«أوراق التاروت» للعرض في موسم «رأس السنة» بمصر

بعد جدل واسع حول أحد مشاهد رانيا يوسف في الفيلم

صناع فيلم «أوراق التاروت» خلال الاحتفال ببداية تصويره (الشركة المنتجة)
صناع فيلم «أوراق التاروت» خلال الاحتفال ببداية تصويره (الشركة المنتجة)
TT

«أوراق التاروت» للعرض في موسم «رأس السنة» بمصر

صناع فيلم «أوراق التاروت» خلال الاحتفال ببداية تصويره (الشركة المنتجة)
صناع فيلم «أوراق التاروت» خلال الاحتفال ببداية تصويره (الشركة المنتجة)

بعد أيام من الجدل بشأن الأنباء التي ترددت حول وجود خلاف بين الرقابة المصرية وصنّاع فيلم «أوراق التاروت»، الذي تتقاسم بطولته رانيا يوسف مع سمية الخشاب ومي سليم، قررت الشركة المنتجة للفيلم طرحه خلال موسم «رأس السنة» السينمائي نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل في الصالات، مع تأكيد جاهزية الفيلم للعرض.

ونفت بطلة العمل رانيا يوسف لـ«الشرق الأوسط» وجود أي مشكلات مرتبطة بدورها في الأحداث، الذي لا يتضمن أي مشاهد يمكن وصفها بـ«المثيرة للجدل»، مؤكدة أن الأمر ليس له أي أساس من الصحة، خصوصاً أن العمل جرى الانتهاء منه قبل فترة ولا يوجد ما يستدعي إعادة تصوير أي مشاهد به.

وأضافت أنها «فوجئت بأخبار غير حقيقية، وليست لها علاقة بالأحداث التي يتناولها الفيلم، ويجري تداولها على نطاق واسع في الأيام الماضية»، لافتة إلى أنها «لا تعرف سبب الجدل حول فيلم لم يُعرض من الأساس في الصالات، وحصل على كافة الموافقات الرقابية قبل التصوير».

وكانت أنباء قد نُشرت في وسائل إعلام محلية عن وجود خلاف بين صنّاع الفيلم، الذي كتبه معتز المفتي ويخرجه إبرام نشأت، والرقابة المصرية، تضمنت اشتراط الرقابة إعادة تصوير مشاهد بالفيلم بعد رفض مشهد وُصف بـ«الصادم» و«المثير» لرانيا يوسف في الأحداث حول علاقتها بالكلب الذي تربّيه.

وتدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي من خلال قصص 3 سيدات يتعرضن لمواقف مختلفة في حياتهن وبعلاقتهن مع عائلاتهن، من بينهن رانيا يوسف التي تكتشف خيانة زوجها لها بالمصادفة، بجانب تسليط الضوء على تزوير الشهادات الطبية، وقضايا التحرش.

وعدّ الناقد المصري أحمد سعد الدين هذه الأخبار «دعاية سلبية» للفيلم لكونه سيُعرض بعد نحو 3 أشهر من الآن، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن ما جرى تداوله حول الفيلم والمشكلة الموجودة به أمر لا يمكن تصديقه، ليس فقط لأن الرقابة ستعترض عليه، لكن أيضاً لكونه سيواجه رفضاً من الممثلين.

رانيا يوسف (حسابها على «فيسبوك»)

كان منتج الفيلم بلال صبري قد أكد في تصريحات تليفزيونية، مساء الاثنين، أن «بطلات الفيلم لديهن حيوانات يظهرن برفقتها في الأحداث»، مؤكداً اعتزامه «اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجي الشائعات التي وصفها بأنها تضر بالفيلم وأبطاله ولا تفيده».

وأوضح صبري أن «اعتراض الرقابة كان على اسم الفيلم، وجرى تغييره بالفعل من (التاروت) إلى (أوراق التاروت) قبل التصوير»، لافتاً إلى أن «الفيلم حصل على جميع التصاريح اللازمة للعرض في الصالات السينمائية داخل مصر دون ملاحظات رقابية».

صناع فيلم «أوراق التاروت» خلال الاحتفال ببداية تصويره (الشركة المنتجة)

وأعربت رانيا يوسف عن «استغرابها من استمرار تداول الأخبار غير الصحيحة حول الفيلم رغم التوضيحات التي أعلنها صنّاع العمل»، لافتة إلى أنها «تركز في عملها ورعايتها لعائلتها».

يشير سعد الدين إلى أن «ما حدث مع الفيلم من نشر وتداول أخبار غير صحيحة أمر قد يكون مفتعلاً بشكل كامل من جانب أشخاص ليست لهم علاقة بالعمل، أو يكون حدث بهدف الترويج للفيلم، لكن ليس من بطلته، خصوصاً أن رانيا يوسف ليست بحاجة لنشر أخبار كهذه عنها مع نجاحها مؤخراً في مسلسل (عمر أفندي) ووجودها المستمر بأعمال مهمة»، وفق تعبيره.


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».