«سينما السعودية الجديدة» يعكس ثقافة المجتمع

البرنامج يقدم هذا العام 20 فيلماً تمثل نخبة من إبداعات المواهب السعودية الواعدة (مهرجان البحر الأحمر)
البرنامج يقدم هذا العام 20 فيلماً تمثل نخبة من إبداعات المواهب السعودية الواعدة (مهرجان البحر الأحمر)
TT

«سينما السعودية الجديدة» يعكس ثقافة المجتمع

البرنامج يقدم هذا العام 20 فيلماً تمثل نخبة من إبداعات المواهب السعودية الواعدة (مهرجان البحر الأحمر)
البرنامج يقدم هذا العام 20 فيلماً تمثل نخبة من إبداعات المواهب السعودية الواعدة (مهرجان البحر الأحمر)

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الخميس، برنامج «سينما السعودية الجديدة»؛ لتجسيد التنوع والابتكار في المشهد السينمائي، وتسليط الضوء على قصص محلية أصيلة، تعكس عمق الهوية الثقافية وتراث المجتمع.

ويقدم البرنامج هذا العام 20 فيلماً تمثل نخبة من إبداعات المواهب السعودية الواعدة، تتنوع بين الخيال والواقع، وتتطرق إلى موضوعات ملهمة تتناول الطموح، والهوية، والموسيقى، والقصص الموروثة، فضلاً عن استكشاف العلاقات الإنسانية بجوانبها المتعددة.

ويعكس البرنامج قدرة المواهب الوطنية على سرد قصص فريدة بأسلوب مبتكر، مما يسهم في تطوير السينما السعودية، وتعزيز حضورها على المستوى العالمي.

وتُعبِّر هذه الأفلام عن رؤية جديدة لصناعة السينما في البلاد، وتعكس دعم المهرجان المتواصل لصناع الأفلام السعوديين الذين حققوا نجاحات بارزة على الساحة الدولية، وتقديم منصة رائدة لهم تسهم في عرض مواهبهم وإبداعاتهم أمام العالم.

من جانبه، أكد أنطوان خليفة، مدير برنامج الأفلام العربية والكلاسيكية بالمهرجان، حرصهم كل عام على تقديم برنامج يعكس التطور المستمر في السينما السعودية، متطلعاً لتقديم مجموعة متنوعة من الأعمال تشمل أفلام التحريك، والأفلام الروائية، والوثائقية.

وينتظر أن تُعرض خلال الدورة الرابعة من المهرجان باقة أفلام مميزة لأجيال صاعدة من السينمائيين، هي «ناموسة» لرنيم المهندس ودانة المهندس، و«عفن» لنواف الكناني وعثمان الخويطر، و«في ليلة واحدة» لثريا أكرم، و«ذاكرة عسير» لسعد طحيطح، و«ضياء شمسي» للمى جركس، و«علكة» لبلال البدر، و«خمسين» لعبد الله الرويس، و«أجراس بافلوف» لخالد فهد، و«يوم سعيد» لمحمد الزوعري.

كما تضم القائمة أفلام «شوقر» لخالد بن وليد، و«يقين» لأحمد كردي، و«الحليمة تحلم» لعبد المحسن آل بن علي، و«الحافة» لأحمد القثمي، و«المغامرات المذهلة للفتى الرهيب خارق التشويش» لحسان الحجيلي، و«ربط» لـيم فدا، و«البريد» لزكريا البشير، و«أختين» لوليد القحطاني، و«أنرقراوند» لعبد الرحمن صندقجي، و«تراتيل الرفوف» لهنا الفاسي، و«وين الإمام؟» لأبرار قاري.


مقالات ذات صلة

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

في حين طالب بعضهم بإلغاء المهرجانات الفنية لإظهار الشعور القومي والإنساني، فإن فنانين ونقاد رأوا أهمية استمرار هذه الأنشطة وعدم توقفها كدليل على استمرار الحياة.

انتصار دردير (القاهرة )
سينما ألفرد هيتشكوك (يونيڤرسال بيكتشرز)

ألفرد هيتشكوك... سيد التشويق وسينما الألغاز

تعرِض منصة «نتفليكس» الأسبوع الحالي فيلمين متميّزين من أفلام المخرج ألفرد هيتشكوك الذي لم يوازِه أحد بعد في مجال الرّعب والتشويق واللعب على الغموض.

محمد رُضا‬ (لندن)
سينما «فراشات سوداء» (مهرجان أنيسي)

شاشة الناقد: أفلام رعب

عندما أقيمت الدورة الأخيرة من مهرجان «أنيسي» للرسوم المتحركة في فرنسا هذا العام، لفتت المشاركات الإسبانية النظر لحجم ما عرضته، وتنوّعه.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق الفنان لطفي لبيب يعبر عن سعادته بالتكريم خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

«الإسكندرية السينمائي» يتحدى «ضعف الميزانية»... ويراهن على التنوع

يواجه مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الأربعين (1-5 أكتوبر) الجاري، أزمة متكررة تتمثل في ضعف الميزانية المخصصة له.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري إسلام إبراهيم (إنستغرام)

إسلام إبراهيم: الجزء الثاني من «أعلى نسبة مشاهدة» أكثر جرأة

كشف الفنان المصري إسلام إبراهيم عن مساعي فريق عمل مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة»، الذي حقق نجاحاً لافتاً في الموسم الرمضاني الماضي، لتقديم جزء ثانٍ منه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)
صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)
TT

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)
صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)

في حين طالب بعضهم بإلغاء المهرجانات الفنية والرياضية لإظهار الشعور القومي والإنساني تجاه الأحداث السياسية بالمنطقة العربية، فإن فنانين ونقاد رأوا أهمية استمرار هذه الأنشطة وعدم توقفها كدليل على استمرار الحياة، دون أن يقلل ذلك من تأكيد التضامن مع ما تشهده دول عربية شقيقة من حروب وأزمات.

وكانت الفنانة يسرا قد تعرضت لانتقادات إثر تصريح متداول لها عن عدم إلغاء مهرجان «الجونة» بسبب «حدث مش متوقع» وتحول الهجوم إلي «هاشتاغ» للهجوم عليها.

وقالت يسرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لبنان بلدي الثاني، وقلبي يعتصر حزناً على كل شبر فيه»، وأضافت قائلة: «في مثل هذه الظروف يحاول أشخاص إحداث الوقيعة عبر تحريف مضمون كلامي، لذلك أؤكد أن مضمون حديثي كان يتركز على أن شعب مصر قلباً وقالباً مع كل الدول العربية التي تمر بظروف عصيبة».

الفنانة المصرية يسرا (مهرجان الجونة)

وأوضحت أنه «يتم دعم القضايا الإنسانية والقومية العربية من خلال هذه الفعاليات مع عدم التقليل من شأن ما يجري حولنا، لكن عنصر المفاجأة لا يخدمنا في تسليط الضوء على دولة محددة».

وواجه الفنان اللبناني راغب علامة هجوماً لبنانياً عبر مواقع «السوشيال ميديا» لغنائه في فرح أقيم بمنطقة الأهرامات بمصر قبل أيام، في ظل تعرض لبنان إلى عدوان من جانب إسرائيل.

ويرفض المخرج المصري أمير رمسيس فكرة إلغاء المهرجانات السينمائية، مؤكداً أن مهرجان «طرابلس السينمائي» ألغى حفل الختام بعد ضرب لبنان، واحتفظ بالفعاليات السينمائية والعروض تحت القصف كرسالة، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن قرار وزارة الثقافة المصرية العام الماضي بإلغاء الفعاليات لم يكن مفيداً سوى للكيان المحتل للمزيد من التعتيم الإعلامي على ما يحدث في فلسطين.

فيما يؤكد الناقد الكويتي عبد الستار ناجي تضامنه مع استمرارية الحياة بكل نبضها ومفرداتها، لاسيما المهرجانات والأنشطة الثقافية والفنية والإبداعية، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «تعطيل المهرجانات هو بمنزلة إسكات لأصوات حقيقية للتعبير والرفض والحوار مع العالم»، لافتاً إلى «الدور الكبير الذي لعبته سيدة الغناء العربي أم كلثوم مباشرة عقب نكسة 1967 حينما راحت تجوب العالم لدعم المجهود الحربي في مصر، ويومها كانت تلك التجربة بمنزلة النموذج الذي يجب أن تتعلم منه الأجيال».

وأشار ناجي إلى أن «استمرارية المهرجانات والمؤتمرات الفنية بكل مستوياتها هو تأكيد على أن الإنسان العربي يظل نابضاً بالحياة والعطاء»، مقترحاً أن تكون مهرجاناتنا نوافذ مشروعة صوب الحوار مع العالم لإيصال قضايانا القومية الكبرى».

وكانت مهرجانات سينمائية عربية عدة قد ألغت دوراتها العام الماضي، في مقدمتها مهرجانا «القاهرة» و«قرطاج»، كما أجّل مهرجان «الجونة» دورته السادسة أيضاً، واضطر لإقامتها بعد شهرين من موعدها، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ومع استمرار الحرب على فلسطين لتدخل عامها الثاني ستقام المهرجانات ولن تستطيع أن تواصل تأجيلاتها.

وترى الأديبة والكاتبة المصرية د.عزة كامل أن تأجيل المهرجانات والأحداث الفنية والرياضية يتوقف على الظرف نفسه، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه من المهم أن تتفاعل التظاهرات الثقافية والرياضية مع الأحداث السياسية مثلما فعلت مهرجانات عديدة وتضامنت مع فلسطين والسينما الفلسطينية، وعرضت أفلاماً «من المسافة صفر» التي قام بها شباب غزة في ظل الحرب، فسلطت الضوء على الحرب دون هتافات ولم تخرج عن سياقها كونها مهرجانات سينمائية، قائلة إن «هذا الأوقع في رأيي؛ لأنها بذلك تخدم القضية الفلسطينية».

فلسطينيون يعبرون السجادة الحمراء وسط الخيام لمشاهدة أفلام مهرجان «القدس السينمائي» (مهرجان القدس)

وبحسب الفنانة والناقدة الأردنية نجوى قندقجي فإن الحرب تصير جزءاً من يومياتنا العربية، مؤكدة أن الأردن ألغت المهرجان المسرحي وها هو يستعد لإقامة دورته الملغاة، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر أننا نوقف الحياة لكن الحروب لا تتوقف، ملمحة إلى أهمية عدم التمسك بالمظاهر الاحتفالية خلال الافتتاحات وضرورة توجيه بعض النشاطات، مثلما فعل المسرح التجريبي في مصر الذي افتتح بعرض راقص عن فلسطين للفنان وليد عوني، وكان عملاً مذهلاً التهبت أيادينا من التصفيق له، لكن إذا أوقفنا مهرجاناتنا لن يغير شيئاً في واقع الحرب، والفن يجب أن يكون جزءاً من نضالنا ومقاومتنا للحروب».

الفنان اللبناني وليد عوني خلال افتتاح مهرجان «القاهرة للمسرح التجريبي» (إدارة المهرجان)

وكان مهرجان «القدس السينمائي» قد أصر على إقامة دورته الثامنة لهذا العام في ظل الحرب على غزة تحت عنوان «مبدعون رغم اللجوء»، حيث أقيمت العروض وسط حطام البيوت حاملة رسالة للعالم أجمع أنه في ظل الحرب والدمار يطالب الفلسطينيون بالحياة من منطلق إيمانهم أنها تنتصر على الموت.

ويقف الناقد المصري طارق الشناوي منذ البداية ضد فكرة إلغاء المهرجانات الفنية في ظل الحروب والأزمات، وقد أعلن رأيه العام الماضي منذ أول بادرة بإلغاء مهرجان الموسيقى العربية قائلاً إنه خطأ كبير، وتضامن مع مهرجان «قرطاج»، ووقع مع فنانين تونسيين ضد قرار الدولة بإلغائه مؤكداً أن «هذا ليس حلاً مثالياً».

أم كلثوم لم تتوقف عن الغناء بعد نكسة 1967 (أرشيفية)

ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه يجب أن نأخذ العبرة من أم كلثوم وموقفها عقب نكسة 1967، فقد ذهبت لمحافظات مصر ومنها إلى الدول العربية والأوربية لتغني أغنياتها العاطفية والوطنية، وقررت أنها بالغناء تستطيع أن تدافع عن بلدها وتدعم جيشها، كما أنه في التوقيت نفسه طلب الرئيس جمال عبد الناصر إنتاج مسلسل كوميدي لفؤاد المهندس وشويكار وهو «شنبو في المصيدة»، مدللاً بأنه لو كان الضحك يعني عدم التعاطف ما سمح به جمال عبد الناصر.