21 عملاً تتنافس على «جائزة التمويل» في «الجونة السينمائي»

الفيلم السعودي «ذكرني أن أنسى» من بينها

لقطة تذكارية للفائزين في برنامج «سيني جونة» (إدارة المهرجان)
لقطة تذكارية للفائزين في برنامج «سيني جونة» (إدارة المهرجان)
TT

21 عملاً تتنافس على «جائزة التمويل» في «الجونة السينمائي»

لقطة تذكارية للفائزين في برنامج «سيني جونة» (إدارة المهرجان)
لقطة تذكارية للفائزين في برنامج «سيني جونة» (إدارة المهرجان)

اختارت إدارة مهرجان «الجونة» السينمائي في مصر 21 مشروعاً وقصة من 13 دولة للتنافس ضمن فعاليات النسخة الجديدة من «سيني جونة»، المعنية بدعم الإنتاج المشترك للأفلام، التي تُنظم على هامش فعاليات المهرجان في دورته السابعة المقررة إقامتها خلال الفترة من 25 إلى 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وتتضمّن الأفلام المختارة من بين أكثر من 230 مشروعاً وفكرة تقدمت للمنصة، 13 مشروعاً في مرحلة التطوير منها 7 أفلام مشاريع روائية طويلة، و6 مشاريع وثائقية طويلة، بجانب 8 أفلام في مراحل ما بعد الإنتاج، موزعة بالتساوي بين الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية الطويلة.

واختير الفيلم السعودي الوثائقي الطويل «ذكرني أن أنسى» للمخرجة لمى جمجوم، ليخوض المنافسة على جوائز «سيني جونة» التي تتضمن دعماً تقنياً ومبالغ مالية من الرعاة وخدمات في مراحل صناعة الفيلم المختلفة.

ومن بين الأفلام المختارة في مرحلة التّطوير، أفلام روائية طويلة، منها الفيلم المصري «أرمسترونج» للمخرج أيمن الأمير الذي شارك فيلمه «رفعت عيني للسما» ضمن منافسات مسابقة «أسبوع النقاد» بالنسخة الماضية من مهرجان «كان» السينمائي الدولي، بالإضافة إلى الفيلم المصري «أسياد الجمال والسحر» للمخرج جاد شاهين الذي شارك العام الماضي بمهرجان «كان» بفيلمه القصير «الترعة» ضمن مسابقة «أفلام الطلبة».

ويعرض المخرجون والمنتجون مشاريعهم أمام نخبة من المنتجين والمؤسسات المانحة وشركات التوزيع ووكلاء المبيعات ومبرمجي المهرجانات للحصول على استشارتهم الفنية والاستفادة من آرائهم وخبراتهم، بالإضافة إلى عقد لقاءات فردية بين صناع الأفلام وخبراء الصناعة والمستشارين لتطوير السيناريوهات أو نسخ الأفلام قيد التطوير، حسب بيان لإدارة المهرجان، الاثنين.

مهرجان الجونة في دورته السادسة (إدارة المهرجان)

ومن بين الأفلام الوثائقية التي اختيرت في مراحل ما بعد الإنتاج الفيلم الليبي «والدي والقذافي»، للمخرجة كريمة سعيدي، وفيلم «ابن الشوارع» للمخرج الفلسطيني محمد المغني، وهو العمل الذي حصل على دعم إنتاجي من دول عدّة منها السعودية، وتدور أحداثه حول حياة طفل في مخيم «صبرا وشاتيلا» في لبنان، مما يسلّط الضوء على الأوضاع الصعبة داخل المخيمات.

ووصف الناقد المصري أحمد شوقي، مدير «سيني جونة» لدعم إنتاج الأفلام، مهمة اختيار المشاريع التي تنافس على الجوائز بـ«العسيرة والممتعة في الوقت نفسه» مع سعيهم لاختيار نحو 10 في المائة فقط من الأفلام المقدمة، مشيراً إلى أن النسخ السابقة من المهرجان شهدت تقديم دعم لأفلام شاركت بعد ذلك في مهرجانات سينمائية عالمية على غرار «كان» و«برلين»، مما يعكس قدرة المنصة على التقاط المشاريع الأفضل في المنطقة العربية.

ويعكس التنوع المعلن في المشاريع المشاركة الزخم المتوقع للتنافس على الجوائز حسب الناقدة السعودية مشاعل عبد الله التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «عناوين الأفلام المختارة تكشف عن اهتمام بتسليط الضوء على ثيمات مختلفة من المشاريع الجديدة بالإضافة إلى دعم صناعة السينما بدول عربية عدّة».

وتشير مشاعل إلى دعم «سيني جونة» المشاريع المتميزة بمراحلها المختلفة، الأمر الذي يُترجم بمشاركة هذه الأفلام في المهرجانات السينمائية العالمية بجانب خروجها بصورة أفضل عبر الدّعم الفني المقدم لصناعها ومساعدتهم على تطويرها بصورة أفضل من خلال اللقاءات والورش التي تُعقد مع الصناع، لافتة إلى أن «جزءاً مهماً من دور المهرجان يتمثّل فيما يقدمه من دعم لصناعة السينما في مراحل ما قبل العرض».

وهو الرأي الذي يدعمه الناقد الفني الجزائري فيصل شيباني، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «منصة (سيني جونة) اكتسبت مصداقية كبيرة لدى صناع الأفلام من مختلف أنحاء المنطقة العربية مع الدعم المتزايد عاماً بعد آخر للأفلام وزيادة الجوائز»، معتبراً اختيارات القائمين على المنصة «بمنزلة بوصلة لأعمال عربية ستكون ذات بصمة سواء لمشاركتها في مهرجانات دولية أو لتميزها الفني».

وأرجع شيباني تزايد الأفلام المقدمة للاشتراك في المنصة عاماً بعد آخر إلى «رغبة صناع الأعمال في الاستفادة من الخدمات المقدمة التي لا تقتصر على الدعم المالي الذي يُعدّ كبيراً مقارنة بما يقدم في مهرجانات أخرى، لكن أيضاً للاستفادة من المناقشات التي تجري لتطوير مشاريعهم بما يجعلها تخرج بصورة أفضل».


مقالات ذات صلة

مصر: اعتذارات مطربين تربك مهرجان الموسيقى العربية

يوميات الشرق أنغام خلال لقاء وزير الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)

مصر: اعتذارات مطربين تربك مهرجان الموسيقى العربية

تشهد الدورة الـ32 من مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية بمصر، ارتباكاً بسبب اعتذارات بعض المطربين في اللحظات الأخيرة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الدكتور ياسر معوض (الشرق الأوسط)

«التخت العربي» تُعيد تقديم أشهر الأغاني المصرية بصوت الجمهور

تجربة فنية مختلفة شهدتها النسخة الـ32 لمهرجان الموسيقى العربية، حيث أحيا الدكتور ياسر معوض حفلاً غنائياً تفاعلياً بمصاحبة فرقته الموسيقية «التخت العربي».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق أهم معالم المناطق السعودية تجسدت في تفاصيل المكان (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 02:29

«بوليفارد وورلد» تجمّع حضارات وتراث المناطق السعودية

تحتفي «منطقة السعودية»، إحدى مناطق «بوليفارد وورلد»، بحضارات وتراث المناطق السعودية، وتجسد من كل منطقة في السعودية أبرز تفاصيلها الثقافية وأشهر معالمها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أحمد عفت يغني للعندليب (دار الأوبرا المصرية)

ليلة «كوكب الشرق والعندليب» تُطرب جمهور القاهرة

«المهرجان بات حدثاً مهماً يمتد تاريخه لـ32 عاماً، حيث أفرز نجوماً من المطربين المصريين والعرب منذ دوراته الأولى، من بينهم لطفي بوشناق وأصالة وأنغام»

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق يعزز «موسم الرياض» من مكانة العاصمة السعودية بوصفها وجهة ترفيهية عالمية (موسم الرياض)

«موسم الرياض» حفل غنائي عالمي وتجارب استثنائية في 14 منطقة ترفيهية

أضاءت الألعاب النارية سماء مدينة الرياض، وشهدت منطقة «المملكة أرينا» في قلب العاصمة السعودية ليلة عالمية مميزة، وأجواء احتفالية رافقت انطلاق النسخة الخامسة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

وائل مرقص لـ«الشرق الأوسط»: الخطّ العربي مفتاح الهوية العربية الواحدة

وائل مرقص وعلاقة حب مع الخطّ العربي (صور الفنان)
وائل مرقص وعلاقة حب مع الخطّ العربي (صور الفنان)
TT

وائل مرقص لـ«الشرق الأوسط»: الخطّ العربي مفتاح الهوية العربية الواحدة

وائل مرقص وعلاقة حب مع الخطّ العربي (صور الفنان)
وائل مرقص وعلاقة حب مع الخطّ العربي (صور الفنان)

لعلاقة اللبناني وائل مرقص بالخطّ العربي خصوصية بدأت تتفتّح براعمها بُعيد تخرّجه الجامعي. فهو درس التصميم الغرافيكي، وتأثر بمصممين عالميين اتخذوا من خطوط بلدانهم وأحرُفها طريقة لإبراز إبداعهم: «كنت متأثراً بهم، وأرغب في السير على طريقهم، وفجأة شعرت بأنّ ما يقومون به لا يمتّ إلى هويتي العربية بصلة. فتحوّلت للتعمّق بالخط العربي، واطّلعت على تاريخه الطويل. فكانت نقطة انطلاقة هذه العلاقة الخاصة بيننا»، يقول لـ«الشرق الأوسط».

يُكمل بأن غالبية أبناء جيله قد لا يكترثون لهذا الخطّ: «أعتقد بأنّ بعضهم ينفر منه ولا يوليه أي اهتمام. لبنان بلد منفتح على حضارات الغرب، ومعظمنا يُجيد التحدُّث بلغات أجنبية مختلفة، وهو ما أرخى أثره علينا، فانغمسنا في رموز وأحرُف ولغات تنبع من تلك البلاد. ولكن، مع الوقت وتكوُّن نضجي، اكتشفتُ أنّ العربية هويتي الحقيقية. فنحن بوصفنا لبنانيين، نتكلم العربية، وندندن أغنياتها، ونتناول الطعام الخاص بمنطقتنا، فلماذا نُقدم على خلع عباءتنا الأصيلة؟».

حقّق وائل مرقص شهرته من خلال علاقته بالخطّ العربي. إقامته في أميركا منذ نحو 12 عاماً زادت من توطيدها، فالغربة، كما يقول، «توقظ عندنا مشاعر الحنين لأوطاننا»، وربما تقف وراء انتشار أعماله في العالمين الغربي والعربي. فاليوم، يُصمّم إعلانات تجارية لشركات عالمية، وأعمالاً بصرية، وأغلفة كتب ترتكز على هذا الخطّ. كما صنع أغطية من الصوف كتب عليها بالعربية. له سلسلة منتجات تستقطب جيل الشباب، وقد نفدت من الأسواق لرواجها الكبير. صناعة هذا الغطاء زيّنه بالخط العربي، وكتب عليه «يلا تنام»، مستوحياً هذه العبارة من أغنية شهيرة لفيروز. فلماذا اختار هذا الغطاء لإبراز تصاميمه؟ يردّ: «هذا الغطاء أو (الحْرام) كما نسمّيه في لبنان، يحمل معاني الدفء والعاطفة. ويُشعرنا بلمسة حنان أمهاتنا عندما يغمر البرد أجسادنا، فيزوّدنا لا شعورياً بالهدوء والسكينة، وهو ما حضّني على تصميمه».

أحدث وائل مرقص تطوّراً على الخط العربي عبر تقنية الديجيتال (صور الفنان)

معارض عربية وخليجية وأجنبية، إضافة إلى متاحف غربية وغيرها، رحَّبت بأعمال مرقص بالخطّ العربي. «لم يكن هذا رائجاً جداً من قبل، وصرتُ أشعر في كل مرّة أعتمده كأنني أخترع ما يعكس صورتي وهويتي العربية».

انكبّ وائل مرقص على اكتشاف تاريخ هذا الخطّ بشكل مركّز. بحثَ واطّلع وغاص في أحرفه وأنواعه. وليحييه بنفحة شبابية حديثة، أدخله إلى عالم التكنولوجيا، فطبعه بالعصرنة المطلوبة، من دون أن يفقد هويته الأصيلة. يقول: «تعرّفت إلى خصوصيات أحرُفه الرفيعة والسميكة وبدايات انتشاره. وكذلك راقبتُ كيفية تطوّره من حقبة تاريخية إلى أخرى. الأوروبيون طوّروا أحرفهم مع اكتشافهم الطباعة، فأخذوا الحرف المتحرّك وطوروه، وسبقوا بذلك تطوّر الخطّ العربي، خصوصاً بالأحرف غير المتصلة».

يستقطب الخطّ العربي اليوم شركات أجنبية كبرى، تعدّه المفتاح الذي يُدخلها أسواقاً خليجية وغيرها من بابها العريض، فاستخدمته في حملاتها الإعلانية لترويج بضائعها، منها نصوص وأغلفة وأعمال بصرية تُطلقها لإنجاح هذه الحملات. ويتابع: «أرى في الخطّ العربي مفتاحاً للوحدة العربية. حتى عندما نراه في لغة لا نفهمها، مثل الفارسية، نشعر بهذا القرب بيننا وبينها. أفتخر بهذا الخطّ الذي شهد تطوّراً تاريخياً طويلاً، عبر مساحات جغرافية واسعة».

يعدّد أنواع الخطّ العربي، من الكوفي والنسخ والرقعة والديواني وغيرها، ويُكمل: «جمال الخطّ العربي يُخبرك تلقائياً بتاريخه الجغرافي والوقت الذي استغرقه ليثبت مكانته في الثقافات العربية. عندما نراقب تطوّر هذا الخطّ والمراحل التي مرّ بها، نكتشف بموازاة ذلك مدى علاقته الوطيدة بحقبات تاريخية. وقد شكّل واحدة من حركات القوة (باور موف) عند السلاطين والحكام، فاستخدموه لحفر أسمائهم في التاريخ، من خلال نقود معدنية وجدران معالم أثرية وغيرهما. أستوحي من هذه المَشاهد التي تأثّرتُ بها ركائز للفنّ الذي أعمل في مجاله، فلكل خطّ روحه وشخصيته لعَكْس مدى أهميته».

يتعاون مع متاحف ومعارض عالمية وعربية (صور الفنان)

اليوم، يترجم وائل مرقص تطويره للخطّ العربي بتصاميم حديثة يطبعها فنّ الديجيتال. وعبر شركته التي أسَّسها في أميركا، «مرقص كي»، يخوض تجارب ناجحة مع شريكه جون كي: «بتنا على اتصال مباشر مع مراكز ثقافية خليجية وأخرى أجنبية تستحوذ أعمالنا على إعجابها».

وعمّا يتوقع للخطّ العربي في المستقبل، يختم: «لا يمكنني توقُّع ما ينتظره عالمياً، ولكنْ ثمة مستقبل زاهر في انتظاره بلا شكّ، لا سيما أنه يأتي في المرتبة الثالثة عالمياً لجهة انتشاره بعد الخطّين اللاتيني والصيني».