«التخت العربي» تُعيد تقديم أشهر الأغاني المصرية بصوت الجمهور

الفرقة شاركت بحفل كبير ضمن «مهرجان الموسيقى العربية»

الدكتور ياسر معوض (الشرق الأوسط)
الدكتور ياسر معوض (الشرق الأوسط)
TT

«التخت العربي» تُعيد تقديم أشهر الأغاني المصرية بصوت الجمهور

الدكتور ياسر معوض (الشرق الأوسط)
الدكتور ياسر معوض (الشرق الأوسط)

تجربة فنية مختلفة شهدتها النسخة الـ32 لمهرجان الموسيقى العربية؛ التي تقام خلال الفترة من 11 إلى 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حيث أحيا الدكتور ياسر معوض حفلاً غنائياً تفاعلياً بمصاحبة فرقته الموسيقية «التخت العربي» على مسرح الجمهورية بالقاهرة.

«يالا نغني» هو عنوان الحفل الذي اعتمد فكرة جديدة تقوم على أن يكون الجمهور هو المطرب الأساسي، بينما يُعدّ مطربو الفرقة بمثابة الكورال؛ مما يحقق تفاعلاً كبيراً في حالة فنية غير معتادة بالنسبة للأغاني الطربية وفق الفنان ياسر معوض.

وبالرغم من أن هذه الفكرة سبق له تقديمها في حفلات سابقة، فإنها كانت في إطار محدود لا تسري على كل الأغاني، كما أنه تم الاتفاق مع جمهور هذا الحفل على أن يعلو صوتهم على غناء أعضاء الفرقة، يقول معوض لـ«الشرق الأوسط»: «إن جمهور حفلاتي يحفظ جيداً ما نقدمه من أغانٍ؛ لأنها من أشهر ما شهده الغناء العربي في تاريخه، كما أن الجمهور سبق له التدريب بشكل مبسط من خلال حضور الحفلات التي اتبعنا فيها هذا النهج المبتكر أخيراً».

وتهدف التجربة إلى تعزيز تواصل الجمهور مع الفن، وحفظ التراث الغنائي، ورفع الذوق العام انطلاقاً من أن هذا التفاعل من شأنه أن يدفعهم إلى حفظ كلمات وألحان الأغاني العربية الأصيلة.

وقدمت فرقة «التخت العربي» في الحفل باقة من أشهر الأغنيات المصرية للفنانين سيد درويش، وأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، ومحمد فوزي، وفايزة أحمد، ووردة، وفريد الأطرش، وسيد مكاوي، وسعاد محمد، وعبد العزيز محمود، وغيرهم.

وتأسست الفرقة عام 1990، وضمت في بداياتها عدداً محدوداً من الفنانين، وكانوا ممن تبقى من فرقة «أم كلثوم»، يوضح معوض: «بدأت الفكرة حين أردت إطلاق فرقة للموسيقى العربية والطرب مختلفة عن الفرق التي كانت موجودة في ذلك الوقت، من حيث الشكل والمضمون».

ومن هنا استلهم الفنان فكرة فرقته من «التخت العربي»، والتي تعني المنصة أوصدر المجلس، حيث كانت تنصب دكة فوق منضدة مرتفعة تمثل مجلس المغني، المكون من نحو 4 عازفين، في الغالب هم عازفو آلات العود والقانون والكمان والناي، فضلاً عن الإيقاع، إلا أنه بمرور الوقت توسع الفنان في فرقته ليرتفع العدد تدريجياً حتى تجاوز 37 فناناً حالياً.

فرقة التخت العربي قدمت الكثير من الحفلات بمصاحبة الجمهور (الشرق الأوسط)

حفلات فرقة «التخت العربي» تحتفي بفن الإيقاع أثناء العزف الموسيقي، وذلك انعكاساً لتخصص معوض؛ فهو عازف إيقاع في الأساس، «قضى عمره في تغيير مفهوم الإيقاع وتحويله من شيء وثيق الارتباط في الأذهان بالرقص الشرقي وحده إلى فن يقوم على أسس علمية»، بحسب الفنان.

مضيفاً: «صممت أن يكون الإيقاع هو موضوع رسالتي الماجستير والدكتوراه الخاصتين بي، ويعد ذلك أمراً رائداً في عالم الموسيقى؛ ولذلك احتفظت مكتبة الإسكندرية واليونيسكو بنسخ منهما».

ويواصل: «نجحت أن أقدم لأول مرة نوتاً موسيقية للإيقاع، كما قمت بوضع تمارين للضروب الإيقاعية على الآلات؛ كي يتمكن أي فنان في العالم يرغب في تعلم العزف على إحدى آلات الإيقاع من تحقيق هدفه».

ويتابع: «وكان ذلك بداية الطريق إلى مرحلة أكاديمية في هذا المجال، استطعنا من خلالها توصيل آلات الإيقاع الشرقية والتمارين الخاصة بها إلى العالمية بعد أن كانت تقتصر على الموسيقى العربية وحدها».

تأثر معوض بنشأته الفنية؛ حيث كان والده هو الفنان حسين معوض عازف الإيقاع في فرقة «كوكب الشرق»، وعن تلك الفترة يقول: «كنت أرى الفنانة أم كلثوم وجهاً لوجه، وأنا في الخامسة من عمري، إلى جانب رموز الفن المصري أمثال محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وبليغ حمدي، وسيد مكاوي، وكارم محمود، وغيرهم».

ويتذكر: «كان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يوقظ والدي أحياناً من النوم في أي وقت من الليل، ويقول له (اعمل لي هذا الإيقاع)، ثم يسجله عبد الوهاب ويبدأ في التلحين».

ويضيف: «مرت الأيام والتقيته أثناء مشاركتي في حفل تكريمه من قبل وزارة الثقافة المصرية في حفل عيد ميلاده، وإذا به يقول لي (كان والدك أفضل عازف إيقاع في مصر)، هذه الذكريات رسخت داخلي حب الإيقاع وأهميته».

شاركت فرقة «التخت العربي» في مهرجانات محلية ودولية متخصصة، وحصلت على جوائز من مصر والخارج، ومنها جائزة الإبداع من مهرجان «الموسيقى والغناء» في إسطنبول عام 2010، وجائزة «أفضل فرقة تؤثر على الوعي القومي العربي» لعام 2023 من دولة الصين.


مقالات ذات صلة

«بوليفارد وورلد» تجمّع حضارات وتراث المناطق السعودية

يوميات الشرق أهم معالم المناطق السعودية تجسدت في تفاصيل المكان (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 02:29

«بوليفارد وورلد» تجمّع حضارات وتراث المناطق السعودية

تحتفي «منطقة السعودية»، إحدى مناطق «بوليفارد وورلد»، بحضارات وتراث المناطق السعودية، وتجسد من كل منطقة في السعودية أبرز تفاصيلها الثقافية وأشهر معالمها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أحمد عفت يغني للعندليب (دار الأوبرا المصرية)

ليلة «كوكب الشرق والعندليب» تُطرب جمهور القاهرة

«المهرجان بات حدثاً مهماً يمتد تاريخه لـ32 عاماً، حيث أفرز نجوماً من المطربين المصريين والعرب منذ دوراته الأولى، من بينهم لطفي بوشناق وأصالة وأنغام»

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق يعزز «موسم الرياض» من مكانة العاصمة السعودية بوصفها وجهة ترفيهية عالمية (موسم الرياض)

«موسم الرياض» حفل غنائي عالمي وتجارب استثنائية في 14 منطقة ترفيهية

أضاءت الألعاب النارية سماء مدينة الرياض، وشهدت منطقة «المملكة أرينا» في قلب العاصمة السعودية ليلة عالمية مميزة، وأجواء احتفالية رافقت انطلاق النسخة الخامسة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الملصق الترويجي لحفل تامر عاشور

«مهرجان الموسيقى العربية» يتصدر الاهتمام في مصر

تصدر «مهرجان الموسيقى العربية» بنسخته الـ32 الاهتمام في مصر قبل ساعات من حفل الافتتاح، المقرر مساء الجمعة، مع تعديلات حدثت باللحظات الأخيرة على حفلات المهرجان.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق مؤسِّسة مهرجان «حي القاهرة للفنون» نادين عبد الغفار (إدارة المهرجان)

«حي القاهرة للفنون» ينفتح على الذكاء الاصطناعي مازجاً التاريخ بالمعاصر

الحدث الذي تقيمه مؤسّسة «آرت دي إيجبت»، يتعاون مع مفوّضية شؤون اللاجئين وهيئة الأمم المتحدة للمرأة لاستخدام الفنّ منصةً لمعالجة القضايا الإنسانية الحرجة.

انتصار دردير (القاهرة)

في رحلتهم عام 2026... روّاد الفضاء العائدون إلى القمر يرتدون بزّات من «برادا»

بدلة فضاء صُممت بالتعاون مع «برادا» ستستخدمها «ناسا» بدءاً من عام 2026 (أ.ب)
بدلة فضاء صُممت بالتعاون مع «برادا» ستستخدمها «ناسا» بدءاً من عام 2026 (أ.ب)
TT

في رحلتهم عام 2026... روّاد الفضاء العائدون إلى القمر يرتدون بزّات من «برادا»

بدلة فضاء صُممت بالتعاون مع «برادا» ستستخدمها «ناسا» بدءاً من عام 2026 (أ.ب)
بدلة فضاء صُممت بالتعاون مع «برادا» ستستخدمها «ناسا» بدءاً من عام 2026 (أ.ب)

يرتدي رواد فضاء رحلة «أرتيميس3» من «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)» إلى القمر، التي حُدِّدَ سبتمبر (أيلول) 2026 موعداً لها، بزّات فضائية من دار «برادا» عُرض نموذجها اليوم (الأربعاء) في ميلانو، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويُتوقع أن تعيد رحلة «أرتيميس3» رواد الفضاء إلى سطح القمر لأول مرة منذ نهاية برنامج «أبولو». وعُهِد بتصميم البزّات إلى شركة «أكسيوم سبايس» الأميركية التي تتعاون لهذا الغرض مع الدار الشهيرة للمنتجات الفاخرة في ميلانو.

ويغلب اللون الأبيض على هذه البزة، كما في تلك التي ارتداها رواد الفضاء في برنامج «أبولو»، وتتخللها لمسات رمادية وأشرطة حمراء تذكّر بتصميم المركب الشراعي الإيطالي «لونا روسا (قمر أحمر)» الذي شارك في «كأس أميركا» وتشكّل «برادا» الجهة الراعية له.

ولا تنطوي البزّة الجديدة على أي طابع ثوري، لكنها مصممة لتوفير أقصى قدر من الراحة لرواد الفضاء، إذ إن القفازات مصنوعة على قياس كل منهم، والأحذية مُعدَّة لتحمّل درجات الحرارة القصوى والتضاريس غير المستوية، وتتيح التحكم في الضغط الداخلي، واتقاء الإشعاعات، وتوفّر بطاريتها الطاقة 8 ساعات.

وقال رئيس شركة «أكسيوم سبايس»، مات أوندلر، خلال مؤتمر صحافي في ميلانو، إن «رواد الفضاء سيقصدون أماكن شديدة الخطورة وبيئات قاسية عندما تطلق (ناسا) مهمة (أرتيميس3) بعد عامين».

وذكّر بأن «إحدى المهام التي تسعى (ناسا) إلى تنفيذها، تتمثل في محاولة اكتشاف الحفر المائية في القطب الجنوبي، وهو من أبرد الأماكن في الكون».

وأوضح مدير برنامج «البزّة» في شركة «أكسيوم سبايس»، راسل رالستون، أن العزل الحراري للأحذية لتحمّل درجات الحرارة القصوى شكّل أيضاً «تحدياً صعباً» للفنيين.

ويصلح النموذج الذي صممته «برادا» و«أكسيوم» للجنسين، وهو قابل للتكيف مع مختلف القياسات المطلوبة، نظراً إلى أن «أرتيميس3» ستحمل أول امرأة إلى القمر.

وأشار مدير التسويق في «برادا»، لورينزو بيرتيلي، إلى أن المعلومات المتعلقة بالمواد المستخدمة مصنّفة «سرية». وأعرب بيرتيلي، وهو أيضاً نجل مؤسِسة الدار ميوتشا برادا، عن سعادته بـ«اكتساب المهارات» الذي أتاحته هذه التجربة.

وقال راسل رالستون: «لقد جمعنا بين الهندسة والعلوم والفن لإنتاج أحدث جيل من الملابس للمسافرين المستقبليين إلى القمر، مما يضمن تنفيذ رواد الفضاء مهامهم بأمان وراحة».

ولم تنجح سوى 5 دول هي: الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق والصين والهند واليابان، حتى اليوم في إنزال مركبات على سطح القمر. وتفرّدت الولايات المتحدة بإرسال رواد فضاء إليه.