تريد وسيلة لتحفيزك؟ تعلَّمْ كيف «تشكّل محيطك» ليساعدك على النجاح

من خلال ضبط بيئتك المحيطة يمكنك بناء نظام يرشدك بشكل طبيعي نحو أهدافك (أرشيفية)
من خلال ضبط بيئتك المحيطة يمكنك بناء نظام يرشدك بشكل طبيعي نحو أهدافك (أرشيفية)
TT

تريد وسيلة لتحفيزك؟ تعلَّمْ كيف «تشكّل محيطك» ليساعدك على النجاح

من خلال ضبط بيئتك المحيطة يمكنك بناء نظام يرشدك بشكل طبيعي نحو أهدافك (أرشيفية)
من خلال ضبط بيئتك المحيطة يمكنك بناء نظام يرشدك بشكل طبيعي نحو أهدافك (أرشيفية)

إذا كنت تتطلع إلى إحداث تغيير في حياتك، حتى لو كان شيئاً بسيطاً مثل صعود الدرج بانتظام بدلاً من استخدام المصعد الكهربائي، فكيف ستفعل ذلك؟ عند طرح هذا السؤال، فإن الإجابات غالباً ستكون استراتيجيات عملية ومعروفة، مثل: تحديد ذلك هدفاً، أو قراءة فوائد صعود الدرج، أو التزام فعل ذلك مع صديق.

وفي حين أن هذه الطرق يمكن أن تنجح بالتأكيد، إلا أنها تعتمد بشكل كبير على الدافع الداخلي وقوة الإرادة. لكن هناك طريقة أبسط: ابحث عن مبنى لا يعمل فيه المصعد. قد يبدو الأمر مضحكاً، ولكن عندما لا يكون المصعد متاحاً، فلن يبقى أمامك سوى صعود الدرج.

فبدلاً من الاعتماد فقط على قوة الإرادة، يمكننا تشكيل محيطنا لدفعنا نحو السلوكيات التي نريدها. وفيما يلي اقتراحان لمساعدتك على ضبط بيئتك لتحفيزك نحو تحقيق أهدافك، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعنيّ بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية.

التركيز على الراحة والسهولة

قدم اثنان من المديرين التنفيذيين، تانيا لونا وجوردان كوهين، مفهوم «مبدأ الموز» لتوضيح رؤية شهدوها مراراً وتكراراً في غرف استراحة الشركات. ففي مواجهة الاختيار بين أكل الموز والبرتقال، يختار الموظفون الموز دائماً تقريباً. ليس لأن طعم الموز أفضل، ولكن لأنه أكثر ملاءمة وأقل فوضى، فحتى العوائق الصغيرة، مثل صعوبة تقشير البرتقال مقارنةً بالموز، يمكن أن تؤثر في قراراتنا.

يمكن تطبيق هذا المبدأ عن طريق إزالة العوائق الصغيرة التي تقف بينك وبين أهدافك. فقد تجد نفسك تلتزم في ممارسة التمارين الرياضية بشكل أكثر انتظاماً إذا قمت بتغيير ملابسك للملابس الرياضية فور عودتك من العمل، حتى لو لم تكن ستمارس التمارين إلا في وقت لاحق، لأنك إذا بدلت ملابسك لملابس مريحة قد يكون من الصعب التحفيز لاحقاً للتحول إلى الملابس الرياضية.

الاستفادة من الفضول

في دراسة أُجريت في إحدى كليات إدارة الأعمال، أمضى الباحثون شهرين في تشجيع الناس على صعود الدرج بدلاً من استخدام المصعد. في الشهر الأول، نشروا لافتات سلَّطت الضوء على فوائد استخدام الدرج وشجّعت على استخدامه. وباستخدام عدَّاد آلي مثبت في الدرج، وجدوا أن الناس استخدموه نحو 32 ألف مرة في ذلك الشهر.

وفي الشهر الثاني، غيَّروا اللافتات لتحتوي على «أسئلة بسيطة»، مع توجيه الأشخاص إلى صعود الدرج لاكتشاف الإجابات، التي تم نشرها على طول الدرج. خلال ذلك الشهر، استخدم أكثر من 35 ألف شخص الدرج، أي بزيادة قدرها 9.8 في المائة. وأشار الباحثون إلى هذه الاستراتيجية على أنها «إغراء الفضول»، حيث تدفع الرغبة في الكشف عن الإجابة الأشخاص إلى اتخاذ خيار مختلف.

بالمثل، قام باحثون في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا الأميركية بجمع الكتب الصوتية الأكثر إدماناً لدى الطلاب وجعلوها حصرية في صالة الألعاب الرياضية حيث لا تستطيع الاستماع إليها إلا في أثناء ممارسة التمارين، ونتيجة لذلك زاد الحضور في الصالة بنسبة تزيد على 50 في المائة.

وأظهرت هذه الفكرة أنه عندما تربط شيئاً يثير اهتمامك أو فضولك مع شيء تحتاج إلى فعله، فمن المرجح أن تفعله.

في النهاية، إن إحداث تغيير هادف في حياتك يجب ألا يعتمد على قوة الإرادة وحدها. فمن خلال ضبط بيئتك والاستفادة من الأدوات مثل الراحة والفضول، يمكنك بناء نظام يرشدك بشكل طبيعي نحو أهدافك. ومن خلال مزج ما تحتاج إلى فعله مع ما يجذب اهتمامك، ستجد أنه من الأسهل بكثير أن تظل متحفزاً ومتحمساً. وبدلاً من دفع نفسك بقوة أكبر، حاول تصميم البيئة المحيطة بك لتدفعك نحو النجاح.


مقالات ذات صلة

الموسيقى قد تغير طريقة تذكرنا للماضي

يوميات الشرق الاستماع إلى الموسيقى يمكنه تغيير كيفية تذكر الناس للماضي (رويترز)

الموسيقى قد تغير طريقة تذكرنا للماضي

أكدت دراسة جديدة أن الاستماع إلى الموسيقى لا يمكن أن يحفز الذكريات فحسب، بل يمكنه أيضاً تغيير كيفية تذكُّر الناس لها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق حفل «موريكس دور» 2024

حفل «موريكس دور»... مسك الختام لعام صعب تُوّج بالأمل

سجّلت النسخة الـ24 من حفل «موريكس دور» اختلافاً، فطغى عليها جوائز تكريمية لنجوم غالبيتهم من لبنان. وغاب عنها النجوم الأتراك الذين كانوا يشاركون في نسخ سابقة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يغوص الشخص في حالة من الإنكار حين يمر بموقف محبط (رويترز)

3 أكاذيب تُقنع بها نفسك قد تتسبب في فشلك

في بعض الأحيان، تكون الأشياء التي نرويها لأنفسنا لإنكار الموقف أو تجاوزه هي السلاسل التي تقيدنا وتقيد نجاحنا، حسبما أكده عالم النفس جيفري بيرنستاين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق نجمة بلخديم (الفيغارو)

الجزائرية نجمة بلخديم... مرشحة لجائزة فرنسية لنساء الأعمال

جاءت سيدة الأعمال المغربية نجمة بلخديم ضمن الأسماء العشرة المرشحة للفوز بجائزة «بيزنس وذ أتيتود» التي تكافئ أكثر امرأة مجددة في المؤسسة الخاصة التي تديرها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق صورة نشرها المسافر للكلب على موقع «ريديت»

إجبار راكب على التخلي عن مقعده بالدرجة الأولى في الطائرة... من أجل كلب

أُجبر أحد ركاب شركة «دلتا للطيران» على التخلي عن مقعده الفاخر في الدرجة الأولى لمسافر آخر، اكتشف فيما بعد أنه كلب، الأمر الذي أثار غضبه ودهشته.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

3 أكاذيب تُقنع بها نفسك قد تتسبب في فشلك

يغوص الشخص في حالة من الإنكار حين يمر بموقف محبط (رويترز)
يغوص الشخص في حالة من الإنكار حين يمر بموقف محبط (رويترز)
TT

3 أكاذيب تُقنع بها نفسك قد تتسبب في فشلك

يغوص الشخص في حالة من الإنكار حين يمر بموقف محبط (رويترز)
يغوص الشخص في حالة من الإنكار حين يمر بموقف محبط (رويترز)

أحياناً، حين يمر الشخص بموقف محبط، فإنه قد يغوص في حالة من الإنكار، ظناً منه أنه يحمي نفسه.

لكن في بعض الأحيان، تكون الأشياء التي نرويها لأنفسنا لإنكار الموقف أو تجاوزه هي السلاسل التي تقيدنا وتقيد نجاحنا، حسبما أكده عالم النفس جيفري بيرنستاين، لموقع «سيكولوجي توداي».

وقال بيرنستاين: «هذه الأكاذيب المريحة التي يراد بها حماية الذات، تبقينا عالقين في الفشل، وفي أنماط غير صحية، وعلاقات غير مُرضية، وفي وظائف لا تضمن لنا تحقيق طموحاتنا».

وأكد أن هناك 3 أكاذيب شهيرة يُقنع بها الأشخاص أنفسهم وتتسبب في فشلهم؛ مشيراً إلى أن مواجهة هذه الأكاذيب هي الخطوة الأولى نحو النجاح.

وهذه الأكاذيب هي:

الكذبة الأولى: «ليس الأمر بهذا السوء»

إن قبول عيوب شخص أو وظيفة ما بزعم أن هذه العيوب لا تجعل الأمور سيئة للغاية، وقد تكون محتملة، هو من أسوأ الأشياء التي قد يفعلها الشخص، وفقاً لبيرنستاين.

وأضاف أن هذه الكذبة تتسبب في فشل الشخص، وتؤثر سلباً على ثقته بنفسه وتقديره لذاته بمرور الوقت.

الكذبة الثانية: «سأتعامل مع الأمر لاحقاً»

يقول بيرنستاين: «إذا كنت تكره وظيفتك على سبيل المثال، إلى درجة تجعلك تشعر في كل صباح وكأنك ذاهب إلى معركة؛ لكنك تقول لنفسك: «سأستمر في العمل لمدة عام آخر، ثم سأبدأ في البحث عن شيء جديد»، ففي الأغلب ستظل عالقاً في الوظيفة نفسها أعواماً عدة، وستصبح أكثر بؤساً بمرور الوقت».

ويضيف: «التسويف ليس مجرد مضيعة للوقت؛ بل إنه قاتل للأحلام والتطور والرخاء».

الكذبة الثالثة: «أنا كبير في السن» أو «أنا صغير في السن»

يقول بيرنستاين: «أحياناً أرى أشخاصاً تخطوا سن الخمسين، يطمحون لتحقيق حلم ما أو تعلم مهارة ما؛ لكنهم يشعرون بأنهم كبار في السن، وبأن الوقت قد فات لتحقيق حلمهم. وأحياناً أخرى أرى أشخاصاً صغاراً في السن يرون أنهم أصغر من تحقيق أمر ما».

وأشار إلى أنه في كلتا الحالتين، لن تؤدي هذه المخاوف إلا إلى الفشل؛ لأنها ستمنع الأشخاص من المحاولة في حياتهم بشكل عام.