرخون الآن العصور الوسطى المبكرة.


مقالات ذات صلة

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
المشرق العربي الجامع العمري الكبير في مدينة غزة الشهر الماضي وتظهر عليه آثار عمليات القصف (أ.ف.ب) play-circle 02:47

آثار غزة تكابد حرباً لـ«دفن الذاكرة»

لم يكن متوقعاً أن تكون آثار غزة أفضل حظاً من سكانها بعد الحرب الإسرائيلية؛ غير أن مستوى التدمير يدفع خبراء للاعتقاد بأن حرباً أخرى تدور لـ«دفن الذاكرة».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق أحد المباني الأثرية بشارع المعز في القاهرة التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تُبرز 21 أثراً على قائمة التراث العالمي بالقاهرة التاريخية

تعاونت وزارة السياحة والآثار المصرية مع المكتب الإقليمي لمنظمة «اليونسكو» بالقاهرة في إبراز 21 موقعاً أثرياً في القاهرة التاريخية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق يد المومياء التي استردتها مصر من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تسترد 3 قطع أثرية من ألمانيا

يد وجمجمة مومياء مطلية بالذهب والعلامة المصرية القديمة «عنخ»... ثلاث قطع أثرية أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن استردادها من ألمانيا.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق المفارقة بين الظاهر والمخفي في عمل لدانية الصالح من المعرض (الفنانة)

أصداء الزمن... القصص الكامنة في قلب الصحراء تمد جسورها للواقع

قامت الفنانتان دانية الصالح وسوزان كريمان بمرافقة البعثة الألمانية في رحلة عمل بمدينة تيماء السعودية، ثم قُدّمت نتائج تلك التجربة في معرض فني بالرياض.

عبير مشخص (لندن)

سودانيات يعبّرن عن معاناتهن في ظل الحرب عبر «سينمات بنات»

تسابيح حسين تصور مشهداً بالهاتف المحمول (الشرق الأوسط)
تسابيح حسين تصور مشهداً بالهاتف المحمول (الشرق الأوسط)
TT

سودانيات يعبّرن عن معاناتهن في ظل الحرب عبر «سينمات بنات»

تسابيح حسين تصور مشهداً بالهاتف المحمول (الشرق الأوسط)
تسابيح حسين تصور مشهداً بالهاتف المحمول (الشرق الأوسط)

في مدينة «بورتسودان» الواقعة شرق السودان، تبدو الحياة مختلفة نسبياً بعيداً عن أجواء الصراع والحرب التي تشهدها العاصمة الخرطوم، لكنها تضم نازحين من مناطق الصراع، ومنها انطلق مشروع «سينمات بنات» الذي يعمل على إتاحة الفرصة للسودانيات للتعبير عن أزماتهن وهمومهن عبر أفلام هدفها تغيير المجتمع للأفضل.

الفكرة نبتت في عقل المخرج محمد فاوي الذي آثر البقاء في بلاده وانتقل من الخرطوم إلى بورتسودان، ليؤسس هذا المشروع الذي بدأ حصاده في شكل أفلام وثائقية قصيرة، من بينها «أنا هنا»، و«توكنان»، و«المسيد»، حملت توقيع شابات سودانيات قمن بكتابتها وتصويرها وإخراجها ومونتاجها عبر كاميرات الموبايل.

قبل اندلاع الحرب أخرج محمد فاوي أفلاماً وثائقية لقناتي «الجزيرة» و«العربي»، وشارك بأول أفلامه الروائية «طنين» في مهرجان القاهرة السينمائي قبل 3 أعوام، وهو فيلم قصير من إنتاج المخرج أمجد أبو العلا، ومع تدهور الأوضاع في الخرطوم رفض النزوح عن بلاده وانتقل إلى بورتسودان ليؤسس شركته الإنتاجية «فاوي فيلمز».

فريق فيلم «أم الفقراء» (الشرق الأوسط)

يؤمن فاوي بنظرية «التأثير» المجتمعي للأفلام التي تعود لمؤسسة «دوك سوسايتي» البريطانية، وقد تبنتها مؤسسة «بيروت دي سي»، والتحق المخرج السوداني بإحدى ورشاتها، فأتاح له ذلك دراسة النظرية لعمل أفلام للتغيير في مجتمعه، وكان قبل الحرب قد عرض مجموعة من الوثائقيات بالخرطوم وجدت قبولاً لدى الناس وبدأوا يتناقشون حولها، مما أكد لديه ضرورة عمل أفلام قادرة على إحداث تغيير بات ضرورياً.

ويقول المخرج محمد فاوي لـ«الشرق الأوسط»: «في بورتسودان، وهي من المدن التي ظلت خارج إطار الحرب، وجدت مجموعة من المانحين، وأقمنا ورشاً عن تأثير الفنون في بناء المجتمعات، ووجدنا أن أغلب المتقدمين من البنات وأغلب الموضوعات التي طرحناها كانت عن المرأة؛ كونها تعاني ظلماً مجتمعياً قديماً، وهنا تولدت فكرة مشروع (سينما بنات) الذي يهدف لإعطاء الفرصة لهن ليقدمن أفلامهن بأفكارهن، وأقمنا ورشاً لتدريبهن على صناعة الأفلام ليقمن بكتابتها وتصويرها ومونتاجها قبل عرضها أونلاين للجمهور، لعدم وجود دور عرض بالسودان، ولرغبتنا في الوصول للجمهور بكل الطرق».

وأضاف: «ولأن الحرب تسببت في تدمير وسرقة الكثير من استوديوهات الخرطوم والكاميرات الاحترافية، فإنه تم الاعتماد على كاميرات الهواتف المحمولة عالية الجودة».

لوغو المشروع (الشرق الأوسط)

وعن مدى سعيهم لعرض أفلامهم خارج السودان بالمهرجانات يقول فاوي: «لا نرفض فكرة المهرجانات لأنها تتيح انتشاراً أفضل، وتقدم منحاً للمشروعات، لكن المهم أولاً أن تصل أفلامنا للجمهور الذي نصنع من أجله الأفلام، لنحقق الحوار الثقافي المجتمعي الذي يوقف الحروب ويدعم السلام ويطور المجتمع لتحقيق طريقة أفضل للعيش، فالسجادة الحمراء ليست الأهم لدينا، كما أننا نعرض أفلامنا عبر مواقع التواصل للجمهور أولاً».

إيثار خيري طبيبة امتياز ومخرجة فيلم «أنا هنا» (الشرق الأوسط)

قدمت إيثار خيري، وهي طبيبة امتياز مهتمة بالسينما، فيلم «أنا هنا» بأبطاله من الصم والبكم بعد انضمامها لمشروع «سينمات بنات»، الذي تمكنت عبره من التدريب على صناعة الأفلام من كتابة السيناريو للتصوير والإخراج والمونتاج، وكانت قد خاضت ورشة عن التأثير المجتمعي للأفلام.

تقول إيثار إن «الهدف من الأفلام التي نقدمها أن يكون لها علاقة بقضايا المجتمع المدني، وقد اخترت بطلتي فيلمي من ضمن ورشة (سينمات بنات) وهما بخيتة عبد الله المترجمة للغة الإشارة، وراندا وهي من الصم، وهما تقدمان مبادرة (أيادي ناطقة) التي تهتم بالأطفال الناطقين لآباء وأمهات من الصم، الذين يقيمون هنا في معسكر للنازحين، والفيلم يتتبع رحلة أبطاله من الصم والبكم، كما يتطرق لقضايا أخرى تمسهم».

أريج حسين أخرجت فيلم «توكنان» (الشرق الأوسط)

أما أريج حسين التي تدرس الإعلام ومؤسسة لمجموعة نسوية «8 مارس» هدفها رفع وعي المرأة في مختلف النواحي، فقد كتبت وأخرجت فيلمها «توكنان» الذي يعني «المعرفة»، ويتتبع «رحلة مجتمع من النساء يعتمدن على أنفسهن ويديرن حياتهن ويعملن في الوقت ذاته، واختارت جميع بطلاته من النساء لتسلط الضوء على التمكين الاقتصادي للمرأة؛ كون المجتمع السوداني لديه عقدة من عمل النساء»، حسبما تقول لـ«الشرق الأوسط».

تسابيح حسين تصور مشهداً بالهاتف المحمول (الشرق الأوسط)

فيما أكدت تسابيح حجازي، مديرة مشروع «سينمات بنات»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه يتم حالياً تدريب 11 امرأة من المقيمات في مدينة بورتسودان مع نازحات من الخرطوم، وكلهن ذوات خلفيات إعلامية أو ناشطات وطالبات بالجامعة في العمل العام، وهو مشروع ثقافي بحت ليست له علاقة بالسياسة، وتتولاه شركة «فاوي فيلمز»، وهي الشركة المنسقة للمشروع والقائمة عليه، لكن التمويل من الوكالة الأميركية USAID.