الإعلامية اللبنانية نسرين الظواهرة: بعض الفنانين متّهمون بالتقاعس ولكن...

أخبرت «الشرق الأوسط» أنها تهتمّ بمساعدات يقدّمها النجوم بعيداً عن الأضواء

نسرين الظواهرة مع جورج وسوف (صور الإعلامية)
نسرين الظواهرة مع جورج وسوف (صور الإعلامية)
TT

الإعلامية اللبنانية نسرين الظواهرة: بعض الفنانين متّهمون بالتقاعس ولكن...

نسرين الظواهرة مع جورج وسوف (صور الإعلامية)
نسرين الظواهرة مع جورج وسوف (صور الإعلامية)

تتحوّل الأنظار حالياً، في خضمّ الحرب التي يعيشها لبنان، إلى الفنانين. فالناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي لا يتوانون عن توجيه انتقادات لاذعة إلى بعضهم. يلومونهم لعدم إبدائهم اهتماماً يُذكر تجاه النازحين. فلا يقدّمون لهم العون المطلوب، مع أنهم، كما يذكرون في تعليقاتهم، يتمتّعون بالرخاء والثراء.

وفي المقابل، يُسلَّط الضوء على نجوم التمثيل والغناء الذين انخرطوا في العمل الإنساني من دون تردُّد، فتنتشر لهم مقاطع مصوَّرة تُبيّن مشاركتهم في تقديم المساندة.

في هذا السياق، نشرت الإعلامية اللبنانية نسرين الظواهرة منشوراً تتناول فيه الموضوع. وهي تحظى بخبرة طويلة في العمل الفنّي، وتعمل حالياً مستشارةً إعلامية لشركة «الصبّاح» للإنتاج. كما قدّمت برامج حوارية فنّية عدّة، أشهرها «عالبكلة»، وقابلت نجوماً كباراً من لبنان والعالم العربي، من بينهم جورج وَسّوف.

وعبر حساباتها على مواقع التواصل، طالبت المنتقدين بالتوقّف عن توجيه كلام جارح ومؤذٍ لنجوم من لبنان. وممّا قالته: «ثمة انتقادات كثيرة لمشاهير. يسأل الناس عن سبب عدم تقديمهم أي مساعدة، حتى إنهم لا يتوانون عن جلدهم وتوجيه كلام جارح لهم، في حين أخذت فئة أخرى من الفنانين على عاتقها تصوير لقطات، وأحياناً كليبات كاملة، عن تفاصيل هذه المساعدة»، مضيفةً أنها على دراية بمشاهير كثر يؤدّون واجباتهم تجاه أبناء بلدهم بصمت.

تدافع عن الفنانين وفعل الخير بعيداً عن الأضواء (صور نسرين الظواهرة)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، تؤكّد الظواهرة أنها توصل هذه المساعدات بنفسها بصمت تام: «لا يمكننا إجبار الفنانين جميعاً على التباهي بما يقدّمونه واستخدام الأضواء للإشارة إلى ذلك. ففعل الخير في جميع الأديان يُفضّل أن يجري بعيداً عن الأضواء. وبعض الأيادي البيضاء تؤدي مهمتها من دون بهرجة أو ضوضاء. فلماذا علينا انتقادهم إن قاموا بواجباتهم على طريقتهم؟».

أوكل إليها بعض الجهات الفنّية إيصال مساعدات وإعانات للنازحين: «أفعل ذلك بكل امتنان، وأفرح لوجود كمّ من الفنانين يثابرون على المساعدة». برأيها؛ بعض النجوم اغتنموا الفرصة في بداية الحرب والتقطوا الصور لأنفسهم وهم يقدّمون المساعدة. وتتابع: «اليوم لا نراهم، كأنهم رغبوا في الترويج لأنفسهم لفترة معينة ليُحفروا في ذاكرة الناس. ولكن في المقابل، ثمة فنانون لا أستطيع ذكر أسمائهم يثابرون منذ اندلاع الحرب على تقديم المساندة بكل أوجهها دون إثارة ضجة حولهم».

مع الفنانَيْن جورج خباز وعابد فهد (صور نسرين الظواهرة)

معظم الفنانين اللبنانيين شاركوا عبر حساباتهم على وسائل التواصل في مساندة لبنان وأبنائه بعبارات مشجِّعة، وبينهم مَن رفع الصوت، ودعا كل مَن يستطيع المساعدة إلى ملاقاته في جمعية أو مركز يؤوي نازحين.

من ناحية أخرى، أعتذر نجوم معروفون من عدم إقامة حفلات غنائية خارج لبنان، دعماً لوطنهم تحت حرب دامية. تُعلّق الظواهرة: «الفنانون لا يختلفون عنا مطلقاً. هم أيضاً يشعرون بالحزن والأسى تجاه ما يحدث على أرضنا. لذلك لم يتوانوا عن الاعتذار من عدم إقامة حفلات غنائية لأنهم في فترة حِداد».

نسألها عن سبب رغبة بعض الفنانين في الانخراط بالعمل الإنساني بصمت، فتردّ: «أسباب كثيرة تدفعهم إلى هذا الخيار؛ من باب عدم التفاخر. كما أنّ كثيرين منهم لم يستوعبوا للوهلة الأولى أننا فعلاً دخلنا الحرب، فأصيبوا بالصدمة، مثلنا تماماً. وحين أدركوا ما نمرّ به، بدأت نشاطاتهم الإنسانية تنتشر هنا وهناك. وتكفّلتُ بهذه المساعدات وتقديمها لأصحابها».

وعن سبب نشرها المقطع المصوَّر الذي تدافع فيه عن الفنانين، تقول: «شعرت بالظلم، وبأنّ هناك مَن يهتم فقط بالقشور. ولأنني على علم بأيادٍ بيضاء كثيرة تمتدّ من الفنانين إلى المحتاجين، فقرّرتُ التكلّم».

تؤكد أنّ ما حدث لم يكن بدايةً قابلاً للاستيعاب (صور نسرين الظواهرة)

إليسا كانت من أول الفنانين الذين اعتذروا من عدم إحياء حفلات، وتبعها عدد كبير من زملائها، مثل عاصي الحلاني، ووائل جسار، ونانسي عجرم، وماجدة الرومي التي أصدرت بياناً رسمياً في هذا السياق.

وجاءت مشاركات نجوم آخرين، مثل جوزف عطية، والممثلين ريتا حايك، وأنجو ريحان، وطارق سويد، وماغي بو غصن، وغيرهم... عفوية. فانتشرت صور تُبرز مدى اهتمامهم بالتخفيف من معاناة النازحين؛ إذ زاروهم في المدارس والبلدات والساحات التي تستضيفهم.

تختم الظواهرة: «ثمة أشخاص يعانون جوع الشهرة، فيستخدمون كل الوسائل التي تُسهم في توسيعها. ولكن، في المقابل، يمكن القول إنّ غالبية نجومنا من ممثلين ومغنّين متأثّرون بما يحصل للبنان وأبنائه. أنا على يقين من أنهم لم يتقاعسوا، وليتني أستطيع الإفصاح عن أسماء كثيرين بينهم يقدّمون المساعدة دون تردُّد».


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يعلن استهداف مستوطنة شتولا وتجمع لقوات إسرائيلية شرق الخيام

المشرق العربي جانب من الدمار جراء إطلاق صواريخ سقطت على وسط إسرائيل أمس (أ.ف.ب)

«حزب الله» يعلن استهداف مستوطنة شتولا وتجمع لقوات إسرائيلية شرق الخيام

أعلن «حزب الله» اللبناني، في بيانين منفصلين، اليوم الاثنين، أن عناصره استهدفت مستوطنة شتولا وتجمعاً لقوات إسرائيلية شرق مدينة الخيام، بـ«صلية صاروخية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
أوروبا الأمن يقف في حراسة قبل اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع بأناني بمنطقة لاتسيو بإيطاليا (إ.ب.أ)

الشرق الأوسط وأوكرانيا على جدول أعمال اجتماع مجموعة السبع

يجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع قرب روما، اليوم، لإجراء محادثات تركز على النزاع في الشرق الأوسط، بحضور نظرائهم الإقليميين، وكذلك على الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي عناصر من خدمة الإسعاف الإسرائيلية في موقع إصابة شخص في نهاريا بشظايا صواريخ أطلقت من لبنان (نجمة داود الحمراء عبر منصة «إكس»)

إصابة شخص في إسرائيل بعد إطلاق 20 صاروخاً من لبنان

أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، الإثنين، إصابة شخص بعد إطلاق 20 صاروخا من لبنان نحو مناطق الجليل الأعلى والغربي

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (رويترز)

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان «خلال أيام»

أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي، اليوم الاثنين، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، بأن بلاده اتخذت قراراً بالمُضي قدماً نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.