حطم غرفته قبل سقوطه من الشرفة... وفاة ليام باين مغني «وان دايركشن» السابق

قال في آخر فيديو له قبل ساعات من موته: إنه يوم جميل!

مغني فرقة «وان دايركشن» السابق ليام باين (أ.ب)
مغني فرقة «وان دايركشن» السابق ليام باين (أ.ب)
TT

حطم غرفته قبل سقوطه من الشرفة... وفاة ليام باين مغني «وان دايركشن» السابق

مغني فرقة «وان دايركشن» السابق ليام باين (أ.ب)
مغني فرقة «وان دايركشن» السابق ليام باين (أ.ب)

أكدت الشرطة الأرجنتينية وفاة مغني فرقة «وان دايركشن» السابق ليام باين خارج فندق في العاصمة بوينس آيرس، أمس الأربعاء. وقالت إنه عُثر على الموسيقي البريطاني البالغ من العمر 31 عاماً ميتاً بعد سقوطه من شرفة غرفته بالطابق الثالث بأحد الفنادق.

وذكرت شرطة العاصمة، في بيان نقلته وكالة «رويترز»، أنه جرى استدعاؤها إلى الفندق الواقع في حي باليرمو بالعاصمة وتم إخطارها بوجود «شخص يرتكب سلوكيات عدوانية ربما يكون تحت تأثير المخدرات والكحول». ونقل البيان عن مدير الفندق القول إنه سمع ضوضاء عالية في الجزء الخلفي من الفندق، وعندما وصلت الشرطة وجدت أن رجلاً سقط من شرفة غرفته.

وأكد عمال الطوارئ وفاة ليام باين الذي أشارت تقارير إلى أنه تم العثور عليه في الفناء الداخلي للفندق.

وفي تسجيل صوتي متعلق بالواقعة من وزارة الأمن في المدينة يمكن سماع أحد العاملين وهو يطلب مساعدة الشرطة، قائلاً: «عندما يصبح في وعيه يحطم الغرفة بأكملها ونحتاج منكم إرسال المساعدة... حياة النزيل في خطر لأن غرفته بها شرفة».

خبراء أدلة جنائية يصلون إلى الفندق الذي توفي فيه المغني البريطاني ليام باين في بوينس آيرس (أ.ف.ب)

واكتسب ليام باين شهرة عالمية كجزء من فرقة البوب «وان دايركشن» التي جاءت انطلاقتها بالحصول على المركز الثالث في النسخة البريطانية من برنامج المسابقات الموسيقية «إكس فاكتور» عام 2010. لكنها انفصلت في عام 2016 ومضى أعضاؤها في مشاريع منفصلة. وآخر أغنية صدرت لباين هي «تيردروب» (دمعة) في مارس (آذار) من هذا العام.

صدمة لوفاة ليام باين

وعلى الرغم من أن الكثير من التفاصيل المتعلقة بملابسات وفاته لا تزال غامضة، تحدث باين علناً من قبل عن معاناته من مشكلات نفسية ولجوئه للخمور لمحاولة التأقلم مع ضغوط الشهرة. وحضر باين في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري حفلاً في بوينس أيرس أقامه نايل هوران الذي كان عضواً أيضاً في الفرقة، ونشر الاثنان مقاطع فيديو عن الحفل وهما معاً ومع المعجبين.

وأدى إعلان نبأ وفاته إلى تدفق التعازي والرثاء من نجوم الموسيقى والمعجبين. وقال المغني الأميركي تشارلي بوث على «إنستغرام»: «أنا في حالة صدمة الآن. كان ليام لطيفا معي دائما... كان أحد أوائل الفنانين الكبار الذين تسنت لي الفرصة للعمل معهم. لا أصدق أنه رحل».

وعبرت قناة الموسيقى الأميركية «إم.تي.في» وخدمة البث «سبوتيفاي» وجوائز الموسيقى البريطانية «بريت» عن حزنهم على وسائل التواصل الاجتماعي وأرسلوا تعازيهم لعائلته وأحبائه.

مغني فرقة «وان دايركشن» السابق ليام باين (رويترز)

مسيرة ليام باين الموسيقية

وشارك ليام باين في تجارب الأداء للنسخة البريطانية من برنامج اكتشاف المواهب «إكس فاكتور» في 2010 وكان في السادسة عشرة من عمره وقتها، وانضم لفرقة تألفت فيما بعد من زملائه في «ون دايركشن» بتوجيهات من النجم الموسيقي الشهير سايمون كاول.
ورغم أن تلك الفرقة أنهت موسم «إكس فاكتور» وقتها في المركز الثالث، إلا أنها حققت نجاحاً ساحقاً ودخلت 29 من أغانيها في قائمة أفضل 100 أغنية من حيث الاستماع والمبيعات منها ستة في أول عشرة أغنيات من القائمة. وشارك باين في كتابة العديد من أغاني الفرقة.
وتقدر ثروة ليام باين من مسيرته الفنية بنحو 70 مليون دولار وفقا لما تقوله «سيليبرتي نت وورث» المعنية بتتبع ثروات المشاهير. ولدى ليام باين ابن يدعي بير ويبلغ من العمر سبع سنوات من شيريل، الشخصية التلفزيونية والمغنية من فرقة «غيرلز ألاود».
وفي العام الماضي، نشر فيديو لمتابعيه على «يوتيوب» تحدث فيه عن عائلته وتجربته في استحداث نوع جديد من الفن وعودته إلى الساحة بعد الإقلاع عن الكحول. وشكر جمهوره على دعمه خلال الأوقات العصيبة.
وفي وقت سابق من أمس الأربعاء، نشر باين على «سناب شات» مقطع فيديو عن رحلته في الأرجنتين، وتحدث فيه عن ركوب الخيول ولعب البولو وقال إنه يتطلع إلى العودة إلى المنزل لرؤية كلبه. وأضاف في الفيديو: «إنه يوم جميل هنا في الأرجنتين».


مقالات ذات صلة

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص فيروز في الإذاعة اللبنانية عام 1952 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص «حزب الفيروزيين»... هكذا شرعت بيروت ودمشق أبوابها لصوت فيروز

في الحلقة الثالثة والأخيرة، نلقي الضوء على نشوء «حزب الفيروزيين» في لبنان وسوريا، وكيف تحول صوت فيروز إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة وعشق يصل إلى حد الهوَس أحياناً.

محمود الزيباوي (بيروت)
خاص فيروز تتحدّث إلى إنعام الصغير في محطة الشرق الأدنى نهاية 1951 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز... من فتاةٍ خجولة وابنة عامل مطبعة إلى نجمة الإذاعة اللبنانية

فيما يأتي الحلقة الثانية من أضوائنا على المرحلة الأولى من صعود فيروز الفني، لمناسبة الاحتفال بعامها التسعين.

محمود الزيباوي (بيروت)
يوميات الشرق فيروز في صورة غير مؤرّخة من أيام الصبا (أرشيف محمود الزيباوي)

فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

منذ سنوات، تحوّل الاحتفال بعيد ميلاد فيروز إلى تقليد راسخ يتجدّد يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث تنشغل وسائل الإعلام بمختلف فروعها بهذه المناسبة، بالتزامن

محمود الزيباوي ( بيروت)
خاص فيروز وسط عاصي الرحباني (يمين) وحليم الرومي (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

عشية عيدها الـ90 تلقي «الشرق الأوسط» بعض الأضواء غير المعروفة على تلك الصبية الخجولة والمجهولة التي كانت تدعى نهاد وديع حداد قبل أن يعرفها الناس باسم فيروز.

محمود الزيباوي (بيروت)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
TT

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.

من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.

بلغة الإشارة يحدُث التفاهم مع الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».

لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.

كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».

معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.

يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.

كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».

ولدت فكرة المبادرة في ظلّ مصاعب يواجهها الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».

عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.

بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».

يغيب الاهتمام تماماً من مراكز وجهات رسمية بالأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».

تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».