لكي تحقق أهدافك... حاول التحلي بالصمت

من فوائد الصمت هو أنه لا يمكن أبداً أن نقتبس بشكل خاطئ (أرشيفية - رويترز)
من فوائد الصمت هو أنه لا يمكن أبداً أن نقتبس بشكل خاطئ (أرشيفية - رويترز)
TT

لكي تحقق أهدافك... حاول التحلي بالصمت

من فوائد الصمت هو أنه لا يمكن أبداً أن نقتبس بشكل خاطئ (أرشيفية - رويترز)
من فوائد الصمت هو أنه لا يمكن أبداً أن نقتبس بشكل خاطئ (أرشيفية - رويترز)

يعتبر التحلي بالصمت صفة جيدة لحصول المرء على ما يريد في كثير من المواقف، لكن المشكلة هي أن الكثير من الناس سيئون في ذلك. ووفق تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، نسرع لملء فراغ الصمت أثناء توقف المحادثة. نريد أن نثبت أننا أذكياء أو نجعل الناس يحبوننا إضافة إلى أن ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي والآراء المستمرة تجعلنا مقتنعين بأننا يجب أن نرفع أصواتنا حتى يُسمع صوتنا. ولكن هل نفعل ذلك؟

يقول جيفيرسون فيشر، وهو محامٍ متخصص في المحاكمات في تكساس وخبير على وسائل التواصل الاجتماعي، إن من فوائد الصمت هو أنه لا يمكن أبداً أن نقتبس بشكل خاطئ.

في إحدى جلسات الوساطة، درب فيشر أحد العملاء على الرد بطريقة هادئة إذا قال الطرف الآخر شيئاً يثير غضبه. فعندما يُلقى عليه إهانة، يجلس العميل بهدوء، ثم يطلب ببطء من خصمه تكرار التعليق.

النجاح في المفاوضات

يقول دانييل هامبرغر، الذي قضى سنوات كرئيس تنفيذي لشركات تكنولوجيا التعليم والرعاية الصحية، إنه لكي تكون مسؤولاً «يجب أن تكون هادئاً». لقد جلس ذات مرة إلى طاولة المفاوضات مع مسؤول تنفيذي كان مقتنعاً بأن شركته تستحق أكثر بكثير مما أراد هامبرغر دفعه للاستحواذ عليها. ما أراد هامبرغر بشدة القيام به هو شرح جميع الأسباب وراء حساباته لكن ما فعله في الواقع هو طرح رقم ثم صمت. هامبرغر، الذي تقاعد العام الماضي ويترأس اليوم ثلاث مجالس إدارة للشركات، استخدم أيضاً الصمت الاستراتيجي عند إدارة الاجتماعات أو قيادة الفرق. إذا تدخل الرئيس أولاً، كما يقول، فلن يتحدث بعض الأشخاص برؤى قيمة.

يوم بلا كلام

قد يبدو الصمت وكأنه مخالف لبيولوجيا الإنسان. يقول روبرت ن. كرافت، أستاذ فخري في علم النفس الإدراكي بجامعة أوتيربين في أوهايو، إن البشر حيوانات اجتماعية. ويضيف: «طريقتنا في التواصل ــ ونحن نتوق إليها ــ هي التحدث»، لافتاً إلى أن ذلك يثيرنا، ويرفع ضغط الدم والأدرينالين والكورتيزول. لسنوات، طلب كرافت من طلابه منع الكلام لمدة يوم. لا كلام، ولا رسائل نصية. وذكر بعض أصدقاء الطلاب في وقت لاحق أنهم شعروا بالتوتر. ففي نهاية المطاف، يمكن أن يكون الصمت سلاحاً. كما وجد العديد من الطلاب أنه عندما أجبروا على الاستماع، فإنهم يترابطون بشكل أفضل مع أقرانهم. عندما نقضي المحادثات في التخطيط لما سنقوله بعد ذلك، فإننا نركز على أنفسنا.

خدعة علامة الاستفهام

من دون توقف، نكون عادة متحدثين أسوأ، وننحرف إلى خطوط جانبية أو نتعثر في الأصوات. يوصي مايكل تشاد هوبنر، الممثل السابق الذي يدير الآن شركة تدريب على الاتصالات، بتمرين للتعود على أخذ إيقاع. يقول: «اطرح سؤالاً بصوت عالٍ، ثم ارسم علامة استفهام كبيرة في الهواء بإصبعك – بصمت». ويضيف: «علامة الاستفهام موجودة لمساعدتك على تجاوز تلك اللحظة العصيبة التي تتساءل فيها عن ضرورة الاستمرار في الحديث».

البيع بصمت

بعد تخرجه في الجامعة، عانى كايلر سبنسر من صعوبة في التعامل مع العملاء المحتملين. فقد امتدت بعض الجلسات إلى ساعتين ولم تنتهِ بموافقة. أدرك المستشار المالي، الذي يتخذ من ناشفيل بولاية إلينوي مقراً له، أنه كان يثرثر لمدة 15 دقيقة، ويسرد حقائق اقتصادية عشوائية في محاولة ليبدو ذكياً وذا خبرة. يقول سبنسر، الذي يبلغ من العمر الآن 27 عاماً: «لقد هدمتُ الاجتماع ببساطة». بدأ في ممارسة التأمل وممارسة تمارين التنفس لتهدئة أعصابه قبل الاجتماعات. وهو الآن يتأكد من التوقف عن الحديث بعد دقيقة أو دقيقتين.



رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
TT

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)

تَوَصَّلَ باحثون بجامعة ترينيتي في دبلن إلى طريقة لتحويل الرمال الموجودة على سطح المريخ والقمر إلى طوب صلب يمكن استخدامه في بناء مستعمرات مستقبلية في الفضاء.

واكتشف الباحثون طريقة لربط الصخور السطحية والرمال والغبار، والمعروفة باسم «الريغوليث»، باستخدام درجات حرارة منخفضة وكمية قليلة من الطاقة، وفق «بي بي سي».

وتعد فكرة بناء مستعمرات في الفضاء حلماً طموحاً يسعى العلماء والمهندسون لتحقيقه في السنوات المقبلة، حيث يمكن أن توفر هذه المستعمرات بيئة للعيش والعمل خارج كوكب الأرض، مثل القمر أو المريخ.

وتعتمد هذه الرؤية على استخدام الموارد المحلية، مثل الرمال والصخور الموجودة على السطح، لتقليل الاعتماد على النقل من الأرض؛ ما يقلل من التكاليف والانبعاثات البيئية.

وتمثل الابتكارات في تكنولوجيا البناء، مثل استخدام أنابيب الكربون النانوية والغرافين، خطوات مهمة نحو تحقيق هذا الحلم، حيث تسهم في إنشاء هياكل قوية وصديقة للبيئة قادرة على دعم الحياة البشرية.

وتمكّن الباحثون من ربط الجسيمات السطحية، مثل الصخور والرمال والغبار، معاً باستخدام درجات حرارة منخفضة وطاقة قليلة. وتتميز الكتل المبنية باستخدام أنابيب الكربون النانوية بكثافة منخفضة نسبياً، ولكنها تظهر قوة تقترب من قوة الغرانيت؛ ما يجعلها مناسبة لإنشاء هياكل خارج كوكب الأرض،.

وقال البروفيسور جوناثان كولمان، الذي يقود المشروع البحثي جامعة ترينيتي، إن هذا الاكتشاف قد يساعد على تقليل كمية مواد البناء التي تحتاج إلى النقل من الأرض لبناء قاعدة على القمر.

وأكد كولمان أن بناء قاعدة شبه دائمة على القمر أو المريخ سيتطلب استخداماً كافياً من المواد الموجودة في الموقع، وتقليل المواد والمعدات المنقولة من الأرض.

وعند بناء الهياكل في الفضاء، ستسهم الكتل المصنوعة من الجسيمات السطحية وأنابيب الكربون النانوية في تقليل الحاجة إلى نقل مواد البناء إلى الفضاء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الكتل قادرة على توصيل الكهرباء؛ ما يمكن استخدامها كأجهزة استشعار داخلية لمراقبة الصحة الهيكلية للمباني خارج كوكب الأرض.

وتُبنى هذه الهياكل لتحتفظ بالهواء؛ لذا فإن القدرة على اكتشاف ومراقبة علامات التحذير المبكر لفشل الكتل أمر بالغ الأهمية.

ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمكن أن تكون له أيضاً تطبيقات عملية في صناعة البناء على الأرض، وذلك بسبب مادة نانوية مشابهة تسمى الغرافين، التي يمكن خلط كميات كبيرة منها مع الأسمنت في الخرسانة، ما يزيد من قوة الخرسانة بنسبة 40 في المائة.

كما يسهم تعزيز قوة الخرسانة في تقليل الكمية المطلوبة لبناء الهياكل. وتُعد الخرسانة حالياً أكثر المواد المستخدمة من صُنع الإنسان في العالم، حيث تشكل عملية تصنيع الخرسانة العالمية نحو 8 في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.