رحلة أم كلثوم في باريس تثير «إعجاباً وشجناً»

إشادات واسعة بحلقة «الدحيح» عن «كوكب الشرق»

أم كلثوم (أرشيفية)
أم كلثوم (أرشيفية)
TT

رحلة أم كلثوم في باريس تثير «إعجاباً وشجناً»

أم كلثوم (أرشيفية)
أم كلثوم (أرشيفية)

تأرجحت مشاعر رواد «السوشيال ميديا» العربية، بعد إذاعة حلقة «أم كلثوم في باريس»، التي قدمها «اليوتيوبر» المصري أحمد الغندور، في برنامجه «الدحيح»، ووجدت الحلقة تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بين الإعجاب والشجن والحنين.

وتحدث الغندور عن رحلة «كوكب الشرق» في عام 1967 لباريس، وغنائها على مسرح الأولمبيا، مشيراً إلى الزحام الشديد على الحفل من جانب الجاليات العربية والأجانب، حيث وصل طول الطابور لكيلو متر كامل، كما أن سعر التذكرة كان الأغلى في تاريخ «الأولمبيا».

قناة «الدحيح» على «يوتيوب»

وهو ما نجده في وصف للحلقة عبر حساب البرنامج على موقع «يوتيوب»، نقرأ: «بعد نكسة 1967، تحولت أم كلثوم من مطربة شهيرة إلى أيقونة وطنية من خلال مساهمتها في المجهود الحربي. قامت بجمع التبرعات لإعادة بناء الجيش ورفع الروح المعنوية للمصريين والعرب بعد الهزيمة عبر سلسلة حفلات في الوطن العربي وأوروبا، بما في ذلك حفل تاريخي على مسرح الأولمبيا في باريس التي توجد بها أكبر جالية يهودية في أوروبا، وتسيطر عليها المنظمات الصهيونية».

وكما عوّد الغندور جمهور «الدحيح»، قدم مزيجاً بين الجدية والمرح، والسخرية والتشويق، عارضاً كيف امتلكت أم كلثوم 16 درجة نغمية، وكيف ساعدها الإنشاد على ذلك، وكيف كانت صوتاً وطنياً لمصر، في فترة ثورة يوليو 1952، والعدوان الثلاثي 1956، والنكسة، وكيف تقدمت بطلب رسمي للسفر إلى الجبهة، حيث استطاعت أن تحول الغناء إلى تجربة شعورية قادرة على رفع معنويات الجنود إلى السماء، مبرزاً جهودها في تأسيس «هيئة التجمع الوطني للمرأة المصرية» لتوحيد جهود سيدات مصر للمشاركة في المجهود الحربي.

وأشار الغندور إلى أن حفلة أم كلثوم في باريس لم تكن مجرد حفل غنائي عادي، بل كانت لحظة فارقة في تاريخ الأمة العربية، فقد استطاعت أن توحد قلوب الملايين من خلال صوتها العذب، وأن تزرع في نفوسهم الأمل والتفاؤل في وقت كانت فيه الأمة العربية تمر بمحنة كبيرة، ما جعل صحيفة «لموند» الفرنسية تصفها بـ«العملاقة المقدسة».

تبين الحلقة أن «كوكب الشرق» في سنواتها الأخيرة، جمعت أم كلثوم من التبرعات ما يفوق الثلاثة ملايين جنيه لدعم إعادة بناء الجيش قبل انتصار أكتوبر 1973، لتتحول من مجرد أيقونة إلى شخصية قادرة على تحويل لحظات اليأس إلى أمل، مؤثرة في حياة شعبها بعمق.

«كوكب الشرق» أسهمت في دعم المجهود الحربي المصري (متحف أم كلثوم)

مع انتهاء الحلقة ارتفع هاشتاغ «أم كلثوم» إلى صدارة «التريند» في مصر، في حين نال فيديو الحلقة ملايين المشاهدات، وتناقل رواد منصات التواصل الاجتماعي رابطها ومقتطفات منها فيما بينهم، واصفين الحلقة بـ«التاريخية»، مُجمعين أنها حركت مشاعر الحنين والشجن لديهم.

وأعرب كثيرون أنهم لم يتمالكوا أنفسهم من البكاء مع مشاهدة الحلقة.

كما أوضح كثير من الرواد أنهم تعرفوا على جوانب غير معلومة في حياة «كوكب الشرق». فيما أشار آخرون إلى ردود فعل الجمهور العربي على الحلقة، مؤكدين أن الفن يجمع الشعوب.

كما نال فريق برنامج «الدحيح» إشادة واسعة، ما جعل كاتب الحلقة أحمد الفخراني، يكتب عبر حساباته: «أم كلثوم في باريس، حلقة الدحيح الجديدة من كتابتي، والمعتمدة كمصدر رئيسي على الكتاب الرائع للباحث كريم جمال (أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي). خالص الشكر لفريق الدحيح، دي حقيقي من الحلقات اللي بتحسسني إني فرحان وفخور بإني جزء من (الدحيح)».

وهي الكلمات التي أعاد نشرها العشرات من محبي البرنامج، مصحوبة بكلمات الإطراء على الكاتب وفريق البرنامج.

يشار إلى أن أحمد الغندور أسس قناته «الدحيح» على «يوتيوب» في عام 2014، وبدأ بنشر مقاطع فيديو تهدف إلى تبسيط العلوم بشكل ممتع وسهل، مع لمسة من الكوميديا. وأدرج اسم الغندور في قائمة الأشخاص الأكثر تأثيراً في العالم العربي لعام 2018.


مقالات ذات صلة

ألبوم مصنوع من النفايات... «كولدبلاي» يطلق إصداره الجديد

يوميات الشرق فريق «كولدبلاي» البريطاني في جولته الموسيقية الأخيرة (إنستغرام)

ألبوم مصنوع من النفايات... «كولدبلاي» يطلق إصداره الجديد

يصدر غداً الألبوم العاشر في مسيرة «كولدبلاي»، الفريق الموسيقي الأكثر جماهيريةً حول العالم. أما ما يميّز الألبوم فإنه مصنوع من نفايات جمعت من أنهار جنوب أميركا.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق النجمة الأميركية سيلينا غوميز (أ.ب)

بعد دخولها نادي المليارديرات... كيف علّقت سيلينا غوميز؟

بعد دخولها نادي المليارديرات... كيف علّقت سيلينا غوميز؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الأوركسترا الملكي البريطاني (هيئة الموسيقى) play-circle 01:33

حفل الأوركسترا السعودي في لندن... احتفاء بالوطن وأرجائه

سرت الأنغام السعودية الآتية من قلب الجزيرة العربية في أرجاء إحدى أعرق قاعات لندن؛ وهي «سنترال ويستمنستر هول» لتطوف بالحاضرين، حاملةً معها روائح الوطن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ النجمة تايلور سويفت والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

بين تايلور سويفت وترمب... من يتمتع بشعبية أكثر؟

أظهر استطلاع رأي أن عدد الأميركيين الذين ينظرون إلى نجمة البوب تايلور سويفت بشكل إيجابي أقل من أولئك الذي ينظرون بطريقة إيجابية للمرشح الجمهوري دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق النجمة الأميركية تايلور سويفت (رويترز)

ابنة مارك زوكربيرغ تطمح إلى أن تصبح مثل تايلور سويفت... كيف ردّ والدها؟

كشف الملياردير مارك زوكربيرغ، المؤسس المشارك لشركة «ميتا»، مؤخراً عن كيفية إحباطه لحلم ابنته بأن تصبح يوماً ما مثل نجمة البوب تايلور سويفت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

فاليري أرقش عوّاد تحمل شعلة الفن التشكيلي «أون لاين»

عمر أنسي ولوحة بعنوان: «أرض لبنان» تشارك في المزاد (فاليري أرقش عواد)
عمر أنسي ولوحة بعنوان: «أرض لبنان» تشارك في المزاد (فاليري أرقش عواد)
TT

فاليري أرقش عوّاد تحمل شعلة الفن التشكيلي «أون لاين»

عمر أنسي ولوحة بعنوان: «أرض لبنان» تشارك في المزاد (فاليري أرقش عواد)
عمر أنسي ولوحة بعنوان: «أرض لبنان» تشارك في المزاد (فاليري أرقش عواد)

تحمل فاليري أرقش عوّاد شعلة والدها أرمان أرقش، وتسير على خطاه. فكما الأب، الاسم الأشهر في عالم المزادات العلنية في لبنان، كذلك الابنة. أخذت على عاتقها إكمال مشوار والدها صاحب مدرسة معروفة في هذا المجال. استشارته عن إمكانية تنظيم معرض «أون لاين» لمزاد علني، يبدأ من 4 حتى 6 أكتوبر (تشرين الأول)، فنصحها بالمضي قُدماً.

كان الأب يُنظّم المزاد العلني تلو الآخر في مواسم محدّدة بصالة عرض يملكها في كليمنصو.

لوحة لرؤوف الرفاعي بعنوان: «درويش» (فاليري أرقش عواد)

اليوم ورغم الحرب التي يعيشها لبنان، تُقدِم فاليري على هذه الخطوة من باب «لا بدّ أن نستمر». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «أدرك تماماً أن الوضع في لبنان سيئ للغاية. واللبنانيون يعيشون معاناة كبيرة، بيد أنني أردت من خلال هذا المعرض الافتراضي استحداث بقعة ضوء من أجل لبنان الثقافة. قد ينتقدني كثيرون، وقد يعتقدون أنني أعيش على كوكب آخر، ولكن لبنان يستأهل منّا الإرادة الصلبة ليبقى ويستمر».

حسن جوني من الفنانين الحديثين بلوحة «حكواتي» (فاليري أرقش عواد)

يتضمن المزاد العلني الذي تقيمه فاليري أرقش عوّاد نحو 123 لوحة رسم. قسم منها يعود إلى مجموعة من الفنانين المعاصرين، وآخر لفنانين حديثين. وبذلك يجمع تحت سقفه أسماء لامعة لرسامين لبنانيين أمثال عمر الأنسي، وأوغيت كالان، وإيتل عدنان، ومصطفى فرّوخ وغيرهم. ينضمّ إليهم من الفن المعاصر جميل ملاعب، ورؤوف رفاعي، وجوليانا ساروفيم، وأسامة بعلبكي، وغيرهم.

تتابع فاليري: «سيشكّل المزاد متنفساً لمحبي الفن والثقافة. حالة الحرب التي نعيشها صعبة وقاسية، ولكننا في الوقت نفسه لا يمكننا الاستسلام والاسترخاء أمام هذا الوضع؛ ولذلك نقاوم على طريقتنا».

كانت فاليري تنوي إقامة هذا المعرض على الأرض. ولكن «الواقع فرض علينا إقامته (أونلاين)، وهو أمر سبق واتّبعناه أثناء الجائحة. التكنولوجيا تخدمنا في أوقات مماثلة، ومعها يمكننا إكمال حياتنا كما نشتهي ولو مع غصّة بالقلب».

لوحة لبول غيراغوسيان «عاطفة الأم» (فاليري أرقش عواد)

لا مشاركة لأسماء رسامين من جيل الشباب. تبرر فاليري الأمر بقواعد متّبعة في المزادات عامة. فمن يشارك لا بدّ أن يتمتع بخبرات متراكمة وإقامته معارض في متاحف وصالات عالمية ومحلية.

ينطلق المعرض من خلال منصة إلكترونية خاصة، حاملة اسم «مزاد أرقش»، وتسجّل أسماء المشاركين عليها. القطع المعروضة مزوّدة بأرقام محدّدة، ومن يرغب في المشاركة يكتب الرقم من 1 إلى 123. وهناك وقت محدد يجب الالتزام به بين عرض لوحة وأخرى، بحيث لا يتجاوز الدقيقة الواحدة. ومن خلالها يتم اختيار الشراة. «هناك قسم كبير يهوى هذا النوع من المزادات في لبنان وخارجه. واليوم نملك متابعات من لبنانيين يقيمون في الخليج العربي وأوروبا. ونأمل أن نكون باختياراتنا المنوّعة قد لبّينا أذواق أكبر عدد منهم».

وعما تعلّمته من والدها أرمان أرقش في هذا المجال تقول: «كل ما استطعت تخزينه من تجارب تعلمّته من والدي. سبق أن عملت في مزاد (سوذبيز) في لندن. هناك تولّيت قسم أنواع الصناعات المواكبة لقطع الأثاث المعروضة في المزادات. ولكن والدي زوّدني بخبرات أخرى ككيفية اختيار القطع. وكذلك كيفية التعامل مع الزبائن والتمتع بالمثابرة. فإقامة المزادات، وعلى عكس ما يعتقده البعض، ليست بالأمر السهل أبداً. فأنا أنتمي للجيل الثالث لعائلة أرقش العاملة في هذا المضمار. فأرمان ورثها عن والده فتح الله، وأنا بدوري أكمل مشوار والدي».