استعاد فنانون ونقاد بمصر أصداء مسيرة الفنان هشام سليم، في الذكرى الثانية لرحيله، التي تحل، الأحد، ممثلة في أدوار «أيقونية» أدّاها كان أبرزها في مسلسلي «الراية البيضا» و«ليالي الحلمية»، فضلاً عن ابتسامته الشهيرة التي تشير، بحسب كثيرين، إلى شخص متصالح مع نفسه، يسمو عن الصراعات، ويزهد في الأضواء.
ونشرت الفنانة يسرا عبر حسابها على موقع «إنستغرام» صورة من أحد المشاهد التمثيلية التي تجمعها بالفنان الراحل، وهو في الوقت نفسه الشقيق الأصغر لزوجها خالد سليم، معلقة: «رحم الله الفنان الجميل هشام سليم». وأضافت: «من أجمل الأعمال (لقاء على الهواء)»، في إشارة إلى اسم المسلسل الذي جمعهما عام 2004، ودارت أحداثه حول مذيعة شهيرة تتورط في أزمة كبيرة رغم حسن نياتها. وجسد هشام سليم في المسلسل شخصية باحث في معمل تحاليل طبية يتمسك بالمبادئ والأخلاق، مما يوقعه في مشكلات لا تنتهي مع إدارة المعمل المتورطة في قضايا فساد ورشى.
وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل من أصحاب المواهب الحقيقية التي لاقت قبولاً جماهيرياً واسعاً منذ أول أدواره وهو في مرحلة المراهقة وبداية الشباب عبر فيلم «إمبراطورية ميم» الذي أُنْتِجَ عام 1972، وتعاون فيه الوجه الجديد مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والمخرج الكبير حسين كمال، كما تعاون مع عبقري الإخراج يوسف شاهين في «عودة الابن الضال»، إنتاج 1976»، لافتاً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هشام سليم لم يحقق شهرة نجم الشباك الذي يشتري الجمهور تذكرة الفيلم لمشاهدته رغم أنه شارك في بطولات جماعية لعدد من الأفلام مثل (يا مهلبية يا) إنتاج 1991، لكن هذا لا يقلل من قيمته على الإطلاق».
وتألق هشام سليم في المسلسل ذائع الصيت «ليالي الحلمية»، إنتاج 1987، الذي جاء بمثابة «ملحمة درامية تاريخية» ترصد في أجزاء عديدة تطور الحياة في المجتمع المصري منذ عصر الملك فاروق حتى مطلع التسعينات، حيث جسد شخصية الشاب «عادل» نجل «سليم باشا البدري» الذي قدم شخصيته يحيى الفخراني. ولعب هشام سليم دوراً مميزاً في العام التالي مع سناء جميل وجميل راتب عبر مسلسل «الراية البيضا»، حيث قدم شخصية فنان تشكيلي حائر يتسم برهافة الحس وعدم القدرة على التعامل مع الواقع بخشونته وغلظته.
وأشار الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن إلى أن «هشام سليم لم يحقق مساحة من النجومية توازي موهبته الساطعة وإطلالته الكاريزمية نتيجة أسباب عديدة، منها عدم اهتمامه بتسويق نفسه أو الدعاية لأعماله»، لافتاً إلى أن «سليم يعد أحد أبرز الفنانين في العقود الأخيرة التي أجمع الجمهور بمختلف توجهاته الاجتماعية وفئاته العمرية على حبه والشعور بالراحة والألفة تجاهه كلما أطل على الشاشة».