مترجمة سعودية تفتح نوافذ المعرفة لجمهور الصمّ بـ«معرض الرياض للكتاب»

TT

مترجمة سعودية تفتح نوافذ المعرفة لجمهور الصمّ بـ«معرض الرياض للكتاب»

ترتبط نورة بعالم لغة الإشارة بشكل شخصي بسبب قصة شقيقتها الكبرى (تصوير: أمنية البوحسون)
ترتبط نورة بعالم لغة الإشارة بشكل شخصي بسبب قصة شقيقتها الكبرى (تصوير: أمنية البوحسون)

بين الفلسفة والفكر والأدب والكثير من موضوعات الندوات التي يحتضنها المسرح الرئيسي لـ«معرض الرياض الدولي للكتاب 2024»، تقوم مترجمة لغة إشارة سعودية بنقل ما يرِد فيها على لسان متخصصين كبار، تباينت مشاربهم وخلفياتهم الثقافية، إلى جمهور من الصمّ يتطلع لزيادة معارفه وإثراء مداركه.

لنحو 7 ساعات كل يوم من عمر المعرض الذي يمتد لـ10 أيام، تأخذ مترجمة لغة الإشارة السعودية نورة الزهراني مقعدها أمام عدسة الكاميرا التي تصِلها بجمهور الصمّ.

وأياً كان تخصص الندوة واهتمامات المشاركين فيها، تحتفظ نورة بقدرتها التي اكتسبتها منذ 10 سنوات في ترجمة المحاضرات الجامعية، حيث تعمل وتتولى مهمة تحريك أصابعها والتفاعل مع الطرح، وإعادة تصميم المصطلحات ومستويات الخطاب بصيغة تتناسب مع جمهور الصمّ وتخاطب وعيه.

يعود ارتباط نورة الزهراني، بلغة الإشارة، إلى علاقتها بشقيقتها الكبيرة، التي ولِدت صمّاء، وتجاسرت نورة لتعلم لغة الإشارة لتتعامل معها، وهي التي كانت قريبة إليها، وتقول: «كنت المترجمة الشخصية لها، في تعاملها مع محيط العائلة وخارجه، وكنت خلال ذلك أترجم التفاصيل الدقيقة لإحساسها ورغباتها وما تودّ أن تنقله إلى الآخرين».

مترجمة لغة الإشارة نورة الزهراني على مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب (تصوير: أمنية البوحسون)

ترتبط نورة بعالم لغة الإشارة بشكل شخصي بسبب قصة شقيقتها الكبرى، تقول إن «البُعد الإنساني في علاقتي مع هذا المجال، يجعلني أتمنى لو كان العالم كله يسعى إلى تطوير مهاراته في لغة الإشارة، ليتعامل بها مع مستحقيها».

قادت الصدفة البحتة نورة للارتباط بترجمة لغة الإشارة عملياً، عندما نالت درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، أُعلن وقتذاك عن احتياج لمترجمي لغة الإشارة، ضمن «برنامج تعليم الصمّ وضعاف السمع» بجامعة الملك سعود، ومن هناك بدأت مهمتها التي استمرت لعقد كامل في العمل.

كان العمل شاقاً وبمثابة تحدٍ لنورة، حيث لم تكن علاقتها مع لغة الإشارة تتجاوز حدود منزلها، ولكنها خاضت التحدي، وبدأ الأمر بصفتها متطوعة، ثم لاحظت تطورها الذي اتضح من خلال ترجمة المحاضرات والدروس الجامعية بتخصصاتها المختلفة إلى الطلبة، واستمرت في ذلك لعشر سنوات حتى الآن.

تتولى مترجمة لغة الإشارة نقل عشرات الندوات الثقافية إلى جمهورها الخاص (تصوير: أمنية البوحسون)

واكتسبت من خلال عملها بكليات السياحة والرياضة والتراث والفلسفة، الفرصة لتطوير خبرتها في المصطلحات ومستويات الأفكار، والإلمام برواد كل مجال، وهو ما انعكس على أدائها بالمعرض، حيث يحضر فيه خبراء من الطراز الأول ضمن تخصصات دقيقة وعميقة، وتكون نورة سفير الوعي لجمهورها الخاص الذي يلقي بكامل انتباهه إليها.


مقالات ذات صلة

سعرها 35 سنتاً... بائع فواكه في مانهاتن يتحسّر على «موزة» بيعت بملايين الدولارات

يوميات الشرق الموزة الصفراء المثبتة على الحائط الأبيض بشريط لاصق فضي هي عمل بعنوان «كوميدي» للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان (أ.ب)

سعرها 35 سنتاً... بائع فواكه في مانهاتن يتحسّر على «موزة» بيعت بملايين الدولارات

باع عامل مهاجر موزة أصبحت لاحقاً جزءاً من عمل فني عبثي بيع بمبلغ مذهل بلغ 6.2 مليون دولار في مزاد «سوذبيز».

يوميات الشرق ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)

«مُستعد للرحيل»... سردية تشكيلية عن الهجرة ونوستالجيا القاهرة

تستقبل زائر معهد جوته الألماني بالقاهرة سيارة حمراء قديمة تحمل فوق سقفها أغراضاً ومتعلقات شخصية متراصة بصورة تدعوك للتوقف وتأملها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق لوحات زيتية وأخرى أكليريك ومنحوتات تشارك في المعرض (الشرق الأوسط)

«كولكتيف ريبيرث»... حان وقت العودة

من باب إعطاء اللبناني فسحة أمل في خضمّ هذه الأجواء القاتمة، قرر مركز «ريبيرث بيروت» الثقافي إقامة معرضه للفنون التشكيلية.

فيفيان حداد (بيروت)
إعلام الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)

السعودية على درب التحضير لـ«إكسبو 2030»

السعودية تعرض بمناسبة الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض التقدم الذي أحرزته في تحضير «إكسبو 2030».

ميشال أبونجم (إيسي لي مولينو: باريس)
يوميات الشرق ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

مع انطلاق فعاليات الدورة الـ17 من «ملتقى الأقصر الدولي للتصوير» في مصر، الاثنين، بدأ الفنانون المشاركون في التفاعل مع فضاء مدينة الأقصر.

منى أبو النصر (القاهرة )

اكتشاف «مدينة سرية» أسفل طبقات الجليد في غرينلاند

بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)
بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)
TT

اكتشاف «مدينة سرية» أسفل طبقات الجليد في غرينلاند

بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)
بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)

أسفل طبقة الجليد السميكة في غرينلاند تقع شبكة من الأنفاق التي كان يُعتقد يوماً ما أنها المكان الأكثر أماناً على الأرض، في حال نشوب أي حرب. وشهد مشروع «أيس وورم» (دودة الجليد)، الذي تم إنشاؤه خلال الحرب الباردة، الخطة الأميركية لتخزين مئات الصواريخ الباليستية في منظومة من الأنفاق كان يُطلق عليها «كامب سينشري» (قرن المعسكر)، حسب صحيفة «ميترو» اللندنية.

في ذلك الوقت كان قادة الجيش الأميركي يأملون شنّ هجوم نووي على الاتحاد السوفياتي، في أوّج توترات الحرب الباردة، في حال تصعيد الأمور. مع ذلك بعد مرور أقل من عقد على بناء القاعدة، تم هجرها عام 1967، بعد إدراك الباحثين تحرك الكتلة الجليدية.

الآن عادت الأنفاق الممتدة في درجات حرارة أدنى من الصفر للظهور إلى دائرة الضوء في الصور الجديدة المذهلة للقمر الاصطناعي التابع لـ«ناسا». وقال أليكس غاردنر، عالم في الغلاف الجليدي بمختبر الدفع النفاث بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا): «كنا نبحث عن قاع الجليد، وفجأة ظهر (كامب سينشري). لم نكن ندري ماهيته في البداية؛ حيث تظهر في البيانات الجديدة تكوينات فردية في المدينة السرية على نحو مختلف تماماً عما سبق».

وتضم شبكة الأنفاق التي تقع تحت الأرض وتمتد لثلاثة كيلومترات، مختبرات ومتاجر ودار سينما ومستشفى وأماكن إقامة لمئات الجنود. مع ذلك، لا يخلو الموقع الجليدي في غرينلاند من المخاطر؛ حيث لا يزال يحتوي على مخلفات نووية.

أزال الجيش الأميركي، بناء على افتراض أن الموقع سيظل متجمِّداً إلى الأبد، المفاعل النووي الذي كان في الموقع سمح بدفن المخلفات، التي تعادل كتلة 30 طائرة من طراز «آير باص إيه 320»، تحت الثلوج.

مع ذلك هناك مواقع أخرى حول العالم خالية من المخلفات النووية، تصلح لأن تصبح مأوى آمناً في حالة نشوب حرب عالمية. «وود نورتون» هي شبكة من الأنفاق تمتد في عمق غابة ورشستر شاير اشترتها مؤسسة «بي بي سي» بالأساس أثناء الحرب العالمية الثانية، تحسباً لنشوب أزمة في لندن. وهناك أيضاً جبل بيترسن في ولاية فيرجينيا الأميركية؛ حيث يُعد واحداً من مراكز سرية عديدة تُعرف أيضاً باسم مكاتب مشروع «إيه تي أند تي»، الضرورية لتخطيط الاستمرار للحكومة الأميركية.

في أقصى الشمال بالولايات المتحدة الأميركية، يوجد مجمع «رافين روك ماونتن»، في ولاية بنسلفانيا، وهو قاعدة تتسع لنحو 1400 شخص. ومجمع «تشيني ماونتن» في مقاطعة إل باسو بولاية كولورادو، هو مجمع تحت الأرض يفخر باحتوائه على 5 غرف من احتياطي الوقود والماء، ويوجد في جزء واحد بحيرة تحت الأرض.