«دراكو رع»... رهان سينمائي يتجدد على الكوميديا الفانتازية

بعد إطلاق التيلر الدعائي له

مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)
مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)
TT

«دراكو رع»... رهان سينمائي يتجدد على الكوميديا الفانتازية

مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)
مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)

جدد إطلاق الشركة المنتجة لفيلم «دراكو رع» التيلر الدعائي عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الرهان على الكوميديا الفانتازية في دور العرض المصرية والعربية، مع الإعلان عن طرحه نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

الفيلم بطولة ثنائية للفنانين خالد منصور وشادي ألفونس، اللذين شاركا في كتابته أيضاً مع محمود الفار، ومينا خزام، ويضم الفيلم مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم مروان يونس، وإسماعيل فرغلي، وملك بدوي، ويارا عزمي، ونور قدري، والفنانة اللبنانية داليدا خليل، ومن إنتاج محمد عبد الوهاب ومحمد خير زعيتر وإخراج كريم أبو زيد.

وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي فانتازي حول قصة «مصاصي الدماء» الأخوين «أحمس» و«رمسيس»، اللذين يظهران بعد سنوات طويلة من اختبائهما، لكن يجب عليهما تجنب «أشعة الشمس»، وتناول «دم بشري» من أجل الحفاظ على حياتيهما، وذلك بسبب لعنة قديمة لملك قبيلة «دراكو»، لكنهما يتعثران في الحصول على «الدم البشري»، ويتعرضان لمواقف كوميدية خلال رحلة البحث الطريفة.

خالد منصور وشادي ألفونس على الملصق الدعائي للفيلم (صفحة خالد منصور بـ«فيسبوك»)

ونشر الفنان خالد منصور الإعلانين الترويجيين الأول والثاني للفيلم عبر حسابه بموقع «فيسبوك» وكتب: «الدم عمره ما يبقى ميه»، و«مستعد لمواجهة عالم كله غموض وتشويق وضحك»، كما نشر البوستر الرسمي للفيلم وكتب «الدراكوه مش بيهزروا».

من جانبه، قال كريم أبو زيد مخرج الفيلم إن قصة العمل عبثية وجادة في الوقت نفسه، وتعتمد على كوميديا الموقف ولا مجال للإفيهات، وأضاف أبو زيد لـ«الشرق الأوسط» أن «السيناريو المختلف هو ما حمّسه لتقديم العمل».

وأوضح أنه رأى «القصة جديدة ومشوقة ولم يتم التطرق لها من قبل في أعمال فنية محلية أو عالمية»، كما كشف أنه استخدم تقنيات حديثة في التصوير، واستعان بعناصر حقيقية فرعونية، وقام بالتصوير في معبد «أبو سمبل» في مدينة أسوان، «جنوب مصر»، كما قام بتغيير الكثير من سمات «مصاصي الدماء» المعروفة.

خالد منصور وشادي ألفونس خلال كواليس الفيلم (صفحة خالد منصور بـ«فيسبوك»)

وذكر أبو زيد أن «الفيلم هو أول عمل فني يصور في معبد أبو سمبل»، كما صوّر المخرج المصري بعض المشاهد في المتحف المصري بالعاصمة القاهرة، واستعان بالديكور لاستكمال مشاهد لم يستطع تصويرها في أماكن حقيقية، وفق قوله.

وذكر أبو زيد أنه من أنصار الواقعية في التصوير، لافتاً إلى أن «أحداث الفيلم كانت تتطلب الوجود بهذه الأماكن»، كما أشار إلى أن هذه النوعية من الأفلام لها جمهور كبير في العالم العربي، خصوصاً أنه يعتمد على «كوميديا الموقف» التي تروق للكثيرين.

وعن حكاية الفيلم قال أبو زيد: «(أحمس) و(رمسيس)، مصاصا دماء يعيشان منذ أيام الفراعنة وعمرهما 3222 عاماً، ومرت عليهما سنوات طويلة و(لا صحة لوفاتهما ورجوعهما) مثلما كتب البعض، لكن موقفاً ما حدث عام 1920 اضطرهما للعيش في بدروم، حتى خرجا مرة أخرى عام 2023. كل هذه المواقف في إطار كوميدي جدي عبر أحداث ومفارقات طريفة».

وكشف أبو زيد أن اسمي البطلين «أحمس» و«رمسيس»، ليس لهما علاقة بملوك الفراعنة، بل هما اسمان اعتمد عليهما لشهرتهما، وخصوصاً أنهما «مصاصا دماء» من أيام الفراعنة.

وعن الاستعانة بالعنصر النسائي في البطولة وإسناد العمل للفنانتين يارا عزمي وملك بدوي، قال أبو زيد إن «ذلك كان مقصوداً من أجل إظهار وجوه جديدة لتقديم الكوميديا بشكل مختلف ومفاجئ للناس».

ويعدّ «دراكو رع» هو التجربة الثانية في مشوار المخرج، بعد فيلم «11:11»، كما أوضح أبو زيد أنه «حالياً في مرحلة المونتاج لتجربته السينمائية الثالثة عبر الفيلم المصري السعودي التركي (محمول مكفول)».


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.