«المبتدئ»... فيلم مثير للجدل عن بدايات ترمب يؤرق حملته الانتخابية

دونالد وإيفانا ترمب في عام 1985 (أ.ب)
دونالد وإيفانا ترمب في عام 1985 (أ.ب)
TT

«المبتدئ»... فيلم مثير للجدل عن بدايات ترمب يؤرق حملته الانتخابية

دونالد وإيفانا ترمب في عام 1985 (أ.ب)
دونالد وإيفانا ترمب في عام 1985 (أ.ب)

«هناك 3 قواعد للنجاح في الحياة: الهجوم، الهجوم، الهجوم... لا تعترف بأي شيء، أنكر كل شيء... وادّعِ النصر دائماً»، هذه النصيحة الأصلية التي قدّمها المحامي النيويوركي، روي كوهن، لدونالد ترمب الشاب. وبصفته مرشحاً رئاسياً، يلتزم ترمب بهذه القواعد حتى يومنا هذا، وفق تقرير لشبكة «سكاي نيوز».

النصيحة جاءت في فيلم سيرة ذاتية جديد مثير للجدل، سيُعرض في دور السينما بجميع أنحاء الولايات المتحدة هذا الأسبوع، قبل 3 أسابيع فقط من يوم الانتخابات.

ويُعد إطلاق الفيلم بمثابة مفاجأة غير مرغوب فيها في أكتوبر (تشرين الأول) لحملة ترمب. إذ إنه أحدث زعيم أميركي سابق يقع في فخ تجسيد الشاشة الكبيرة، وفق الشبكة.

ساعد دان سنايدر -ملياردير وصديق مقرب للرئيس السابق- في تمويل إنتاج الفيلم في الأصل، على أمل أن يصور ترمب بشكل إيجابي.

وبعد رؤية النسخة النهائية، تحدّث إلى محاميه في محاولة لوقف توزيعه.

وأصدر فريق ترمب القانوني إشعاراً بالتوقف والكف لوقف «تسويق وتوزيع ونشر» الفيلم، لكنه لم ينجح.

كان العرض الأول لفيلم «المبتدئ» (The Apprentice) في مهرجان «كان» السينمائي في مايو (أيار) الماضي. وقد تم عرضه لأول مرة في نيويورك في مانهاتن الأسبوع الماضي بعد تنظيم حملة لجمع التبرعات على موقع «Kickstarter» للمساعدة في «الترويج والدفاع عن فيلم السيرة الذاتية الشهير لترمب الذي تخشى الشركات الأميركية عرضه».

الآن، سيُعرض الفيلم في الولايات المتحدة وأوروبا. ومن المقرر عرضه في المملكة المتحدة في 18 أكتوبر (تشرين الأول).

ويصر منتجو الفيلم على أنه «صورة عادلة ومتوازنة للرئيس السابق» استناداً إلى الحقائق، كما ورد في بداية الفيلم.

ويبدأ الفيلم دون أي تعليق؛ حيث يعرض لقطات أرشيفية لخطاب ريتشارد نيكسون «أنا لست محتالاً»، وقوله إنه لم يستفد شخصياً من منصبه العام. والمقارنة الضمنية مع ترمب لا يمكن تفويتها.

ويحكي الفيلم عن «دوني» وهو يبدأ عمله في شركة والده العقارية في السبعينات والثمانينات، قبل مسيرته السياسية، وقبل أن يكون نجماً لبرنامج تلفزيون الواقع «The Apprentice» الذي استمر لفترة طويلة.

تنتهي القصة عندما يطلب ترمب من كاتب السيناريو كتابة كتابه الأكثر مبيعاً في عام 1987، فن الصفقة، ويخضع لعملية جراحية لشفط الدهون والصلع.

في الفيلم، يبدأ ترامب شاباً رقيقاً ومتميزاً وطموحاً جداً. ثم يظهر وهو يتحول إلى طرف في الابتزاز والفساد ومحاولات الاحتيال على أشقائه والإفلاس.

وفي مشهد، يغتصب زوجته الأولى. وفي إفادة طلاقها القانوني، اتهمت إيفانا زوجها بالفعل بالاغتصاب الزوجي، وتراجعت عن هذا الادعاء بعد سنوات، وأصرت: «دونالد وأنا أفضل صديقين، ولن يغتصبني مطلقاً»، وفق «سكاي نيوز».

وتوفيت إيفانا، والدة دون جونيور وإيفانكا وإريك ترمب، في عام 2022.

في هذا الفيلم، يلعب ترمب دور المتدرب الذي تدرب على الفساد ليفوز على يد روي كوهن. ويقنعه كوهن بأنه لا يوجد شيء اسمه «الحقيقة»، بل ما تقوله هو الحقيقة فقط.

كان كوهن محامياً مشهوراً في نيويورك، وكان أبرز عملائه ترمب وروبرت مردوخ وآندي وارهول وبعضاً من زعماء المافيا.

منذ وفاته في عام 1986، اكتسب مكانة أسطورية في الأدب الأميركي بصفته متلاعباً شريراً.


مقالات ذات صلة

ترحيب أميركي بـ«إقبال قياسي» على التصويت المبكّر في جورجيا

الولايات المتحدة​ مركز تصويت مُبكّر في تاكسون بأريزونا - 16 أكتوبر (أ.ف.ب)

ترحيب أميركي بـ«إقبال قياسي» على التصويت المبكّر في جورجيا

شهدت ولاية جورجيا، وهي ولاية متأرجحة تملك 16 صوتاً في المجمع الانتخابي، إقبالاً قياسياً على التصويت المُبكّر في أول أيامه.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس متحدّثة في بنسلفانيا... 16 أكتوبر (أ.ب)

هاريس تسعى لاستقطاب الجمهوريين المتردّدين وتَعِد بـ«صفحة جديدة»

تكثّف المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس، جهود استقطاب الناخبين المتردّدين، فيما يحاول منافسها الجمهوري دونالد ترمب، تحسين شعبيته بين الناخبات.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (د.ب.أ)

ترمب يصر: مهاجرون يأكلون الحيوانات الأليفة

كرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أمس (الأربعاء)، ادعاءه بأن المهاجرين الهايتيين في سبرينغفيلد بولاية أوهايو يأكلون حيوانات جيرانهم الأليفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يرقص خلال مناسبة انتخابية في جورجيا 15 أكتوبر (أ.ب)

مخاوف أميركية من اندلاع أعمال عنف بعد الانتخابات

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، بات أميركيون كثيرون يتخوفون من سيناريو اندلاع أعمال عنف بعد إعلان النتائج، خصوصاً في حال خسارة المرشح الجمهوري.

علي بردى (واشنطن)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)
طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)
طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

رغم التقدم العلمي الهائل، فإن طريقة بناء أهرامات الجيزة، التي مرّ على إنشائها نحو 4 آلاف و500 سنة، لا تزال لغزاً كبيراً، إذ لم يتمكن أحد من العلماء تأكيد إحدى النظريات العلمية لبنائها.

وجدّد مقطع فيديو قصير مُولَّد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة. ففي حين أعرب بعض متابعي مواقع التواصل الاجتماعي عن ميلهم لما تضمنه الفيديو، فإن آثاريين أكدوا تضمّنه معلومات مغلوطة.

وأظهر الفيديو بعض العمال العمالقة وهم يحملون الأحجار وينقلونها إلى منطقة بناء الأهرامات، لكن الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار الإسكندرية، ومدير منطقة آثار الأهرامات سابقاً، استبعد وجود عمال عمالقة وقت بناء الأهرامات، كما صوّرها مقطع الفيديو، لكنه في الوقت نفسه أيّد بعض اللقطات التي صوّرت عملية تقطيع ونقل الأحجار على زلاجات عملاقة.

وأضاف عبد البصير لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «النظرية الأقرب للتصديق التي يؤمن بها قطاع كبير من الآثاريين المصريين والأجانب هي استخدام طريقة (الرامبات) أو المنحدرات الترابية، لنقل الأحجار عبر الزحافات إلى أعلى، لا سيما طريق مينا هاوس».

ويوضح أن بعض القطع الأثرية المكتشفة توثق سحب تمثال عملاق بواسطة 172 عاملاً، وهو ما يعطي مؤشراً على طريقة بناء الأهرامات.

يشار إلى أن حجر الصوان المُستخدم في الحجرات الداخلية نُقل من أسوان التي تبعد نحو 858 كيلومتراً جنوب الجيزة، كما نُقل الحجر الجيري المستخدم في تغطية الهرم من طرة، التي تبعد نحو 13 كيلومتراً عن الجيزة.

أحد الطرق بين أهرامات الجيزة الثلاثة (الشرق الأوسط)

وكشفت برديات عُثر عليها خلال السنوات الماضية، أن العمال كان يجري منحهم وجبات غذائية من التمر والخضراوات والدواجن واللحوم، إضافة إلى المنسوجات.

ودلّت برديات وادي الجرف، التي جرى اكتشافها حديثاً على أن عمال الأهرامات كانوا يحصلون على أجور ولم يعملوا دون مقابل، أو بـ«السخرة»، كما كان يردد البعض، وأن الفراعنة المصريين كانوا حريصين على توفير الطعام المناسب لهم.

وكان قد تردد أنه جرى بناء الأهرامات بـ«بالسُّخرة»، لكن الدكتور وسيم السيسي، الباحث في المصريات، نفى ذلك، وقال في تصريحات سابقة: «يوجد كثير من المفاهيم الخاطئة عن الحضارة المصرية القديمة، منها ما يتعلق بالأهرامات، وأنها بُنيت بالسخرة»، مؤكداً أن «هناك برديات أثبتت منح إجازات للعاملين في بناء الأهرامات، إضافة إلى اكتشاف مقابر العمال من بناة الهرم الأكبر بجواره، وهو ما ينفي فكرة السخرة».

الأهرامات الثلاثة بالجيزة (الشرق الأوسط)

ويرى عبد البصير أن «الهرم كان هو المشروع القومي في مصر القديمة، وكان الجميع يشاركون فيه حبّاً للملك، وكان هو المشروع الذي أسهم في بناء مصر، وكتب لها الخلود على وجه الزمن»، لافتاً إلى «المكان الذي عاش ومات فيه العمال الذين اشتركوا في بناء المجموعات الهرمية لكل من الملك خفرع والملك منكاورع، إضافة إلى بقايا سكنية أقدم، ترجع لعهد الملك خوفو».

واكتشف فريق بحثي خلال العقد الماضي فراغاً داخل الهرم الأكبر، يصل حجمه إلى 30 متراً، خلال البحث عن حجرة دفن سرية للملك خوفو، الذي لم يُعثر على المومياء الخاصة به، لكن الأبحاث لم تصل إلى نتيجة حتى الآن.

وقال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، في تصريحات سابقة: «إن بردية وادي الجرف أوضحت كيف نُقلت الأحجار لبناء الأهرامات، وهناك كثير من الاكتشافات التي أكدت مصرية الأهرامات، ومصرية من قاموا بإنشائها».

وتتحدث بردية وادي الجرف عن شخص يُدعى ميرر كان رئيساً للعمال الذين كانوا يقطعون الحجارة لبناء الأهرامات وينقلونها عبر النيل في مراكب.

وكانت هناك محاولة عام 2010 لاكتشاف ما الذي يوجد خلف حجرة الدفن الرئيسية، وقد أُدخل روبوت لاكتشاف غموض الأبواب السرية داخل هرم خوفو، لكن المحاولة لم تُسفر سوى عن باب.

في السياق نفسه، يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أن «رفع الأحجار في مصر القديمة كانت له طرق معروفة، جاءت في كتابات سومرز كلارك وأنجلباك في كتابهما (فن البناء في مصر القديمة)، وإدوارز في كتابه (أهرام مصر)، حيث أكدوا صحة ما ذكره المؤرخ الإغريقي ديودور الصقلي، الذي زار مصر 60 – 57ق.م. بأن الهرم بُني بالطرق الصاعدة؛ حيث كانوا يبنون طريقاً متدرج الارتفاع تُجر عليه الأحجار، ويتصاعد مع ارتفاع الهرم حتى يصل ارتفاعه في النهاية إلى مستوى قمة الهرم نفسها، ويلزم في الوقت نفسه أن يمتد من حيث الطول، وبعد انتهاء بناء الهرم يزيلون هذا الطريق».

الهرم الأكبر خوفو (الشرق الأوسط)

وأوضح الدكتور ريحان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «الأدلة الأثرية تؤكد طريقة البناء بالطرق الصاعدة، والدليل على ذلك الهرم الناقص للملك سخم – سخت أحد خلفاء زوسر الذي اكتشفه العالم الأثرى زكريا غنيم عام 1953، وهذا الهرم قد أوقف العمل به قبل أن يتم، لذلك لم تتم إزالة الطريق الصاعد الذي كان يستخدمه عمال البناء في نقل الأحجار، كما عثر على بقايا هذه المنحدرات عند هرم أمنمحات في اللشت، وهرم ميدوم».

ووفق ريحان، فإن «عالم الآثار المصري أحمد فخري، قد ذكر أن الطريق الذي يصعد فوقه زوار هرم خوفو من الناحية الشمالية للهضبة ليس إلا جسراً مكوناً من الرديم المتخلف عن بناء الهرم، وكان يستخدمه العمال لجلب الأحجار ومواد البناء الأخرى، وتوجد حتى الآن بقايا طريق صاعد آخر على مسافة طويلة من الجهة الجنوبية، وقد أقيم عليه بعض منازل القسم الغربي من قرية نزلة السمان».