«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

أشرف عبد الباقي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يسعى إلى دعم المواهب

أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)
أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)
TT

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)
أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

في حضرة نجيب الريحاني، وعلى خشبة مسرحه الشهير بالقاهرة، انطلق، الخميس، أول عروض المشروع المسرحي الجديد الذي أطلقه الفنان المصري أشرف عبد الباقي تحت اسم «سوكسيه»، بعرض «عريس البحر» لفرقة تضمّ شباباً من الجامعة الأميركية والألمانية، في العاصمة المصرية، إلى جانب بعض الهواة.

يستهدف المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني الذي يستأجره عبد الباقي منذ سنوات، وجدّده وقدّم عليه عروضاً.

«سوكسيه» مصطلح فرنسي يعبّر عن نجاح الممثل في العرض المسرحي؛ وهو مشروع جديد على غرار تجربة «مسرح مصر» التي أفرزت نجوماً.

يوضح عبد الباقي أبعاده لـ«الشرق الأوسط»: «أحرص على حضور معظم العروض المسرحية، وأشعر بما يشعر به الشباب حين ينجح عرضهم ويحوز إعجاب الجمهور، فيعود كل منهم إلى منزله متمنّياً أن يستعين به مخرج أو فنان كبير في عمل جديد، وقد خبرتُ ذلك في سنّهم».

مسرحية «عريس البحر» تفتتح عروض المشروع (صفحة أشرف عبد الباقي في «فيسبوك»)

ويضيف: «لذا قررتُ إعادة عرض مسرحياتهم، ودعوتُ كل مَن لديه عرض ناجح قدّمه في جامعة أو ضمن فرق هواة، لعرضه مجدّداً على مسرح نجيب الريحاني، فأتيح لكل منهم أسبوعاً، وأدعمه بالدعاية وعناصر الإضاءة والصوت، وبحضور جمهور ومخرجين وممثلين ومنتجين لمشاهدتهم؛ وقد تعمّدتُ أن يكون سعر التذكرة مناسباً لتغطية تكلفة الإضاءة والصوت فحسب، من دون أن أطلب أجراً لي».

ويلفت عبد الباقي إلى ضرورة أن يشاهد العرض قبل مشاركته في «سوكسيه»، وأن يكون متميّزاً نجح في جذب الجمهور: «وإنْ فاتتني مشاهدته يمكن أن أشاهده من خلال الفيديو. فاليوم، كل تقنيات التصوير متاحة لجميع العروض ولو عبر الهاتف الجوال، وقد شاهدتُ بعض العروض من خلال فيديوهات أرسلها أصحابها».

لكن، ما الذي يستفيده من المشروع؟ يجيب: «أستفيد أنّ مواهب جديدة ستصعد وتشقّ طريقها، وقد يستعين بهم منتجون أو مخرجون في أعمالهم، أو قد أستعين بها في أعمالي، مثلما حدث مع نجوم (مسرح مصر)؛ إذ شاهدتهم في عروض مماثلة وحين فكرتُ بإنشاء فرقة مسرحية، استعنتُ بهم وانطلقوا في مسيرتهم. كما أنّ المسرح الذي استأجرته وجدّدته منذ 4 سنوات، وقدّمتُ بعض عروضي عليه مثل (جريمة في المعادي) و(اللوكاندة)، شاغر حالياً، فارتأيتُ فتحه أمام المواهب».

ومنذ أعلن الفنان المصري عن مشروعه عبر حساباته في مواقع التواصل، تلقّى آلاف الطلبات: «أكثر من 6000 طلب ما بين أفراد وفرق مسرحية، بعضهم ظنَّ أنني أطلب ممثلين جدداً أو سأكوّن فرقة جديدة، فأطللتُ في فيديو لأوضح أنني لا أطلب ذلك، وشرحتُ أنّ (سوكسيه) ليس اختبارات أداء».

الفنان المصري أشرف عبد الباقي يهتمّ بالمواهب (فيسبوك)

وعن سرّ حماسته للمشروع، يقول: «أجد نفسي أمام مواهب حقيقية، فأسعى إلى مساعدتها. فكثيراً ما عملت مع فنانين كبار بأدوار صغيرة، وحين يكونون حيال مسلسل أو فيلم يطرحون اسمي أمام المخرج، ولكن ليست هذه الغاية جوهر المشروع، وإنما إيماني بالمواهب».

وحدّد أسبوعاً لكل عرض ليستمرّ بحسب الإقبال عليه، وقد يُعاد عرضه ثانية، مشيراً إلى تنوّع العروض: «من بينها التراجيدي والكوميدي وعروض عالمية واستعراضات وفرق تغنّي و(ستاند آب كوميدي)... المسرح كله سيشهد نشاطاً متنوّعاً».

وإذ يصف مسرحية «عريس البحر» التي يفتتح بها عروضه بأنها «تحفة فنية تجمع بين التراجيديا والكوميديا والتمثيل والاستعراضات»، يرى أنّ مواهب مصرية عدّة تبحث عن فرصة: «لدينا مواهب مشعَّة، في حين مسارح كثيرة قد أُغلقت خلال الفترات الماضية. مع بدء مشواري الفنّي، كانت ثمة 38 فرقة مسرحية تعمل وتتنافس، من بين أبطالها عادل إمام وسمير غانم ومحمد صبحي ومحمد نجم، وغيرهم، لكن المسرح يواجه تحدّيات وصعوبات كثيرة ليستمر، وهو الأساس الذي بدأنا منه ونجحنا فيه، وكذلك الأجيال التي سبقتنا».

ويختم: «أتمنّى أن ينجح (سوكسيه) ويصعد هؤلاء الشباب من خلاله، وبذلك سيكون مكسبي كبيراً، فنحن في حاجة إلى مخرجين وممثلين وموسيقيين وفنانين في مجالات عدة».


مقالات ذات صلة

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوائز بقيمة 3 ملايين ريال سعودي تنتظر الفائزين في مسابقة «المسرح المدرسي» (موقع هيئة المسرح والفنون الأدائية)

انطلاق مسابقة «المسرح المدرسي» بالسعودية... وترقب النتائج في نوفمبر

انطلقت مسابقة «مبادرة المسرح المدرسي» التي تشارك فيها ألف مسرحية قصيرة من إعداد الطلاب والطالبات من جميع المدارس التابعة لإدارات التعليم على مستوى السعودية بعد…

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق التمرين على تقديم عروض يتواصل (مسرح شغل بيت)

«مسرح شغل بيت» يحتفل بـ8 سنوات على ولادته

تُعدّ الاحتفالية حصاد 8 سنوات من العمل والاجتهاد، خلالها قدّم «مسرح شغل بيت» نحو 40 عملاً توزّعت على أيام تلك السنوات عروضاً شهرية استمرت طوال أزمات لبنان.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق توقيع اتفاق شراكة بين هيئة المسرح وجمعية المسرح السعوديتين على هامش المؤتمر (جمعية المسرح)

جمعية المسرح السعودية تطلق 8 مشاريع لتعزيز عطاء المبدعين

أطلقت جمعية المسرح والفنون الأدائية في السعودية 8 مشاريع لتعزيز أدوارها في القطاع بوصفها رابطة مهنية للممارسين في مختلف الفنون المسرحية والأدائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مهرجان الخليج للمسرح ينطلق من الرياض في دورته الـ14 (حساب المهرجان على منصة إكس)

«المسرح الخليجي" يستأنف مسيرته من الرياض بعد غياب 10 سنوات

أطلق مهرجان المسرح الخليجي أعماله، في مدينة الرياض، التي تحتضنه للمرة الأولى منذ عام 1988 من خلال دورته الـ14.

عمر البدوي (الرياض)

نظام إلكتروني لمراقبة نحل العسل وحمايته

النظام يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل (جامعة دورهام)
النظام يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل (جامعة دورهام)
TT

نظام إلكتروني لمراقبة نحل العسل وحمايته

النظام يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل (جامعة دورهام)
النظام يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل (جامعة دورهام)

طوّر باحثون في جامعة «دورهام» البريطانية، بالتعاون مع شركاء دوليين، نظاماً إلكترونياً يُجري مراقبة مستمرّة وطويلة الأمد لمستعمرات نحل العسل.

وأوضحوا أنه يتيح جمع بيانات دقيقة وشاملة حول سلوك النحل وأنشطته، للمساهمة في تطوير استراتيجيات فعالة للحفاظ على نحل العسل؛ وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «ساينتفك ريبورتس».

وتُعدّ مراقبة نحل العسل وحمايته أمراً بالغ الأهمية للبيئة والاقتصاد، للعبه دوراً حيوياً في تلقيح النباتات، مما يسهم في تعزيز إنتاج المحاصيل الزراعية وضمان تنوّع النظام البيئي.

وتسهم هذه الحشرات الصغيرة في تلقيح نحو ثلث المحاصيل الغذائية حول العالم، بما فيها الفاكهة والخضراوات والمكسّرات. ومع تزايد التهديدات التي تُواجه نحل العسل، مثل المبيدات الحشرية، وفقدان الموائل، وأمراض النحل، فإنّ الحفاظ على صحتها ضروري لضمان استدامة الأمن الغذائي والتوازن البيئي.

وطُوِّر النظام المبتكر ضمن مشروع مموَّل من الاتحاد الأوروبي يُعرف باسم «RoboRoyale»؛ يتيح المراقبة على مدار الساعة لنحلات الملكة وتفاعلاتها مع النحلات العاملات.

ويعتمد النظام على استخدام روبوتات مستقلّة وخوارزميات ذكاء اصطناعي متقدِّمة، تُمكن الباحثين من تحليل ملايين الصور عالية الدقة واستخراج بيانات مهمّة حول سلوك النحل، وهو ما استحال تحقيقه في السابق.

ويجمع النظام الروبوتي بيانات متنوّعة تشمل أنماط حركة الملكة، وسلوك وضع البيض، وتعداد النحل، ونجاح التكاثر، بالإضافة إلى خريطة محدَّثة باستمرار لمحتويات قرص العسل. وتتيح هذه المقاربة الشاملة فهماً أعمق لتنظيم مستعمرات النحل بشكل ذاتي.

وكشفت النتائج الأولية عن معلومات مذهلة تتعلّق بسلوك النحل، إذ اكتشف الفريق أنّ نحلة الملكة تقطع نحو 1.5 كيلومتر داخل الخلية شهرياً، عبر قرصين من العسل بقياس 42x33 سم. والأكثر دهشة هو أنّ نحلة الملكة تضع في المتوسّط 187 بيضة يومياً حتى في موسم تناقص عدد النحل في شهر أكتوبر (تشرين الأول).

ووفق الباحثين، يتألّف النظام من كاميرتين عاليتَي الدقة تعملان بشكل مستقل لتتبع نحلة الملكة ورسم خريطة لمحتويات قرص العسل. وباستخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل، تمكّن النظام من التقاط أكثر من 100 مليون صورة فردية، وتحليلها، وهو حجم تصعب معالجته يدوياً من العلماء.

وأشار الباحثون إلى أنّ البيانات غير المسبوقة التي يجمعها النظام حول سلوك نحل العسل يمكن أن تُحدث ثورة في فهمنا لهذه الحشرات الاجتماعية المعقَّدة، وتسهم في الحفاظ عليها.

ونوَّه الفريق بأنّ الدراسة تُظهر إمكانات الروبوتات المتقدِّمة والذكاء الاصطناعي في دراسة النظم البيئية المعقَّدة، وأشاروا إلى أنهم يهدفون إلى تطبيق هذه الطرق الرقمية على أنواع أخرى من الحيوانات والنباتات المهمّة، ما قد يُحدث تحوّلاً في مجال البحوث البيئية.