الروايات الأدبية ما زالت تهيمن على ذائقة القراء في «معرض الرياض».. والأسعار في ارتفاع

دور النشر الخليجية تشعر بالارتياح من تنامي سوق الكتاب

يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 على مدار 10 أيام تنظيم أكثر من 200 فعالية ثقافية (واس)
يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 على مدار 10 أيام تنظيم أكثر من 200 فعالية ثقافية (واس)
TT

الروايات الأدبية ما زالت تهيمن على ذائقة القراء في «معرض الرياض».. والأسعار في ارتفاع

يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 على مدار 10 أيام تنظيم أكثر من 200 فعالية ثقافية (واس)
يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 على مدار 10 أيام تنظيم أكثر من 200 فعالية ثقافية (واس)

ما زالت الروايات الأدبية، وكتب التنمية البشرية، تجتذبان الشريحة الكبرى من جمهور القراء في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، تليها الكتب الفكرية والدراسات التاريخية.

وفي الوقت الذي يزدحم فيه المعرض بآلاف الزوار، فإن دور النشر التي تسوق الإصدارات عبر المواقع الإلكترونية تحقق حضوراً بارزاً. ولا يختلف معرض هذا العام عن سابقه بالنسبة لارتفاع أسعار الكتب، فالكثير من الزوار اشتكوا من غلاء الأسعار، وهو ما يتيح فرصة أكبر للتسوق الإلكتروني.

وما زالت دور النشر الخليجية التي تسوّق أعمالاً روائية لمؤلفين من الشباب حققوا شهرة واسعة عبر وسائل التواصل تشهد إقبالاً متزايداً، وغالباً ما تدور أحداث الروايات عن الحبّ والجريمة والفانتازيا.

ويشكل المعرض حدثاً ثقافياً مهماً في المشهد الثقافي العربي بوصفه أحد أهم معارض الكتب العربية من حيث عدد الزوار وحجم المبيعات وتنوع برامجه الثقافية، ومن حيث مشاركة أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية.

ويشهد المعرض الذي تشارك فيه أكثر من 2000 دار نشر من 30 دولة عربية وأجنبية، على مدار 10 أيام، تنظيم باقة من الفعاليات والأنشطة ضمن برنامجه الثقافي المتضمن أكثر من 200 فعالية، منها: ندوات حوارية، وأمسيات شعرية يحييها نخبة من شعراء الفصحى والنبطي، وورش عمل في شتى ميادين المعرفة، إلى جانب الرواة، وفعاليات متنوعة لتثقيف الطفل، إضافة إلى عروض مسرحية، إلى جانب فعالية حديث الكتاب التي تستضيف نخبة من المفكرين والمؤلفين المؤثرين، في فعاليات تعكس جميع عناصر الثقافة ومكوناتها.

يشكل معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 حدثاً ثقافياً مهماً في المشهد الثقافي العربي (واس)

حضور خليجي

ويشهد المعرض حضوراً بارزاً لدور النشر الخليجية جنباً إلى جنب مع دور النشر العربية والعالمية، ويقول محمد يحيى الحكمي، صاحب «دار الحكمي» السعودية: «نشارك بأكثر من 3 آلاف عنوان وإصدار متنوع، وتهتم الدار بالتاريخ العربي والخليجي بشكل خاص والأدب والشعر، بالإضافة إلى المخطوطات والكتب النادرة»، لافتاً إلى أن المعرض يشهد إقبالاً كبيراً مما أسهم في زيادة حجم مبيعات الكتب.

ونوه إلى أن أكثر القراء يقبلون على شراء الكتب الأدبية المختصة بالشعر، إذ إن «دار الحكمي» متخصصة في بيع الكتب التي تهتم بتاريخ الجزيرة العربية والشعر الشعبي.

من جهته، قال شادي محمد صاحب «دار الفكر العربي» من الكويت: «نحرص على المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يعدُّ من المعارض المهمة إقليمياً وعربياً»، موضحاً أن «دار الفكر العربي» تشارك بأكثر من 106 إصدارات في عدة مجالات، منها الكتب الدينية والتاريخ وتطوير الذات والروايات ومجالات أخرى.

وأشار إلى أنه بجانب الإقبال الكبير، لاحظ دقة رواد المعرض في اختيار نوعية الكتب التي يريدون اقتناءها، ما يعكس الثقافة والوعي والحرص على اقتناء الكتب في مختلف المجالات.

ويضم جناح سلطنة عُمان في المعرض إصدارات حديثة ومتنوعة في الإنتاج الأدبي والتاريخي بمختلف التخصصات الأدبية والفكرية والفنية والعلمية والتاريخية، من بينها إصدارات متنوعة. بدوره، أوضح عوض الشكيلي صاحب دار «بين السطور» من سلطنة عمان أن معرض الرياض الدولي للكتاب يعد ملتقى للثقافات وتتوافر فيه جميع أنواع الكتب ومجالات القراءة تحت سقف واحد، حيث الفعاليات الثقافية المتنوعة والمتميزة التي تجذب الجمهور.

وأضاف أن الدار تشارك بعدة إصدارات متنوعة في المجالات الأدبية، منها الدراسات والمقالات والنصوص والروايات وتطوير الذات.

وأشاد الشكيلي بالتنظيم المميز للمعرض، وحرص الزوار على التعرف على أحدث الإصدارات والعناوين الجديدة في مختلف المعارف، بالإضافة إلى الإقبال الجماهيري الكبير.

عززت دور النشر السعودية والخليجية أسوة بالدور العربية حضورها في معرض الرياض الدولي للكتاب (واس)

وبالنسبة لدور النشر القطرية، حيث تحل قطر «ضيف شرف» لهذه الدورة فقد سجلت حضوراً بارزاً، وتركز مشاركة قطر، ممثلة بوزارة الثقافة وعدد من دور النشر القطرية، في المعرض، على عرض الإنتاج الفكري القطري والتعريف بصناعة النشر، إضافة إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع العاملين في مجال الثقافة وصناعة النشر.

وتعرض دور النشر القطرية مجموعةً من الإصدارات المتنوعة في الرواية، والأدب، والبحوث، والعلوم، والقانون، وكتب الأطفال، وغيرها.

وفي هذا الإطار، قالت الشيخة شيخة آل ثاني رئيس قسم التسويق والمبيعات بدار نشر جامعة قطر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، إن الدار تشارك في المعرض بأكثر من 80 عنواناً، منها 16 إصداراً جديداً في عام 2024 تتنوع في مجالات مختلفة، حيث تشمل كتباً أكاديمية محكمة، وإدارة أعمال، والقانون، وعلم الاجتماع، والشريعة، والفلسفة، والتاريخ، وغيرها من المجالات.

من جهته، أوضح أيمن عبد الصمد من دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، في تصريح مماثل، أن الدار تقدم العديد من الإصدارات، حيث تشارك للمرة الرابعة في معرض الرياض الدولي للكتاب بأكثر من 604 عناوين، منها الأكاديمي، ومنها الخاص بنمط الحياة والصحة، إضافة إلى كتب الخيال العلمي، وكتب الأطفال والشباب.



أحداث لبنان تخيّم على مشاركة دُور نشره في «معرض الرياض للكتاب»

تواجه الدور اللبنانية تحديات في الصناعة بسبب الحرب (الشرق الأوسط)
تواجه الدور اللبنانية تحديات في الصناعة بسبب الحرب (الشرق الأوسط)
TT

أحداث لبنان تخيّم على مشاركة دُور نشره في «معرض الرياض للكتاب»

تواجه الدور اللبنانية تحديات في الصناعة بسبب الحرب (الشرق الأوسط)
تواجه الدور اللبنانية تحديات في الصناعة بسبب الحرب (الشرق الأوسط)

ألقت الأحداث التي تعصف بلبنان بظلالها على دُور النشر اللبنانية المشارِكة في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي انطلق (الخميس) الماضي، ويشهد مشاركة واسعة من دُور نشر محلية وعربية ودولية.

ولطالما اعتادت دُور النشر اللبنانية على المشاركة في معرض الرياض، بوصفه أهم وجهات المنطقة في بيع المؤلفات وتوزيعها؛ نظراً لما يشهده من إقبال جماهيري واسع، بيد أن الأحداث التي تعصف بلبنان بالتزامن مع أيام المعرض، خيّمت على بعض الدُّور اللبنانية المشارِكة وأثّرت عليها، وأصحابها يتابعون عن كثب تطوّرات الأحداث هناك.

يجلس أيمن عبد الواحد، مالك «دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع» اللبنانية، بقلق في جناح الدار الذي امتلأ بالكتب وبالقلق على حد سواء، يستقبل زوّاره مشوَّشاً بسبب متابعة الأحداث التي تعصف ببلده لبنان.

ويتحدث إلى «الشرق الأوسط» بقليل من الانتباه، وهو يتواصل عبر هاتفه مع عائلته؛ إذ تتعرض المنطقة حيث يقطنون لقصف لم يهدأ منذ ساعات، يقول إنه يتواصل كل دقيقة مع أبنائه الجالسين تحت وابل القصف الهستيري، ويتمنّى لهم ولبلده السلامة، وأن تمرّ هذه الأزمة التي تُحدق بأبنائه وبكل العائلات اللبنانية المكلومة بخسارات بسيطة.

تدأب دور النشر اللبنانية على المشاركة في معارض الكتب السعودية (الشرق الأوسط)

«دار الفارابي»؛ إحدى أهم الدور اللبنانية التي دأبت على الحضور في معرض الرياض للكتاب، تشارك في نسخة العام الحالي بنحو 95 كتاباً جديداً، في محاولة للبقاء متماسكة في سوق الكتاب المطبوع، لما تواجهه دور النشر من تحديات تهدّد مكانة الكتاب المطبوع في المشهد القرائي العربي، بينما تواجه دُور النشر اللبنانية إلى جانب ذلك تحديات من نوع خاص، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان، والتي تزداد حدةً هذه الأيام.

يقول محمد القاروط، إن «دار الفارابي» مثل بقية الدور اللبنانية، تحرص على المشاركة في كل المعارض السعودية منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب يُعدّ وجهة مهمة لدور النشر العربية.

ويضيف القاروط، أن الدار قرّرت أن تُرسل موظفاً واحداً للعمل في الجناح؛ نظراً للظروف التي يمرّ بها لبنان.

وعن خطة العودة إلى لبنان بعد نهاية المعرض، حيث لا يزال مطار رفيق الحريري الدّولي في بيروت يعمل بالحدّ الأدنى من طاقته؛ نتيجة الأحداث، ووقف شركات الطيران العالمية رحلاتها من لبنان وإليه، باستثناء 4 منها فقط، يقول محمد: «الأمر متروك لنتيجة الأحداث الحالية، أتمنى من كل قلبي أن تؤول إلى خير، وأن تمرّ هذه السحابة بسلام»، لكنه مثل بقية دور النشر التي التقتها «الشرق الأوسط»، حيث يصرّ الناشرون من لبنان على الاستعداد للمشاركة في معرض جدة للكتاب الذي يُنظَّم بعد شهرين.

من جانبه، يقول توفيق جروس، صاحب «دار جروس برس» اللبنانية، إنه حريص على الحضور في معرض الرياض الدولي، وقد تيسّر له الوصول قبل انطلاقه بأيام، وتمنّى أن تنتهي الأزمة في لبنان سريعاً، وألّا تنقطع صلة القراء العرب والسعوديين بما تُنتجه دور النشر والطباعة اللبنانية، وأن تؤول كل الظروف لصالح الخير والمعرفة والإنسان في كل الأحوال.