مهرجان مصري يستعيد تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي

خطفت الاهتمام بعد تكريمها في «الإسماعيلية للفنون»

تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)
تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مهرجان مصري يستعيد تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي

تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)
تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)

استعاد مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي التي عدّها نقاد «أيقونة» لفرقة رضا للفنون الشعبية بمصر، وخطفت الفنانة الكبيرة الاهتمام وتصدرت «الترند»، الجمعة، على «غوغل» بمصر بعد تكريمها في المهرجان.

وتعد فريدة فهمي من الرواد المؤسسين لفرقة رضا للفنون الشعبية مع زوجها علي رضا وشقيقه الفنان محمود رضا، وقدمت الكثير من التابلوهات الراقصة في حفلات ومناسبات مختلفة بالإضافة إلى أفلام مثل «أجازة نصف السنة» عام 1962 و «غرام في الكرنك» عام 1967، و«حرامي الورقة» عام 1970، وفق موقع «السينما. كوم».

فريدة فهمي في مشهد من فيلم «غرام في الكرنك» (يوتيوب)

ويقام مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية في دورته الـ24 خلال الفترة من 2 إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ويضم 15 فرقة فنية مصرية، تجسد التنوع في الفن المصري بين البيئات والمناطق الجغرافية المختلفة، بالإضافة إلى 7 فرق فنية من مختلف دول العالم، تعكس تنوع الثقافات، وتبادل الحضارات.

وعدّ وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو «المهرجان يُمثل عيداً للفنون الشعبية، التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ المصري القديم، فمشهد الراقصات الثلاث الشهير في معابدنا المصرية القديمة يشهد على هذا التراث الفني الغني الذي ورثناه عن أجدادنا»، مؤكداً في بيان صحافي أن «وزارة الثقافة ستظل داعمة لكل الفنون إيماناً بأهميتها في صون تراثنا وهويتنا الوطنية».

فريدة فهمي خلال تكريمها في الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)

وأضاف الوزير في كلمته بالمهرجان: «من دواعي سروري أن أقف بينكم اليوم لنحتفي بقامة كبيرة، هو الدكتور عبد المنعم عمارة، محافظ الإسماعيلية الأسبق، ومؤسس هذا المهرجان، وبالفنانة العظيمة فريدة فهمي، التي شاركت علي، ومحمود رضا، الحلم لتأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية، والتي ساهمت في إثراء المشهد الفني المصري».

وقالت الدكتورة إيناس عبد العزيز، مديرة فرقة رضا للفنون الشعبية: «إن الفنانة الكبيرة الرائدة فريدة فهمي تستحق كل احتفاء»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «الفرقة سعيدة جداً بتكريمها فهي أستاذة لنا، وهذا التكريم الثاني بعد تكريم الرئيس لها، ونتمنى أن نوفيها حقها بالتكريم وأن نستفيد بخبراتها دائماً».

جانب من مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية (وزارة الثقافة المصرية)

وكانت الفنانة فريدة فهمي نشرت مذكراتها فى كتاب يحمل اسمها «فريدة»، يتضمن تاريخ نشأة فرقة رضا وحكايات ترويها الفنانة لأول مرة، بالإضافة لصور لم تنشر من قبل للفرقة وأعضائها، ويتم ترجمة الكتاب لـ13 لغة لنشره عالمياً، وفق ما نشرته صفحة «سيدات مصر» على «فيسبوك».

من جانبه، عدّ الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن «فريدة فهمي من الأيقونات التي يجب الاحتفاء بها في كل مناسبة، لأنها شاركت مع الجيل الأول المؤسس لفرقة رضا، علي رضا ومحمود رضا، وحظيت بشهرة وحفاوة كبيرين».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن يكون تكريم الفنانة الكبيرة التي تستحق كل احتفاء مناسبة لأن تستعيد الفرقة بريقها من جديد، لدورها المهم في تاريخ الفن المصري، وقد نشرت الفرقة أخيراً إعلاناً عن طلبها راقصين جدداً، وأتمنى أن تكون هناك مسابقة باسم فريدة فهمي تذهب جائزتها للجيل الجديد من الراقصين الشعبيين».


مقالات ذات صلة

«يوميات ممثل مهزوم»... مسرحية النهايات الحزينة للمواهب الواعدة

يوميات الشرق العرض المونودرامي «يوميات ممثل مهزوم» (إدارة المهرجان)

«يوميات ممثل مهزوم»... مسرحية النهايات الحزينة للمواهب الواعدة

استطاع العرض المسرحي «يوميات ممثل مهزوم» أن يلفت الانتباه بقوة ضمن المهرجان الدولي «أيام القاهرة للمونودراما»؛ لعدة أسباب منها موضوع العمل.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

في حين طالب بعضهم بإلغاء المهرجانات الفنية لإظهار الشعور القومي والإنساني، فإن فنانين ونقاد رأوا أهمية استمرار هذه الأنشطة وعدم توقفها كدليل على استمرار الحياة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق تكريم إلهام شاهين في حفل افتتاح مهرجان ظفار للمسرح (إدارة المهرجان)

حضور مصري لافت في مهرجان ظفار المسرحي بعمان

يشهد مهرجان ظفار الدولي للمسرح بسلطنة عمان، حضوراً مصرياً لافتاً في نسخته الأولى، المقامة حتى التاسع من شهر أكتوبر الحالي، بمسرح المروج.

«الشرق الأوسط» (ظفار (عمان))
يوميات الشرق الفنان لطفي لبيب يعبر عن سعادته بالتكريم خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

«الإسكندرية السينمائي» يتحدى «ضعف الميزانية»... ويراهن على التنوع

يواجه مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الأربعين (1-5 أكتوبر) الجاري، أزمة متكررة تتمثل في ضعف الميزانية المخصصة له.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق تكريم الفنان الفلسطيني غنام غنام (إدارة مهرجان أيام القاهرة للمونودراما)

«أيام القاهرة للمونودراما» يواجه الاكتئاب ويحتفي بقضايا حواء

هيمنت مساندة لبنان وفلسطين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على أجواء افتتاح الدورة السابعة من المهرجان الدولي «أيام القاهرة للمونودراما» الذي انطلق الثلاثاء.

رشا أحمد (القاهرة )

معرض في سويسرا يحتضن آثار غزة: تدميرها المُتعمَّد «جريمة حرب»

الإرث مرايا الشعوب (أ.ف.ب)
الإرث مرايا الشعوب (أ.ف.ب)
TT

معرض في سويسرا يحتضن آثار غزة: تدميرها المُتعمَّد «جريمة حرب»

الإرث مرايا الشعوب (أ.ف.ب)
الإرث مرايا الشعوب (أ.ف.ب)

تُبرز عشرات القطع الأثرية المُستخرجة من أرض غزة، هوية القطاع الذي يعاني الحرب منذ نحو سنة، من خلال معرض في سويسرا بعنوان «تراث في خطر».

ويستضيف متحف جنيف للفنون والتاريخ معرضاً يضمّ 44 قطعة من غزة، مملوكة للسلطة الفلسطينية، من بينها جِرار وتماثيل صغيرة وشواهد مقابر ومصابيح زيت، إلى جانب بضع عشرات من القطع الأثرية الأخرى من السودان وسوريا وليبيا.

ورأت أمينة المعرض الذي يُقام من 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي إلى 9 فبراير (شباط) المقبل، بياتريس بلاندان، أنّ «هذه المعروضات جزء من روح غزة، إنها الهوية»، مؤكدة أنّ التراث «هو في الواقع تاريخ هذا القطاع، وتاريخ الناس الذين يسكنونه».

وتشكّل القطع الـ44 جزءاً من مجموعة واسعة تضم أكثر من 530 قطعة محفوظة داخل صناديق في حظيرة آمنة بجنيف منذ عام 2007، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

هذه المعروضات جزء من روح غزة (أ.ف.ب)

ويُقام المعرض بمناسبة الذكرى الـ70 لتوقيع معاهدة لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلّح، ويركّز على مسؤولية المتاحف في حماية الممتلكات الثقافية بمواجهة التدمير والنهب والصراعات، ويذكّر بأنّ التدمير المتعمد للتراث يُعَدُّ جريمة حرب.

ولاحظ عضو السلطة التنفيذية لمدينة جنيف، ألفونسو غوميز، أنّ «القوى الظلامية أدركت أنّ الممتلكات الثقافية هي مسألة حضارية؛ لأنها لم تتوقّف يوماً عن الرغبة في تدمير هذا التراث، كما هي الحال في الموصل».

أما مدير متحف جنيف للفنون والتاريخ، مارك أوليفييه والر، فأسف لكون «معتدين كثر يعمدون في حالات النزاعات إلى المسّ بالتراث الثقافي؛ لأنّ ذلك يعني طبعاً محو هوية شعب وتاريخه». لكنه شدَّد على أنّ «ثمة متاحف وقواعد واتفاقات تحمي هذا التراث لحُسن الحظّ».

ودفعت المواقع الثقافية ثمناً باهظاً منذ الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة رداً على العملية التي نفذتها حركة «حماس» الفلسطينية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

التراث هو تاريخ الناس الذين يسكنون القطاع (أ.ف.ب)

ورصدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) أضراراً لحقت بـ69 موقعاً ثقافياً منذ بداية الحرب حتى 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية، من بينها 10 مواقع دينية و7 أثرية، و43 مبنى ذا أهمية تاريخية و/أو فنية، و6 نصب، ومستودعان للأغراض الثقافية، ومتحف واحد.

وشدّد المتحف على أنّ «القيمة التراثية لقطع غزة المحفوظة في جنيف تبدو أكبر»؛ نظراً إلى أنّ التراث الثقافي الفلسطيني أصبح راهناً «ضحية للتدمير أكثر من أي وقت مضى».

وأُحضرت هذه الآثار التي توضح جوانب من الحياة اليومية المدنية والدينية من العصر البرونزي إلى العصر العثماني، إلى جنيف عام 2006 لعرضها في معرض بعنوان «غزة على مفترق طرق الحضارات»؛ افتتحه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وكانت هذه القطع ملكاً للسلطة الفلسطينية ولرجل الأعمال الفلسطيني جودت الخضري الذي باع تلك العائدة إليه عام 2018. لكنّ هذه القطع التي كان من المقرّر أن تشكل في المستقبل مجموعة المتحف الأثري في غزة، بقيت لـ17 عاماً عالقة في جنيف؛ إذ لم يتسنَّ يوماً توفير الظروف الملائمة لإعادتها إلى القطاع بأمان.

المسّ بالتراث محو هوية شعب وتاريخه (أ.ف.ب)

علّقت بلاندان: «في الوقت الذي كان مقرراً فيه نقلها مجدّداً إلى غزة، طرأت سيطرة (حماس) على القطاع، وحصلت توترات جيوسياسية بين فلسطين وإسرائيل». ولاحظت أنّ هذه العرقلة التي شاءتها الظروف أتاحت في الواقع إنقاذ قطع «ذات أهمية كبرى»، في حين «دُمِّرَت كامل مجموعة الخضري الخاصة التي بقيت في غزة».

وتعهّدت سلطات جنيف بموجب اتفاق تعاون جديد وقّعته في سبتمبر الماضي مع السلطة الفلسطينية الاعتناء بهذا التراث لأطول مدة ممكنة.

وسبق لمتحف جنيف للفنون والتاريخ أن استُخدم عام 1939 ملجأ لأهم كنوز متحف برادو وعدد من المجموعات الكبرى الأخرى في إسبانيا التي أخرجها الجمهوريون الإسبان من بلدهم بالقطار.

واستضافت جنيف العام الماضي معرضاً للأعمال الأوكرانية. كذلك دعمت سويسرا، بالتعاون مع دول أخرى، أكثر من 200 متحف في أوكرانيا، لمساعدتها في الحفاظ على مجموعاتها بعد الغزو الروسي في فبراير 2022.