تصريحات لطفي لبيب عن «7 أكتوبر» تثير تبايناً «سوشيالياً»

وصف عملية «طوفان الأقصى» بـ«النكسة»

لطفي لبيب  (مهرجان الإسكندرية)
لطفي لبيب (مهرجان الإسكندرية)
TT

تصريحات لطفي لبيب عن «7 أكتوبر» تثير تبايناً «سوشيالياً»

لطفي لبيب  (مهرجان الإسكندرية)
لطفي لبيب (مهرجان الإسكندرية)

أثارت تصريحات أدلى بها الفنان المصري لطفي لبيب، على هامش تكريمه في مهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط أخيراً، تبايناً سوشيالياً، بعدما وصف عملية «طوفان الأقصى» أو أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بـ«النكسة بكل المقاييس»، رافضاً المقارنة بينها وبين حرب 6 أكتوبر 1973، التي عبرت فيها القوات المسلحة المصرية قناة السويس وحطمت خلالها «خط بارليف».

ولطفي لبيب هو أحد الجنود الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973 في أثناء أدائه فترة التجنيد بالكتيبة 26 التي عبرت قناة السويس في بداية الحرب. وهي الكتيبة التي أعد سيناريو لفيلم سينمائي عنها، لكنه لم يرَ النور حتى الآن لعدم وجود جهة تتبنى إنتاجه، مع توثيقه ليوميات الحرب في الكتيبة.

وكرر لطفي لبيب وصف أحداث «7 أكتوبر» بـ«النكسة» خلال مداخلة هاتفية في برنامج «بتوقيت القاهرة»، عبر قناة «القاهرة والناس»، مساء الأحد الماضي، لافتاً إلى أن «إسرائيل دولة قوية وليست سهلة، وتقوم بالضرب في عدة جهات الآن، لكنها هُزمت من مصر في 1973».

ولاقت تصريحات لطفي لبيب تبايناً سوشيالياً مع تصدره منصة «إكس» في مصر، حيث واجه انتقادات حادة من البعض، فيما أيد آخرون رأيه، لافتين إلى أن كلامه «صحيح». وشارك البعض متحدثين عن إخلاصه وحبه لبلده.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها فنان مصري لانتقادات بسبب رأي سياسي؛ إذ كانت آخرها الممثلة إلهام شاهين عندما تحدثت عن إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنباً إلى جنب، مما عرضها لانتقادات واسعة عبر «السوشيال ميديا».

ويعتقد الناقد المصري طارق الشناوي أن غالبية الفنانين المصريين لا يجيدون الحديث في السياسة، وعندما يتحدثون تكون التصريحات غير موفقة أو مبنية على آراء انطباعية، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «قلة اليوم من الفنانين تجيد الحديث السياسي، مقارنة بفترات سابقة».

وأضاف أن «لطفي لبيب يبدو في حالة صحية غير مستقرة بسبب الأزمة الصحية التي تعرض لها وأثرت عليه، وجعلت وجوده في الاستوديوهات محدوداً، وهو أمر يُفقد الفنان نصف عطائه وقوته»، مطالباً بـ«عدم محاسبته على تصريحاته التي تبدو تحت تأثير (عدم اتزان نفسي)».

وكان لطفي لبيب قد أصيب قبل عدة سنوات بجلطة في المخ أثرت على حركته بشكل كبير، وجعلته يبتعد عن المشاركة بكثافة في الأعمال الفنية، مكتفياً بظهور خاص في عدد من الأعمال بمشاهد محدودة لا تتطلب الكثير من الحركة، مع تعرضه للإجهاد من بذل أي مجهود.

ويُبدي الشناوي تفهماً للتصريحات انطلاقاً من كونها تشير إلى الخسائر البشرية والتدمير الذي لحق بقطاع غزة وغيرها من المناطق بحصيلة غير متكافئة على الإطلاق، لافتاً إلى أن «الممثل مهما كانت طبيعته لا يمكن أن نطلب منه إجادة التحليل السياسي والحديث بكلمات شديدة الانضباط سياسياً».

لطفي لبيب خلال ندوة تكريمه بمهرجان الإسكندرية (مهرجان الإسكندرية)

رأي يدعمه الناقد المصري محمد عبد الرحمن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «لبيب من الممثلين الذين شاركوا في الحرب، ويجب أن نتعامل مع وجهة نظره باحترام حتى في حال رفضنا إياها»، مشيراً إلى «عدم إمكانية إطلاق أحكام نهائية على أعمال عسكرية لا تزال دائرة حتى اليوم، ولم يكتب التاريخ فيها المنتصر من المهزوم».

وأضاف عبد الرحمن أن «المراحل الحساسة على المستوى السياسي تتطلب إعلان التضامن مع الشعوب ودعمها في المِحن التي تتعرض لها، وهو أمر ربما غاب عن الجزء الرئيسي الذي تضمنته كلمات لبيب في الحديث».


مقالات ذات صلة

فصائل فلسطينية: وقف إطلاق النار في غزة بات «أقرب من أي وقت مضى»

المشرق العربي فلسطيني يبكي طفله الذي قتل في غارة إسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

فصائل فلسطينية: وقف إطلاق النار في غزة بات «أقرب من أي وقت مضى»

أعلنت ثلاثة فصائل فلسطينية أنّ التوصّل لاتفاق مع إسرائيل على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بات «أقرب من أيّ وقت مضى».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية فلسطينيون يفرون من مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أرشيفية)

«هدنة غزة»... مساعٍ إلى «حل وسط» لإبرام الاتفاق

جهود مكثفة للوسطاء لتقريب وجهات النظر خلال مفاوضات الهدنة بقطاع غزة، في ظل حديث إعلامي عن «شروط جديدة» أخرت إعلان الاتفاق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
أوروبا البابا فرنسيس يلقي خطاب عيد الميلاد أمام كرادلة كاثوليك في الفاتيكان السبت (د.ب.أ)

بابا الفاتيكان عن غزة: هذه وحشية وليست حرباً

عادة ما يكون بابا الفاتيكان فرنسيس حذراً بشأن الانحياز إلى أي من أطراف الصراعات، لكنه صار في الآونة الأخيرة أكثر صراحةً تجاه حرب إسرائيل على غزة.

«الشرق الأوسط» (مدينة الفاتيكان)
تحليل إخباري «كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

تحليل إخباري «سلاح أبيض» و«أحزمة ناسفة»... تكتيكات جديدة لـ«القسام» في غزة

الواقع الميداني أجبر عناصر «القسام» على العمل بتكتيكات وأساليب مختلفة، خصوصاً وأن الجيش الإسرائيلي نجح في تحييد الكثير من مقدرات المقاومين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا رجل فلسطيني ينظر لجثامين الأطفال الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية في مستشفى الأهلي العربي في وسط غزة (أ.ف.ب)

«هذه قسوة وليست حرباً»... البابا فرنسيس يدين مقتل أطفال في غارة إسرائيلية على غزة

أدان البابا فرنسيس «قسوة» غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة أطفال من العائلة ذاتها في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
TT

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، ممثلة في عدة حفلات لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، يستضيف مسرح معهد الموسيقى العربية حفلاً جديداً لتقديم أعمال الموسيقار الراحل.

ويأتي هذا الحفل ضمن خطة وزارة الثقافة المصرية لإعادة إحياء التراث الفني، حيث تقيم دار الأوبرا برئاسة الدكتورة لمياء زايد، حفلاً تُحييه الفرقة القومية العربية للموسيقى، بقيادة المايسترو حازم القصبجي لاستعادة تراث عبد الوهاب.

وفق بيان للأوبرا المصرية، يتضمن الحفل مجموعة من أعمال الموسيقار، التي تغنى بها كبار نجوم الطرب في مصر والوطن العربي، ومن بينها «لا مش أنا اللي أبكي»، و«يا خلي القلب»، و«سكن الليل»، و«الحب جميل»، و«تهجرني بحكاية»، و«توبة»، و«هان الود»، و«خايف أقول اللي في قلبي»، و«أيظن»، و«القريب منك»، و«كل ده كان ليه»، يقوم بغنائها آيات فاروق وإبراهيم رمضان ومي حسن ومحمد طارق.

وأوضح البيان أن سلسلة حفلات «وهابيات»، والتي تقام بشكل دوري، في إطار دور الأوبرا، تهدف إلى تنمية الذوق الفني في المجتمع، وتعريف الأجيال الجديدة بتراث الرموز الخالدة وروائع الموسيقار محمد عبد الوهاب.

حفل وهابيات لاستعادة أعمال موسيقار الأجيال (دار الأوبرا المصرية)

ويعدّ عبد الوهاب من أهم الموسيقيين العرب، وقد وُلد في حي باب الشعرية الشعبي بوسط القاهرة عام 1898، والتحق بفرق غنائية وموسيقية ومسرحية في بداية القرن العشرين، وعُرف بقربه من فنان الشعب سيد درويش، وشارك في فرقته المسرحية وعمل في مسرحيتي «الباروكة» و«شهر زاد»، وفق المعلومات الببليوغرافية في متحف محمد عبد الوهاب بمعهد الموسيقى العربية.

وعدّ الناقد الموسيقي المصري أحمد السماحي «إحياء التراث وسلسلة (وهّابيات) من الأدوار المهمة التي تقوم بها وزارة الثقافة ممثلة في دار الأوبرا المصرية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التقليد ليس مصرياً فقط، ولكن عربياً وعالمياً، فكبار الموسيقيين العالميين مثل بيتهوفن وباخ وموتسارت يتم استعادة أعمالهم للأجيال الجديدة»، مضيفاً: «هذا التقليد مهم؛ لأن الأجيال الجديدة لا تعرف رموز الغناء والموسيقى، وأتمنى من الأوبرا أن تعيد أيضاً إحياء تراث كبار المؤلفين الموسيقيين، بداية من ميشيل يوسف وأندريه رايدر وفؤاد الظاهري وميشيل المصري، هؤلاء وغيرهم نحتاج إلى الاستماع لأعمالهم ليتعرف عليهم الأجيال الجديدة».

وعمل عبد الوهاب بالغناء والتمثيل إلى جانب التلحين، وغنى له كبار نجوم الطرب من أجيال مختلفة، ومن بينهم أم كلثوم وليلى مراد وفيروز وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وشادية ووردة، وقدم عدداً من الأفلام ذات الطابع الغنائي مثل «الوردة البيضاء»، و«يحيا الحب»، و«يوم سعيد»، و«رصاصة في القلب».

وتابع الناقد الموسيقي أنه «كما يتم إحياء تراث كبار المطربين والموسيقيين مثل عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش ومحمد فوزي وغيرهم، أتمنى أيضاً إحياء تراث كبار المؤلفين والموزعين الموسيقيين؛ لأن ما قدموه يعدّ أحد الروافد التي تغذي الروح والوجدان في ظل الصخب الغنائي الذي نعيشه حالياً».

وحصل عبد الوهاب على العديد من الأوسمة والتكريمات، خصوصاً بعد قيامه بتوزيع النشيد الوطني لمصر، كما لحن النشيد الوطني الليبي في العهد الملكي، وحصل على وسام الاستحقاق من الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وعلى الجائزة التقديرية في الفنون عام 1971.

يشار إلى أن عبد الوهاب رحل عن عالمنا في 4 مايو (أيار) عام 1991 عن عمر ناهز 93 عاماً، وودعته مصر في جنازة عسكرية؛ تقديراً لقيمته الفنية وإبداعاته التي امتدت على مدى أجيال.